q
وسط سباق محموم من قبل المعاهد البحثية، وشركات الادوية العالمية، توالت فجأة الأخبار المبشرة، بلقاحات فاعلة ضد فيروس \"كوفيد-19\"، الذي قتل الآلاف من سكان العالم، وأوقع به خسائر اقتصادية غير مسبوقة، ففي غضون أقل من أسبوع، أعلنت شركات أمريكية وألمانية، عن اختراق كبير بالتوصل إلى لقاحات فاعلة في التصدي للفيروس...

وسط سباق محموم من قبل المعاهد البحثية، وشركات الادوية العالمية، توالت فجأة الأخبار المبشرة، بلقاحات فاعلة ضد فيروس "كوفيد-19"، الذي قتل الآلاف من سكان العالم، وأوقع به خسائر اقتصادية غير مسبوقة، ففي غضون أقل من أسبوع، أعلنت شركات أمريكية وألمانية، عن اختراق كبير بالتوصل إلى لقاحات فاعلة في التصدي للفيروس.

وقد بدأت شركات الأدوية في العالم تعلن الواحدة تلو الأخرى نتائج الاختبارات التي تجريها للقاح كورونا، مما يؤشر على قرب طرحها في الأسواق، وتعد اللقاحات من أهم الأمور التي تنقذ الحياة في تاريخ البشرية، فهي تقي من الأمراض، المكوث في المستشفى، والوفاة. تعمل اللقاحات على مبدأ "تدريب" الجهاز المناعي كي يتصدى لمسببات أمراض جديدة وغير مألوفة. عند دخول جسم غريب وغير مألوف إلى أجسامنا، يقوم جهاز المناعة بالتعرف إليه وإنتاج أجسام مضادة له تقوم بتحييده وتُمكِّن خلايا الجهاز المناعي من القضاء عليه. في اللقاح، يتم إدخال مسبب المرض بشكله الخامل أو الموهن، أو حتى إدخال أجزاء منه، حتى يتعرف جهاز المناعة إليه فيكوّن أجسامًا مضادة وذاكرة مناعية له، دون أن يتسبب اللقاح بالمرض فعلًا. فإذا ما دخل مسبب المرض الحقيقي لأجسادنا في المستقبل، تقوم الأجسام المضادة بإحداث رد فعل مناعي سريع لكبح المرض والقضاء على مسببه.

وأعلنت شركة "موديرنا" الأميركية في بيان، أن لقاحها المضاد لفيروس كورونا "أظهر فعاليته الأساسية بنسبة 94.5 بالمئة"، وذكر البيان أن لقاحها لكورونا "حقق فعاليته الأساسية، وذلك بعد التحليل المؤقت والأولي لنتائج المرحلة الثالثة من الاختبارات"، مضيفة أن فعاليته بلغت 94.5 بالمئة.

وأشارت الشركة إلى أنها تعتزم تقديم طلب الحصول على ترخيص "الاستخدام الطارئ"، أعلنت شركة "فايزر" الأميركية أن لقحاها التجريبي لمرض "كوفيد 19" المنتج بالشراكة مع "بيونتك" الألمانية، فعّال بنسبة تزيد على 90 بالمئة، ومن بين اللقاحات الأخرى التي تخوض أو اقتربت من خوض اختبارات المرحلة الثالثة، نجد لقاحات "جونسون آند جونسون" ومجموعة "أسترازينيكا" للأدوية وشركة "نوفافاكس".

ويرى معظم المختصين أن وجود اللقاح المرتقب، ضد كوفيد 19 في الأسواق، سيستغرق وقتا طويلا، نظرا لأن الانتاج الواسع له ليس بالعملية السهلة، ومن ثم فإن الحقيقة التي يجمع عليها معظم العلماء، هي أنه لن يكون بامكان الجميع الحصول عليه بشكل مباشر، وأن كل دولة ستقرر من من فئاتها، ستكون له الأولوية، في الحصول على اللقاح، وسيكون العاملون في قطاع الرعاية الطبية في معظم الدول، على أعلى قائمة الفئات، التي ستحصل على اللقاح أولا، ذلك لأنهم الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، بفعل طبيعة عملهم، وسيليهم في ذلك فئة كبار السن، الذين قد تهدد إصابتهم بالفيروس حياتهم بشدة.

