ملفات - حوارات

شبكة النبأ في حوار مع الفنان المسرحي الدكتور علي الشيباني

النصوص المسرحية التي أسعى لتجسيدها على الخشبة هي التي تقرأ واقعة الطف الخالدة

أثبتت مدينة كربلاء أنها أرض خصبة للإبداع بكل أشكاله وأجناسه، ومنها فن المسرح الذي برع فيه عدد من المواهب المتميزة في أدائها المسرحي، تمثيلا وإخراجا وكتابة، ومن هذه المواهب التي رسمت حضورها وتاريخها في مسيرة المسرح الكربلائي الحافلة بالعطاء، الفنان الدكتور علي الشيباني...

أثبتت مدينة كربلاء أنها أرض خصبة للإبداع بكل أشكاله وأجناسه، ومنها فن المسرح الذي برع فيه عدد من المواهب المتميزة في أدائها المسرحي، تمثيلا وإخراجا وكتابة، ومن هذه المواهب التي رسمت حضورها وتاريخها في مسيرة المسرح الكربلائي الحافلة بالعطاء، الفنان الدكتور علي الشيباني، فقد قدم هذا الفنان المتميز سيرة مسرحية زاخرة بالإنتاج الفني المسرحي النافر، كونه يتميز بموهبة متفردة، أعطته الزخم المطلوب لمواصلة رحلة الإبداع على مستوى التمثيل والإخراج، فضلا عن الدور الأكاديمي الذي يؤكد فاعلية علي الشيباني في المسرح، وقدرته على منح الآخرين جزءاً من مواهبه وخبرته المسرحية، من خلال تقديم أعمال متميزة عبر اختياره لشباب موهوبين، لاسيما في تجربته مع مسرح المكفوفين، وأعماله المتميزة والمتخصصة بالمسرح الحسيني...

شبكة النبأ المعلوماتية، أجرت مع الفنان الدكتور علي الشيباني حوارا حول تجربته المسرحية، حيث جاء في سؤالنا الأول:

* ما هي أوجه التشابه والاختلاف بين المسرح الحسيني وأنماط المسرح الأخرى؟ في إطار تجربتك المسرحية؟

- المسرح هو المسرح وليس ثمة قرين آخر ينتجه المسرح يمكن مقارنته معه بوصفه فن قائم بذاته، لكن يبقى الأسلوب في الطرح على خشبة المسرح هو السبيل الأساس لأن نفرق بين الأنماط والأساليب المسرحية المختلفة، المسرح قصة وحدث وقضية، ولأن المسرح الحسيني يأخذ أحداثه من الوقائع والتاريخ وإسقاطاته على الواقع الراهن، في إنشاء مدوّناته النصيّة اعتمادا على مرجعيات تاريخية تتصل بواقعة الطف، وتختلف طرائق توظيف أحداث تلك الواقعة بين المطابقة التاريخية مع الأحداث، أو التشديد على شخصية محددة من شخصيات الواقعة وتصديرها في المدوّنة النصيّة، وهنا تتضح أوجه التشابه والاختلاف بين المسرح الحسيني وما سواه على وفق العرض الذي يرتبط بالتسمية التي يطلق عليها المسرح الحسيني.

* تعاملت مع نصوص المسرح الحسيني مخرجاً مجددا.. أي النصوص المسرحية اقرب إليك ولماذا؟

- إن أفضل النصوص المسرحية التي تستهويني كثيرا وأسعى لتجسيدها على الخشبة هي تلك النصوص التي تقرأ واقعة الطف الخالدة من جانبها البطولي. تلك التي تمنحني طاقة ايجابية وترسخ عندي فكرة أن على الإنسان أن يكون بطلا شديد البأس ساعيا بكل طاقته لرفض الظلم، ومتجها بما حوله من بشر وموجودات لخلق حياة سوية تليق بالمجتمع الإنساني والحضاري على حد سواء. ودائما استحضر مقولة المسرحي الألماني (برلتود بريخت) حين قال (تعيس هو البلد الذي يحتاج إلى أبطال).. وما أكثرهم الأبطال في واقعة الطف. فضلا عن تصوري الذي يرى ان الشعوب الحية تنهض وترتقي عبر استثمار مآسيها بوصفها تشكل منظومة عالية الوفاض من الحزن الصادق والمشاعر النبيلة.

