q
أثار إعلان روسيا الانسحاب من اتفاق يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر موانئ البحر الأسود مشاعر الخوف والهلع في الدول الأكثر فقرا، التي يتألم كثير منها بالفعل تحت وطأة التضخم والصدمات المناخية والصراعات. فأوكرانيا واحدة من أكبر مصدري الحبوب والمواد الغذائية الأخرى في العالم وأي انقطاع في صادراتها قد...

أوقفت روسيا مشاركتها في اتفاق مهم توسطت فيه الأمم المتحدة يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، مما يثير شعورا بالخوف في الدول الفقيرة، حيث يخشى السكان من عدم القدرة على شراء الطعام بسبب ارتفاع الأسعار.

وقبلها بساعات، أعلنت موسكو أن أوكرانيا هاجمت جسر القرم بطائرات مسيرة. ولقي زوجان حتفهما وأصيبت ابنتهما فيما وصفته روسيا بهجوم إرهابي على الجسر الذي يعد شريانا رئيسيا للقوات الروسية التي تقاتل في أوكرانيا.

وأثار إعلان روسيا الانسحاب من اتفاق يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر موانئ البحر الأسود مشاعر الخوف والهلع في الدول الأكثر فقرا، التي يتألم كثير منها بالفعل تحت وطأة التضخم والصدمات المناخية والصراعات.

فأوكرانيا واحدة من أكبر مصدري الحبوب والمواد الغذائية الأخرى في العالم وأي انقطاع في صادراتها قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء العالم، وخاصة في الدول الأشد فقرا.

انفجار على الجسر

وقال الكرملين إن وقف الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا للتصدي لأزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت بسبب غزو روسيا لجارتها لا علاقة له بالهجوم على الجسر.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف "في الواقع، انتهى سريان اتفاق البحر الأسود اليوم".

وأضاف "للأسف، لم يتم تنفيذ الجزء المتعلق بروسيا في اتفاق البحر الأسود حتى الآن، لذلك فقد انتهى".

يمكن أن يكون للانفجار الذي وقع على الجسر المؤدي إلى شبه جزيرة القرم تأثير مباشر على قدرة موسكو على إمداد قواتها في جنوب أوكرانيا.

ويكشف الهجوم عن ضعف البنية التحتية الروسية في البحر الأسود أمام عتاد مثل الطائرات المسيرة المحمولة بحرا والزوارق الصغيرة السريعة التي يتم التحكم فيها عن بعد وتكون محملة بأجهزة ومتفجرات.

وأظهرت صور سقوط جزء من طريق الجسر وتوقف حركة المرور في كلا الاتجاهين رغم أن جسرا موازيا للسكك الحديدية لا يزال يعمل.

وتحدثت تقارير عن انفجارات قبل الفجر على الجسر الذي يضم طريقا للمركبات وخطا للسكك الحديدية يبلغ طوله 19 كيلومترا يربط روسيا بشبه جزيرة القرم التي ضمتها من أوكرانيا عام 2014.

وقال بوتين للمسؤولين إن أعمال الإصلاح يجب أن تبدأ بسرعة وإن روسيا سترد على هذا الهجوم "الأحمق".

ولم يصدر عن كييف رواية رسمية عن الانفجارات لكن وسائل إعلام أوكرانية نقلت عن مسؤولين لم تحدد هويتهم قولهم إن جهاز الأمن الأوكراني يقف وراءها. وألمح المتحدث باسم إدارة أمن الدولة أرتيم ديختيارنكو مجازا لفكرة أن الوكالة ستكشف تفاصيل الانفجار بعد فوز أوكرانيا بالحرب، دون أن يعلن مباشرة مسؤوليتها.

وتقول أوكرانيا إن الجسر غير قانوني واستخدام روسيا له في الإمدادات العسكرية يجعله هدفا مشروعا. وتعرض الجسر لانفجار هائل وحريق في أكتوبر تشرين الأول.

ضربة للمحتاجين

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن انسحاب روسيا يعني إنهاء الاتفاق ذي الصلة لتسهيل صادرات الحبوب والأسمدة الروسية.

وأضاف للصحفيين "قرار روسيا الاتحادية اليوم سيوجه ضربة للمحتاجين في كل مكان".

وقالت روسيا إنها ستبحث إمكان العودة إلى الاتفاق إذا رأت "نتائج ملموسة" بشأن مطالبها لكنها ستلغى في الوقت نفسه ضماناتها لسلامة الملاحة.

وفي واشنطن، قال البيت الأبيض إن تعليق روسيا للاتفاق "سيؤدي إلى تدهور الأمن الغذائي ويضر بالملايين".

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن قرار روسيا وقف مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود "غير عقلاني" ودعا إلى إعادة العمل بالاتفاق بأسرع ما يمكن.

ولاقى اتفاق الحبوب ترحيبا عندما تم التوصل إليه بوساطة من الأمم المتحدة وتركيا العام الماضي وقيل إنه سيمنع وقوع حالة طوارئ غذائية عالمية.

وشهدت أسعار السلع الغذائية العالمية زيادة محدودة، مما يشير إلى أن التجار لا يتوقعون حتى الآن وقوع أزمة إمدادات حادة.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي توسط في إبرام اتفاق الحبوب، في وقت سابق من إنه ما زال يعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد استمراره.

وتقول دول غربية إن روسيا تحاول استخدام نفوذها فيما يتعلق باتفاق الحبوب بهدف إضعاف العقوبات المالية التي لا تنطبق على الصادرات الزراعية الروسية.

ووصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تعليق روسيا للاتفاقية بأنه "خطوة أنانية"، مضيفة أن الاتحاد الأوروبي سيواصل العمل لضمان الأمن الغذائي للدول الفقيرة.

وأعلنت سامانثا باور رئيسة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تقديم مساعدات إنسانية بقيمة تتجاوز 500 مليون دولار خلال زيارة لأوكرانيا حيث تقول الأمم المتحدة إن نحو 17 مليون شخص بحاجة إلى المساعدات بعد الغزو الروسي.

وقالت الشرطة إن قصفا روسيا أدى لمقتل شخصين وإصابة 10 في بلدة بيلوبيليا في منطقة سومي بشمال أوكرانيا قرب الحدود مع روسيا يوم الاثنين.

دون موافقة روسيا

وافقت روسيا ثلاث مرات العام الماضي على تمديد اتفاق البحر الأسود، لكنها هددت مرارا بالانسحاب منه وعلقت لفترة وجيزة مشاركتها في نهاية أكتوبر تشرين الأول ردا على هجوم بطائرة مسيرة على أسطولها في شبه جزيرة القرم. وعلى مدى أيام، ظلت الصادرات تمر عبر البحر الأسود دون مشاركة موسكو بعد اتفاق أوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة على ذلك.

وقال دينيس مارشوك نائب رئيس المجلس الزراعي الأوكراني، المنظمة الزراعية الرئيسية في أوكرانيا، إن الصادرات المنقولة بحرا ربما يتم استئنافها مرة أخرى دون موافقة روسية.

وأضاف لرويترز "إذا كانت هناك ضمانات سلامة من شركائنا فلماذا لا يستمر اتفاق الحبوب دون مشاركة روسيا؟".

وأي استئناف من هذا القبيل دون مباركة روسيا سيعتمد على الأرجح على شركات التأمين. وقالت مصادر بالقطاع لرويترز إنها تدرس ما إذا كانت ستجمد تغطيتها.

وقال مصدر في قطاع التأمين "السؤال (الرئيسي) هو ما إذا كانت روسيا تزرع ألغاما في المنطقة وهو ما سيوقف فعليا أي شكل من أشكال التغطية المقدمة".

وتغير ميزان القوة البحرية منذ أن فرضت روسيا حصارها في الأشهر الأولى من الحرب. وتمكنت كييف، رغم عدم امتلاكها أسطولا مماثلا، من إغراق أكبر سفينة روسية واستعادة السيطرة على جزيرة الثعبان المطلة على ممرات الشحن واستهداف أسطول البحر الأسود الروسي في الميناء بطائرات مسيرة.

ويأتي أحدث انفجار على الجسر الروسي المؤدي لشبه جزيرة القرم بعد ضربات أوكرانية على مدى أشهر على خطوط الإمداد الروسية فيما تواصل كييف هجوما مضادا لطرد القوات الروسية من أراضيها.

أسعار الغذاء العالمية

أثار إعلان روسيا الانسحاب من اتفاق يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر موانئ البحر الأسود مشاعر الخوف والهلع في الدول الأكثر فقرا، التي يتألم كثير منها بالفعل تحت وطأة التضخم والصدمات المناخية والصراعات.

