q
يختبر المتطوعون شعورًا أكبر بالرضا عن الحياة والهدف منها، ويزيد الثقة بالنفس ويعطي إحساسًا أكبر بالهوية. يعد العمل الذي يقدمه المتطوعون ضروريًا لنشاطات الحياة اليومية، ما يعطي المتطوعين إحساسًا بوجود هدف، خاصة عند التطوع في المجالات التي يجدونها ذات معنى. إشباع الحاجة إلى النجاح والإنجاز وتحقيق الأهداف...

يساعد المتطوعون المجتمعات التي يخدمونها ويصنعون فروقات لا محدودة في حياة الآخرين، وغالبًا ما يقدمون الخدمات بنية مساعدة الآخرين، ولكن هل بإمكان العمل التطوعي أن يعزز الصحة العقلية والنفسية والجسدية؟

التطوع، أثبت أنه يقلل من التوتر ويحسن الاكتئاب. يمكن أن يقلل من خطر الضعف الادراكي. يمكن أن يساعدنا حتى نعيش أطول.

فقد أظهرت الأبحاث أن العمل التطوعي يقدم عددًا من الفوائد الصحية، خاصة بالنسبة للمسنين كتحسين الصحة العقلية والجسدية. تحافظ النشاطات التطوعية على حركة الناس وتفكيرهم بنفس الوقت.

كذلك وجدت الأبحاث أن العمل التطوعي ضمن الأشخاص البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 60 سنة يقدم فوائد للصحة النفسية والجسدية ويؤدي إلى انخفاض معدلات الاكتئاب والقلق، خاصة عند الأشخاص الذين أعمارهم 65 فما فوق.

وقد كشف بحث جديد، خلال مؤتمر الجمعية العالمية لمرض الزهايمر، في أمستردام بهولندا، أنّ التطوّع ارتبط بنتائج أفضل في اختبارات الوظائف الإدراكية.

وأفادت دونا مكولو، مديرة مهام المنظمة والعمليات الميدانية لدى جمعية الزهايمر، في بيان صحفي: "يشكل المتطوعون ركائز كل المجتمعات وهم مهمون لإنجاح العديد من المنظمات وترك أثر".

وتابعت: "نأمل أن تشجّع البيانات الجديدة هؤلاء الأفراد من مختلف الأعمار والخلفيات على المشاركة في العمل التطوعي المحلي، ليس لإفادة مجتمعاتهم فحسب، بل لصحة أدمغتهم ووظائفها الإدراكية الخاصة أيضا".

وكانت دراسات سابقة وجبت روابط إيجابية بين العمل التطوعي والوظائف الإدراكية. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالبحث الجديد، "الفرق هنا أنه لم يتم إثبات ذلك على مجموعة متنوعة من السكان سابقا"، وفقًا لماريا كاريلو، مسؤولة العلوم الرئيسية لدى جمعية الزهايمر، غير المشاركة في البحث.

نحو 44% من نحو 2،500 مشارك لم يكملوا دراستهم، وفيما يتعلق بالعرق، كان 20% منهم من البيض، و14% من الهسبانيين أو اللاتينيين، و17% من الآسيويين، و48% من السود. وكان هؤلاء يبلغون معدلًا وسطيًا للعمر 74 عامًا، وشاركوا في دراسة "كايزر" للشيخوخة الصحية وتجارب الحياة المتنوعة، أو في دراسة الشيخوخة الصحية للأمريكيين الأفارقة.

وقالت كاريلو: "لقد ثبت أنّ التطوع في مجتمع البيض مفيد". والسؤال هو، هل يتكرر هذا في مجموعة أكثر تنوعًا؟".

بين هؤلاء البالغين، كان التطوع في العام السابق للدراسة مرتبطًا بنتائج أفضل في اختبارات الوظائف التنفيذية والذاكرة الحدثية اللفظية، بغض النظر عن اختلافاتهم في العمر، أو الجنس، أو مستوى التعليم، أو الدخل".

