q
مقالي هذا قد يسهم في فتح آفاق جديدة لاحتواء أزمة المياه باستخدام أجهزة التكييف السبالت، فقلما يخلو بيت في العراق من وجود (سبلت) ذلك الجهاز الذي يعمل على تلطيف أجواء البيت في الصيف اللاهب لاسيما في تموز وآب، وبمعادلة بسيطة يمكن أن ننبه إلى فائدة هذا الجهاز في توفير المياه...

مقالي هذا قد يسهم في فتح آفاق جديدة لاحتواء أزمة المياه باستخدام أجهزة التكييف السبالت، فقلما يخلو بيت في العراق من وجود (سبلت) ذلك الجهاز الذي يعمل على تلطيف أجواء البيت في الصيف اللاهب لاسيما في تموز وآب.

وبمعادلة بسيطة يمكن أن ننبه إلى فائدة هذا الجهاز في توفير المياه:

فلو قسمنا عدد سكان العراق (وحسب ما ذكر بيان الجهاز المركزي للإحصاء الصادر من وزارة التخطيط أن تقديرات سكان العراق لسنة 2022 بلغ أكثر من 42 مليوناً)، حيث يكون بمعدل (سبلت) واحداً لكل عشرة أفراد، فإن عدد السبالت ستكون 4200000، أي أربعة ملايين ومائتي ألف.

وكما هو معروف بعض البيوت تملك أكثر من ثلاث سبالت، ولو افترضنا أن كل سبلت يوفر ماء بمقدار (سطل) واحد فقط من سعة خمسة لتر في اليوم الواحد، فإن بعملية حسابية هناك :

21 مليون لتر من الماء يومياً.

من جانب آخر وجود السبالت في البيت يقلل من استخدام (المبردة) التي تعتمد على المياه، وبالمعادلة نفسها، أي وجود مبردة واحدة لكل عشرة أفراد فهناك أربعة ملايين و200 الف مبردة، ولو افترضنا أيضاً كل مبردة تستهلك خمسة لترات ماء فقط (وهذا شبه محال نظراً لحاجة المبردات لكميات كبيرة من الماء، وتكرار عملية تعبئتها بل تلجأ الكثير من العوائل إلى ترك الحنفيات مفتوحة فيها حتى لو فاض الشارع لاسيما في الليل)، فإن الاستهلاك سيكون 21 مليون لتر من الماء.

اي ان السبالت ستوفر 21 مليون لتر يضاف إليها 21 مليون لتر من الاستغناء عن استخدام المبردات، سيكون المجموع 42 مليون لتر من المياه يومياً في فصل الصيف..

فهل يمكن استثمار هذه الأجهزة في حل أزمة المياه في العراق؟! هل يمكن تطوير هذه الفكرة بما يسهم في حل هذه الأزمة؟

في الوقت نفسه يكاد يتفق الجميع أن أزمة المياه تتفاقم يوماً بعد يوم، ومع انخفاض مناسيب دجلة والفرات المستمر، وشحته في بعض المناطق والمدن، يجعلنا أمام مسؤولية خلق وعي مجتمعي لوقف الهدر والإسراف في استعمال المياه وبغض النظر عن الاجراءات الحكومية التي هي دائماً متأخرة عن الركب!

ولعلَّ من سلوكيات الإسراف في استعمال المياه:

_تنظيف الشوارع بشكل يومي وربما (على وجبتين صباحي ومسائي)؛ وذلك بالاكتفاء بالماء المتدفق من (الصوندة) دون الحاجة إلى استعمال (مكناسة)، والسعي (بجهود جبارة ومباركة) لدفع كلّ ذرة غبار ورمال لاسيما بعد العواصف الترابية والرملية، ودائماً ما تقوم به (ام علاوي)، وهي خلف ستارة باب البيت الرئيسي، ممَّا يجعل مهمة المسكينة صعبة للغاية، أي تحقيق النظافة والستر معاً!

– اما (ابو حمودي)، وبسبب ارتفاع درجات الحرارة، فهو مضطر لربط (المبردات) بحنفية الماء مباشرة، وترك (مبردته المدللة) لاسيما في أثناء الليل تأخذ ما تحتاجه من الماء حتى لو فاض الشارع أو نشفت (خزانات المنطقة) أو حتى لو جف دجلة والأهوار، فالمهم أن يبقى (ابو حمودي) يتصفح في جواله ليلاً وهو مستلقي على سريره على هواء مبردته!

_ ولا يمكن أن ننسى (ابو جبار) بائع السمك في السوق الذي انقض على فريق التوعية (بالطبر)؛ عندما نصحوه بعدم الإسراف؛ فالرجل هدفه السامي هو بقاء (سمكاته تلبط) في الماء.

– وأخيراً (توتة) التي لا تسرف في استعمال الماء إلا عند تنظيفها (بزونتها المندفشة وكلبها المدلل)، بالبانيو، وتغير ماءه لمرات؛ لتبقى (قطتي وكلبي) نظيفاً بلا براغيث و بلا رائحة فضلات!

........................................................................................................................
* الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق