المجتمع الايراني... بين وعود الاصلاحيين ومطرقة المحافظين

 

ربما لا يختلف المجتمع الايراني كثيرا عن مجتمعات الشرق الاوسط الاخرى، خصوصا ذات الطابع الاسلامي منها، الا ان الكثير من المحللين يرون ان الصراع السياسي الدائر في قمة الهرم الايراني، قد انعكس بشكل واضح على طبيعة المجتمع في ايران، فمع وجود التيار الاصلاحي، الذي ينافس التيار المحافظ (الذي يسيطر على اغلب مفاصل الدولة الحيوية في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية)، من خلال اتباع نهج يعطي المزيد من الحريات العامة والفردية، وتجنب الاكراه واستخدام القوة (خصوصا في تطبيق الشريعة الاسلامية)، وهو ما عبر عنه الرئيس الاصلاحي حسن روحاني في اغلب خطبه وبياناته، الامر الذي ولد المزيد من الصراع بين التيارين، وادى بالنتيجة الى انقسام المجتمع بين مؤيد ورافض.

وطالب العديد من الشخصيات الاعلامية والفنية والسياسية، الرئيس الاصلاحي المنتخب، روحاني، بتنفيذ وعوده الانتخابية، من خلال استخدام صلاحياته، بإعطاء الاعلامين والنشطاء واصحاب الراي، الحرية في التعبير عن آرائهم، من دون التهديد بالاعتقال والتعذيب والسجن.

ومع التراخي الواضح، في الآونة الاخيرة، في تطبيق القانون الذي يفرض العديد من القيود المشددة، بالنسبة للعديد من النشاطات الثقافية والفكرية والفنية...الخ، والتي قد تتعارض مع نهج الاصلاحيين، الا ان العديد من الحملات الحكومية القوية والمباغتة، قد تتعرض لها العديد من المدن والشخصيات البارزة من حين لأخر، وربما تؤدي بهم الى داخل السجن ولفترات طويلة من الزمن، بحسب ما نقل متابعين ونشطاء.   

ويسعى الرئيس الايراني، الذي خلف نجادي (وهو من التيار المحافظ) في السلطة، الى التقرب من الغرب من اجل نقل صورة مغايرة عن النظام الحاكم في ايران، خصوصا في مجال الملف النووي، وقضية العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران بسبب اتهامها بنشاط نووي غير سلمي، وعادة ما تتهم الدول الغربية، ايران، بقمع الحريات العامة، واستهداف الشخصيات والمؤسسات المخالفة لها فكريا، فيما طالبت العديد من المنظمات الاممية المدافعة عن حقوق الانسان والحريات العامة، ايران، باتباع سياسية اكثر انفتاحا مع الشعب الايراني، واعطاء حرية التعبير عن الراي من دون اللجوء الى اساليب عنيفة قد تستهدف المخالفين لها.

المحظور في ايران

فقد ذكرت وكالة الانباء الايرانية وشهود عيان ان قوات الامن الايرانية اطلقت حملة جديدة لمصادرة الاطباق اللاقطة المحظورة المنتشرة على اسطح المباني في طهران والمدن الكبرى في البلاد، واستهدفت العملية عدة احياء في شمال طهران التي قام خلالها الشرطيون بمصادرة الاطباق اللاقطة المنتشرة على اسطح المباني من دون الدخول الى الشقق، وغالبا ما تتعرض القنوات الفضائية للتشويش وتشن الشرطة بانتظام هذه العمليات دون التوصل حتى الان الى القضاء كليا على ظاهرة الاطباق اللاقطة، ويشاهد اكثر من 40% من الايرانيين القنوات الفضائية بالفارسية التي تبث من الخارج رغم حظر الاطباق اللاقطة للافراد في البلاد وفقا لدراسة نشرتها في اب/اغسطس 2013 وسائل الاعلام.