فأوكرانيا واحدة من أكبر مصدري الحبوب والمواد الغذائية الأخرى في العالم وأي انقطاع في صادراتها قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء العالم، وخاصة في الدول الأشد فقرا.

قال شاشوات ساراف مدير الطوارئ في شرق أفريقيا بلجنة الإنقاذ الدولية إن التداعيات ستكون كبيرة في الصومال وإثيوبيا وكينيا حيث تواجه منطقة القرن الأفريقي أسوأ موجة جفاف منذ عقود.

وفي اليمن، قال مسؤول بالحكومة المعترف بها دوليا إنه لا تأثيرات على البلاد من القرار الروسي.

وأضاف أبو بكر باعبيد نائب رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية الصناعية اليمنية لرويترز "قرار روسيا بخصوص القمح لا أعتقد سيؤثر على اليمن وذلك لأن التجار والمستوردين بعد الأزمة الماضية فتحوا علاقات مع دول أخرى مصدرة للقمح مثل البرازيل والهند وفرنسا وأستراليا".

وأشار إلى أن اليمن لم يعد معتمدا على القمح الروسي والأوكراني مثلما كان في السابق .

أما حليمة حسين، وهي أم لخمسة أطفال تعيش في مخيم مكتظ بالنازحين في العاصمة الصومالية مقديشو، فقالت "لا أعرف كيف سنبقى على قيد الحياة".

وأثار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي احتمال استئناف صادرات الحبوب دون مشاركة روسيا إذ قال إن كييف ستسعى للحصول على دعم تركيا للالتفاف بفاعلية على الحصار الذي كانت قد فرضته روسيا بحكم الأمر الواقع العام الماضي.

ونقل سيرهي نيكيفوروف المتحدث باسم زيلينسكي عن الرئيس قوله "لسنا خائفين... تواصلت الشركات وأصحاب السفن معنا. قالوا إنهم مستعدون، إذا سمحت لهم أوكرانيا بالمغادرة، وواصلت تركيا السماح لهم بالمرور، فعندئذ سيكون الجميع على استعداد لمواصلة توريد الحبوب".

الألم الافريقي

وأسهم اتفاق حبوب البحر الأسود الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا في يوليو تموز 2022 في خفض أسعار الأغذية العالمية، وسمح لمنظمات الإغاثة بالحصول على مئات آلاف الأطنان من الأغذية في وقت تتزايد فيه الاحتياجات ويشح فيه التمويل.

وفي العاصمة الصومالية مقديشو، هبطت أسعار القمح بنسبة 25 بالمئة تقريبا كنتيجة لتوقيع الاتفاق، بعد أن كانت قد زادت إلى المثلين عندما غزت روسيا أوكرانيا.

وفي أعقاب الإعلان الروسي، يشعر الجميع بالفزع، بدءا من التجار مرورا بالخبازين ووصولا لضحايا الصراعات المسلحة في البلاد.

وقالت حليمة حسين "لا أعرف كيف سنعيش". وحليمة أم لخمسة أطفال يسكنون بمخيم مكتظ في مقديشو بالنازحين الذين شردتهم سنوات من شح الأمطار وعنف المتشددين.

وأضافت "تبذل منظمات الإغاثة قصارى جهدها للحفاظ على أرواحنا. ليس لديهم سوى القليل للغاية الذي يقدمونه".

وتوقع بعض المتعاملين في مقديشو أن يرتفع سعر الجوال الواحد من القمح زنة 50 كيلوجراما من 20 دولارا في الوقت الحالي إلى قرابة 30 دولارا.

وقال كورير سينج أويه، وكيل وزارة الشؤون الخارجية الكينية، إن أسعار الأغذية التي سجلت مستويات قياسية مرتفعة بالفعل سترتفع أكثر من ذلك. وتعاني كينيا أيضا بسبب أسوأ موجة جفاف تشهدها منطقة القرن الأفريقي منذ عقود.

وأضاف لرويترز "السلع التي كان سعرها على سبيل المثال جنيها أو جنيهين ستتكلف الآن أربعة جنيهات، ستتضاعف الأسعار".

وأظهرت بيانات تجارية من الأمم المتحدة أن الصومال تسلمت 84 ألف طن من القمح من أوكرانيا في 2022 صعودا من 31 ألف طن في 2021، وذلك في ظل تكثيف المانحين مساعداتهم للتصدي لمجاعة تلوح في الأفق في مناطق بعينها.

