آراء وافكار - وجهات نظر

المعركة الأخيرة ضد داعش في العراق

احتشاد القوات لهجوم الموصل

عرض وتحليل الدكتور خالد عليوي العرداوي
مدير مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية
بقلم: مارتن شولوف-صحيفة الغارديان البريطانية
ترجمة: هبه عباس

 

مع اقتراب لحظة انطلاق العملية الكبرى ضد داعش في العراق، والمتمثلة بتحرير معقله الاكبر في مدينة الموصل، انطلقت الكثير من التكهنات والتحليلات بخصوص هذه المعركة، ومنها ما نشره الكاتب المهم في صحيفة الغارديان البريطانية "مارتن شولوف" المختص بتغطية احداث الشرق الاوسط منذ عام 2005، والحاصل على اورويل للصحافة السياسية عام 2015. فقد نشر السيد شولوف يوم الرابع عشر من شهر تشرين الاول-اكتوبر الجاري مقالا حمل عنوان" المعركة الاخيرة ضد داعش في العراق: احتشاد القوات لهجوم الموصل" جاء فيه:

"وضعت القوات العراقية والكردية اللمسات الأخيرة على خطط مهاجمة المعقل الأخير لتنظيم" داعش" في العراق شمال مدينة الموصل، بعد حوالي شهر من حشد القوات البالغ عددها ٦٠ ألف مقاتل. ويمثل الهجوم الذي قد يبدأ في وقت مبكر من هذا الأسبوع تحدي مهم لتنظيم" داعش" وخلافته التي مر عليها عامان، اختُرقت فيها سلطة الدولة وحدث نزوح جماعي للاجئين وابادة جماعية للأقليات مما اثار الشكوك حول بقاء الدولة.

فضلا على القوات العراقية تشارك قوات البيشمركة الكردية في الهجوم والقوات الخاصة البريطانية والفرنسية التي تقدم المشورة لقوات البيشمركة، كما سيكون لها دوراً بارزاً في توجيه الضربات الجوية ضد اهداف " داعش" داخل المدينة. ويعتقد ان عدد مقاتلي التنظيم المتطرف المستعد للدفاع وصد الهجوم بلغ حوالي ٦٠٠٠ مقاتل، وكما يتوقع نزوح حوالي ٦٠٠ الف مدني من المدينة مع اشتداد الحرب. كما تتوقع القوات الكردية مقاومة شرسة من قبل الجماعة الارهابية التي فقدت السيطرة على مدينتي تكريت والرمادي وسنجار والفلوجة ومنطقة شاسعة من الأراضي القريبة من مدينة اربيل".

ويضيف الكاتب "وعلى الرغم من مرور عام على الضربات الجوية التي تنفذها القوات الأمريكية على التنظيم، لاتزال القوات الكردية تتعرض لهجمات بقذائف الهاون، فضلا على زرع التنظيم الآلاف من المتفجرات في القرى الواقعة على طريق الموصل، الأمر الذي سيبطيء التقدم نحو المدينة، ويرى مخططو الحرب ان هناك حاجة الى حملة مدتها شهر لإزالة الالغام والقنابل. كما استخدم "داعش" غاز الخردل ١٩ مرة ضد القوات الكردية في العامين الماضيين، وعلى الرغم من اعتقال او قتل اغلب المسؤولين عن برنامج الاسلحة الكيميائية لكن لايزال خطر التعرض لمزيد من الهجمات قائماً".

نظرة تحليلية

يتضح من خلال كلام السيد شولوف الخبير بشؤون المنطقة، ان هناك ادراكا كبيرا لحجم معركة الموصل في الغرب، ويبدو ان مثل هذا الادراك متوفر لدى القيادة السياسية العراقية، التي تتفوق على هذا التنظيم بالعدة والعدد وظروف خوض المعركة، وان ما يقلق الرأي العام الدولي كثيرا في هذه اللحظة ليس مسارات المعركة- على الرغم من اهميتها- وانما تأثيرها على السكان المدنيين، فاذا استطاع القادة العسكريين الميدانيين خوض معركة خاطفة ضد هذا التنظيم الارهابي، لا تلحق اضرارا تفوق الحد المقبول بالسكان المدنيين، ولا تفتح الباب لموجة نزوح جماعي هائلة لا يوجد استعداد دولي لاستيعابها، فان النصر المتحقق على داعش سيكون له وقع مختلف كثيرا على الرأي العام الدولي اولا، وعلى ملف المصالحة الوطنية في الموصل وغيرها ثانيا، وكذلك على علاقات العراق الاقليمية ثالثا، فأي مأساة انسانية غير مسيطر عليها ستفتح الباب لمزيد من التدخل الاقليمي في الشأن العراقي بحجج شتى، تأتي في مقدمتها حجة تقديم الدعم والرعاية والحماية لسكان الموصل.

..................................
رابط المقال الاصلي:
https://www.theguardian.com/world/2016/oct/14/last-battle-against-isis-in-iraq-forces-mass-for-mosul-assault

اضف تعليق