* هل تعتقد من وجهة نظر شخصية أن المهتمين بالفن المسرحي.. تمكنوا من استثمار الفكر الحسيني في المسرح؟

- لم أجد ثمة صعوبة تذكر يمكن ان تواجه المختصين بحقل المسرح (مخرج ومؤلف وممثل) في أن يستثمروا الفكر الحسني في اشتغالاتهم المسرحية. لان المنظومة الفكرية وعلى كافة مستوياتها التنظيرية والتطبيقية تمتلك ثراءً كبيرا ومتاحة للفنان المسرحي. ومن البديهي والمعروف للجميع ان عملية الاخراج لأي عرض مسرحي هي عملية انتماء حقيقي لواقع راهن وأحلام مؤجلة يسعى المخرج لتحقيقها. وقد منحتنا واقعة الطف الفكر النير والمادة الدرامية الرصينة والمؤثرة إيجابيا في عقل ووجدان المتلقي. فضلا عن كون الواقعة طقوس دينية تمارسها معظم فئات المجتمع على مدار السنة. بمعنى أننا أمام مشاهد وتشكيلات بصرية وسمعية، تساعد المخرج والكاتب والممثل على توظيفها مسرحيا، وهنا سيكون لمسرحنا هوية خاصة به مثلما فعل مسرحيو العالم يوم استثمر الإغريق والهنود وبلاد فارس ملاحمهم البطولية في إنتاج مسرحهم، فكانت سبيلا واضحا في انجاز معظم مسرحياتهم.

* هل قدمت المؤسسات والمنظمات الرسمية والمدنية المعنية بالمسرح ما يكفي لتطويره؟

- إن القضية الحسينية على مدى الزمن الماضي والحاضر كانت دائما منارا يقتدى به من قبل الناس الأسوياء على اختلاف أهوائهم ومشاربهم، للحد الذي ارتبطت بالوجدان الجمعي لمن يعرفها ويطلع على أسبابها ونتائجها، في العقود الماضية وتحديدا قبل العام 2003 كان تناول القضية الحسينية في الشعر والقصة والمسرح وفي معظم الفنون تعد مخاطرة ومجازفة لا يحمد عقباها، بسبب التابوات الكثيرة التي تضعها السلطات الحاكمة آنذاك. وما كان يقدم يكاد ان يكون قليل وغير يسير للأسباب ذاتها. وبعد هذا التاريخ كان هنالك ثمة توجه من قبل المؤسسات والمنظمات الرسمية والمدنية المعنية بالمسرح لان تشرع وترعى ابناء المسرح، بغية تقديم اشتغالاتهم المسرحية على المستوين التنظيري والتطبيقي والتي تتناول المفاهيم والقيم الانسانية لواقعة الطف. ولذا صرنا نرى ونشتغل بهذا الاتجاه حتى صار لدينا كثير من الأعمال المسرحية افرزت نوعا مميزا ادى بالنتيجة الى تطوير المسرح الحسيني. وهنا لابد لي أن أُشير الى الجهود الكبيرة والمثمرة التي تقدمها العتبتان المقدستان من دعم مادي ومعنوي، بغية تطوير المسرح عبر إقامة مهرجانات وطنية ودولية للعروض المسرحية، وإجراء مسابقات للنصوص المسرحية وورش للتقنيات الفنية وكل ما يتعلق بهذا الجانب.

