ملف الهجرة واللجوء في الولايات المتحدة الامريكية ملف شائك ومعقد، اثار الكثير من الجدل والنقاش بسبب اختلاف وجهات النظر بين الجمهوريين والديمقراطيين بخصوص الاصلاحات قوانين الهجرة، التي من شأنها أن تؤدي إلى تسوية أوضاع أكثر من 12 مليون مهاجر داخل أمريكا، هذا الملف وكما يرى بعض المراقبين اصبح اليوم وفي ظل اجواء الحرب الانتخابية التي تعيشها الولايات المتحدة محط اهتمام متزايد، خصوصا وان التطورات الجديدة والاحداث المتسارعة، التي يشهدها العالم جعلت من ملف الهجرة واللجوء هدف انتخابي لبعض المرشحين في سباق الرئاسة الأمريكية لعام 2016 في سبيل استقطاب اصوات الناخبين، وهو ما احدث وبحسب بعض المصادر، ضجة والجدل الساخن بين العديد من قوى الضغط داخل الولايات المتحدة، خصوصا وان هناك أعداد متزايدة ممن يخشون تزايد اعداد المهاجرين غير الشرعيين لاسباب امنية واقتصادية، وهو ما يرفضة الطرف الاخر الذي يؤكد ان الولايات المتحدة بحاجة ماسة لاصلاح شامل في قوانين الهجرة، بسبب وجود نقص حقيقي في الايدي العاملة في الولايات المتحدة، هذا بالاضافة الى الحقوق والقوانين الانسانية التي تلزم جميع الدول بضرورة احترام البشر والعمل على مساعدتهم وهو ما تقوم به الولايات المتحدة.

الخطاب المناهض للمهاجرين في الحملة الانتخابية الرئاسية

في هذا الشأن قال الرئيس الاميركي باراك اوباما ان الخطاب المناهض للمهاجرين في الحملة الانتخابية الرئاسية الحالية "ليس اميركيا"، مستهدفا بذلك دون ان يسميه الملياردير دونالد ترامب الذي يتصدر استطلاعات الراي في المعسكر الجمهوري. واضاف "ان كل هذه المشاعر المناهضة للمهاجرين القائمة حاليا في النقاش السياسي، تتعارض مع ما نحن عليه (..) لانه وباستثناء من ولد اميركيا فان اسرتكم قادمة من مكان آخر".

وشدد في حوار مع طلبة في مدينة موان (ايوا-وسط) على ان "الكثير من الناس اتوا من كافة انحاء اوروبا وآسيا ووسط اميركا او افريقيا". وكثف ترومب تصريحاته المدوية بشان الهجرة وفرض هذا الملف كاحد اهم قضايا بداية الحملة الانتخابية داخل المعسكر الجمهوري. وكان قال لدى اطلاق حملته في حزيران/يونيو "حين ترسل لنا المكسيك اناسا لا ترسل افضل ما لديها بل ترسل من يتسببون في مشاكل. ومن يجلبون معهم المخدرات والجريمة ، انهم مغتصبون".

كما اقترح المرشح الجمهوري التراجع في الحقوق الناجمة اليا من الولادة على التراب الاميركي وهي حجر الزاوية في القانون الاميركي حيث تضمن المواطنة لاي طفل يولد في الاراضي الاميركية. ودون ان يسمي احدا ندد اوباما بمن يتحدثون بتحسر عن الهجرة القديمة باعتبارها عصرا ذهبيا للتنديد بالهجرة الحالية. وقال "حتى مع كوننا دولة قانون فانه لا يمكن الزعم انه قبل مئة عام كانت عملية الهجرة منسابة بلا صدامات".

واضاف "يمكن ان نجري نقاشا مشروعا حول نظام هجرة يكون منصفا وضمن احترام القانون". وتابع "لكن حين اسمع البعض يتحدث كما لو ان هؤلاء الاطفال مختلفون عن اطفالي، او انهم بمعنى ما اقل جدارة باحترامنا واهتمامنا، فاني اعتقد ان هذا ليس اميركيا". وجعل اوباما من اصلاح نظام الهجرة احد ابرز وعوده الانتخابية في حملة 2008 لكنه وجد معارضة من الكنغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون. بحسب فرانس برس.

