ارض مقدسة ونسمات حسينية تهبّ فتعطر الارجاء، وتبعث في النفوس إيمانا، وما تزال القباب الذهبية تنير سماء المدينة كعهدها منذ آلاف السنين، أرض مباركة وسماء مستجابة، كفى لها فخرا دفن فيها حفيد الرسول )ص( فأصبحت تضاهي الجنان بجمال منظرها، لا يكتمل جمال المنظر من دون المرور بآثار المدينة وتراثها العريق.. من المراقد المطهرة والازقة القديمة، مدينة عُرف عنها الطابع الديني.

من هذه الآثار القيمة المضافة إلى لوحة المدينة المقدسة، مدرسة دينية، تأسِّسَتْ بجوار سيد الشهداء (ع)، في عام 1965 ميلادي، 1386 ه، محلة باب الطاق، التي أسسها سماحة المرجع الديني الكبير الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي (أعلى الله درجاته)، والتي أطلق عليها اسم حافظات القرآن الكريم، في زمن النظام البعثي الذي حاول قتل التشيع في العراق وممارسة التعذيب والتهجير على مراجع الدين ومن ضمنهم الإمام الراحل رضوان الله عليه، فغادر العراق تاركا خلفه مدرسة تعلم القرآن الكريم.. لكن يتم الله نوره ولو كره المشركون.

بعد سقوط النظام البعثي عادت الحياة إلى جسد هذه المدرسة الدينية فتجمعت الأيادي البيضاء، فكانت يد الله مع الجماعة، إكتمل مبنى الحوزة الذي هو عبارة عن خمسة طوابق، بدأ النور يسطع من تلك الحوزة العلميّة، انبثقت المشاريع الخيرية والإنسانية، وتأسيس مؤسسات اجتماعية ثقافية منها (جمعية المودة والازدهار) و(حسينية العترة الطاهرة) و(روضة المودة والازدهار الخيرية) ومشروع كفالة الأيتام (مؤسسة ازدهار اليتم)، فقد شمرت عن سواعدها واخذت إدارة حوزة كربلاء المقدسة العلمية على عاتقها أن تشيد لبنة تضاف إلى هذه المدينة بفتح باب التسجيل وقبول الأخوات الراغبات في دراسة مناهج أهل البيت عليهم السلام، بتقديم الكتب والخدمات التي تحتاجها طالبة العلم، فقد أنتجت وأثمرت في مسيرتها، وقد تخرج عدد لا بأس به من الأخوات طالبات العلم الديني، اللواتي لهن مكانتهن العلمية والعملية الآن في مدينة كربلاء المقدسة، البعض منهن تم تعينهن في الحوزة.

المشرف العام على الحوزة هو سماحة العلامة الشيخ ناصر الاسدي.. المشرفة على إدارة الحوزة النسوية العلوية الفاضله أم محمد الاسدي .

مراحل التعليم فيها

وتشمل المراحل التالية: المرحلة الأولى، والثانية، والثالثة، والرابعة،

الهيكل التدريسي

هذه الحوزة لا تختلف في جوهرها عن الحوزات العلمية في المدينة من حيث نظامها وسياق عملها، ولكنها تختلف عنها بأنها تواكب مستلزمات العصر، تتعاطى التدريس الحوزوي من دروس ومحاضرات تواصلاً مع الطلبات الفاضلات، بإلقاء الدروس الحوزوية وتحديث مناهج التدريس بما يتناسب أعمارهن، فقد عملت الحوزة على تأهيل الكوادر للعمل الناجح المثمر، حرصاً منها على رفع المستوى الثقافي الديني النسوي في مدينة كربلاء المقدسة، وتلبية لنداء أهل البيت عليهم السلام، برعاية المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله)، المنهج التدريسي يعتمد على تدريس القرآن الكريم، والفقه الإسلامي، والعقائد ، وأما في مجال اللغة العربية يدرس النحو والصرف، الأصول، المنطق، نهج البلاغة، وإضافة إلى درس تعلم فن الخطابة، هذه مجمل دروس الحوزة المباركة رعى الله قادتها ورعاتها .

النشاطات التي أقامتها حوزة كربلاء المقدسة

1- تجهيز مكتبة تحتوي على أكثر من 500 كتاب غير مكرر في مواضيع مختلفة ومجلات علمية متنوعة، أهمها كتب تفسير القرآن الكريم، ونهج البلاغة، وحقل خاص في الأدب العربي التنموية.

