إعلان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري لاستقالته من العاصمة السعودية وبأوامر سعودية، لا يكشف فقط عن ضخامة الهزيمة السعودية في لبنان بعد تفعيل التحالف التاريخي الوثيق بين حزب الله ورئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، وخاصة في ملف إنهاء وحرق ورقة الإرهاب في جرود عرسال، تلك الورقة التي راهنت عليها السعودية ودعمتها لضرب حزب الله ولفرض هيمنتها على لبنان بقوة الإرهاب الحليف لها بعد فشلها بالهيمنة عليه بأجندتها السياسية التي يعتبر الحريري أكبر أدواتها ومخالبها.

لقد شعرت السعودية بهزيمتها العسكرية في لبنان بعد هزيمة إرهاب داعش وجبهة النصرة في جرود عرسال وجرود راس بعلبك والقاع، كما شعرت السعودية بهزيمتها السياسية بعد وصول حليف حزب الله ميشال عون إلى قصر بعبدا، وبعد فشلها باستقطاب عون الذي وطد بالمقابل تحالفه مع حزب الله وضاعف من التعاون معه، الأمر الذي طرد السعودية خارج المعادلة السياسية اللبنانية، وحول سعد الحريري إلى دمية سعودية محنطة وغير فاعلة فوق كرسي رئاسة الحكومة اللبنانية.

في ضوء المعطيات أعلاه نتساءل: ما هي الورقة التي بقيت للسعودية لممارسة اللعب السياسي في الساحة اللبنانية؟.

في الحقيقة لم تبق للسعودية أية ورقة سوى ورقة تحويل سعد الحريري إلى نسخة شبيهة بعميلها اليمني عبد ربه منصور هادي لدفع الأمور بلبنان إلى الهاوية كما فعلت باليمن، وهذه الورقة تتضمن سيناريوهات واحتمالات عدة منها شن حرب سعودية مباشرة ضد لبنان بمساعدة أمريكية، ومنها تحريض رئيس أمريكا التاجر والمقاول ترامب لفرض عقوبات اقتصادية على لبنان برمته وليس على حزب الله فقط، فضلا عن تحريض ودعم إسرائيل لشن حرب جديدة ضد لبنان بحجة مواجهة حزب الله الذي وصفه الحريري بـ(ذراع إيران)، في خطاب يستنسخ الخطاب السعودي الطائفي ويغازله، وهو خطاب تضمن تهديدا واضحا لحزب الله حين قال: (ستقطع أيادي إيران في المنطقة)، وهو قول دعمه السبهان بسرعة بتغريدة في تويتر مفادها: (ايدي الغدر والعدوان يجب أن تبتر)!!.

هل سنشهد حربا سعودية ضد لبنان بمشاركة إسرائيل وشقيقات السعودية الخليجيات وبدعم أمريكي تحت غطاء الحيلة المسماة (دعم الشرعية) كما حصل في اليمن؟، وهل سنرى الحريري في الرياض وهو يضغط أزرار الحرب ضد بلاده كما فعل ذلك قبله اليمني عبد ربه منصور هادي؟.

..................................................
* الآراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق