q
مع قدوم الصيف وبدء الرحلات والسفرات تبدأ المشاكل والتوترات التي تصاحب السفر ومشكلة حزم الحقائب بالتزايد، وهذه بعض النصائح البسيطة التي قد تجعل من سفرك جميلا ممتعا خاليا من التوتر، ينظر البعض لرحلات العمل المستمرة كفرصة رائعة لكسر الروتين، إلا أن الحقيقة أبعد ما يكون عن ذلك، فرحلات العمل مرهقة جداً، بل وقد تصبح قاتلة...

مع قدوم الصيف وبدء الرحلات والسفرات تبدأ المشاكل والتوترات التي تصاحب السفر ومشكلة حزم الحقائب بالتزايد. وهذه بعض النصائح البسيطة التي قد تجعل من سفرك جميلا ممتعا خاليا من التوتر، ينظر البعض لرحلات العمل المستمرة كفرصة رائعة لكسر الروتين، إلا أن الحقيقة أبعد ما يكون عن ذلك، فرحلات العمل مرهقة جداً، بل وقد تصبح "قاتلة" كما يرى بعض الباحثين. بعض النصائح لجعل هذه الرحلات أقل ضرراً.

قد يواجه الكثير من الناس بعض هذه المشاكل قبل السفر، وهي كثرة الملابس أو صغر الحقائب أو قلتها، أو التوتر الزائد بسبب قرب لحظة السفر. بعض الحلول البسيطة المبتكرة تقلل من حدة هذا التوتر، إذا تم إتباعها بعناية.

هل تشعر بالغيرة عند رؤية صور لأصدقاء لك يسافرون بشكل مستمر بسبب عملهم؟ لكل منا أصدقاء يسافرون بشكل مستمر بسبب العمل، وقد ننظر لصورهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ونظن أنهم محظوظون لأنهم غير مضطرين للبقاء في المكتب طوال اليوم، ولأن وظيفتهم تتيح لهم هذه الفرصة لرؤية عدة بلدان. وربما تكون أنت شخصياً أحد هؤلاء المضطرين للسفر بشكل مستمر بسبب عملك، وفي هذه الحالة فأنت في الغالب تعرف أن الأمر ليس ممتعاً كما يبدو، فالسفر الكثير من أجل العمل ليس فقط مرهقاً، لكنه أيضاً خطراً على الصحة كما تؤكد عدة دراسات.

فيما مشكلة فقدان أمتعة السفر مسألة مزعجة ومتكررة ولم تتحسن بشكل ملحوظ رغم التطور التكنولوجي الذي يرافق كافة مراحل السفر. شركات طيران ومطارات تخطط لاستخدام تقنية متطورة لتعقب الحقائب، لكن الأمر لا يخلو من عقبات.

تقدم تطبيقات الهاتف الذكي طريقة سهلة لإنجاز جميع مراحل السفر، سواءاً بحجز التذاكر أو اختيار مقعد الطائرة أو تسجيل البيانات قبل السفر مباشرة. لكن مسألة واحدة لم يجد لها الهاتف الذكي حلا حتى الآن، وهي مشكلة فقدان حقائب السفر. لذلك يحاول تقنيون حل هذه المشكلة وتقليل الاعتماد على الطريقة التقليدية المتمثلة بلصق اسم المسافر وبياناته على الحقائب، وذلك عن طريق تتبع الحقيبة باستخدام موجات الراديو.

الى ذلك يشار إلى أن العديد من شركات الطيران تخطط لتطوير بطاقة خاصة بالحقائب تحتوي على جميع المعلومات عن الرحلة، بحيث يمكنها تسهيل استخدام تقنية موجات الراديو. فهل ستقدم التكنولوجيا الحديثة الحل لمشكلة ضياع الحقائب في المطارات؟

يشير المسؤولون في مجال الرحلات إلى وجود الكثير من الأشخاص وخاصة من كبار السن الذين يعشقون السفر بحقائب الظهر فقط ويفضلون السفر دون الالتزام بجدول زمني محدد. فما هي الأسباب التي تدفعهم إلى ذلك؟

كيف تتفادى إرهاق السفر وتحقق أكبر استفادة من الرحلات العائلية؟

تعتبر ميليسا برادلي هي المؤسسة لشركة Indagare لرفاهية السفر، وفي الوقت الذي لا تخطط فيه لأي رحلات قصيرة أخرى، تُمضي ميليسا ما بين ثلاثة أشهر ونصف وأربعة أشهر على الطريق كل عام، وتحلق لما يقرب من مائتي ألف ميل.

ومن خلال تجربتها الطويلة في السفر لمسافات بعيدة تقدم ميليسا نصائح لمحبي السفر حول أفضل الطرق لتجنب إرهاق الرحلات الطويلة، وللاستفادة القصوى من الرحلات العائلية.

1- السر الذي يتبعه طاقم المقصورة لتفادي إرهاق السفر

لا أتناول أي شيء أثناء الرحلة. تحدثت إلى الكثير من المضيفات بخصوص هذا الأمر، وهو أحد أسرار المضيفات. منذ عشر سنوات، عملت كأحد أفراد الطاقم ضمن الخطوط الجوية السنغافورية وذلك فيما أُطلق عليه، في هذا الوقت، أطول رحلة في العالم (17 ساعة من سنغافورة إلى نيويورك).

أخبرتني بخدعتها الصحيحة التي جربتها كثيراً وهي عدم تناول الطعام أثناء الرحلة. فمن الناحية العملية، عند الارتفاعات العالية للغاية، يتوقف الجهاز الهضمي بشكل كامل.

وأخبرني أحدهم بأنك تشعر وكأنك تحت تأثير المخدر. ولذا عندما تنزل من الطائرة، يبدأ كل شيء في العمل مجدداً ويواجه جهازك الهضمي الكثير من العمل الذي يتحتم عليه القيام به ولذا تشعر بالمزيد من الإجهاد.

ويفرط معظم الناس في تناول الطعام باعتباره إلهاءً أو طريقة لتمضية الوقت؛ ولكن حتى أفضل الأطعمة التي يجري تقديمها على متن الطائرات تكون مالحة للغاية ومحفوظة حتى يمكن طهيها عن طريق الميكرويف.

ولذا، أتناول شيئاً ما قبل ساعتين من ركوب الطائرة، ولكن بخلاف هذا لا أتناول شيئاً سوى الكثير والكثير من المياه. وفي الحقيقة وبكل صدق، أنا أعيش على الماء وأشعر بحال أفضل بكثير. فعلى سبيل المثال، سافرت إلى باريس الأسبوع الماضي على متن طائرة ونزلت من الطائرة الساعة العاشرة صباحاً تقريباً، وعندما نزلت توجهت إلى تناول غداء رائع ولم أشعر بالندم بأي شكل من الأشكال.

2- تأمين السفر من الأمور الحيوية، ولكن أيضاً تأمين المعدة

منذ سنوات عدة، كنت في دلهي بالهند وخرجت للعشاء، وبدأت أشعر بتسمم غذائي، وهذه أول مرة يحدث لي في دلهي. ولذا منحني أحد الأصدقاء عبوة من المكملات الغذائية؛ وتناولت قرصين أو ثلاثة، وعلى الفور، زال شعور الغثيان الذي راودني. وكان ذلك أكثر الأشياء جنوناً.

ومنذ ذلك الحين، أتناول هذه الأقراص يومياً عندما أسافر إلى أي مكان – وأحمل معي Pro 15. كما أتناول أقراص Pepto-Bismol أيضاً. وتعمل المكملات الغذائية على إضافة البكتيريا الصحية إلى المعدة وتعمل أقراص Peto-Pismol كوسيلة وقائية تكسو المسار الهضمي مثل واقي اليد ويمكن لذلك أن يساعد في فلترة الكائنات الدقيقة الموجودة في المياه الملوثة أو الغذاء.

3- كيفية تنظيم إجازة للأسرة، والاستفادة القصوى منها بعد ذلك؟

إذا قمت برحلة أسرية تتضمن العديد من الأشخاص بأعمار مختلفة، أخبرهم بثلاثة أدوار: المرشد، الموثق، ومدون الملاحظات. وفي كل يوم، يتولى شخص ما توثيق كل شيء ليكون بمثابة الكاميرا التي تصور الأحداث، فيما يدون شخص آخر الملاحظات، ويتولى شخص ثالث مهمة قائد الرحلة، ولذا يتحتم عليهم التحدث لبعض الوقت بخصوص الأماكن التي سيزورونها اليوم.

وفي كل يوم، يجري تدوير هذه الأدوار، وفي نهاية الرحلة تحظى بسجل رائع. كما يمكنك منح دور المحرر لأحد أفراد الأسرة، وسيعمل على تجميع ألبوم بصور كل شخص ويطبعها لهم جميعاً.

4- كيف لا تتنازل عن إحدى الخدمات بسبب 10 دولارات كل يوم؟

منحني أحد الأصدقاء جهاز Skyroam، شبكة لاسلكية من الهاتف، منذ سنوات قليلة. وتدفع 10 دولارات كل يوم ولا يهم كم البيانات التي تستخدمها طوال اليوم، سواء قام أطفالك بتحميل ثلاثة أفلام أو استخدام إنستغرام الذي يستخدم الكثير من البيانات.

كما أنني أستخدمه كذلك في صالات المطار حيث يستخدم العديد من الناس شبكة Wi-Fi الموجودة بالمطار ما يُبطئ سرعتها كثيراً، وأستخدمه أيضاً في الفندق عندما يكون هناك قدر معين لكل جهاز، يمكنني حينها أن أستخدم جهاز Skyroam بدلاً من ذلك – لاحظت وجود خمسة أفراد على نفس وسيلة الاتصال ولا أدفع مقابل شبكة الـ Wi-Fi أيضاً.

هل تصاب بالمرض بعد كل مرة تسافر فيها بالطائرة؟ إليك السبب الرئيسي

كثيراً ما تترامى إلى مسامعنا بعض محادثات في مكاتب العمل، التي تحيل إلى أن أحدهم عاد من رحلة طويلة وقد أصابته وعكة صحية. وفي الأثناء، يسارع زملاؤه لإخباره أنه قد تعرض لإحدى الجراثيم التي تنتشر في الطائرات.

ومن المرجح أن أحدهم قد نقل معه تلك الجراثيم إلى الطائرة، قبل أن تنتشر في أجوائها وتصيب باقي المسافرين. وفي هذا الصدد، أكد باحثون في جامعة ولاية أريزونا وجامعة ولاية فلوريدا، فضلاً عن جامعة إمبري ريدل للطيران بالمملكة المتحدة أن الطريقة التي يصعد من خلالها المسافرون إلى الطائرات قد يكون لها دور كبير في انتشار الأمراض المعدية.

وافترض الباحثون ضمن إحدى الدراسات إمكانية انتشار فيروس إيبولا، على سبيل المثال، بين المسافرين، ومدى ارتباط ذلك بمختلف المراحل التي يمر بها الركاب حتى يستقروا في نهاية المطاف في مقاعدهم على متن الطائرة.

وبحسب مجلة The Economist البريطانية، تتمثل الطريقة التقليدية التي يصعد بها الركاب إلى الطائرة، في تقسيم الطائرة إلى ثلاثة أجزاء، وصعود الركاب من الأمام إلى الخلف. ونتيجة لذلك، يصبح هناك احتمال بنسبة 67 % أن يصاب نحو 20 مسافراً بفيروس الإيبولا، شهرياً.

ويُعزى ذلك إلى أن الركاب وفي ظل هذه الطريقة التقليدية لركوب الطائرة، يكونون متجمعين بشكل مكثف، في انتظار أن يقوم الركاب الذين سبقوهم إلى داخل القمرة بوضع حقائبهم في أماكنها.

من جانبهم، يقترح الباحثون حلاً لمعالجة هذا الخلل، إذ يقتضي الأمر تقسيم الطائرة إلى جزئين فقط، في حين يجب السماح للركاب بالصعود بشكل عشوائي. وفي هذه الحالة ستتراجع نسبة احتمال إصابة 20 شخصاً بأي نوع من الفيروسات شهرياً إلى 40%.

في المقابل، كشفت الدراسة أن عملية إخلاء الطائرة ليست مهمة جداً، طالما أنها تجري وفقاً لنسق سريع، ولكن يبقى هناك عامل أساسي آخر فيما يتعلق بإمكانية انتشار الفيروسات، ألا وهو حجم الطائرة.

ففي الواقع، تعد مخاطر انتشار الجراثيم في الطائرات الصغيرة، التي لا يتجاوز عدد مقاعدها 150 مقعداً محدودة، مقارنة بالطائرات الضخمة. ويعزى ذلك إلى أن عملية الصعود إلى الطائرات الكبيرة، والاستعداد للتحليق، تستغرق الكثير من الوقت، بالإضافة إلى الفوضى التي عادة ما تنجم بسبب العدد الكبير للركاب، الأمر الذي سيزيد حتماً من خطورة التعرُّض للجراثيم.

أكثر الأماكن تلوثاً على متن الطائرة

كشفت الاختبارات التدي أجراها الموقع المتخصص بالسفر Travel Math، كشفت على وجود مكان مثقل بالبكتريا ربما لم يخطر على بالك التفكير فيه: ذلك المكان هو فتحة الهواء الموجودة أعلى رأسك والتي يجب عليك لمسها لضبطها.

أرسلت ترافل ماث متخصص في علم الأحياء الدقيقة لاختبار خمسة مطارات وأربع طائرات للبكتيريا، ووجدت أن فتحة الهواء تلك تحتوي على 285 وحدة مكونة من مجموعة من البكتيريا لكل 2.54 سنتيمتر مربع (1 بوصة مربع).

ولا يزال يعد ذلك قليلاً مقارنة مع طاولات الطعام التي يمكن أن تحتوي على 2155 وحدة مكونة من مجموعة من البكتيريا لكل 2.54 سنتيمتر مربع (1 بوصة مربع)، والتي احتلت مكان الصدارة خلال الاختبارات التي أجريت في الكشف عن المكان الأكثر قذارة على متن الطائرة. بحسب هاف بوست عربي.

ولكن مع ذلك فإن فتحات الهواء تحتوي على عدد أكبر من البكتيريا من زر تدفق الماء بالمرحاض، الذي احتوى على 265 وحدة مكونة من مجموعة من البكتيريا لكل 2.54 سنتيمتر مربع (1 بوصة مربع).

هل يحل الهاتف الذكي مشكلة فقدان حقائب السفر؟

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "دي فيلت" الألمانية، فإن هذه التقنية تستطيع التعرف على الحقائب بشكل أفضل من الماسح الضوئي المستخدم حالياً في المطارات، رغم الآراء الجيدة في هذه التقنية، إلا أن استخدامها والاستفادة منها يعتمد بشكل كبير على المطار الذي تنطلق منه الرحلة ونوعية التقنيات المستخدمة فيه. وبالتالي فإن نجاح الفكرة يعتمد بشكل كبير على التعاون مع المطارات وشركات الطيران.

ووفقاً لتقرير "دي فيلت"، فإن استخدام تقنية موجات الراديو ليس بجديد في مجال الطيران، إذ يتم استخدامها في التعرف على أجزاء في كابينة القيادة وفي عمليات الصيانة أيضاً، هذا ويستخدم مطار فرانكفورت تقنية موجات الراديو منذ سنوات طويلة، لكن لم يتم اعتمادها بعد للتعرف على الحقائب. أما مطار ماكاران في لاس فيغاس ومطار هونغ كونغ الدولي، فيستخدمان بشكل كبير تقنية موجات الراديو. كما أن شركة "دلتا" للطيران تستعين بالتقنية لتحسين تعقب الحقائب.

ويحتاج استخدام هذه التقنية لتجهيزات تقنية عديدة من أجهزة لاستقبال الموجات ووحدات استقبال الحقائب. وبدأت شركة "دلتا" للطيران باستخدام هذه التقنية، إذ أعدت أجهزة خاصة لاستقبال الحقائب، كما أن الراكب يحصل على معلومات عن طريق تطبيق على الهاتف الذكي عن مكان تواجد الحقيبة في كل مرحلة من مراحل الرحلة.

لماذا أصبح كبار السن يقبلون على سفر "الترحال بحقائب الظهر"؟

عندما بلغت جاكلين غروهر عامها الخمسين، لم تكن في منزلها لإقامة حفل بمناسبة اليوم، كما يفعل الكثير من الألمان عادة. وبدلا من ذلك، كانت في جبال الأنديز برفقة ثلاثة من المسافرين الرحالة بحقائب الظهر، الذين يبلغون من العمر نصف سنها. وتعمل غروهر في هامبورغ مدربة لمديري الأعمال، ولكنها عرفت أنها ترغب في القيام بشيء مختلف في عيد ميلادها الخمسين. لذا ذهبت للترحال بحقيبة الظهر، حتى بلغت أقاصي باتاجونيا، ثم بدأت السفر عبر الأرجنتين، ومعها دليل "لونلي بلانيت" السياحي وهاتف ذكي. ويبدو أن وجود رحالة من كبار السن هو أمر فريد، ولكن هل الأمر كذلك حقا؟

يشير المسؤولون في مجال الرحلات حاليا، إلى وجود المزيد والمزيد من الأشخاص من الجيل الأكبر سنا، الذين يعشقون السفر، والذين يتجولون في جنوب شرق آسيا وأمريكا الجنوبية، ووجهات أخرى بعيدة، ويسافرون ببساطة كما يفعل الشباب. وتقول غروهر: "نحن كبار السن صرنا أكثر شبابا، وإننا نبحث عن معنى الحياة بقدر ما يفعله الجيل /واي/ (الجيل الأصغر سنا)". ويعد أحد الفروق الأساسية بين الجيلين، هو أن هؤلاء الذين يعيشون النصف الثاني من حياتهم، لديهم وقت أقل، ولكن لديهم المزيد من المال للقيام برحلاتهم.

فإذن ما هو الشيء الذي يشكل المسافرين الرحالة؟ تقول مانويلا باور، وهي أكاديمية في الجغرافيا بجامعة ميونيخ، إنه "من الممكن اعتبار هؤلاء المسافرين، الذين يقومون برحلات دون الالتزام بجدول زمني محدد، من المسافرين الرحالة". وتقول باور، التي تدرس للحصول على شهادة الدكتوراه حول موضوع "فجوة السفر لمدة عام"، وهي تلك الظاهرة التي تشهد نموا سريعا بين الأشخاص الذين يأخذون عطلة لمدة عام بعد دراستهم وقبل أن يبدأوا وظيفتهم، إن الرأي الأساسي للمسافرين الرحالة هو: "إننا أفراد مرنون ولكل منا طريقه الخاص، بعيدا عن الطريق المألوف".

ولكن ليس هناك حدود عمرية في هذا الشأن، سواء منخفضة أو مرتفعة. وتقول باور إن هناك في الوقت الحالي الكثير من المسافرين الفرادى في جنوب شرق آسيا، الذين يستكشفون المنطقة، لدرجة من الممكن أن تبدو وكأنها سفر جماعي. وينتمي عدد كبير منهم إلى الجيل الذي شهد "طفرة في الإنجاب"، وهم هؤلاء الذين ولدوا تقريبا في الفترة بين عامي 1945 و1965، وهم الذين قاموا بالفعل بقدر كبير من رحلات السفر عندما كانوا أصغر سنا.

والآن، في الوقت الذي يتصرف فيه أبناؤهم بمفردهم، فإن هؤلاء الشيب يعودون لسلك الطريق من جديد - ويجدون أن السفر أرخص بكثير مما كان عليه حينها. وتوضح باور أن "رحلات الطيران أرخص، كما يمكن للمسافرين أن ينسقوا عرضا جيدا جدا أكثر مرونة أثناء السير على الطريق، وذلك بفضل (تقنية) الرقمنة". فبهاتف ذكي، يمكن للمسافر حجز نزل رخيص ما بين يوم إلى يوم آخر. كما يرغب المسافرون من كبار السن أيضا في اتباع هذه التجربة الفريدة، وليس اتباع بعض البرامج السياحية العادية. وأشارت إلى أن "سفر الترحال هو أبرز رمز" لهذا النوع من السفر.

وعلى سبيل المثال، فإنه من الممكن أيضا القيام بذلك بالدراجة. وهذا ما ستوضحه بترا ديكر، رئيسة اتحاد الرحالة الألماني. وتقضي ديكر البالغة من العمر 50 عاما، ستة أسابيع متواصلة في ركوب الدراجات في بعض الطرق النائية. وتقول ديكر إن طريق "كاريتيرا أوسترال" في تشيلي، كان قد شهد العام الماضي "عددا كبيرا من الدراجات. وكنت الجدة (الوحيدة) ضمن المجموعة"، مضيفة، دون مفاخرة، أنها من الممكن أن تقطع بسهولة مسافة 100 كيلومتر في اليوم. بحسب وكالة الانباء الألمانية.

وليس من الممكن القيام بذلك بدون وجود أي وسائل للراحة. فإن ديكر دائما ما تحمل معها خيمة، إلا أنها تفضل البقاء في نزل، "حيث دائما ما تلتقي بأشخاص آخرين، ويمكنك الحصول على بعض النصائح المفيدة". ويرى الكثير من المسافرين الأصغر سنا الأمور على نحو مماثل، على الرغم من أنه من الممكن أن يكون هناك بعض الاختلافات البسيطة، ولكن المهمة. فعلى سبيل المثال، من الممكن أن تتحمل ديكر تكاليف الإقامة في غرفة فردية أغلى في الثمن، كما أنها من الممكن أن تنفق المزيد من المال على الوجبات. وتقول ديكر: "أنا لا أفضل تحضير المعكرونة مع صلصة الطماطم". في الوقت نفسه، بدأت النزل في تطويع خدماتها لمختلف الفئات المستهدفة ولراحتهم - لتتنوع بين الغرفة الفردية ذات الحمام الخاص، إلى الغرف ذات العديد من الأسرة.

وعلى ضوء هذا الوضع المتغير، مع وجود حافلات مكيفة الهواء، ووصلات للشبكات المحلية اللاسلكية (WLAN) في كل مكان تقريبا، والمزيد من سبل الراحة المتاحة لهؤلاء الذين يستطيعون تحمل التكاليف الإضافية، فمن الممكن القيام بالكثير من رحلات السفر الفردية في جنوب شرق آسيا وأمريكا الجنوبية وأماكن أخرى. إن المسافرين الرحالة لا يتعين عليهم، في الوقت الحاضر، أن يكونوا مغامرين شجعان. ولذا يقوم المسافرون من الجيل الأكبر سنا بحزم حقائبهم من جديد. ومن المتوقع أن تتواصل أعدادهم في الارتفاع.

لماذا تشكل رحلات العمل المستمرة خطراً على حياتك؟

فقد حذر باحثون في جامعتي سيراي البريطانية وليناوس السويدية في بحث -يحمل اسم "الجانب المظلم للتنقل المستمر"- من "الصمت الذي لا يحمد عقباه فيما يتعلق بالجانب المظلم لتلك الرحلات المستمرة". ونقل موقع The economist نتائج هذا البحث، قائلاً إن للسفر المستمر عواقب كثيرة على الجوانب الجسدية والنفسية والعاطفية والاجتماعية، والتعرف على الأعراض الجسدية هي بالطبع الأسهل.

فمن يسافر بشكل مستمر يعاني من عدة أعراض، على رأسها اضطراب الرحلات الطويلة المستمر كما ذكر سكوت كوهين، نائب رئيس فريق البحث في معهد السياحة والإدارة الفندقية في جامعة سيراي البريطانية. ونقل موقع fastcompany بعض هذه الأعراض التي ذكرها سكوت كوهين في دراسته، من بينها الشيخوخة المبكرة وزيادة خطر التعرض للسكتة القلبية والجلطة ويكون جهازهم المناعي أضعف من غيرهم. ويضيف كوهين أن السفر لأكثر من 85 ألف ميل سنوياً بالطائرات يعرض الأشخاص لإشعاعات أكثر من تلك التي تعتبر "آمنة".

وينقل موقع Appotheken الألماني دراسة أقيمت في جامعة كولومبيا في نيويورك، وتوضح أن السفر لأكثر من عشرين يوماً في الشهر يعد أمراً خطراً، وقام فريق البحث بقيادة أندرو رودل بفحص نحو 13 ألف موظفاً، يسافر ثمانون بالمائة منهم على الأقل مرة في الشهر، بينما كان واحد بالمائة منهم يسافر لأكثر من عشرين يوماً، واتضح أن زيادة السفر تزيد من وزن الجسم، ومن نسبة الكولسترول كما تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.

معاناة لكل أفراد الأسرة

من ناحية أخرى يعاني هؤلاء الذين يسافرون بشكل مستمر بسبب العمل من مشاكل نفسية وعاطفية، بسبب التغيير المستمر في الأماكن والتوقيت، ويعانون من الضغط النفسي المستمر، خاصة وأن الوقت الذي يقضونه في الرحلة قلما يعتبر وقتاً للراحة، بل هو عادة وقت يقضيه الشخص في التحضير للعمل، بل ويزيد قلقه من عدم الرد على الرسائل وتراكمها في هذه الفترة، وهو ما يجعله في حالة عمل وضغط مستمرة. وتقول الأخصائية النفسية سارة بيرنت، على موقع مستشفى هيليوس، إن المرء لا يمكنه الاحتفاظ بعاداته المرتبطة بالنوم والأكل وغيرها أثناء السفر وهو ما يصيبه باضطراب، ويؤدي لضغوط نفسية.

وعلى الجانب الاجتماعي يعاني الشخص من الوحدة، بسبب بعده المستمر عن أسرته وأصدقائه، حسب الباحثين. وكثيراً ما تتأثر الحياة الزوجية لهؤلاء الأشخاص بشكل كبير، إذ يعاني الطرف الذي يبقى في المنزل أيضاً لأن عبء الأعمال المنزلية ورعاية الأبناء بقع عليه بالكامل، كما يعاني الأبناء من اضطرابات سلوكية. كما يضيف موقع Psychology today أن التحضير للسفر وتغيير مواعيد النوم والأكل تؤثر على العادات الصحية، وأضاف أن السفر الدائم يجعل تناول الوجبات الصحية أمراً أصعب.

نصائح عملية تجعل استعدادك للسفر خاليا من التوتر

تصوير الملابس الضرورية:

لا يمكن حمل جميع الملابس أثناء السفر، وهذه المشكلة الكبرى التي تواجه الكثير من الناس قبل السفر وحزم الحقائب. والحل يكمن في تصوير الملابس الضرورية والالتزام بهذه الملابس المنتقاه. وينصح بلف الملابس بدلا من طيها، لأن هذا يوفر مكانا كبيرا في حقيبة السفر.

علب الشامبو ومستحضرات التجميل:

مستحضرات ومساحيق غسل الشعر والتجميل هي المشكلة الأخرى التي قد تواجه المسافرين بالطائرة خصوصا، وذلك بسبب أحجامها وأوزانها الكبيرة. والحل هنا هو بسيط جدا وهو أخذ علب صغيرة من المستحضرات والمساحيق تكفي لفترة السفر.

نظام ملاحة مجاني:

أصبح نظام الملاحة المحمول في وقتنا الحالي جزءً أساسيا من متاع السفر، وذلك للتعرف على المناطق الجديدة والبعيدة وللاستدلال على المناطق السياحية وللتنقل.

لذلك ينصح موقع "فوكوس" الألماني بتحميل برنامج ملاحة وخرائط المنطقة المراد زيارتها في الهاتف وقبل التوجه إلى تلك المناطق، وذلك لعدم ضمان وجود خدمة انترنت في ذلك المكان، ولكسب الوقت والمال.

هل أغلقت باب منزلك، أو أطفأت جميع المصابيح الكهربائية والمعدات الالكترونية في دارك قبل السفر؟

الكثير من الناس تراودهم هذه الأسئلة عندما يركبون سيارة الأجرة المتوجهة للمطار، أو عندما يغادرون الدار وصار بعيدا عنهم. والرجوع إلى المنزل والتأكد من ذلك قد يكون متأخرا جدا، وقد لا يكون هناك مبرر لذلك، لأن الشخص كان قد قام فعلا بغلق الأبواب وإطفاء جميع المعدات الالكترونية.

وقد يكمن حل ذلك في الحديث بصوت عال بعد عمل ذلك في الدار، أي في حينها، والقول مثلا: لقد أغلقت الباب. فدماغ الإنسان سيتذكر اللحظات هذه، ولا داع للقلق من جديد.

صيدلية متنقلة للسفر:

أخذ بعض الأدوية والمواد الطبية المهمة قد تكون له فوائده الكثيرة. في بلد أو مدينة غريبة يصعب على الشخص التأقلم سريعا مع الأجواء الجديدة ويصعب في الغالب الذهاب إلى طبيب أو إلى المستشفى، وقد يتعرض الشخص إلى بعض الوعكات الصحية البسيطة التي يمكن علاجها شخصيا.

الاستعداد المبكر:

الخطأ الذي يرتكبه الكثيرون هو الاستعداد للسفر قبل ساعات من وقت السفر. وهذا الاستعداد المفاجئ قد يجعل الشخص متوترا ويفقده التركيز على الأشياء الضرورية التي يجب عملها قبل وأثناء السفر. والحل هنا بسيط أيضا جدا وهو الاستعداد للسفر قبل أيام وترك الساعات الأخيرة للسفر للاستراحة وليس لحزم الحقائب.

اضف تعليق