وتشتمل الوظيفة التنفيذية على العمليات العقلية التي تساعدنا على التخطيط، وتركيز الانتباه، وتذكُّر المهام وتحديد أولوياتها. وفي البحث الأخير، أشار يي لور، المؤلف الأول للدراسة، إلى أن الذاكرة الحدثية اللفظية تشير إلى قدرة الشخص على استرجاع تفاصيل من القصص و/أو قوائم الكلمات.

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين تطوعوا مرات عدّة في الأسبوع كان لديهم أعلى مستويات الوظيفة التنفيذية.

وقال لور، طالب الدكتوراه بعلم الوبائيات في جامعة كاليفورنيا لـCNN: "هذه المرة الأولى التي يتم فيها البحث حول الصلة بين التطوع والإدراك في مجموعة تمثل مجتمعات سكانية متنوعة، ومختلف الفئات العرقية/الإثنية في الولايات المتحدة".

وتوصلت الدراسات السابقة إلى أنّ القيام بالتواصل الاجتماعي والنشاط البدني، اللذين غالبًا ما يشارك فيهما المتطوعون، مفيدين لصحة الدماغ.

الروابط الإيجابية

بالإضافة إلى ذلك، قالت كاريلو: "إنها تتمحور حول فكرة الشعور بالإيجابية حيال ما تقوم به. هذه الإيجابية تمثل حلقة ردود فعل إيجابية تساعدنا. إنها تقاوم الاكتئاب والمشاكل الصحة النفسية التي قد نواجهها مع تقدمنا في العمر، بينها الشعور بالوحدة.". إذا كنت ترغب في البدء بالتطوع، تحقق من المستشفيات، أو المتاحف، أو دور العبادة، أو حتى اللجان السياسية.

إذا كانت قدراتك البدنية محدودة، "يمكنك أن تفعل العديد من الأمور عبر الإنترنت في هذه الأيام".

وعدم القدرة على العمل التطوعي طوال الوقت لا يعني أنه يجب أن تتجنبه تمامًا، "حتى القليل منه جيد لصحة الدماغ"، وفقًا لما ذكرته لور.

وأضاف: "التطوع يمكن أن يأخذ أشكالًا عديدة، لذلك ينبغي على الأشخاص إيجاد مهام يستمتعون بها وتمنحهم الرضا الشخصي".

تخفيف الألم الجسدي

يبدو أيضًا أن العطاء يمكن أن يساعدنا في التغلب على الألم. وجدت دراسة أجريت عام 2017 أن الذين يعانون من الآلام المزمنة وتطوعوا قد أبلغوا عن انخفاض الألم.

وجدت سلسلة جديدة من الدراسات أحد أسباب ذلك: يبدو أن مناطق المخ التي تتفاعل مع التحفيز المؤلم قد تم إبطالها على الفور من خلال تجربة العطاء." بينما أكدت معظم النظريات والأبحاث السابقة الفوائد الطويلة الأجل وغير المباشرة للاهتمام بالآخرين.

أظهر البحث أن المشاركين الذين يعانون من الألم استفادوا من أعمال الاهتمام بالآخرين على الفور.

الدراسات التي نشرت في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، اختبرت سيناريوهات مختلفة من ذلك في 287 شخصا.

ووجد أن أولئك الذين تطوعوا للتبرع بالدم بعد الزلزال عانوا من ألم أقل من أولئك الذين أجروا اختبارا روتينيا، على الرغم من استخدام إبرة أكبر. اكتشف شخص آخر، ان الذين أعطوا من وقتهم لمراجعة كتيب أطفال العمال المهاجرين، واجهوا ألما أقل عند تعرضهم لدرجات حرارة باردة من الأشخاص الذين لم يتطوعوا.

في دراسة أخرى، قام الباحثون بتجنيد مرضى السرطان الذين يعانون من الألم المزمن وطلبوا منهم الطهي والتنظيف لأنفسهم أو لصالح الآخرين في مركز علاجهم. عندما كانوا يساعدون الآخرين، انخفضت مستويات الألم لديهم. عندما قاموا بالعمل من أجل مصلحتهم الشخصية، انخفض تأثير تخفيف الألم بأكثر من 62٪.