وفي نهاية 2014 قدم دون المرور باعضاء مجلس الشيوخ او مجلس النواب، سلسة من المراسيم توفر منح وضع قانوني لنحو خمسة ملايين شخص في وضع غير قانوني. واصبح يحق لكل مقيم بشكل غير قانوني منذ اكثر من خمس سنوات في الولايات المتحدة ولديه طفل ولد فيها او يملك وضع مقيم دائم ، ان يطلب ترخيصا في العمل لمدة ثلاث سنوات.

المخاطر الارهابية

في السياق ذاته اعرب نائب اميركي جمهوري عن تخوفه من ان يؤدي استقبال الولايات المتحدة لعشرة الاف لاجئ سوري الى زيادة مخاطر دخول جهاديين الى البلاد، مبديا تحفظا شديدا ازاء هذه الخطة. وحذر مايك ماكول رئيس لجنة الامن الداخلي من امكان تسلل جهاديين من تنظيم داعش بين اللاجئين الفارين من النزاع في سوريا.

وصرح ماكول في مقابلة مع برنامج "ذيس ويك" على شبكة "ايه بي سي" التلفزيونية "من وجهة نظر الامن القومي انا اخذ كلام تنظيم داعش حرفيا عندما قالوا سنستخدم ونستغل ازمة اللاجئين للتسلل الى الغرب وهذا امر مثير للقلق بالنسبة لي". وكان البيت الابيض اعلن انه يريد زيادة عدد اللاجئين السوريين الذين تستقبلهم الولايات المتحدة العام المقبل. وحذر عدد من المسؤولين الاميركيين من امكانية تسلل عناصر من التنظيم الجهادي المتطرف ضمن هؤلاء اللاجئين.

الا ان الجنرال المتقاعد جون آلن قال في البرنامج نفسه انه يثق باجراءات التحقق من اللاجئين قبل حصولهم على الضوء الاخضر للقدوم الى الولايات المتحدة. وقال آلن "علينا ان نكون واعين لامكان ان يحاول تنظيم داعش ارسال عملاء له ضمن تلك المجموعة" من اللاجئين. واضاف "لكنني على ثقة تامة في العمل الذي انجزته والذي تقوم به" وكالات الامن الاميركية. الا انه مضى يقول "اعتقد انه تهديد ... من الواضح انه امر علينا التوقف عنه".

من جهته، اعرب بين كارسون الذي يحل ثانيا حاليا بين مرشحي الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية في 2016 عن قلقه ازاء عملية التحقق من اللاجئين قبل قدومهم الى الولايات المتحدة. وقال كارسون ان "السماح بقدوم اشخاص من الشرق الاوسط في الوقت الحالي ينطوي على مخاطر اضافية وعلينا توخي مزيد من الحذر". وتابع كارسون لشبكة "ايه بي سي" انه "ربما علينا تعزيز الاليات التقليدية المستخدمة للتحقق من الاشخاص".

وحتى الان سمحت الولايات المتحدة بدخول 1800 لاجئ سوري فقط منذ بدء النزاع في 2011. ويزيد عدد السوريين الذين فروا من القتال على اربعة ملايين لاجئ. واحالت الامم المتحدة ملفات 18 الف لاجئ تقريبا الى الولايات المتحدة لايوائهم، وتستغرق عملية التدقيق في كل ملف عامين تقريبا وتشمل مقابلات مع مسؤولين اميركيين في مخيمات للاجئين ومراجعات من قبل اربع وكالات اميركية على الاقل لمكافحة الارهاب بالاضافة الى سلسلة من الفحوصات الطبية. وكان مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية اكد ان "اللاجئين يخضعون لاعلى مستوى من التدقيق الامني مقارنة باي فئة من الوافدين الى الولايات المتحدة".