* ما هي رؤيتك لحاضر ومستقبل المسرح الحسيني؟ وما هي الخطوات المادية والمعنوية التي تدفع بالمسرح عموما والمسرح الحسيني بشكل خاص إلى الأمام؟

- إن أهمية القضية الحسينية تأتي من كونها قضية خالدة تواكب الزمن، وبوصفها من الجانب الأدائي هي طقوس وشعائر حيث بدأ الناس بممارستها منذ القرن الرابع الهجري حتى يومنا هذا، إن طقوس التعزية على سبيل المثال هي مسرح عراقي محلّي مشى في درب عميق وتطوّر بفعل الإبداع العفوي، لذا ارى ان الجذر التاريخي لهذا الأداء الطقسي سيكون عاملا مساعدا في رفد المسرح الحسيني بطاقة مسرحية إبداعية متجددة، فيما لو أفادت المعنيين في حقل المسرح من الجانب الأدائي لهذه الطقوس والشعائر الحسينية وهنا يمكن ان نخلق نهضة مسرحية كبيرة وجبارة على المستوى التنظير والتطبيق والذي أنتجته لنا المعايير الرصينة والمقادير الخالدة في النهضة الحسينية المباركة على مستويات الماضي الحاضر والمستقبل.

* هناك من خاض في كتابة المسرح الحسيني، كيف يمكن تشجيع كتاب المسرح كي يقدموا أفضل ما لديهم في هذا المجال؟

- في تقديري ان كتابة النص المسرحي هي فعل فردي يتناول عبرها الكاتب المسرحي أحداثا وقصصا لفعل جماعي. والكاتب المسرحي الذي يروم الكتابة بهذا الاتجاه عليه أن يكون باحثا اريكولوجيا ينقب بعناية عن كل اثر مفاهيمي ناهض ومتجدد مع الزمن طرحته واقعة الطف، فضلا عن استخدام اللغة التي تنتمي للحدث التاريخي وتطويعها لمفاهيم الزمن الراهن. أما السبيل الى تشجيع الكاتب المسرحي في أن ينتج نصوصه المسرحية هو انتماؤه الحقيقي لما يعتقد به وارتباطه بهويته الانسانية، ورفده بمصادر ودراسات رصينة وثقت القضية الحسينية، وكذلك دعوة الكتاب الشعراء والمثقفين عبر إجراء مسابقات للنص المسرحي الحسيني، فضلا عن إقامة ورش لكتابة النص المسرحي بإشراف أساتذة مختصين في حقل المسرح بكل فنونه المتعددة.

* على الصعيد الشخصي هل تعتقد أنك قدمت كل ما لديك من إبداع للمسرح، وكيف تنظر إلى تجربتك مع المسرح الحسيني؟

- لا أظن أن أي فنان حقيقي يعمل بالمسرح مهما بلغ من العمر او مهما قدم من انجاز ثرّ وكبير في هذا المجال بمقدوره القول بأنه قدم كل ما لديه، لأن مثل هذا القول يتنافى تماما مع هذه الفعالية الخالدة التي مارسها الإنسان قبل أن يتعلم اللغة، يوم كان يتعامل مع أخيه الإنسان بفعل الإشارة ودلالاتها، ولذا بقي الفن المسرحي خالدا وملازما لحياة ولن يتوقف. وحين يعلن الفنان المسرحي بأنه قدم كل ما لديه وسوف يتوقف، وهذا إعلان عن موت الفنان نفسه وليس موت للمسرح. أما على الصعيد الشخصي وتحديدا في المسرح الحسيني فقد اشتغلت عدة اعمال مسرحية على مستوى الاخراج والاعداد اذكر منها، إخراج واقعة الطف بمشاركة 500 ممثل على ملعب كربلاء. كما أخرجت مسرحية ظلال الطف للكاتبة السورية بارعة مهدي ومسرحية سفير النور(مسلم بن عقيل) و(الحر الرياحي) للكاتب رضا الخفاجي ومسرحية (الوقوف بين السموات وراس الحسين). فضلا عن أعمالي المسرحية مع ذوي الاحتياجات الخاصة وآخرها مسرحية (أوفر بروفة) للمكفوفين.