في الدراسة الأكثر دلالة، طلب الباحثون من المشاركين التفكير في التبرع بالمال لمساعدة الأيتام؛ إذا اختاروا القيام بذلك، طُلب منهم تقييم مدى فائدة ما يعتقدون أن تبرعهم سيكون مفيدا. ثم تم فحص أدمغة هؤلاء المشاركين من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي أثناء تلقيهم صدمة كهربائية سيئة على أيديهم.

أظهرت النتائج أن مراكز السيطرة على الألم في أدمغة أولئك الذين تبرعوا كانت رد فعلها أقل للإحساس بالألم من أولئك الذين لم يقدموا المال. ليس ذلك فحسب، ولكن كلما زاد اعتقاد الأشخاص أن أفعالهم كانت مفيدة، كان رد فعلهم على الألم أقل.

بالإضافة إلى ذلك، وجد المؤلفون أن المعنى الذي أعطاه الناس لأعمالهم الجيدة هو الذي تنبأ بمدى الألم الذي يتخذه الدماغ. في حين أن هناك حاجة إلى مزيد من البحوث، يعتقد المؤلفون أن الطب يجب أن يفكر في استخدام مساعدة الآخرين "لتكملة العلاجات السلوكية الحالية لعلاج الألم".

وجدت دراسة سابقة أن فعل العطاء يحفز مراكز المكافأة في الدماغ. انخفاض الشعور بالألم مقترنا بالمواد الكيميائية التي تجعلنا نشعر بالراحة - يجعل أدمغتنا تكافئنا على مساعدة الآخرين حتى عندما لا نتوقع أي شيء في المقابل. يبدو ذلك سببا وجيها لوضع السلوكيات التطوعية وغيرها في قائمة المهام الخاصة بك في هذا العام الجديد لتحسين صحتك.

حياة أكثر صحة

صحة المتطوعين تعادل صحة أشخاص أصغر منهم بخمس سنوات من غير المتطوعين حتى بعد السيطرة على العوامل الأخرى للصحة (الجنس والعمر والمستوى التعليمي وحالة المهاجرين والتدين ومسقط الرأس) فقد أظهرت النتائج أن صحة المتطوعين أفضل من غير المتطوعين.

قالت الدكتورة “جينس ديتوليناير”: “إن المكاسب الصحية الناتجة عن التطوع تماثل تلك الناجمة عن كونك رجلًا أصغر بخمس سنوات ومن السكان الأصليين (مقارنة بحالة المهاجرين) وهذا الارتباط المباشر بين العمل الطوعي والصحة ملحوظ إحصائيًا بشكل أكبر من كونه مجرد صدفة”.

عند حساب نسبة الارتباط الكامل المباشر بين العمل التطوعي والصحة إلى الارتباط الغير مباشر الناتج عن زيادة الدخل فقد وجد الباحثون بأن النسبة تعادل الخمس.

كما وجد الباحثون بأن المتطوعين يملكون دخلًا أعلى (بعد التحكم بالعوامل الشخصية المذكورة آنفًا) وهذا الدخل العالي يرتبط بكونهم في صحة أفضل.

قال الأستاذ “ستيجن بيرت”: “تعزز هذه النتائج صحة الأبحاث السابقة التي تقول بأن وجود أنشطة تطوعية سابقة في السيرة الذاتية للشخص تسفر عن فرص عمل أكبر وخصوصًا بالنسبة لغير المواطنين”.

وضع الباحثون ثلاثة تفسيرات محتملة أخرى لوجود ارتباط بين العمل الطوعي والصحة الجيدة. قالت الأستاذة “سارة ويليامز”: ”أولًا، قد يحسن العمل التطوعي من فرص الحصول على المعززات النفسية مثل: الثقة بالنفس والكفاءة الذاتية.

والمعززات الاجتماعية مثل: الاندماج الاجتماعي والحصول على الدعم والمعلومات، وقد وجدت الأبحاث أن لكلا الأمرين تأثير إيجابي عام على الصحة.

ثانيًا، العمل التطوعي يزيد من النشاط البدني والمعرفي والذي يحمي ضد التراجع الوظيفي والخرف الذي قد يحصل في الشيخوخة.

