q

الشهيد الثائر الشيخ نمر النمر، اعدم بسبب الكلمة الحرة "كلمة حق عند سلطان جائر" على يدي السلطان النظام الحاكم، كرد إنتقامي على كلماته -اي الشهيد النمر- ومطالباته بالإصلاح الشامل وبحقوق المواطنين وإنتقاد السلطة الفاسدة بسقف يعتبر عالي في بلاد يسمى بمملكة الصمت يمنع فيها التعبير عن الرأي؛ فكيف إنتقاد السلطة والعائلة الحاكمة؟!.

لقد عبر الشهيد النمر عن موقفه وموقف ضحايا وزارة الداخلية بالكلمة، وقد شكر الله على وفاة من يعتقد أنه هو المسؤول الأول عن الإعتقالات والتعذيب وهو وزير الداخلية الأسبق الأمير نايف، الذي حمله مسؤولية السجن والإعتقال والدماء والتصعيد، فغضبت السلطة منه وتحول الأمر إلى قضية شخصية وإنتقام وتحدي لإثبات إرادة المؤسسة والأجهزة الأمنية. السلطة وجدت في كلامه المبرر الكافي لتصفيته للحفاظ على هيبتها الأمنية من جهة وتحطيم شخصية القائد الشجاع الشيخ النمر من جهة اخرى، الذي تحول إلى رمز كبير للحراك والمطالبة بالإصلاح والحقوق ورمز عالمي وقدوة يحتذى به من قبل الاخرين في كافة مناطق الوطن والخارج، حيث إن السلطة كانت تشعر بوجوده وفكره وشجاعته وشخصيته.. خطرا عليها، وهي لا تعلم ان الخطر الحقيقي الكبير على كيانها ليس في وجوده (الشيخ النمر) حيا فقط، بل هو أعظم خطورة على نظامها بعد إعدامه ظلما حيث أصبح شهيدا خالدا لايموت، وفكره ينتشر بشكل أكبر.

إعدام الشهيد القائد الثائر الشيخ النمر لا علاقة له بالقضاء حيث ان الرياض لم تتمكن من تقديم اي دليل مادي ضده وإقناع الرأي العالمي بحكمها الجائر، بل هو إنتقام شخصي من قبل العائلة الحاكمة، والإنتقام أو الإعدام عملية جنونية واستفزازية لمشاعر الملايين من المسلمين ولكل الأحرار والشرفاء والحقوقيين في العالم، فالشهيد النمر ليس مجرد شخص ودمه لا تمثله فقط عائلته، بل هو رمز عالمي ويمثل قضية عالمية وكل الأحرار والشرفاء في العالم معه ويطالبون العدالة ممن قتله ظلما، حيث ان ذنبه قول كلمة حرة.

الدماء تجر الدماء، وان سفك دماء بريئة ستعجل من سقوط الطغاة والظالمين، وحتما هذه الجريمة البشعة سيكون لها تداعيات على مستوى داخل المملكة وخارجها..، والمتابعون والمراقبون لوضع المنطقة يرون ان المملكة دخلت نفقا مظلما بسبب التخبط والفوضى في إدارة الأزمات والملفات التي مازالت مصرة على ممارسة أساليبها القمعية عبر التهديد والإعتقالات والإعدامات لكل من يطالب بالإصلاح الشامل ورفض الظلم والفساد وإنتقاد السلطة والعائلة الحاكمة المسؤولة عن تدمير الوطن.

الشهيد الثائر نمر النمر داعية إصلاح وحوار، ناضل لأجل الحق والعدالة والحرية والدفاع عن المظلومين، ورفض الظلم والفساد والعنف والإعتقال واستخدام السلاح والقتل، وسيطرة عائلة على حكم البلاد والعباد بطريقة ظالمة. وقتله بفصل رأسه عن جسده بطريقة وحشية -كما يفعل داعش وأخواتها التي تنتمي لنفس المدرسة التي أعدمت الشهيد الشيخ النمر- بسبب مواقفه وارائه هي جريمة كبرى هزت ضمائر الأحرار في العالم، وبداية مرحلة جديدة.

ماذا بعد نزيف دماء الشهداء وإنتقام العائلة الحاكمة من الشهيد الشيخ النمر؟.

الوطن والمنطقة مقبلة على مرحلة مخيفة بسبب سياسة الفوضى والتخبط والظلم والقتل، وشن حروب وخلق توترات، واستمرار دعم الفكر التكفيري وصناعة جماعات تكفيرية وإرهابية دموية مثل داعش وبوكو حرام وغيرها في كل مكان تهدد الجميع وبالخصوص الوطن، كما ان لدماء الشهداء الأبرار المظلومين بسبب التعبير عن الرأي ومنهم الشهيد النمر له تداعيات قادمة.

وإن الحل الوحيد هو أن يحصل المواطنون على حقوقهم ومنها الحرية والكرامة والعدالة والمشاركة في إدارة الوطن، وإختيار نظامهم حسب دستور يمثل إرادة الشعب بشكل مباشر، وإختيار اسم لوطنهم يليق باسم الأرض التي تحتضن أهم المقدسات الإسلامية والتاريخ العريق لحضارات سابقة ولأسماء تاريخية يتشرف أبناء الوطن الانتساب لها، اسم يمثل كافة المواطنين فالوطن للجميع وليس لعائلة تتحكم بالبلاد والعباد وتفرض اسمها عليه، والبداية بالافراج العاجل عن المعتقلين والسجناء والمحكوم عليهم بالإعدام بسبب التعبير عن الرأي والتظاهر، ومعالجة الملفات المتأزمة.

المواطنون المخلصون يرفضون تدخل اي دولة خارجية في شؤون الوطن الداخلية، ولكنهم في نفس الوقت يرفضون قتل النفس البريئة على يد سلطة الوطن كما حدث من إعدام الشهيد الثائر الشيخ النمر والشهداء الأبرار الشباب بسبب التعبير عن الرأي، والإعتقالات التعسفية للآلاف وأساليب الترهيب، وقيام السلطة بالتحكم بالبلاد وتهميش العباد وبتدمير الوطن، بل نحن مع بناء وطن حضاري يمثل الإرادة الشعبية.

رحم الله الشهداء الأبرار ومنهم الشهيد الشيخ نمر باقر النمر الذي سيخلده التاريخ كقدوة للثائرين الأبطال ضد الظلم والفساد والطغيان، وحتما ستكون دماءه الزكية شعلة لتحقيق الإصلاح والتغيير، وحتما سيتحقيق الوعد اللهي وهو الإنتقام من القتلة وهذه سنة الكون. حفظ الله الوطن والمنطقة العرية والعالم من كل شر.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق