لا تزال دول العالم العربي بعيدة عن صدارة قائمة أكبر بؤر فيروس كورونا المستجد في العالم، غير أن الوباء يواصل انتشاره فيها، حيث تستمر حصيلة الإصابات والوفيات بفيروس كورونا بالارتفاع في الدول العربية ولكن بصفة أقل من الدول الغربية، وتسعى هذه الدول إلى تطبيق إجراءات العزل والتباعد الاجتماعي...

لا تزال دول العالم العربي بعيدة عن صدارة قائمة أكبر بؤر فيروس كورونا المستجد في العالم، غير أن الوباء يواصل انتشاره فيها، حيث تستمر حصيلة الإصابات والوفيات بفيروس كورونا بالارتفاع في الدول العربية ولكن بصفة أقل من الدول الغربية، وتسعى هذه الدول إلى تطبيق إجراءات العزل والتباعد الاجتماعي والوقاية بشكل صارم خوفا من تفشي الفيروس، لكنه لا يزال يخيم بظلاله على الحياة اليومية للمواطنين في الدول العربية التي تحاول التصدي للفيروس والعثور على حلول ناجعة لوقفه والحد من آثاره.

اليمن

علمت رويترز من أربعة مصادر مطلعة أن عدد الأفراد الذين يعتقد أنهم مصابون بفيروس كورونا في اليمن وعدد الوفيات التي يشتبه أنها ناتجة عن الإصابة به أكبر مما أعلنته السلطات حتى الآن في الوقت الذي حذرت فيه الأمم المتحدة من أن الفيروس آخذ في الانتشار في البلاد

وحتى الآن لم تعلن الحكومة المدعومة من السعودية ومقرها الشطر الجنوبي من البلاد وحركة الحوثي المتحالفة مع إيران ومقرها في الشطر الشمالي عن اكتشاف سوى 67 حالة إصابة و11 وفاة. ولم يعلن الحوثيون سوى عن حالتي إصابة وحالة وفاة واحدة من الإجمالي، كلها في العاصمة صنعاء، وذكرت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها أن الأعداد التي تُسجل أقل فيما يبدو من الواقع في شطري البلاد.

وقالت المصادر الأربعة المطلعة على المعلومات الخاصة بالمستشفيات إن السلطات الصحية لدى الحوثيين لم تطلع منظمة الصحة العالمية على نتائج اختبارات لما لا يقل عن 50 مريضا آخرين ظهرت عليهم أعراض مرض كوفيد-19 الناتج عن الإصابة بالفيروس في مستشفى الكويت في صنعاء، وقال مصدران إنهما شاهدا 20 مريضا غيرهم وعليهم أعراض مشابهة وإن هؤلاء المرضى توفوا في ذلك المستشفى.

وذكر المصدران الآخران أنهما على علم بما لا يقل عن 30 حالة اشتباه في الإصابة بالفيروس تم استقبال أصحابها في مستشفى آخر بصنعاء هو مستشفى الشيخ زايد وقالا إنه لم يتم إطلاع المنظمة أيضا على نتائج فحوص تلك الحالات، ولم تطلع رويترز على السجلات الطبية في المستشفيين ولم يتسن لها التحقق من مصدر مستقل من الأعداد التي ذكرتها المصادر ولم يتسن الاتصال بالمستشفيين للتعليق على الأرقام.

وقال أحد المصادر لرويترز "السلطات الحوثية لا تطلع الأطباء ومنظمة الصحة العالمية على نتائج الاختبارات عندما تكون النتائج إيجابية" وأحال محمد عبد السلام المتحدث باسم حركة الحوثي رويترز إلى وزارة الصحة في الحكومة الحوثية. ولم ترد الوزارة على طلب من رويترز للتعليق، وكان مسؤول حوثي قال في مؤتمر صحفي في الثالث من مايو أيار الجاري في صنعاء إن السلطات رصدت حالات يشتبه في إصابتها بالفيروس وأجرت اختبارات لأصحابها، لكنه لم يذكر رقما أو تفاصيل عن النتائج، وسألت رويترز منظمة الصحة العالمية عما إذا كانت تشعر بالقلق خشية أن تكون هناك حالات لا يتم الإعلان عنها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين فقالت إن دورها هو أن تنشط في تقديم النصيحة والتأثير ونقل المعلومات فيما يدور من مناقشات عن إعلان الحالات وإنها تفعل ذلك منذ أسابيع.

وأضافت المنظمة أنها تعتبر اليمن "بلدا واحدا وشعبا واحدا" وحذرت من التكهنات فيما يتعلق "بعدم الإعلان عن عدد الحالات المحتملة"، وقالت في بيان "في ضوء القدرة على إجراء الاختبارات في البلد، وهي محدودة للغاية، فإن الاختبارات تجري لمن يستوفون المعايير أو تعريف الحالة وتاريخ التعرض" للمرض، وأضافت أنه ما من بلد يستطيع إجراء اختبارات "لكل من يمرض أو تظهر عليه الأعراض"، وقالت المنظمة إنها تعمل على افتراض أن "التفشي الفعلي يحدث" الآن في مختلف أنحاء اليمن وإنها تعمل على تعزيز التواصل المجتمعي وأنشطة التوعية.

مصر

أعدت مصر خطة من ثلاث مراحل لإعادة الحياة إلى طبيعتها والتعايش في الفترة القادمة مع فيروس كورونا الذي أصاب نحو 11 ألف شخص حتى الآن وأدى لوفاة 571 شخصا، تتضمن مسودة الخطة التي من المتوقع أن يعتمدها ويعلن عنها مجلس الوزراء خلال أيام قواعد عامة منظمة للمنشآت والجهات العامة والخاصة إضافة إلى قيود صحية شخصية تتعلق بالتطهير والحفاظ على التباعد الاجتماعي مع إعادة تقييم الوضع الوبائي كل 14 يوميا.

يبدأ تطبيق المرحلة الأولى "مرحلة الإجراءات المشددة لتفادي أي نوع من الانتكاسة" بشكل فوري وتتضمن الفرز البصري والشفوي وقياس الحرارة لجميع الأشخاص قبل دخولهم المنشآت والمترو والقطارات، ومن بين ضوابط هذه المرحلة إلزام المواطنين والمقيمين بوضع الكمامة عند الخروج من المنزل، وإلزام أصحاب الأعمال والمراكز التجارية بوضع وسائل تطهير اليدين على أبوابها، والحفاظ على كثافة منخفضة داخل المنشآت والمحال التجارية.

وتضع هذه المرحلة قيودا صارمة على الفنادق والمنشآت السياحية التي ستعمل بطاقة استيعابية محدودة مع عدم إقامة الأفراح أو الحفلات، وعقب انتهاء المرحلة الأولى يبدأ الانتقال للمرحلة الثانية "مرحلة الإجراءات المتوسطة" التي تستغرق 28 يوما تشمل هذه المرحلة الإبقاء على معظم الإجراءات الاحترازية مع استمرار غلق دور السينما والمسارح والمقاهي أو أي أماكن أخرى للترفيه.

وفي المرحلة الثالثة "مرحلة الإجراءات المخففة والمستمرة" تأمل مصر أن ينخفض عدد الإصابات بالتزامن مع إعلان منظمة الصحة العالمية انخفاض تقييم المخاطر عالميا إلى المستوى المنخفض، وظهور لقاح معتمد لفيروس كورونا، وتشير مسودة الخطة إلى أنه "في حالة توصية منظمة الصحة العالمية باعتماد لقاح آمن وفعال، يتم البدء في تلقي اللقاح حسب الأولويات التي ستصدرها وزارة الصحة والسكان".

وبدأت مصر في تطبيق قيود العزل العام في مارس آذار بمنع التجمعات الكبيرة وإغلاق المدارس والجامعات والأندية وتعليق إقامة الحفلات والمهرجانات الفنية مع فرض حظر تجول ليلي، وفي وقت سابق قالت وزيرة الصحة والسكان هالة زايد إن مصر خصصت 17 مستشفى للعزل على مستوى البلاد بسعة 3214 سريرا من بينها 527 سريرا للعناية الفائقة، وأشارت إلى اتباع بعض الحلول المبتكرة لمواكبة التفشي منها تفعيل خدمة (كول سنتر) والتطبيق الإلكتروني (صحة مصر) وإنشاء نظام إلكتروني لربط الوحدات والمراكز بالمستشفيات وإصدار تطبيق للاستشارات وعيادات التشخيص عن بعد، وتتوقع مصر، التي أرسلت مستلزمات طبية إلى كل من الصين والولايات المتحدة وإيطاليا والسودان، الوصول بإنتاجها من الكمامات المصنعة محليا إلى 4.5 مليون كمامة يوميا بحلول نهاية هذا الشهر.

المغرب

تأمل الحكومة المغربية وقطاع السياحة بالمملكة في تشجيع مزيد من المواطنين على استكشاف أسواق مراكش القديمة وشواطئ أغادير هذا العام لتعويض الانهيار في عدد السائحين الأجانب بسبب الجائحة العالمية، وتحت شعار "على ما نتلاقاو"، أي "إلى أن نلتقي"، أطلقت الحكومة حملة إعلانية عبر شاشات التلفزيون لتذكير المواطنين بمواقع الجذب السياحي العديدة في المملكة، وتمثل السياحة سبعة في المئة من النشاط الاقتصادي المغربي ويعمل فيها أكثر من نصف مليون شخص وساهمت بنحو ثمانية مليارات دولار في تدفقات العملات الأجنبية العام الماضي حيث زار 13 مليون سائح أجنبي المملكة المغربية.

وقالت نادية فتاح العلوي وزيرة السياحة "نحن مدركون أنه لن يكون هناك سياح أجانب هذا الصيف" مضيفة أن تشجيع السياحة الداخلية هو نقطة البداية لإعادة فتح القطاع، وتسببت الأزمة وإجراءات العزل العام الكاملة وإغلاق الحدود وإيقاف النقل الجوي للمسافرين منذ مارس آذار في خفض دخل العديد من العاملين، وبالتالي أدت إلى الحد من ميزانياتهم التي كانوا يخصصونها لتمضية العطلات، كما أن معظم الفنادق غالبا ما لا تتناسب مع احتياجات وموارد الأُسر المغربية.

وتمثل السياحة الداخلية 30 في المئة من عدد نزلاء الفنادق، ويسافر نحو مليون مغربي للخارج كل عام حيث ينفقون نحو ملياري دولار، وقال حسن زلماط، رئيس الفيدرالية الوطنية للصناعة الفندقية إن الشقق الفندقية التي بها أحواض سباحة قد تكون أكثر ملائمة للمغاربة مقارنة بالغرف التي توفرها معظم الفنادق. وحث الحكومة على منح العاملين في الدولة بدلات للإقامة في الفنادق، وقالت نبيلة ضريف، وهي موظفة تقيم في الرباط، إنها تتمنى من الفنادق في المغرب تخفيض أسعارها إن كانت تريد جذب المزيد من السياح المغاربة، مضيفة أنها تفكر في قضاء الصيف في وجهة "هادئة وسط الطبيعة" بدلا من السفر إلى إسبانيا.

واتخذت الحكومة بالفعل بعض الإجراءات لمساعدة منظمي الرحلات السياحية والفنادق وشركات الطيران المحلية، بتقديم مشروع قانون يسمح لهذه الشركات بتقديم حجوزات مستقبلية للضيوف بدلا من استرداد مبالغ الحجوزات التي تم إلغاؤها بسبب الأزمة، كما قامت الدولة بتأجيل الضرائب وطلبت من البنوك إرجاء بعض الديون المستحقة على الشركات المتضررة من الجائحة إلى آخر يونيو حزيران، فيما استفاد الموظفون المتوقفون مؤقتا عن العمل من دعم قيمته 2000 درهم (200 دولار) شهريا خلال نفس الفترة، وطالبت الفيدرالية الوطنية للسياحة بتمديد هذه الإجراءات إلى ما بعد يونيو حزيران، قائلة إن استثمار الحكومة مبلغ 170 مليون دولار يعني أنه يمكن لقطاع السياحة أن يتعافى بحلول 2022، أما بدون ذلك فإنها تخاطر بإرجاء انتعاشها إلى 2024.

الإمارات

تستخدم قوات الشرطة في الإمارات العربية المتحدة خوذات ذكية يمكنها قياس درجة حرارة مئات الأشخاص كل دقيقة في إطار الجهود المبذولة لمكافحة فيروس كورونا المستجد، ويمكن لهذه الخوذات، التي تحتاج لوقت أقل ومسافة أقصر من أجهزة قياس الحرارة التقليدية، قياس درجة الحرارة من على بعد خمسة أمتار وتستطيع فحص ما يصل إلى 200 شخص في الدقيقة وتصدر الخوذة إنذارا في حالة رصد شخص مصاب بالحمى.

وتقول شركة كيه.سي. ويرابول الصينية إنها باعت أكثر من ألف من هذه الخوذات القادرة على رصد درجة الحرارة وتلقت طلبات للشراء من الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا، وقال ضابط الشرطة علي الرامثي لرويترز "نستخدم تلك الخوذة الذكية في هذا الوقت من الأزمة، مع وجود مرض كوفيد-19، في كل أقسام الشرطة في دبي فضلا عن وحدات الدورية التي يتطلب منهم العمل أن يكونوا في الخطوط الأمامية".

وأضاف "في حال وجود شخص مصاب بارتفاع في درجة الحرارة نتخذ الإجراءات الضرورية لإيقافه... ثم يتعامل المسعفون معه ويتم نقله إلى أقرب منشأة طبية"، وتستخدم شرطة دبي الخوذات لفحص الناس في المناطق ذات الكثافة السكنية المرتفعة بما في ذلك الأحياء المغلقة، وكثفت دول الخليج العربية عمليات الفحص بعد تسجيل أعداد متزايدة من حالات الإصابة بالفيروس بين العمال المهاجرين من ذوي الأجور المنخفضة الذين يقطنون مناطق سكنية مكتظة، وسجلت الإمارات ثاني أعلى إصابة بفيروس كورونا من بين دول مجلس التعاون الخليجي الست حيث تجاوز عدد المصابين ثمانية آلاف وأكثر من 50 حالة وفاة ولا تقدم السلطات أرقاما منفصلة عن حالات الإصابة في الإمارات السبع.

السودان

ببضع مئات من أجهزة التنفس الصناعي ومساعدات دولية تسير بخطوات بطيئة، تعرف الحكومة الوليدة في السودان أن بانتظارها معركة شاقة مع فيروس كورونا المستجد الذي أوقف عجلة الحياة عن الدوران في بلدان أغنى منه بكثير، وفي الوقت الذي لا يزال فيه عدد الإصابات قليلا، يقول الأطباء إنهم قادرون على التعامل مع الوضع الراهن، لكن تسكنهم المخاوف من أن يعجز نظام الرعاية الصحية الذي يئن تحت وطأة نقص التمويل وضيق ذات اليد على مدار عقود عن تحمل المهمة الشاقة إذا قفزت الأرقام باتجاه تصاعدي.

ويشكل ذلك تحديا إضافيا للحكومة الانتقالية المؤلفة من ضباط الجيش والمدنيين، والتي تجتهد بالفعل لتحقيق توازن بين الإصلاحات وطموحات السودانيين البالغ عددهم 40 مليون نسمة والذين يرغبون في التغيير بعد الإطاحة بعمر البشير الذي حكم البلاد لزمن طويل، وقال وزير الصحة أكرم علي التوم لرويترز "ورثنا نظام رعاية صحية منهارا واقتصادا متأزما من النظام السابق، وخيارنا الوحيد هو اتخاذ تدابير احترازية لوقف انتشار الوباء في البلاد".

وضاعف السودان ميزانية الصحة بنسبة 200 في المئة لكن التوم قال إن الحاجة للمساعدات لا تزال قائمة موضحا أن بلاده تحتاج إلى 120 مليون دولار لمكافحة الفيروس و150 مليون دولار لتغطية الأدوية حتى يونيو حزيران، وحالات الإصابة بكورونا في السودان وعددها 140، بما فيها 13 وفاة، كلها تقريبا فى العاصمة الخرطوم التى تخضع الآن لإجراءات عزل عام لمدة ثلاثة أسابيع .

ولكن بعض الخبراء يقدرون أن هذا الرقم لا يمثل سوى 2 في المئة فقط من المصابين الفعليين، ذلك لأن المرضى لا يمليون للكشف إلا بعدما يشعرون بتوعك حقيقي وتعرقل محدودية الموارد إجراء اختبارات على نطاق واسع، مع ذلك فالمجتمع الشاب نسبيا قد يجعل وطأة الوباء في السودان أخف من بعض البلدان الأخرى، وذكر تقرير للأمم المتحدة أن وزارة الصحة تعتزم تجهيز 1433 سريرا لمرضى كوفيد-19، وقالت مصادر بوزارة الصحة إن البلاد لا تملك سوى ما بين 300 و400 جهاز تنفس صناعى يتشاركها جميع المرضى، لكن الأطباء يقولون إن هناك حوالى 200 جهاز آخر فى الطريق ويقول عبد الحميد البشرى، وهو طبيب في منشأة العلاج الرئيسية بحي جبرة بالخرطوم "في الأيام العادية في السودان، لا يمكنك العثور على جهاز للتنفس الصناعي ستحدث كارثة من لديهم مناعة سيعيشون، ومن ليست لديهم مناعة لا يملكون سوى الدعاء".

تونس

أعلنت الحكومة التونسية أنها ستعيد صوغ نص أمر حكوميّ حول الرفع التدريجيّ للحجر، وذلك عقب احتجاجات على إجراء يجبر "الأمهات اللواتي لا يتجاوز سنّ أبنائهن 15 سنة" على البقاء في الحجر المنزلي، وتباشر تونس رفع الحجر الصارم القائم منذ 22 آذار/مارس اعتبارا من الاثنين، مع استئناف نشاط عدة قطاعات غير ضرورية بنصف عدد موظفيها، وفي أمر حكومي صدر في الجريدة الرسمية، ألزمت السلطات فئات بالبقاء في الحجر، من بينها "الأشخاص المتقاعدون الذين يتجاوز سنهم 65 سنة" ومن يعانون من أمراض مزمنة والحوامل و"الأمهات اللاتي لا يتجاوز سنّ أبنائهن 15 سنة"، بدون توضيح وضعية هؤلاء الأطفال أنفسهم.

وأثار الأمر الحكومي ضجة، اذ دانه نشطاء عديدون باعتباره "أبويا"، وفي بيان مشترك، قالت عدة جمعيات مدافعة عن حقوق المرأة الأحد إن "استثناء الأمهات من الحجر التدريجي هو تحميل قانوني واضح للدور الانجابي ووظائف رعاية الأطفال والأسرة للنساء وحدهن"، وذكّرت الجمعيات أن المساواة مرسّخة في الدستور التونسي الصادر عام 2014، عقب الثورة التي أطاحت نظام الرئيس زين العابدين بن علي.

من جهتها، قالت النائبة السابقة التي كانت ترأس أيضا لجنة الحريات الفردية والمساواة بشرى بلحاج حميدة، إنه "بعيدا عن حقوق المرأة، يجب على الحكومة أن تعرف أنه يوجد أباء يريدون العناية بأطفالهم وآخرون يجب عليهم القيام بذلك"، تعقيبا على الاحتجاجات، نشرت رئاسة الحكومة الأحد بيانا تحدثت فيه عن "تسرّب خطأ في الصياغة النهائية للنص" وأنه "سيتم تصويبه بتنقيح الأمر وإعادة نشره" في الجريدة الرسمية، وتمثل النساء نحو 30 بالمئة من السكان الناشطين اقتصاديا في تونس، وفق المركز الوطني للإحصاء، وهو رقم تعتبر عدة جمعيات أنّه لا يعكس الواقع بشكل كامل.

لبنان

خلال تنقله مؤخرا في بيروت في أوج وباء كوفيد-19، صُدم المصور عمر فرنجية بالعدد الكبير من الكمامات والقفازات المرمية في الشوارع ونشر عبر فيس بوك مئتي صورة التقطها بعدسته لمعدات طبية واقية مرمية أرضا للتوعية إزاء مخاطر هذه الممارسات، وقد عنون فرنجية هذه الصور "غزاة في بيروت"، بهدف توجيه رسالة توعية إزاء المخاطر الصحية والبيئية الناجمة عن رمي هذه المخلفات الطبية في الشوارع، ومن بغداد إلى غزة، يرمي سكان كثر الأقنعة الواقية والقفازات المستخدمة على نطاق واسع للحماية من فيروس كورونا المستجد، مباشرة بعد استخدامها ما يفاقم التلوث.

غير أن مصدر القلق الأساسي هو أن هذه المعدات الواقية تتحول إلى مصدر خطر صحي من خلال رميها في شوارع بيروت، وفق ما أبلغ فرنجية وكالة الأنباء الفرنسية، وفيما ينتقل الفيروس في العادة عبر التخالط بين البشر من خلال الرذاذ المنتقل إلى المجاري التنفسية، أظهرت دراسات قدرته على الصمود على بعض الأسطح لأيام عدة ما يعني أن الكمامات والقفازات المرمية تشكل خطرا على أي شخص يلامسها.

انقسام بشأن الفعالية، وسجلت بلدان الشرق الأوسط 7711 وفاة من أصل 233 ألفا و522 إصابة بوباء كوفيد-19، منذ ظهور الفيروس في الصين نهاية العام الفائت، وفي السعودية التي أعلنت تسجيل أكثر من 40 ألف إصابة، ترغم بعض متاجر السوبرماركت المتسوقين على وضع قفازات أحادية الاستخدام، ويعمد كثر إلى نزع هذه القفازات في مواقف السيارات بعد خروجهم من المتجر ورميها، وفي ظل حالة الهلع لدى المستهلكين الذين يتهافتون لشراء هذه المنتجات، سجلت الصيدليات في السعودية حالات نقص في بعض المعدات بما فيها القفازات والكمامات وسوائل التعقيم.

وقد سُجل هذا التهافت رغم الانقسام بشأن فعالية هذه المنتجات، ومن جانبها، تؤكد منظمة الصحة العالمية إلى أن غسل اليدين بانتظام أكثر فعالية من وضع قفازات في الوقاية من الفيروس، كما أن المراكز الأمريكية لمراقبة الأمراض والوقاية منها توصي الأشخاص العاديين بوضع أقنعة واقية قماشية قابلة للغسل في الأماكن العامة، وبالتالي حصر استخدام أجهزة التنفس الأحادية الاستخدام والأقنعة الجراحية بأفراد الطواقم الطبية وغيرهم من الأفراد في الفئات الأكثر عرضة للإصابة.

فلسطين

وفي قطاع غزة على البحر الأبيض المتوسط، تملأ الكمامات والقفازات المستعملة شاطئ البحر الملوث أصلا بالنفايات، وأكثرية هذه المنتجات مصممة للاستخدام مرة واحدة وهي غير قابلة لإعادة التدوير كما أنها لا تتفكك عضويا ما يجعلها مصدرا للتلوث وخطرا محتملا على الحياة البحرية في حال انتهى بها الأمر في البحر، وقد اتخذ بعض أصحاب المتاجر مبادرات لجمع هذه المخلفات ووضعها في حاويات غير أن الشاطئ يعاني تلوثا مزمنا إذ إن كثيرين من سكان القطاع الفلسطيني الفقير يرمون نفاياتهم في البحر، وتقف لينا عودة خلال تنزهها مع زوجها، لجمع بعض المخلفات المرمية على الشاطئ، وتصرح هذه الفلسطينية البالغة 30 عاما لوكالة الأنباء الفرنسية "لاحظت أقنعة وقفازات على الواجهة البحرية ووضعتها في حاوية القمامة لأن هذه الأمور تلوث الشاطئ"، كذلك يوضح زوجها جمال عودة "لا ثقافة عامة لتنظيف الشاطئ في غزة غير أن بعض الناس يقومون بمبادرة لجمع المخلفات الطبية بما فيها الكمامات ووضعها في حاويات القمامة"، لكنه يأسف لأن "كثيرين يضعون أقنعة وقفازات ثم يرمونها على الأرض".

قطر

قررت قطر إلزام جميع سكانها بوضع الكمامات عند الخروج من المنزل تحت طائلة الحبس والغرامة التي يمكن أن تصل إلى مئتي ألف ريال (55 ألف دولار)، ويأتي القرار في توقيت تشهد فيه الإمارة ارتفاعا في أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد مع تسجيل 1733 إصابة جديدة، في أعلى حصيلة يومية في البلاد.

وقرّرت الحكومة "إلزام جميع المواطنين والمقيمين عند الخروج من المنزل لأي سبب بارتداء الكمامات، إلا في حالة تواجد الشخص بنفسه أثناء قيادة المركبة، وتتولى وزارة الداخلية اتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الصدد"، وفق ما أوردت وكالة الأنباء القطرية، وأوضحت الوكالة أن القرار يدخل حيّز التنفيذ وسيبقى ساريا حتى إشعار آخر، وجاء في قرار الحكومة أنه "في حالة عدم الالتزام بهذا القرار تطبق على المخالف العقوبات المنصوص عليها في المرسوم بقانون (17) لسنة 1990 بشأن الوقاية من الأمراض المعدية، وذلك بالحبس مدة لا تتجاوز ثلاث سنوات وبغرامة لا تزيد على (200.000) مائتي ألف ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين".

وتشهد قطر البالغ عدد سكانها 2,75 مليون نسمة ارتفاعا في أعداد المصابين بكوفيد-19، وقد سجّلت أكثر من 28 ألف إصابة مؤكدة، لكن معدّل الوفيات متدن، وقد سجّلت 14 وفاة في حصيلة يعتقد الخبراء أن مردها المعدّل المنخفض لأعمار السكان والفحوص الصحية الإلزامية للعمال الأجانب، وأغلقت الإمارة المقاهي ودور السينما والمساجد لاحتواء تفشي الوباء، لكن مشاريع بناء ملاعب كأس العالم بكرة القدم للعام 2022 لم تتوقف وقد تم فرض قواعد جديدة لتشجيع التباعد الاجتماعي.

اضف تعليق