q
المجالس بصرف النظر عن صغرها او كبرها، ان كانت عامرة بذكر الله وفضائله على الإنسانية فهي وسيلة وآلية للذهاب نحو الطاعة الإلهية وطلب الشفاعة في الآخرة، وهذا ما يجعل شهر رمضان أكثر الشهور تذكيرا وتهذيبا للنفوس التي اتعبتها المعصية والابتعاد عن الممارسات العبادية...

الجلوس مع الأصدقاء وتبادل الأحاديث الخاصة والعامة هو ما يبقى في الذاكرة عندما نتذكر الأيام الرمضانية الجميلة التي مرت بها المجتمعات الإسلامية، فلهذه اللقاءات والجلسات نكهتها الخاصة التي تبقى في المخيلة وتكرر في كل عام.

من الحسنات التي يتمتع بها شهر رمضان الكريم هي إنعاش الجلسات الحوارية والعبادية التي عادة ما تهمل في الأيام الاعتيادية، ذلك بسبب الانشغالات الكثيرة والمتزايدة بمرور الوقت، لكن شهر رمضان يعطي الفسحة لإعادة هذه الجلسات الى وضعها الطبيعي والتمتع بأوقاتها السعيدة.

وتعتبر الجلسات المنزلية من الطقوس الرمضانية التي لا يمكن التفريط بها والاستغناء عنها، لذا نجد الكثير من الافراد شديدي الحرص على الالتزام بها والحضور اليها على الرغم من الانشغال، يستقطعون لها الوقت الكافي وتندرج ضمن البرنامج الرمضاني لقسط كبير من افراد المجتمع.

لقد تأثرت اللقاءات الرمضانية بالحداثة الأخيرة التي عصفت بالمجتمعات العربية والإسلامية، فأصبحت هنالك العديد من البدائل، وصار الكثير يفضل قضاء وقت في الكافيهات التي تحولت الى ملجأ العديد من الشباب دون الوعي بما يتركه ذلك من آثار سلبية على تنشئتهم الاجتماعية.

ومع هذه الضغوطات التي اخذت تزيح الجلسات الرمضانية الى زاوية ثانوية، الا ان يوجد من لم يفضل شيء على هذه العادة التي يراها من الإيجابيات الواجب الالتزام وعدم وضعها وراء ظهره في جميع الازمان وتقادم الوقت، كونها جزء أساسي من أجزاء الممارسات الاجتماعية.

ويقابل التنوع في المغريات تطور في الإضافات التي تتضمنها اللقاءات الرمضانية، اذ اضيف اليها الختمات القرآنية وغيرها من الأمور العبادية التي تحافظ على الهوية الرمضانية، وتكرس الالتزام فيها ذلك لما يحمله الشهر الفضيل من فضائل كثيرة وشمائل لا يمكن حصرها، فأصبحت مواطن ينهل منها الصائمون العفو والمغفرة ولا تقتصر على الأحاديث العابرة.

الجلوس مع الأصدقاء في شهر رمضان وما يحمله من نكهة خاصة لا يمكن تفضيل عليها أي شيء آخر، لذلك فهي من الضروريات الاجتماعية والعادات التي تحتوي الا على الجوانب الإيجابية التي تبدو واضحة على التصرفات الفردية وتهذب النفس البشرية بعد تلقيها المتكرر للأحاديث التي تدخل في طاعة الله وتدعوا لفعل الخير.

التجمع في رمضان بحاجة ولاسيما مع انتشار الأفكار غير المتزنة الى توسعة نطاقه لجعله اشبه بالظاهرة التي تأخذ بالانتشار وتلقي بضلالها على شرائح المجتمع كافة، وذلك لا يعني الانتشار او التكثيف العشوائي غير المدروس، بل يجب ان يخضع كل ما يحدث الى خطة وبرامج علمية من شأنها تنضيج الأفكار المطروحة في هذه اللقاءات وتعميمها لتعم الفائدة العامة.

وبطبيعة الحال ستكون إمكانية انتشار الأفكار الإيجابية المنبثقة من هذه المجالس المتواصلة والمؤكدة على ضرورة اتباع الأساليب العبادية الحاثة على التقرب من الله وتطمين النفوس بما يرضي الله وما يجب عليها فعله من اجل الظفر بالمغفرة والرضوان الإلهي.

المجالس بصرف النظر عن صغرها او كبرها، ان كانت عامرة بذكر الله وفضائله على الإنسانية فهي وسيلة وآلية للذهاب نحو الطاعة الإلهية وطلب الشفاعة في الآخرة، وهذا ما يجعل شهر رمضان أكثر الشهور تذكيرا وتهذيبا للنفوس التي اتعبتها المعصية والابتعاد عن الممارسات العبادية.

اضف تعليق