ووفقا للدراسة فان 42% من 75,2 مليون ايراني يمضون ثلاث ساعات يوميا لمشاهدة القنوات الفضائية التي تبث برامج ترفيهية واخبارية من الولايات المتحدة وبريطانيا الخصمين للجمهورية الاسلامية، واكدت السلطات ان اكثر من 70% من سكان طهران يشاهدون القنوات الفضائية، وحظرت ايران اي تعاون مع الاذاعات والتلفزيونات الناطقة بالفارسية التي تبث من الخارج خصوصا بي بي سي وصوت اميركا وتتهمها السلطات بالمشاركة في "مؤامرة" غربية لزعزعة النظام الايراني، وكان الرئيس الايراني الجديد المعتدل حسن روحاني انتقد خلال الحملة الانتخابية عمليات مصادرة الاطباق اللاقطة مؤكدا انها "انتهاك لحياة الافراد الخاصة" وان ذلك سيمنع الايرانيين من الاتصال بالعالم الخارجي. بحسب فرانس برس.

حملة للالتزام بالحجاب

فيما اطلقت الشرطة الايرانية منذ بضعة ايام حملة جديدة في طهران لضمان الالتزام باللباس الاسلامي المفروض على النساء في البلاد كما افاد شهود عيان، وانتشر الشرطيون على المحاور الرئيسية في العاصمة، ويمكن ان للشرطة ان تنبه المرأة سواء كانت تقود سيارة او تجلس الى جانب السائق في حال لم تكن ترتدي الحجاب، والشريعة المطبقة في البلاد منذ الثورة في 1979 تفرض على النساء ارتداء الحجاب والزي الشرعي، وفي الاسابيع الماضية تدخل رجال دين محافظون لانتقاد عدم الالتزام بالحجاب في شوارع العاصمة.

وتظاهر المئات في طهران للمطالبة "باحياء ثقافة الحجاب والعفة" في التلفزيون، في اطار حملة ضد الاساءة للقيم الاسلامية، وتجمع المحتجون في حديقة شمالي العاصمة بمناسبة "اليوم السنوي للحجاب والعفة" ونددوا بوجود نساء "غير محجبات وفق الاصول" في المسلسلات التلفزيونية التي اعتبروا انها غالبا ما تصور النساء بالتشادور على انهن فقيرات وجاهلات، وتحتكر الدولة هيئة الاذاعة والتلفزيون الايرانية التي يعين رئيسها مباشرة المرشد الاعلى اية الله علي خامنئي.

في السنوات الاخيرة بدا عدد من النساء الايرانيات بارتداء الحجاب بلا تشدد وتغطية شعرهن جزئيا وارتداء ملابس ضيقة واكثر تحررا من التشادور او المعطف الطويل الفضفاض، وصرحت فاطمة رحماني التي غطى التشادور ذقنها "ينبغي احترام القانون من اجل الحفاظ على عفة المجتمع"، واضافت متظاهرة اخرى زينب معيني "ان النساء اللواتي توقفهن شرطة الاخلاق هن من يثير المشاكل وهن وراء هذه الموجة من عدم الالتزام بالحجاب في المجتمع"، وجرت تجمعات اخرى في مدن مختلفة بحسب وسائل الاعلام الايرانية.

وفي الشهر الفائت كتب 105 نواب ايرانيين (من اصل 290) رسالة الى الرئيس حسن روحاني طلبوا فيها منه فرض تطبيق القانون حول طريقة اللبس ونددوا "بالاجتياح الثقافي" الغربي، وكان روحاني المعتدل المنتخب في حزيران/يونيو 2013 بعد حملة طالب فيها بمزيد من الحريات الثقافية والاجتماعية في الجمهورية الاسلامية، طلب في تشرين الاول/اكتوبر من شرطة الاخلاق التسامح في موضوع الحجاب، واكد مؤخرا انه لا يمكن "اقتياد الناس الى الجنة بلسعات السياط" في تصريح لقي انتقادات كبيرة من المحافظين الذين يشكلون اغلبية في البرلمان. بحسب فرانس برس.

من جهة اخرى وعندما نشرت مسيح علي نجاد صورة لنفسها وهي تقفز في الهواء في أحد شوارع العاصمة البريطانية لندن كانت هذه الصحفية الإيرانية تريد إدخال البهجة على قلوب قرائها الذين ملوا من قصصها الكئيبة عن وضع حقوق الانسان في وطنها، ولكن علي نجاد لم تتوقع ما حصل بعدها: أن تتحول لظاهرة على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي وتنال نصف مليون متتبع في خلال شهر واحد بالإضافة إلى نقد لاذع وشخصي لها من التلفزيون الإيراني الذي تديره الدولة يتهمونها فيه بالإدمان على المخدرات والانحراف والجنون.

وبادرت آلاف النساء في إيران بعد أن ألهمتهم صورة علي نجاد الملتقطة في مكان عام من دون الحجاب الإلزامي في بلادها بنشر صورهن وهن سافرات على صفحة أعدتها علي نجاد على عجل وأطلقت عليها اسم "حريتي المختلسة"، وقالت علي نجاد (37 عاما) وهي تبدو مذهولة بتحولها لرمز في حملة ضد قيود السلطات الإيرانية على ملابس النساء "بالنسبة لي كان الأمر بمثابة تظاهر إفتراضي على صفحتي على فيسبوك"، وعلي نجاد صحفية سياسية لديها 200 ألف متتبع على فيسبوك حتى قبل أن تبدأ حملتها ولكنها اضطرت إلى إعداد صفحة رديفة لتتجنب إغراق صفحتها الخاصة بصور النساء المشاركات في الحملة.

ولا تذكر علي نجاد الكثير عن بلادها قبل الثورة الإسلامية إذ ولدت قبل عامين فقط من حدوثها، وأشارت إلى أن كثيرين يقللون من أهمية الحجاب الإلزامي في إيران ويعتبرون أن هناك أمورا سياسية أكثر إلحاحا ولكنها تصر على أن إجبار المرأة على تغطية رأسها هو طريقة الدولة في اثبات سلطتها، وقالت "عندما كنت في ايران كان شعري رهينة لدى الحكومة الإيرانية"، وتتفق معها في الرأي الكثيرات من متتبعاتها على فيسبوك وتظهر الكثير من الصور نساء يقفن قرب لافتات تذكرهن بواجبهن في احترام الحجاب وهن يحملن غطاء رؤوسهن في أيديهن، وأضافت علي نجاد "أحب بلدي ولن أبقى في بريطانيا ولو ليوم واحد لو كان يسمح لي بأن اكون آمنة هناك وبأن أغطي الأخبار عينها التي أغطيها من هنا".

ازدهار الفن الإيراني

الى ذلك حقق مزاد طهران للفنون رقما قياسيا هذا العام مع ازدهار الفن الحديث والمعاصر في إيران على الرغم من العقوبات الاقتصادية، وجمع الحدث السنوي 5.1 مليون دولار من بيع أعمال فنانين إيرانيين وهو مبلغ يربو على مثلي ما حققه المزاد العام الماضي، وفي حين أن العقوبات التي يفرضها الغرب على قطاع النفط والقطاع المالي في إيران منذ عام 2010 استنزفت القدرة الشرائية لجامعي التحف الإيرانيين وأجبرتهم على الانسحاب من المزادات الفنية العالمية مثل كريستيز كانت تمثل في الوقت ذاته الحافز للنهوض بالسوق المحلية للفن.

ويشير الموقع الإلكتروني لمزاد طهران للفنون إلى أنه منذ إنطلاقه قبل ثلاث سنوات اكتسب مكانة اجتماعية وأن معظم التسعين قطعة التي بيعت جلبت مثلي قيمتها المتوقعة على الأقل مما دفع إجمالي المبيعات فوق التوقعات، وكان العملان الأعلى سعرا للشاعر والرسام الإيراني المرموق سهراب سبهري (1928-1980) وحققا 680 ألف دولار و604 آلاف دولار، وقالت زهراء جهان بخش الرئيسة المشاركة للمبيعات الدولية في مزاد طهران للفنون إن الممثل الإيراني الشهير رضا كيانيان كان البائع في المزاد الذي اقيم في فندق باريزيان أحد أفضل فنادق طهران، وأضافت إن الحدث اجتذب جمهورا يزيد على الألف شخص على الرغم من أن "حوالي 100 شخص فقط من الحاضرين شاركوا في المزاد". بحسب رويترز.

وقالت مشاركة في المزاد "يرغب الإيرانيون في التباهي وهذه أفضل طريقة للقيام بذلك"، وفي واقع الأمر يمكن ان تجد الكثير من هذه الأعمال لنفس الفنانين في معارض خاصة بنصف الثمن، وقالت المشاركة "استطيع ان اقول من السيارات المتوقفة أن كثيرا من الحضور اغنياء جدا"، ومن بين الأعمال الفنية الأخرى في المزاد لوحة (صيد السماء الزرقاء) للفنان رضا درخشاني (1952) التي حققت 227 ألف دولار ولوحة (الحب) للفنان محمد احصايي والتي جلبت 219 ألف دولار، وزادت المبيعات بعد المزاد الأول في 2012 عندما بيعت 73 قطعة فنية مقابل 1.7 مليون دولار، وباع مزاد العام الماضي 80 قطعة جلبت مليوني دولار، وقال علي رضا سامي عازار المدير السابق لمتحف الفن المعاصر في طهران ومؤسس ومدير مزاد طهران للفنون "الأزمة الاقتصادية كانت سبب انطلاق مزاد طهران للفنون".

الإيرانيات وحضور المباريات

في سياق ذي صله منعت نساء بينهن صحافيات من مشاهدة مباراة  بين إيران وايطاليا في إطار الدوري العالمي للكرة الطائرة حسب ما ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية، وقالت وكالة الأنباء الإيرانية "منعت الصحافيات من دخول الملعب للمباريات الثلاث المقبلة المقررة في طهران" من دون إعطاء تفاصيل عن أسباب القرار، ووفقا لموقع "خبر أون لاين" الإخباري كانت الشرطة منعت دخول المشجعات والمراسلات رغم حصولهن على الموافقة المسبقة لتغطية الحدث، لحضور المباراة الأولى ضد المنتخب الايطالي.

وخلال المباريات السابقة سمح فقط للمراسلات بدخول القاعة في حين منعت المشجعات من ذلك، وكتبت الصحافية فاطمة جمالبور من صحيفة شرق الإصلاحية على صفحتها على فيسبوك إنها أوقفت عندما كانت تتحدث إلى نساء منعن من دخول القاعة واعتقلت لست ساعات، وذكرت بعض وسائل الإعلام أن نائبة الرئيس المكلفة شؤون الأسرة والمرأة، شهين دخت مولى وردي، احتجت على هذا الحظر معتبرة أنه لم يكن مطبقا حتى الآن على مباريات الكرة الطائرة.

وطلب الرئيس حسن روحاني الذي يدعو إلى حرية سياسية وثقافية أكبر، من مولى وردي التشاور مع وزارة الرياضة "لتبديد قلق البعض حول وجود نساء"، وإيران مدرجة في مجموعة "أ" الأكثر صعوبة مع إيطاليا والبرازيل وبولندا على أن تواجه المنتخب الإيطالي في قاعة مجمع "ازادي" الرياضي في طهران القادرة على استيعاب 12 ألف مشاهد، وقبل عام خلال مباراة للكرة الطائرة بين إيران واليابان تم تخصيص ألفي مقعد للنساء، ويحظر على الإيرانيات دخول ملاعب كرة القدم رسميا بسبب سلوك بعض المشجعين غير اللائق.

وكذلك للمونديال في البرازيل منعت الشرطة الإيرانية بث المباريات في المقاهي أو قاعات السينما لجمهور مختلط، وهذا لم يمنع آلاف النساء والشابات من النزول إلى شوارع طهران للاحتفال بأداء المنتخب الإيراني الذي قاوم أمام فريق الأرجنتين لتسعين دقيقة قبل أن يخسر خلال الوقت الإضافي.

الحب والزواج

من جهتها فان مهناز طلقت بعدما تزوجت في سن مبكرة نتيجة على حد قولها لضغوط المجتمع الايراني المحافظ الذي يؤيد الزواج لكنه ينسى شيئا مهما الا وهو الحب، حالتها ليست بنادرة في ايران حيث بلغ معدل الطلاق مستوى قياسيا (21 %) العام الماضي، وهذه الظاهرة اسوأ في المدن الكبرى، ففي طهران ينتهي ثلث الزيجات بالطلاق، ويبقى الزواج العلاقة الوحيدة الطويلة الامد المقبولة من جانب المجتمع في حين ان القانون يمنع العلاقات الجنسية خارج اطار الزواج، وتوضح مهناز "كنت صغيرة في سن الحادية والعشرين ولم اكن اعرف ما اقوم به" مشيرة الى ان "حدسي نبهني" منذ اللقاء الاول مع عائلة زوجها.

وهي تأسف لفشل زواجها بعد سبع سنوات من الحياة المشتركة مع انها غير حاقدة على اهلها الذين دفعوها كثيرا على الاقتران، وفي ايران بحث الشباب عن حبيب ليس اصعب من بلدان اخرى، فاللقاء قد يتم في مقهى او متجر او سينما ومطعم او حفلة، واظهر تقرير اخير لمركز الابحاث التابع للبرلمان ان 80 % من تلميذات المرحلة الثانوية لديهن حبيب "وحتى اتصالات جنسية"، الا ان الطريق الى الزواج اكثر تعقيدا مع تدخل كبير للعائلات، فالتقليد القائم على اتفاق العائلتين على تفاصيل الزواج وحياة الثنائي الزوجية لا يزال قائما في الاوساط المحافظة، لكن ثمة مؤشرات الى حصول تغيير ولا سيما بفضل الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي. بحسب فرانس برس.

فقد تعرفت فرحتسته (28 عما) على امير عبر فيسبوك في العام 2012، وتوضح "بعد عام على تعارفنا سألني اهلي ان كنت ساتزوجه" مقرة "احيانا اقول في قرارة نفسي اني افكر بهم اكثر مما افكر بنفسي"، الا انها تؤكد انها غير مستعدة بعد للزواج مع ان متوسط سن الزواج في ايران بالنسبة للمرأة هو 22 عاما، وتوضح "لا ازال بحاجة الى الوقت لأتأكد من خياري وثمة امور اخرى كثيرة اريد القيام بها في حياتي"، والازمة الاقتصادية الناجمة عن العقوبات الغربية الصارمة المفروضة على النفط والقطاع المصرفي الايراني فضلا عن سوء ادارة الاموال العامة تمنع بعض الاشخاص من الاقدام على هذه الخطوة، اذ ان الزواج يكلف كثيرا.

ويقول امير ان "الكلفة قد تكون مرتفعة احيانا الى حد السخف" مشيرا خصوصا الى المهر، ويحاول البعض مقاومة الضغوط الاجتماعية، وتؤكد مينا "انا لست من مؤيدي الزواج"، فمينا البالغة 32 عاما تشكل ثنائيا مع بيدرام منذ تسع سنوات، ويقيم كل واحد منهما في شقة لكنهما يزوران بعضهما البعض بانتظام وهو امر بات شائعا اكثر فاكثر رغم مخاطر الوشاية من قبل الجيران او مالك الشقة، وتقول مينا التي لا تريد الانجاب "في ايران تشكل هذه الجدران الاربعة حدود حريتنا"، وفي تقريره خلص مركز الابحاث التابع للبرلمان الى ان "الوسيلة الفضلى لحل المسائل الجنسية لدى الشباب" و"الافات الجنسية" المتمثلة بالعلاقات غير المشروعة هي بتسهيل زواج المتعة.

وجاء في التقرير "علينا مكافحة الدعاية التي تهدف الى التشجيع على الاتصال الجنسي الحر وان نظهر للمجتمع ميزات زواج المتعة"، وتعتبر مهناز ان المشكلة الاكبر هي الفصل بين الذكور والاناث اعتبارا من المدرسة الابتدائية واستحالة الاقامة تحت سقف واحد قبل الزواج، وتؤكد "من غير السليم الفصل بين الفتيات والصبيان لهذه الفترة الطويلة، لو كان بامكاني العيش مع شخص لفترة ما لاقدمت على ذلك".

 

اضف تعليق