وقد جاء في السيرة الفنية للدكتور علي الشيباني

- تولّد كربلاء 1958.

- ممثل ومخرج مسرحي وأستاذ أكاديمي.

- بكالوريوس أكاديمية الفنون الجميلة – جامعة بغداد- قسم الفنون المسرحية/ 198– 1983- ماجستير فنون مسرحية. كلية الفنون الجميلة – جامعة بابل 2009 – 2010.

- دكتوراه إخراج مسرحي. جامعة بابل – كلية الفنون الجميلة .2014 – 2017.

العضوية:

- فرقة المسرح الفني الحديث / بغداد 1980.

- فرقة مسرح كربلاء الفني 1985.

- نقابة الفنانين العراقيين / المركز العام 1981.

- مؤسس وعضو جماعة (أستوديو تمرين - مايم) المسرحية.

- مؤسس وعضو الفرقة المسرحية العراقية اليمنية المشتركة.

الإخراج للمسرح:

- مسرحية: النمور في اليوم العاشر، عن قصة زكريا تامر 1980.

- مسرحية: لعبة السلطان والوزير، عبد الله البويصري 1984.

- مسرحية: قطعة العملة، للكاتب السوري فرحان بلبل 1985.

- مسرحية: الملياردير. للكاتب الفلسطيني نواف أبو الهيجا 2000.

- مسرحية: الحر ألرياحي، فرقة مسرح كربلاء الفني عام 1998.

- مسرحية: سفير النور (مسلم بن عقيل) للشاعر رضا الخفاجي 2008.

- مسرحية: واقعة ألطف عرض مسرحي جماهيري لواقعة ألطف الخالدة بمشاركة فاعلة من قبل (500) متطوع رجال ونساء واطفال فضلا عن (25) فنان كربلائي هاوٍ ومحترف. تم تقديم العرض على ملعب كربلاء الرئيسي عام 2008.

- مسرحية: (الإرادة) و(معكم وبدونكم) و(الحافلة) و(هيلين كيلر) و( طه حسين) و (المتحدون) و( يوميات عبد الله الأصم والأبكم ) مسرحيات لذوي الاحتياجات الخاصة (الأطفال المعاقين حركياً) والكبار (الصم والبكم) و (المكفوفين من الكبار والأطفال) و ( المصابين بالمتلازمة داون (المنغولين ) . عند إقامتي في جمهورية اليمن من عام 1991 ولغاية 1998.

- مسرحية: عشرات المسرحيات والاوبريتات للأطفال في دائرة النشاط المدرسي وزارة التربية من العام 1985 ولغاية العام 2007.

- مسرحية: مسرحية مولد الاباء. 2009.

- مسرحية: مسرحية على ظلال الطف 2013.

- مسرحية: مسرحية شرف الارض 2015.

-مسرحية: مسرحية أوفر بروفة . ربيع 2019.

-مسرحية=:حميد العربنجي خريف 2019.

التمثيل للمسرح:

- مسرحية انتيكونا اخراج د . عادل كريم

- مسرحية الزنوج . اخراج د . سامي عبد الحميد

- مسرحية الملا عبود الكرخي .اخراج سامي عبد الحميد

- مسرحية نديمكم هذا المساء . اخراج د . رياض شهيد

- مسرحية فرمان الوالي . اخراج محسن العزاوي

- مسرحية الصبي المشاكس . اخراج د. محمد سيف

- مسرحية ماجد الدمشقي . اخراج د. عقيل مهدي

- مسرحية آه أيتها العاصفة. إخراج الفنان المرحوم كريم جثير

- ممثل في معظم المسرحيات التي أخرجتها للمسرح.

اضف تعليق