من جانبه صرح دونالد ترامب المرشح للانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري لاختيار ممثله للاقتراع الرئاسي الاميركي انه يريد اعادة آلاف اللاجئين السوريين الى بلدهم اذا انتخب رئيسا للولايات المتحدة. من جهة اخرى، رأى ترامب في مقابلة مع شبكة "سي ان ان" الاميركية مع اعلان روسيا عن بدء ضرباتها في سوريا، ان التدخل الروسي يمكن ان يكون مفيدا. وقال "اذا كانت روسيا تريد مهاجمة تنظيم داعش في العراق والشام وسحقه وربما وقف هذه الهجرة الكبيرة التي يصل معها مئتا الف شخص الى الولايات المتحدة، فهذا قد يكون امرا جيدا". وقال رجل الاعمال الثري "اذا فزت (في الانتخابات) فهؤلاء الاشخاص سيرحلون (...) يجب ان يعرفوا وان يسمع العالم ذلك". وقال ترامب "لن نقبل مئتي الف شخص"، مشيرا الى احتمال انتماء عدد منهم الى تنظيم الدولة الاسلامية. واضاف "ليست لدينا اي فكرة عنهم".

على صعيد متصل قال وزير الأمن الداخلي الأمريكي جيه جونسون إن الوزارة تضع خططا في الوقت الحالي لاستقبال عشرة آلاف لاجئ سوري على الأقل في العام القادم داخل نطاق القيود الحالية على الميزانية. وفي حين عبر بعض المشرعين عن قلقهم من أن تؤدي هذه الإجراءات إلى دخول "إرهابيين" للولايات المتحدة قدم البيت الأبيض أول التزام أمريكي محدد بزيادة أعداد اللاجئين الذين تستقبلهم البلاد من سوريا. بحسب رويترز.

وقال جونسون إن المراجعات الأمنية والتحريات عن اللاجئين ستكون مهمة جهاز خدمات الهجرة والجنسية بالوزارة. وأضاف الوزير بعد أن شارك في مراسم أداء اليمين لمواطنين حصلوا على الجنسية حديثا في سان فرانسيسكو أن معظم ميزانية هذه الوحدة تأتي من الرسوم التي تجمعها. وأضاف "جهاز الهجرة والجنسية لا يعتمد على مخصصات من الكونجرس ولا يمكن أن يتوقعها. يجب أن يتكفل الجهاز بمصروفاته." ومضى يقول "يجب الموازنة بين أي مهام إضافية والاحتياجات من الموارد وكيف سنمول تلك الموارد." وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست إن الإدارة في الوقت الحالي لا ترى حاجة لطلب تمويل إضافي لإجراء التحريات عن اللاجئين. وأضاف "من المؤكد أن هناك إمكانية لذلك في المستقبل لكن حتى الآن ليست هناك حاجة."

فرصة جديدة

الى جانب ذلك قال الاتحاد الامريكي للحريات المدنية في ساوثرن كاليفورنيا إن مئات من المهاجرين المعاقين ذهنيا الذين تلقوا أوامر ابعاد بعد ان تعين عليهم تمثيل انفسهم في المحكمة سيحصلون عل فرصة للاعتراض على قرار ابعادهم بمساعدة محام بموجب تسوية تمت الموافقة عليها. وقال الاتحاد في بيان ان القاضي الاتحادي في لوس انجليس دولي جي وقع التسوية التي ترتكز الى دعوى قضائية من نفس الفئة رفعت ضد الحكومة الأمريكية في عام 2010.

وقالت كارمن ايجوينا وهي محامية بالاتحاد وعملت في هذه القضية ان ما يقدر بنحو 900 مهاجر من دول مختلفة معظمها في أمريكا اللاتينية وآسيا والذين تسلموا اخطارات بالترحيل يمكنهم أن يسعوا الى الحصول على اقامة دائمة في الولايات المتحدة في اطار تسوية. وتلقى عدد غير محدد من هؤلاء الأفراد اوامر بالابعاد لكنهم ظلوا في الولايات المتحدة مع استئناف قضاياهم. وجاء هذا الاتفاق عن طريق التفاوض بين الاتحاد الامريكي للحريات المدنية ووزارة العدل الأمريكية استنادا الى حكم في 2013 اصدره جي ويقضي بأن المهاجرين الذين يعانون اعاقة ذهنية خطيرة لديهم الحق في الحصول على تمثيل قانوني في إجراءات الترحيل.

وقالت ايجوينا "لقد كان هذا نصرا كبيرا فهو حقا.. حكم تاريخي ونحن سعداء جدا بأن أعضاء فئتنا لم يعدوا يجبرون على الوقوف وحدهم في المحكمة". وأحالت متحدثة باسم ادارة انفاذ الهجرة والجمارك الامريكية اسئلة بشأن هذه التسوية الى مسؤول بوزارة العدل لكن لم يتسن الحصول على تعليقه على الفور. وقالت ايجوينا ان المدعي الرئيسي في هذه القضية والذي تم السماح له بالبقاء في الولايات المتحدة، كان المتوقع اساسا ان يمثل نفسه في المحكمة بالرغم من انه قدرته العقلية تعادل طفل ولا يمكنه طلب رقم هاتف. بحسب رويترز.

وقالت ايجوينا إن المدعين سمعت قضاياهم المتعلقة بالهجرة في ولايات كاليفورنيا واريزونا وواشنطن ولكن الحكومة وافقت على توفير تقييمات الكفاءة وفحص المهاجرين لتحديد ما إذا كانوا مؤهلين للحصول على مساعدة قانونية. واضافت انه ليس كل المئات من هذه الفئة ستنال بالضرورة الحق في الإقامة بالولايات المتحدة. ولكن معظمهم سيكونوا قادرين على عرض قضيتهم بمساعدة محام وفي بعض الحالات ستدفع الحكومة الامريكية نفقات عودتهم إلى البلاد.

خدمات الصحة النفسية

من جانب اخر وبعد مرور أكثر من 20 عاما على مقتل شقيقه أمام عينيه على أيدي جنود صدام حسين ما زال علي الغزالي يعاني كوابيس ليلية يعزوها إلى إصابته بإجهاد ما بعد الصدمة الذي يعد مشكلة شائعة بين اللاجئين كثيرا ما تترك دون علاج. وفي الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة لاستقبال عشرة آلاف لاجئ سوري أو أكثر في العام المقبل بدأت جماعات الخدمات الاجتماعية تطالب بمزيد من الأموال لاستشارات الصحة النفسية للحالات المماثلة لحالة الغزالي وتقول إنها تسهل إعادة التوطين.

وقد بدأ الغزالي البالغ من العمر 48 عاما جلسات علاج نفسي في العام الماضي في مدينة ديربورن الواقعة في جنوب شرق ميشيجان ويعيش فيها عدد كبير من الأمريكيين العرب لكن ذلك لم يحدث إلا بعد أن أدمن حبوب معالجة القلق والتوتر واضطراره لترك عمله كسائق سيارة ليموزين. وقالت شريهان عايش طبيبة الغزالي النفسية في مركز الجالية العربية للخدمات الاقتصادية والاجتماعية في ديربورن "أفضل وقت للعلاج هو في البداية والحالة جديدة." ويقول هذا المركز إنه أكبر مؤسسة للخدمات الاجتماعية للأمريكيين العرب على مستوى الولايات المتحدة. وقالت الطبيبة "علينا أن نصلح ما أفسدته 20 سنة."

وسيحتاج كثير من الهاربين من العنف لاستشارات نفسية بعد ما شهدوه من إلقاء براميل متفجرة وأسلحة كيماوية وإعدامات ميدانية دون محاكمة. لكن التاريخ يقول إن قلة فقط منهم ستحصل على هذه الاستشارات. وكثيرا ما يتم إهمال الاستشارات النفسية للاجئين وذلك لأنها تزاحم احتياجاتهم الأساسية مثل الاسكان والدراسة والوظائف. وقال مسؤولون من جماعات ستتولى قريبا مساعدة الوافدين الجدد من السوريين إن هذا هو الحال رغم أن اللاجئين الذين يتعلمون التكيف منذ البداية مع إجهاد ما بعد الصدمة يستقرون بسهولة أكبر في الولايات المتحدة ويستفيدون بدرجة أكبر من الخدمات الأخرى.

وقالت أليسون بكمان المشرفة الطبية على مركز ضحايا التعذيب في سانت بول بولاية مينيسوتا وهو من أكبر المراكز العلاجية من نوعه في الولايات المتحدة "الناس تحتاج فعلا لامتلاك القدرة على العودة لحياتها: للمدرسة والعمل وما كانوا يفعلونه من قبل في بلادهم." غير أنها أضافت أن اللاجئين المصابين بإجهاد ما بعد الصدمة أو الاكتئاب يعجزون في كثير من الأحيان عن استئناف هذه الجوانب من حياتهم لأن أعراضها تكون في غاية الشدة.