لكن الدول الأوفر حظا شعرت بالأزمة أيضا. فقد استفادت مصر من الاتفاق. ومصر في أغلب الأوقات في صدارة مستوردي القمح على مستوى العالم، إذ راكمت زيادة أسعار القمح العالمية بعد الحرب ضغوطا مالية على الحكومة التي تقدم خبزا مدعما لملايين المواطنين.

وتسببت الأزمة أيضا في قفزة في أسعار الخبز غير المدعم فيما وضع مزيدا من الضغوط المالية على الأسر التي تحملت بالفعل سنوات من التقشف.

وقالت وزارة التموين المصرية لرويترز الشهر الماضي إنها تأمل أن يتم تمديد الاتفاق "بسبب أهميته في تهدئة الأسواق العالمية".

زيادات في الأسعار

وتشكو روسيا أيضا من عدم وصول كميات كافية الحبوب التي يتم شحنها إلى الدول الأكثر فقرا. وتقول الأمم المتحدة إن الاتفاق أفاد هذه الدول من خلال المساعدة في خفض أسعار الأغذية أكثر من 20 بالمئة على الصعيد العالمي.

وتحول تركيز برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بشدة إلى الحبوب الأوكرانية لإطعام الناس في دول تعاني بسبب الصراعات وأحوال الطقس المتطرفة ومن بينها الصومال واليمن وأفغانستان.

ويقول محللون إن أسعار بعض الأغذية الأساسية من المرجح أن ترتفع نتيجة لقرار روسيا، على الرغم من أن توفر الحبوب على الصعيد العالمي تحسن منذ بدء الحرب بسبب زيادة الإمدادات من منتجين مثل روسيا والبرازيل.

وقال شاشوات ساراف مدير الطوارئ في شرق أفريقيا بلجنة الإنقاذ الدولية إن الآثار ستكون بعيدة المدى في الصومال وإثيوبيا وكينيا التي تتعرض جميعها من أسوأ جفاف بمنطقة القرن الأفريقي منذ عقود.

وأضاف ساراف أن من المرجح أن يؤدي انعدام الاستقرار في الأسواق العالمية إلى أن توقف الدول ذات الفائض المتواضع صادراتها من الحبوب.

ومضى قائلا إنه مع ارتفاع أسعار الأغذية سيتعين على منظمات الإغاثة مثل لجنة الإنقاذ الدولية زيادة قيمة التحويلات النقدية التي تقدمها للجائعين من أجل شراء الطعام، وهو أمر يجبرهم بالتبعية على تقليص عدد المستفيدين.

وفي مقديشو بدأت بالفعل الهرولة لتخزين الأغذية يوم الاثنين.

وقال محمد عثمان، أحد ملاك المتاجر، لرويترز "عليّ الآن شراء المزيد من أجولة حبوب القمح قبل أن يرفع كبار التجار السعر. إذا لم أفعل ذلك، لن يستطيع عملاؤنا الفقراء شراء أغذية باهظة الثمن مثل القمح".

خيبة أمل

قالت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية إنها تشعر "بخيبة أمل عميقة" لانتهاء اتفاق حبوب البحر الأسود، والذي وصفته بأنه ضروري لضمان استقرار أسعار الغذاء العالمية.

وكتبت نجوزي أوكونجو إيويالا على تويتر "تجارة البحر الأسود في الغذاء والأعلاف والأسمدة أمر بالغ الأهمية لاستقرار أسعار الغذاء العالمية. من المحزن أن نقول إن الفقراء والدول الفقيرة هم الأكثر تضررا. دعونا نبقِ الأمل حيا بشأن التجديد".

من جهتها قالت منظمة الأمم المتحدة للزراعة والأغذية (الفاو) إنه على الرغم من زيادة الإنتاج العالمي من الذرة أو الحليب أو اللحوم في عام 2023، فإن الواردات الغذائية لأفقر البلدان ستتقلص بسبب استمرار ارتفاع الأسعار.

وقالت الفاو في تقريرها نصف السنوي حول توقعات النمو إنه في حين ستواصل البلدان ذات الدخل المرتفع زيادة واردتها، من المتوقع أن تنخفض فاتورة 47 دولة من الأقل نموا وتقع بشكل رئيسي في إفريقيا، بنسبة 1,5% هذا العام.