أخيرًا، وجدت الأبحاث المتعلقة بعلم الأعصاب أن التطوع يساهم في تحرير الهرمونات المرتبطة بإعطاء الرعاية كالأوكسيتوسين والبروجسترون والتي لديها القدرة على تنظيم الضغط والالتهابات”.

من الفوائد العقلية التي قد يختبرها المتطوع

- نشوة المساعدة: هو شعور ينتاب المتطوع بعد العمل التطوعي، ويظهر كهدوء طويل الأمد وانخفاض في التوتر وإحساس أكبر بتقدير الذات بعد إنجاز شيء لطيف لشخص آخر.

- الرضا عن الحياة: يختبر المتطوعون شعورًا أكبر بالرضا عن الحياة والهدف منها، ويزيد الثقة بالنفس ويعطي إحساسًا أكبر بالهوية. يعد العمل الذي يقدمه المتطوعون ضروريًا لنشاطات الحياة اليومية، ما يعطي المتطوعين إحساسًا بوجود هدف، خاصة عند التطوع في المجالات التي يجدونها ذات معنى.

- إشباع الحاجة إلى النجاح والإنجاز وتحقيق الأهداف: يشعر الفرد بدافع نفسي يحثه على التطوع ليقوم بعمل يحقق لذاته إحساسا عميقا بالإنجاز وتحقيق الأهداف، وذلك من خلال ما يقوم به من خدمات لمن هم بحاجة إلى مثل هذه الخدمة.

- شيخوخة ممتعة: وجد الأشخاص المتقدمين بالعمر أن العمل التطوعي قد يؤخّر بداية التدهور المعرفي ويرتبط بانخفاض معدلات الاكتئاب والشعور بالوحدة. إضافةً إلى ذلك، وجدت دراسة طولية عن التقدم بالعمر أن معدلات الوفاة لدى المتطوعين أقل من أولئك غير المتطوعين، حتى عند ضبط العمر والجنس والصحة الجسدية. كذلك أيضًا، يزداد الرضا عن الحياة وتقدير الذات لدى المتطوعين المتقدمين بالسن.

- العمل التطوعي مفيد لأننا نشعر بالرضا عند مساعدة الآخرين، ويعزز علاقاتنا الاجتماعية والشعور بالانتماء.

– يبقينا العمل التطوعي على اتصال حتى في التقاعد. ومن الممكن أن يكون طريقة رائعة أيضًا لبناء مهارات مهنية وتجربة رص جديدة.

- يزيد العمل التطوعي التفاعلات الاجتماعية ويساعد في بناء نظام دعم قائم على الاهتمامات المشتركة، تعد المشاركة في النشاطات المشتركة واحدة من أفضل الطرق لإيجاد أصدقاء جدد وتقوية العلاقات الموجودة. يساعد تكريس الوقت للتطوع على توسيع شبكة العلاقات الاجتماعية وتدريب المهارات الاجتماعية مع الآخرين.

- إشباع الحاجة إلى الحب والاحترام والثقة بالنفس: احترام الناس وتقديرهم له، ولما يقوم به تجعله أكثر اعتزازا بنفسه وبقدراته، وبذلك يعرف الشخص قدراته وإمكانياته جيدا ويعمل على ممارستها، ومن خلالها يتعرف الآخرون على قدراته وإمكانياته فيزدادون تمسكا به وحبا واحتراما له.

كما ان اكتساب المهارات المتعددة ينمي إحساس الشخص بالفخر الذاتي ويعزز صورته الإيجابية أمام نفسه.

- تفريغ الطاقة وشغل أوقات الفراغ: الفراغ يعتبر قاتل الإبداع والعمل، وهو قاتل أي طموح، وأحد الحلول لقتل الملل والفراغ هو ممارسة الأعمال التطوعية، فبهذا يستطيعون ملء الفراغ الذي يعانيه الكثير منهم، ليشاركوا في هذا الأعمال التطوعية حسب تخصص كل منهم وميوله.

كذلك العمل الخيري النافع للمجتمع يساعد على طرد الأفكار والعادات المدمرة والأفكار السلبية، ويقلل كذلك من الأحكام السلبية والنقد بما في ذلك النقد الذاتي.