2- الهيئة الزينبية التي تم تشكيلها من قبل طالبات الحوزة تغطي الأنشطة الدينية والثقافية وتقيم مجلساً أسبوعيا عصر كل ثلاثاء على مدار السنة، ومجلس الدعاء في صبيحة يوم الجمعة اضافة لذلك هناك انشطة فنية، رائعة في عروض مسرحية وفرقة اناشيد لاحياء المناسبات الدينية.

3- افتتاح معرض لبيع الكتب الدينية والثقافية بتخفيض 70% للطلاب والطالبات في مختلف المراحل. وتوزيع الكتب واستقبال الوفود النسوية من مختلف انحاء العراق والبلاد العربية والاسلامية.

4- اضافة الى جملة انشطة ، اخرى كالندوات الثقافية والمحاضرات التربوية والكورسات - المشغل والسوق الخاص .افتتحت الحوزة مشغل يحتوي على مجموعة من مكائن الخياطة، بإدارة كادر متميز لتعليم الراغبات في مهنة الخياطة ولزيادة الإنتاج، حيث تم فتح سوق خيري عرض فيه (الشراشف ولباس الصلاة) ويذهب أرباحها لنشاطات الحوزة، تتعلم الطالبة مهنة وتنتج من جهة أخرى.

5- افتتاح روضه المودة الخيرية. تعلم الأطفال وتزرع في نفوسهم حب أهل البيت عليهم السلام تقيم كل المناسبات الدينية والاعياد وتقديم الهدايا الرمزية لهم، بكادر ديني مميز علما أن قسط الروضة قليل جدا.

6- صندوق القرض الخيري .يهتم هذا القسم بتقديم السلف والقروض، حسب الإمكانات في مقابل دفع المقترض اقساطا، وهذه الخدمة نفعت الكثير من الطالبات وقضت حوائجهم، والقرض يكون خاص بالحوزة والعاملات ضمنها.. على قدر ما يتوفر في الصندوق الخيري .

7- إحياء المراسم الدينية، في المناسبات المختلفة، بمشاركة الطالبات من إلقاء المحاضرة، وقراءة العزاء .

بناءً على رغبة الشارع المقدّس في طلب العلم وتعليمه، فقد ورد عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قوله: «طلب العلم فريضةٌ على كلّ مسلم، ألا إنّ الله يحبُّ بُغاة العلم» (الكافي للكليني: 1 / 30 ح 1).

وقد جعل أمير المؤمنين (عليه السلام) طلبَ العلم والعمل به كمالَ الدين، وهو أوجب من طلب المال والدنيا، فقال (سلام الله عليه): «أيّها الناس، اعلموا أنّ كمال الدين طلب العلم والعمل به، ألا وإنّ طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال، إنّ المال مقسومٌ مضمونٌ لكم، قد قسمه عادلٌ بينكم، وضمِنَه وسَيَفِي لكم، والعلمُ مخزونٌ عند أهله، وقد أُمرتم بطلبه من أهله، فاطلبوه!» (الكافي: 1 / 30 ح 4).

8- كفالة الأيتام وتقديم الخدمات للعوائل المتعففة، مع مجلس شهري يقام في الحوزة المباركة .

9- بناء حسينية العترة الطاهرة، وعمل برنامج ثقافي لنشر علوم أهل البيت عليهم السلام خاصة في ايام محرم الحرام، والتي أصبحت اليوم من أهم الحسينيات في كربلاء المقدسة .

ومن هنا أخذت مدرسة حافظات القرآن الكريم دورها البارز في الساحة الدينيّة،، فأخذت على عاتقها دور التبليغ والإرشاد،وتقديم نساء صالحات إلى برّ الأمان وساحة الجنان، وقد استمرت على هذاّ المنوال حتّى عصرنا الحاضر. سائلين المولى (عزّ وجلّ) أن يتقبّل منّا، وأن يوفّقنا لأداء مهمّتنا، وأن يبارك لنا ولروّاد هذه الحوزة الشيرازية، كما نسأل المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) أن يبارك لنا عملنا، وأن لا يخرجنا من ظلّه وكنفه وحريـمه ومنهاجه، إنّه نعم المولى ونعم النصير.

اضف تعليق


التعليقات

ام فاطمه
العراق
احسنتم النشر واختيار الموضوع فلهذه الحوزه دين في رقبتي فلا تكفي كنوز الارض سدادا لها لما اولته لي من الرعايه والعلم والسير والسلوك المحمدي الحسيني والاهتمام وكل تميز علوت به ارجعه للحوزه العظيمه .نعم طريقها هو طريق الجنه .والحمد لله الذي مكنني من الاستزاده منها ولو بالقليل .وبلاغتكم اخاذه بارك الله بجهودكم ووفقكم وحفظ قلمهم المحمدي عزيزتي .2016-05-22