وفي المملكة المتحدة على سبيل المثال، يرجح أن يعطى اللقاح للمسنين المقيمين في دور الرعاية، والعاملين فيها أيضا، وقد حجزت السلطات البريطانية 40 مليون جرعة، تكفي 20 مليون شخص، في حين يتوقع أن يكون من تقل أعمارهم عن الخمسين عاما، ومن يتمتعون بصحة جيدة ،في أدنى قائمة من سيحصلون على اللقاح، وكانت كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية، سوميا سواميناثان، قد صرحت مؤخرا بأن الشباب والأصحاء، قد يضطرون للانتظار حتى عام 2022 للحصول على اللقاح.

الأنظمة الصحية تحت الاختبار بانتظار لقاح يقي من كوفيد-19

في انتظار توفر اللقاحات ضد كوفيد-19، تخضع الموجة الثانية من تفشي فيروس كورونا المستجد الأنظمة الصحية في الولايات المتحدة كما في أوروبا لاختبار صعب، لا سيما وأنها ترزح أصلا تحت عبء انتشار الموجة الأولى منذ مطلع العام، وأحيا اعلان مختبري "فايزر" الأميركي و"بايونتيك" الألماني عن تطوير لقاح "فعال بنسبة 90%" ضد كوفيد-19 وفقا للنتائج الأولية لتجربة ما زالت مستمرة، الأمل في الوقت الذي تشهد حصيلة الحالات والوفيات بفيروس كورونا ارتفاعا كبيرا في أوروبا والولايات المتحدة.

وهذا ما حمل أندريا أمون مديرة الوكالة الأوروبية لمراقبة الأمراض الأربعاء إلى التحدث عن سيناريو "متفائل" مع توقع بدء الاتحاد الأوروبي توزيع اول لقاحات ضد كوفيد-19 "في الفصل الاول من 2021"، واعلنت في المقابل أن الوضع على جبهة الوباء في أوروبا "مقلق للغاية" و"جميع مؤشراتنا تذهب في الاتجاه السيء"، وأعلن المدير العام للاتحاد الدولي لمجموعات صناعة الأدوية توماس كويني لفرانس برس أن البيانات عن فعالية وسلامة أربعة لقاحات اخرى تطورها "موديرنا" و"أسترازينيكا" و"نوفافاكس" و"وجونسون أند جونسون" ستنشر قريبا، وأكد انه "يفترض أن تطرح جميعها إما نهاية السنة أو في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير من العام المقبل" واصفا نشر فايزر وبايونتيك للبيانات الأولية بأنه "أفضل خبر علمي لهذا العام".

فترة مأساوية

في الولايات المتحدة حيث قد تبدأ حملة تلقيح للأشخاص الأكثر ضعفا قبل نهاية العام، يزيد الارتفاع السريع لعدد الحالات في ولايات عديدة (أكثر من 100 ألف إصابة جديدة يوميا) من الضغوط على مناطق عدة متأثرة بالوباء، وحاليا هناك أكثر من 65 ألف مصاب بكوفيد-19 يعالجون في المستشفيات على الأراضي الأميركية وفقا لهيئة تعقب حالات كوفيد، في حصيلة غير مسبوقة، واعلن الرئيس السابق لوكالة الأدوية سكوت غوتلييب "سرعة زيادة عدد المرضى الذين يُنقلون إلى المستشفى بسبب كوفيد (...) تنذر بفترة طويلة ومأساوية تزداد معها الوفيات"، وقال كريغ سبينسر العامل في قسم الطوارىء في نيويورك والاستاذ في جامعة كولومبيا "في البداية تزداد الحالات ثم بعد أسبوعين يتم ادخال مصابين إلى المستشفيات وبعد أسبوعين تسجل وفيات"، وأضاف "كل المعطيات تذهب في الاتجاه الخاطىء وبسرعة".

ولم تتراجع الموجة الأولى أصلا في الولايات المتحدة لكن منحنى الإصابات شهد ثلاثة ارتفاعات ملحوظة: الأولى في الربيع مع ولاية نيويورك بؤرة الوباء، وإعادة تفشيه في الصيف خصوصاً في جنوب البلاد وموجة جديدة قوية منتصف تشرين الأول/أكتوبر بمستويات غير مسبوقة.

وفي مواجهة هذا الارتفاع، في بلد يفتقر إلى استراتيجية وطنية تمليها واشنطن، تفرض كل ولاية قيودها التي غالبا ما تكون موضع معارضة على المستوى المحلي لأسباب سياسية واقتصادية، وفي ولاية نيويورك ومينيسوتا ستضطر المؤسسات التي تملك تراخيص بيع الكحول (بما فيها المطاعم) للإغلاق في العاشرة مساء وفي يوتا بات وضع الكمامة إلزاميا.

وأجاز حاكم داكوتا الشمالية لأفراد الطواقم الطبية الذين تبينت إصاباتهم بكوفيد-19 مواصلة مزاولة عملهم في الوحدات المخصصة للفيروس لمواجهة "الضغوط الكبرى" التي يرضخ تحتها النظام الصحي، وفي أوروبا، حيث تزداد القيود لاحتواء الموجة الثانية من الوباء، ظهر بصيص أمل الخميس من ألمانيا حيث أشار معهد "روبرت كوخ" للمراقبة الصحية إلى "أولى مؤشرات" تحسن في منحنى الإصابات.

وأكد مدير المعهد لوثار فيلر إن "المنحنى يتجه أفقياً"، معتبرا ذلك "مؤشرا على أننا لسنا عاجزين أمام هذا الفيروس" وبأن إجراءات الوقاية مثل التباعد الاجتماعي ووضع الكمامات يمكن أن تساهم في الحد من كوفيد-19، وقال "يجب أن نحول دون تدهور الوضع" مشددا على أن هدف ألمانيا هو خفض عدد الإصابات إلى مستوى يمكن للمنظومة الصحية أن تتحمله.

التحديات اللوجستية لنقل وتوزيع لقاحات كوفيد-19

قد تكون الولايات المتحدة البلد الأول في اطلاق واحدة أهم عمليات التلقيح في تاريخ البشرية، مع توزيع 600 مليون جرعة من لقاح كوفيد-19 خلال بضعة أشهر، وليست حملات التلقيح الضخمة بالأمر الجديد، إذ تم القيام بها لعقود لمكافحة الانفلونزا أو مرض الحصبة مثلا، لكن التلقيح ضد وباء كوفيد-19 يعد تحديا جديدا بحد ذاته بسبب ثلاثة عوامل هي الوقت الضيق لتلقيح عدد ضخم من الأشخاص، وضرورة التلقيح باستخدام جرعتين ودرجات الحرارة المنخفضة جدا التي يجب تخزين كميات اللقاح فيها، واللقاح الذي طورته مجموعتا "فايزر" الأميركية العملاقة و"بايونتيك" الألمانية وسيصبح أول لقاح مرخص له في الولايات المتحدة، يجب أن يحفظ في 94 درجة تحت الصفر على مقياس فهرنهايت (70 درجة مئوية تحت الصفر) في حين أن لقاح الانفلونزا يمكن حفظه في الثلاجة.

ولقاحات فايزر التي ستوزع في الولايات المتحدة ستأتي من أكبر مصانعها للانتاج في كالامازو بميشيغن. وشحن اللقاحات سيكون عملية منظمة بدقة بين الحاويات والشاحنات والطائرات، وسيتم ملء حاويات الشحن الحرارية بثلج جاف و975 قارورة لقاح تحتوي كل واحدة منها على خمس جرعات لإجمالي 4875 جرعة، وكل يوم ستنقل ست شاحنات الجرعات إلى شركات نقل جوي كـ"فيديكس" و"يو بي اس" ودي اتش ال" التي ستتولى توزيعها عبر الولايات المتحدة خلال يوم أو اثنين وفي العالم خلال ثلاثة أيام كما اعلنت فايزر لفرانس برس.

وتتوقع المجموعة القيام بحوالى 20 رحلة شحن يوميا في العالم، وعلى فيديكس الحصول على ترخيص خاص من هيئة الطيران المدني لنقل هذه الكمية الكبيرة من الثلج الجاف التي قد تطرح تهديدا على الطاقم في حال تبخرت عن طريق الخطأ وتحولت من صلب إلى غاز كما ذكرت المجموعة لوكالة فرانس برس، ولدى وصول الصناديق إلى وجهتها النهائية يمكن فتحها لفترة قصيرة مرتين في اليوم.

وتقول جولي سوان خبيرة في مواجهة الأوبئة في جامعة ولاية كارولاينا الشمالية "الامر جيد لادارة عيادة لحملة تلقيح واسعة"، وحذرت من أن اللقاح لن يكون مناسبا ليوزع على عيادات الأطباء والصيدليات الصغيرة، أقله سيتعين على الأميركيين في البداية التوجه إلى المستشفيات أو حتى إلى مراكز توزيع أكبر تقام في مواقف السيارات تماما كما يتم اجراء فحوص كشف الإصابة بكوفيد-19 على حد قولها، ويمكن للقاحات أن تبقى في عبواتها لأسبوعين ما يعني أن المستشفيات لن تحتاج إلى برادات خاصة، واعلنت جانيل روث من مراكز مراقبة الأوبئة والوقاية منها "لا نوصي في هذه المرحلة بأن تشتري المستشفيات أو العيادات معدات تبريد عال".

دعوات دولية لتأمين "الوقاية والعلاج للجميع"

دعا عدد من قادة العالم المجتمعين في منتدى باريس الخميس، إلى حصول الجميع على لقاحات وعلاجات ضد فيروس كورونا، ضمن مشروع لا يزال ينقصه مبلغ 28 مليار دولار، وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الدورة الثالثة لمنتدى باريس للسلام الذي يُنظم هذا العام عبر الفيديو جراء أزمة وباء كوفيد-19 في قصر الإليزيه، "لن ننتصر على الفيروس عبر التخلي عن جزء من البشرية".

وسأل "لكن كيف يمكن أن نتأكد من أن الجميع يتّبع القواعد، وأنه لن يكون هناك مسافرون غير قانونيين وأنه سيكون بالإمكان تصنيع عدد كاف من الجرعات للدول الأشدّ فقرا وهي في أمسّ الحاجة إليها؟"، وأنشأت الأمم المتحدة آلية دولية باسم "أكت-إكسيليريتور" لتسهيل حصول الجميع على وسائل مكافحة وباء كوفيد-19.

وأشار المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس إلى أن هذه الحاجات لا تزال كبيرة مع "فجوة مالية حالية تبلغ قيمتها 28,5 مليار دولار وحاجة فورية عاجلة بقيمة 4,5 مليار إذا أردنا الحفاظ على الدينامية". وتُقدّر الميزانية الكاملة للمشروع بنحو 38 مليار دولار.

من جهته، شدّد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في تصريح عبر الفيديو على أن "المجتمع الدولي يجب أن يؤكد أن الوصول العادل والمنصف سيكون مضمونا لتوفير لقاح لكل شخص"، بدوره، قال الرئيس الصيني شي جينبينغ "يجب أن نضع حياة الإنسان فوق كل الاعتبارات (...) وأن نقدم استجابة هادفة ومنسقة" للأزمة الصحية، ولمواجهة الحاجات، طُرح على الطاولة مبلغ تفوق قيمته الـ500 مليون دولار خلال المنتدى، خصوصا من جانب فرنسا (مئة مليون) وإسبانيا (50 مليون) والمفوضية الأوروبية (مئة مليون) وتعهدت بريطانيا بتقديم جنيه واحد مقابل كل أربعة دولارات يقدّمها آخرون.

وصرّح الرئيس السنغالي ماكي سال "يجب أن يتمكن التضامن بين الدول من لعب دور لتقديم حلول مستدامة"، وتأتي هذه الالتزامات في وقت يسجل عدد الإصابات بالفيروس حول العالم ارتفاعا حادا، لكن أيضا بعد بضعة أيام من الإعلان عن تجارب مشجّعة للقاح تعمل على تطويره شركة فايزر الأمريكية ومجموعة بايونتيك الألمانية، وتهدف آلية "أكت-إكسيليريتور" إلى توفير ملياري جرعة من اللقاح "موزعة بشكل منصف" بحلول نهاية العام 2021، و500 مليون فحص للدول ذات الدخل الضعيف والمتوسط و245 مليون علاج، وأكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن "الوباء أثبت لنا كيف أن صحة الإنسان وصحة الحيوان وصحة الكوكب مترابطة".

توقعات بتوزيع أول لقاحات كوفيد-19 في الفصل الأول من 2021

في سيناريو "متفائل"، قد يبدأ الاتحاد الاوروبي "في الفصل الاول من 2021" توزيع اول لقاحات ضد كوفيد-19 الذي يستمر بالتفشي في كافة انحاء العالم، واعلنت أندريا أمون مديرة الوكالة الأوروبية المكلفة بالأوبئة في حديث إلى وكالة فرانس برس أن الوضع على جبهة الوباء في اوروبا "مقلق للغاية" و"جميع مؤشراتنا تذهب في الاتجاه السيء"، داعية الاوروبيين الى احترام القيود المفروضة "مهما كانت صعبة".

وحذرت من أنه في الوضع الحالي "قد يستلزم خفض عدد الحالات وقتا أكبر" مما كان عليه خلال الموجة الأولى من الاصابات في آذار/مارس ونيسان/أبريل وتابعت أن السبيل إلى أولى اللقاحات الأوروبية لا يزال طويلا وغير مؤكد وقد "يستغرق بضعة أشهر"، وأكدت ردا على سؤال حول التاريخ المتوقع لأول اللقاحات في أوروبا، "إذا كنا متفائلين، الفصل الأول من العام المقبل، لكنني لا أستطيع أن أكون أكثر دقة".

وقالت أمون "بالطبع اعلان فايزر واعد جدا انه بيان صحافي وليس تقييم نظراء، بالتالي علينا انتظار الرأي النهائي"، وكان مصدر أوروبي اعلن لفرانس برس ان إجازة استخدام اللقاح في الاتحاد الأوروبي قد تتم "مطلع 2021" بعد اعلان فايزر الاميركية وبايونتيك الالمانية عن ان فعالية لقاحها جاءت بنسبة 90%، ما أعاد إحياء الأمل بوقف تفشي الفيروس، واعلنت المفوضية الأوروبية أنها وافقت على عقد مع فايزر وبايونتيك يتيح لها شراء 300 مليون جرعة لقاح، وكانت ابرمت ثلاثة اتفاقات اخرى مع "أسترازينيكا" السويدية-البريطانية و"جونسون أند جونسون" الأميركية (حتى 400 مليون جرعة من كل مجموعة) و"سانوفي-جي اس كاي" الفرنسية-البريطانية (حتى 300 مليون جرعة).

عدد حالات قياسي في الولايات المتحدة

والولايات المتحدة هي أكثر البلدان تضرراً من حيث عدد الوفيات والإصابات مع تسجيلها نحو 240,000 وفاة وسجلت فيها 202000 حالة جديدة خلال 24 ساعة وفقا لتعداد لجامعة جون هوبكينز، وكان الرئيس الأميركي المنتخب الديموقراطي جو بايدن أعلن أنّه سيُشكّل اعتباراً من خليّة أزمة خاصّة بفيروس كورونا المستجدّ، تضمّ علماء وخبراء، لمواجهة التحدّي الأبرز الذي ستجد إدارته نفسها أمامه منذ اليوم الأول لولايته.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أشاد بـ"نبأ سار" بشأن إثبات فعالية لقاح طورته شركتا فايزر الأميركية وبيونتيك الألمانية بنسبة 90% في الوقاية من عدوى كوفيد-19، وكتب ترامب على تويتر بعد دقائق من إعلان الشركتين عن الأمر، "البورصة تسجّل ارتفاعاً كبيراً، لقاح في الطريق قريبًا فعال بنسبة 90٪ حسب تقارير نبأ سار!"، وذلك بعد أيام من هزيمته في الانتخابات الرئاسية أمام جو بايدن، وعزا محللون هزيمة الرئيس الجمهوري جزئيًا إلى تعامل إدارته مع أزمة فيروس كورونا المستجدّ، خصوصاً مع انتشار الوباء في كافة أنحاء الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة.

لن توضح تجارب لقاح فيروس كورونا ما إذا كانت ستنقذ الأرواح

أشار خبير تطوير أدوية إلى أن التجارب الأكثر تقدماً للقاحات فيروس كورونا المستجد لا يمكن أن توضح للباحثين ما إذا كانت ستنقذ الأرواح، وقال محرر مساعد في مجلة "BMJ" الطبية وخبير في تطوير الأدوية في كلية الصيدلة بجامعة "ماريلاند"، بيتر دوشي، إن التجارب الجارية صُممت حتى تبين ما إذا كانت اللقاحات تمنع العدوى، وتكون معظم حالات العدوى خفيفة، وشرح لـCNN: "أظن أن هناك بعض الافتراضات السائدة عما نستطيع استنتاجه من الدراسات في المرحلة الثالثة".

وكتب دوشي في المجلة: "لم تُصمم أي من التجارب الجارية حالياً للكشف عن انخفاض في أي نتيجة خطرة مثل دخول المستشفى، أو استخدام العناية المركزة، أو الوفيات ولا تتم دراسة اللقاحات لتحديد ما إذا كان بإمكانها وقف انتقال الفيروس"، وشرح دوشي أن "حالات الدخول إلى المستشفى والوفيات الناجمة عن كوفيد-19 هي ببساطة غير شائعة جداً بين السكان الذين تتم دراستهم للحصول على لقاح فعال لإظهار فروقات ذات أهمية إحصائية في تجربة تضم 30 ألف شخص. وينطبق الأمر ذاته على قدرتها على إنقاذ الأرواح أو منع انتقال العدوى: والتجارب ليست مصممة لاكتشاف ذلك".

وأصبحت 4 لقاحات يتم تطويرها في الولايات المتحدة في المرحلة الثالثة الأكثر تطويراً، وهي التي تصنعها شركة "Moderna"، و"Pfizer"، و"AstraZeneca"، و"Johnson & Johnson"، وتُعد هذه التجارب "مُسيرة بالأحداث"، ما يعني أن الهدف يكمن في استمرارها حتى يُصاب عدد معين من المتطوعين بالعدوى، وإذا ظهرت عدوى أكبر بين الأشخاص الذين تلقوا العلاج الوهمي، فهذا مؤشر على أن اللقاحات منعت العدوى.

ولكن، لا يعني ذلك أن اللقاحات أنقذت الأشخاص من مرض خطير، أو من الموت، بحسب دوشي، وكتب دوشي: "من غير المرجح أن يحدث المرض الشديد الذي يتطلب الدخول إلى المستشفى، والذي يحدث في جزء صغير فقط من حالات كوفيد-19 المصحوبة بأعراض، بأعداد كبيرة في التجارب"، ويعتقد الأشخاص أن لقاحات كورونا ستضع حداً على الحالات التي تتطلب العناية المركزة، والدخول للمستشفى، والوفيات، بحسب ما ذكره دوشي، ولكن، تنظر التجارب الحالية فقط إلى الإصابات المبكرة، ومن الممكن الاستمرار في التجارب الجارية، والإضافة إليها حتى تستطيع في النهاية الإجابة عما إذا كانت لقاحات "كوفيد-19" تنقذ الأرواح، وتمنع المرض الشديد.

شركتان أميركية وفرنسية تقتربان من إنتاج لقاح كورونا

أميركي جديد يستعد لدخول سباق اللقاحات ضد فيروس كورونا المستجد دخلت شركتا "سانوفي" الفرنسية و"ترانزليت بايو" الأميركية للتكنولوجيا الحيوية، سباق اللقاحات ضد فيروس كورونا المستجد، بعد تجاربها الإيجابية في الاختبارات على الحيوانات، وقالت شركتا "سانوفي" الفرنسية و"ترانزليت بايو" في بيان، الخميس، إن نتائج التجارب قبل السريرية أظهرت أن جرعتين من لقاح "MRT5500" تسببا في استجابة مناعية "مواتية" لدى الفئران والقرود.

ولم يعتمد حتى الآن أي لقاح دولي ضد مرض "كوفيد 19"، الناجم عن الفيروس التاجي الذي أودى بحياة أكثر من مليون شخص حول العالم، وتجري أكثر من 40 شركة للأدوية ومجموعات بحثية، تجارب بشرية لتطوير لقاحات، منها 7 وصلت إلى المراحل المتقدمة من الاختبارات، وتهدف الشركتان إلى بدء التجارب السريرية على الإنسان قبل نهاية العام الجاري، وذلك لاختبار السلامة والجرعة، في الفئران، قالت الشركتان إن 4 مستويات للجرعة، تم تقييمها باستخدام جدول التطعيم بجرعتين، وأضافتا أن نتائج ما قبل السريرية تخضع للمراجعة قبل النشر المحتمل، وقالت الشركتان: "جرعتان من MRT5500 تسببتا في تحييد مستويات الأجسام المضادة أعلى بكثير من تلك التي لوحظت في المرضى المصابين بالفيروس".

قال الرئيس التنفيذي لشركة ترانزليت بايو، رونالد رينو، "تظهر النتائج قبل السريرية التي أبلغنا عنها في هذه الورقة قدرة MRT5500 على الحصول على استجابة مناعية مواتية في الكائنات غير البشرية"، يستخدم اللقاح المرشح تقنية تعرف باسم (mRNA)، الذي يوجه الخلايا في الجسم لتصنيع بروتينات فيروس كورونا معينة تنتج بعد ذلك استجابة مناعية، تستخدم العديد من الشركات أيضا هذا النهج لتطوير لقاح، بما في ذلك الشركات الأميركية "موديرنا" و"فايزر"، التي وصلت لقاحاتهما إلى مرحلة التجارب المتأخرة، تقوم سانوفي أيضا بتطوير لقاح آخر ضد فيروس كورونا آخر بالتعاون مع شركة الأدوية البريطانية "غلاسيكو سميث كلاين"، حيث بدأت التجارب السريرية في سبتمبر الماضي، فيما يتوقع ظهور النتائج الأولى بحلول نهاية العام.

اضف تعليق