ولكن الانخفاض سيكون أكثر وضوحًا وقد يتراجع إلى ما يقرب من 5% في البلدان النامية التي تعد مستوردة صافية للمنتجات الغذائية مثل تونس أو مصر أو باكستان وتركيا.

ووصفت منظمة الفاو الانخفاض في حجم الواردات الغذائية في هاتين المجموعتين بأنه "تطور مثير للقلق" ويوحي بتراجع في قدرتها الشرائية.

وفي الوقت الذي انخفضت فيه أسعار الزيوت أو الحبوب بعد بلوغها الذروة في آذار/مارس 2022 بعد غزو أوكرانيا، فإنها ما زالت إلى اليوم في مستويات عالية. وتواصل منتجات الفاكهة أو الخضار أو منتجات الألبان الارتفاع "مما يؤدي إلى إبطاء الطلب"، لا سيما في البلدان الأفقر.

وتؤكد منظمة الأغذية والزراعة "أن ما يعزز هذه المخاوف هو أن انخفاض الأسعار الدولية لعدد من المواد الغذائية الأساسية لم يُترجم، أو على الأقل ليس بالكامل، إلى انخفاض في الأسعار على مستوى التجزئة المحلي".

على الصعيد العالمي، يُتوقع أن يصل الإنفاق على الواردات الغذائية إلى مستوى مرتفع جديد في عام 2023، على الرغم من أنه يتوقع أن "ينمو بوتيرة أبطأ بكثير من العام الماضي".

بعد قفزة بنسبة 18% عام 2021 ثم 11% عام 2022، سترتفع الفاتورة بنسبة 1,5% لتصل إلى 1980 مليار دولار.

في الوقت نفسه، يتوقع أن يكون أكثر وفرة في عامي 2023 و2024 إنتاج الأرز والحبوب الخشنة (الذرة والذرة الرفيعة) والبذور الزيتية والسكر والحليب أو اللحوم ، باستثناء لحم البقر.

ويُتوقع أن يزداد إنتاج الحبوب الخشنة بنسبة 3% ليصل إلى 1513 مليون طن "وهو رقم قياسي جديد" بفضل وفرة المحصول في البرازيل.

من ناحية أخرى، يتوقع انخفاض إنتاج القمح بنسبة 3% بعد رقم قياسي سُجل في الموسم السابق (777 مليون طن) بسبب انخفاض الحصاد في روسيا وأستراليا.

وقالت الفاو إنه "على الرغم من هذه النظرة الإيجابية بشكل عام، فإن أنظمة إنتاج الأغذية الزراعية العالمية ما زالت عرضة للصدمات" المناخية أو الجيوسياسية أو الاقتصادية.

تعافي الإنتاج الزراعي الأوكراني

من جهته قال مركز أبحاث في كييف إن تعافي الإنتاج الزراعي في أوكرانيا من تداعيات الغزو الروسي الشامل يمكن أن يتطلب 20 عاما أو أكثر بالنسبة لبعض القطاعات.

وأوكرانيا هي من أكبر دول العالم التي تزرع وتصدر القمح والذرة وبذور وزيوت دوار الشمس، لكن إنتاجها تراجع بشكل حاد منذ بدء الحرب في فبراير شباط 2022.

وقالت كلية كييف للاقتصاد في تقرير "وفقا لنتائج النمذجة، لن تصل بعض القطاعات إلى مستويات ما قبل الحرب حتى بعد سبعة أعوام من السلام".

وأضافت أنه من المتوقع أن تتعافى مجالات من الإنتاج الزراعي مثل دوار الشمس والشعير والقمح بحلول عام 2040، بينما من المتوقع أن يتعافى إنتاج الذرة والجاودار (الشيلم) والشوفان وبذور الشلجم بحلول عام 2050.

وذكر التقرير "هذا يعني أن الأمر يحتمل أن يستغرق 20 عاما حتى تستعيد أوكرانيا قوتها في الزراعة بعد الدمار الذي تسبب فيه العدوان العسكري الروسي".

وقالت وزارة الزراعة الأوكرانية إن حصاد الحبوب والبذور الزيتية في عام 2021 قبل الغزو بلغ 106 ملايين طن لكن الإنتاج قد ينخفض إلى نحو 65 مليون طن في عام 2023.

* المصدر: وكالات+رويترز

اضف تعليق