ومن الممكن أن يجتمع الخوف والشك والصدمة في إجهاد ما بعد الصدمة الذي يمكن أن يصيب قدامى المحاربين وغيرهم من الناجين من الحروب أو غيرها من الصدمات الكبرى ليتسبب في إيقاظ نوبات من الذكريات العنيفة أو العجز عن الثقة في الآخرين وغيرها من أعراض. وقال مارك فان أومرين مستشار الصحة النفسية العامة بمنظمة الصحة العالمية إن ما بين 15 و20 في المئة من جميع اللاجئين على مستوى العالم لديهم مشاكل نفسية لكن أقل من واحد في المئة من العدد الإجمالي يتلقون رعاية نفسية.

وعموما فإن الرعاية النفسية في الولايات المتحدة تتعرض منذ فترة طويلة لانتقادات لعدم كفايتها. ويعاني أكثر من 43 مليون أمريكي من البالغين من مرض نفسي سنويا لكن ما يقرب من 60 في المئة من هؤلاء لم يحصلوا على الرعاية النفسية في العام الماضي وذلك حسب تقديرات التحالف الوطني للأمراض النفسية ومقره آرلنجتون بولاية فرجينيا. ويمثل نقص التمويل جانبا من المشكلة. وتقدر منظمة الصحة العالمية أن من بين كل ألف دولار تنفق على المساعدات الانسانية على المستوى العالمي يخصص دولار واحد فقط للرعاية النفسية وفقا لأحدث دراسة في هذا الصدد أجريت عام 2011.

وقال فان أومرين "هذا قليل جدا". وأضاف أن الرعاية ضرورية لكي يتمكن اللاجئون من القيام بالأنشطة اليومية والانخراط في مجتمعاتهم والحصول على وظيفة. وأضاف المكتب الأمريكي لإعادة توطين اللاجئين أربعة برامج إضافية ممولة إلى مبادرة الناجين من التعذيب التي يطبقها في السنة المالية الحالية وقال كينيث وولف المتحدث باسم المكتب إن ذلك رفع مجموع البرامج على مستوى البلاد إلى 34 برنامجا. غير أن ميزانية المكتب لم تتغير عن 11 مليون دولار سنويا رغم ما وجهه أطباء ومحامين من نداءات لزيادتها.

ولعلاج اللاجئين الذين يعانون من الصدمة عادة ما تتيح البرامج جلسات علاج منفصلة أو استشارات جماعية أو جلسات علاج طبيعي. ومن الجوانب الأخرى التوعية النفسية من خلال توعية اللاجئين بالصحة النفسية لمساعدتهم على التعامل مع العوامل الثقافية التي تمنعهم في كثير من الأحيان من طلب العون. وقال المسؤولون إن من المتوقع توطين كثير من السوريين في مناطق ترسخت فيها أقدام جالياتهم وخاصة في ميشيجان وتكساس وكاليفورنيا وذلك وفقا لبيانات وزارة الخارجية التي يرد فيها بالتفصيل توزيع اللاجئين السوريين حتى الآن هذا العام. بحسب رويترز.

وقال حسن جابر المدير التنفيذي لمركز الجالية العربية للخدمات الاقتصادية والاجتماعية في دير بورن إن منطقة ديترويت - التي تعد مقصدا شائعا للاجئين العراقيين في السنوات الخمسة عشرة الأخيرة - مستعدة لاستقبال طوفان السوريين. وفي وكالات التوطين يسارع المسؤولون لتلبية الاحتياجات الأساسية وفي الوقت نفسه يطالبون اللاجئين بالاعتماد على النفس في أسرع وقت ممكن قبل أن تنفد المساعدات الحكومية. وقال آرون كيبنكروجر الرئيس التنفيذي لوكالة خدمات تكساس للاجئين التي لها مراكز في خمس مدن كبرى في الولاية "يبدأ بالفعل حساب الوقت بمجرد أن يصلوا." ووصف ضغوط الوقت بأنها من أوجه القصور في نموذج إعادة التوطين الأمريكي. وقال "لا يوجد الكثير من الوقت أمامهم للتأمل في حقائق ما مروا به من أحداث".

اضف تعليق