- التطوع يقلل التوتر والغضب والقلق ويحسن الحالة المزاجية: خاصة إذا كانت التجربة غنية بالتفاعل والمشاعر الإيجابية وكانت تشعر المرء بالرضا عن نفسه وعن العطاء الذي يقدمه للآخرين.

- يمنع الإحساس بالعزلة: المشاركة في العمل التطوعي تساعد المرء على تكوين صداقات جديدة وإنشاء دائرة أكبر من العلاقات الإنسانية.

وقد يساعد العمل التطوعي الأشخاص الخجولين أو المنطوين بطبعهم على الخروج من دائرتهم الصغيرة والمحدودة إلي دوائر كبيرة ومريحة بالنسبة لهم، وهذه الدائرة التي تتسع باضطراد قد تفيد الشخص على المستوي العملي والمهني أيضا.

- الشعور بالسعادة: وهو أحد الأهداف التي يسعى كل شخص لتحقيقها في الحياة. فالهرمونات التي يتم إفرازها في حالات الرضا والسعادة يرتفع مستواها بشكل واضح أثناء الأنشطة التطوعية، فالإنسان بطبعه كائن اجتماعي كما ذكرنا، يؤثر ويتأثر بالمجتمع المحيط. التطوع يتسبب في دائرة مستمرة من السعادة، خاصة إذا كان العمل التطوعي مؤثرا في حياة أفراد المجتمع.

العمل التطوعي في الاسلام

تبرز عظمة الإسلام في انه استطاع إن يجعل الشعور بالآخر في صميم الشخصية المسلمة. ففي الاسلام يعتبر العمل التطوعي احدى الركائز الاساسية في بناء علاقة الفرد المسلم مع باقي افراد مجتمعه، أو علاقته ببيئته ومحيطه الذي يعيش فيه، او حتى المحيط البعيد عنه، وقد قال الله تعالى (ومن تطوع خيراً فهو خير له) وقال الرسول صلى الله عليه وآله (خير الناس أنفعهم للناس).

وكل أشكال العون والصدقات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد تدخل بشكل أو بآخر في العمل التطوعي، ويعتمد العمل التطوعي في الإسلام على عدة عناصر منها:

- الإخلاص في العمل لوجه الله تعالى، لأن في ذلك أجراً عظيماً. ومن ذلك قوله صلى الله عليه وآله (ومن مشى مع اخيه في حاجته حتى يثبتها له ثبت الله قدمه على الصراط يوم تزول الاقدام).

- الصبر والتحمل: إذ أن كثيراً من الأعمال تكون ناجحة في بدايتها، لكنها تفشل فيما بعد، بسبب عدم صبر المتطوعين على إتمام العمل.

- الابتسامة والبشاشة: فالعمل التطوعي هدفه إيجابي لترسيخ مشاعر المحبة والرحمة.

- قابلية العمل بروح الفريق: إذ أن الانفرادية تفرغ التطوع من محتواه. فجميعنا يجمعنا هدف واحد، وهو تلمّس حاجات المجتمع.

- روح المبادرة: وعدم انتظار الآخرين في الفعل والعمل.

- أن يتسم بالجدية والاتزان، وأن يتبنى العمل من أوله إلى آخره، ولا بد أن يتسم عملنا بالجدية حتى ينجح، كذلك الالتزام بالأوقات والتعليمات التي تنصها الهيئة أو المؤسسات، التي تطوّع بها تحت مظلتها.

- خدمة بلا ثمن: ان لاينتظر من عمله التطوعي ثمنا او شكرا او مدحا او أي توقع من الآخرين، فقد قال الله تعالى في القرآن الكريم: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا، إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا)، وكذلك قوله تعالى: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنًّا وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ).

ان العمل التطوعي كما انه حاجة نفسية تعطي معنى وجوديا ودفعا معنويا وسلاما روحيا وسعادة ذاتية للمتطوعين، كذلك هو حاجة اجتماعية جوهرية لتحقيق السلم الاجتماعي والتلاحم الإنساني والاستقرار الاقتصادي.

اضف تعليق