q
عدد غير قليل من التقارير الصحفية الغربية التي نشرت منذ منح حكومة الكاظمي الثقة تحدثت عن اتفاق مصلحة امريكي ايراني لتمرير حكومة الكاظمي، وكثير من هذه التقارير اعدت نشر اغلبها في صفحتي للفائدة العامة تحدث عن تفاصيل محددة للقاءات بين جهات ايرانية وعراقية لاقناع الرافضين للكاظمي...

عدد غير قليل من التقارير الصحفية الغربية - التي نشرت منذ منح حكومة الكاظمي الثقة – تحدثت عن (اتفاق) مصلحة امريكي ايراني لتمرير حكومة الكاظمي. وكثير من هذه التقارير – اعدت نشر اغلبها في صفحتي للفائدة العامة – تحدث عن تفاصيل محددة للقاءات بين جهات ايرانية وعراقية لاقناع الرافضين للكاظمي بالقبول به ولو على مضض او لفترة محددة.

ما استنتجته من كل تلك التقارير - التي لا يمكن ان تكون جميعها بعيدة عن الدقة - ان هناك مجموعة من العوامل التي ادت الى قرار ايراني رسمي بالقبول بالكاظمي. من بين هذه العوامل ما يلي:

1- الغياب المهم لسليماني بعد مقتله في بداية هذا العام الذي اثر بأشكال مختلفة في اسلوب ادارة الملف العراقي في طهران. فمما يحدث في هذا الصدد هو عدم قدرة خليفته – على الاقل حتى الان – في ملء هذا الفراغ. وهذا ما ادى الى الاستعانة المتزايدة بحزب الله اللبناني لحل (اشكالات) عراقية لإيران.

كما ادى ذلك الغياب الى تنافس داخلي ايراني بين اجنحة الحكم المختلفة للظفر ببعض مفاتيح الملف العراقي التي احتكرها سليماني لأكثر من عقد من الزمان، ومن هذه الجهات فيلق القدس ووزارة الاطلاعات وزارة الخارجية.

2- جائحة الكورونا التي اثرت على ايران اقتصاديا وعلى حلفائها في العراق ولبنان أيضا، وسبب انهيار اسعار النفط عبأ جديدا على ايران المثقلة اصلا بأثار العقوبات الامريكية الخانقة.

3- رغبة ايران في المحافظة على الانجاز المتحقق بطلب الحكومة العراقية والبرلمان العراقي من القوات الامريكية بالانسحاب كنصر استراتيجي في اهم ساحة خارجية لايران. ومن اجل هذا النصر فان ايران مستعدة ان تقبل برئيس وزراء عراقي لا تعتبره الاقرب اليها لكنه ليس بعيدا على اية حال.

4- امل ايراني كبير بخسارة ترامب انتخابات الرئاسة هذه السنة لصالح بايدن الذي سيكون افضل لايران في كل الاحوال.

5- محاولة تهدئة الرأي العام الشعبي في العراق للحفاظ على الاوضاع على ماهي عليه او القبول بتغييرات محدودة وبطيئة لاتؤثر على بنية الحكم في العراق تمهيدا للانتخابات العراقية القادمة.

كل هذه العوامل وغيرها لعبت دورا في قرار ايران بالضغط على حلفائها في العراق للقبول بالكاظمي ك(استراحة) محاربين ريثما تتحقق اهداف كبرى مثل خروج الامريكيين من العراق وهزيمة ترامب.

مالذي سيحدث اذا لم تتحقق هذه الاهداف الكبرى (عدم انسحاب امريكا من العراق وفوز ترامب مرة ثانية)؟، سينتج ذلك على الاغلب جولة جديدة من الصراع الامريكي الايراني في العراق وقد تكون مماثلة او اكثر سخونة من التي سبقتها.

..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق