q
يعتقد البعض داخل تويتر أنّ جزءاً كبيراً من نجاح «ثريدز» في الحصول على 150 مليون مستخدم خلال أسبوعين، مرتبط بسخط الناس من إيلون ماسك. فقراراته المثيرة للجدل ساهمت في تراجع تويتر. وبالفعل، استقطب «ثريدز» شخصيات بارزة من صنّاع الترفيه وقادة العالم. لكن لا يزال من السابق لأوانه...

في حين ترقّب شعب الإنترنت قتالاً داخل قفص، بين إيلون ماسك ومارك زوكربيرغ، وجّه الأخير لكمة خاطفة إلى الأوّل مُطلقاً التطبيق الأعجوبة، أحدث ما وصلت إليه علوم البرمجة، نسخة عن تويتر، تطبيق «ثريدز». وصل التطبيق إلى 100 مليون مستخدم في خمسة أيام فقط، ما يجعله الأسرع نمواً على الإطلاق. ومع ذلك، تشير البيانات الجديدة إلى أنّ تفاعل المستخدمين قد انخفض منذ ذلك الحين.

وفقاً لأرقام Sensor Tower وLikeWeb، انخفض عدد المستخدمين النشطين يومياً من 45 مليوناً عندما تم إطلاقه في 6 تموز (يوليو) الحالي إلى 28 مليوناً في 13 تموز، أي بنسبة 38 في المئة. انخفض أيضاً متوسّط الوقت الذي يقضيه المستخدمون على التطبيق، من 20 دقيقة إلى 5 دقائق. وهذا يمثل انخفاضاً بنسبة 75 في المئة في الاستخدام. وعلى المقلب الآخر، بقيت مستويات استخدام تويتر من دون تغيير تقريباً، داحضة كل الكلام عن هجرة جماعية رقمية. علماً أن تويتر ليس في حال جيدة أيضاً.

إذاً، التطبيق الأسرع تنزيلاً في العالم، لا يريد شعب الإنترنت استخدامه. حسناً، لكن لماذا؟

بدايةً، من الخاطئ مقارنة سرعة نمو «ثريدز» مع تطبيقات ومنصات أخرى. فهو لم يأت من العدم. ليس مثل ظهور منصة نتفليكس أو تيك توك. هو تطبيق آتٍ من شركة عملاقة تدعى «ميتا»، في جعبتها 3 مليارات مستخدم. ثانياً، «ثريدز» وصل على أكتاف تطبيق إنستغرام. عملياً، قام بعض مستخدمي إنستغرام البالغ عددهم 2.3 مليار بتنزيل «ثريدز» ثم انتهت الحكاية. القصد هنا أنّ «ثريدز» لم يبن قاعدة مستخدمين. كان الأمر أشبه برحلة قام بها مستخدمو إنستغرام دامت أسبوعاً. ثالثاً، ميزة تويتر الأساسية هي الحرية الكبيرة في المنشورات. ومنذ اليوم الأول، سلّط مارك زوكربيرغ سيف الحظر على منشورات عادية جداً لمستخدمي «ثريدز». الأمر كان كارثياً، فليس بهذه الطريقة تتم استمالة مستخدمي تويتر. رابعاً، ما الذي قدّمه «ثريدز»؟ البعض يسخر من أنّه إذا دمجنا إنستغرام مع «ثريدز» سنحصل على فايسبوك. الرجل أعاد ابتكار العجلة. خامساً وأخيراً، تسرّعت «ميتا» في إطلاق تطبيق غير جاهز بعد، إذ إنّه يفتقد إلى ميزات كثيرة.

ومن المثير للاهتمام أنّ «ثريدز» لا يزال ينتظر الموافقة على إطلاقه في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي. دفعت القوانين واللوائح الصارمة التي تحكم مشاركة البيانات وخصوصية المستخدم في هذه البقعة الجغرافية شركة «ميتا» إلى التفكير مرّتين قبل إطلاقه هناك. ويعدّ الامتثال لهذه اللوائح أمراً بالغ الأهمية لضمان الدخول السلس إلى سوق الاتحاد الأوروبي. تجدر الإشارة إلى أنّ إنشاء تطبيقات مثل «ثريدز» عملية معقدة تستغرق وقتاً وموارد. وبحسب موقع Insider، احتاج «ثريدز» فريقاً مخصّصاً مكوناً من 50 شخصاً لمدّة نصف عام لتطويره بشكل فعّال.

يعتقد البعض داخل تويتر أنّ جزءاً كبيراً من نجاح «ثريدز» في الحصول على 150 مليون مستخدم خلال أسبوعين، مرتبط بسخط الناس من إيلون ماسك. فقراراته المثيرة للجدل ساهمت في تراجع تويتر. وبالفعل، استقطب «ثريدز» شخصيات بارزة من صنّاع الترفيه وقادة العالم. لكن لا يزال من السابق لأوانه الحسم في ما إذا كان سيتم دفن «ثريدز». تراجع المشاركة علامة واضحة على أنّ التطبيق يحتاج إلى إجراء بعض التغييرات إذا كان يريد الحفاظ على وجوده.

اضف تعليق