q
إنسانيات - علم نفس

كافئ ذاتك

في مواقف الحياة المختلفة يكافئ الانسان على سلوكية منتجة ولطيفة قام بها ويحاسب على اخرى اخطأ او قصر فيها، هذه القاعدة هي اساس اتقان الانسان لعمله والسعي لتطوريه بعد اية فرصة مؤاتية لذاك، وهذا يتم بين شخصين في العادة، لكن قارئنا الكريم هل جربت ان تكافئ نفسك بعد انجاز قمت به او نجاح...

في مواقف الحياة المختلفة يكافئ الانسان على سلوكية منتجة ولطيفة قام بها ويحاسب على اخرى اخطأ او قصر فيها، هذه القاعدة هي اساس اتقان الانسان لعمله والسعي لتطوريه بعد اية فرصة مؤاتية لذاك، وهذا يتم بين شخصين في العادة، لكن قارئنا الكريم هل جربت ان تكافئ نفسك بعد انجاز قمت به او نجاح؟، نعم الامر ليس مزحة او ضرب من الكلام غير المنطقي فبإمكان اي منا ان يكافئ ذاته ويكرمها لتحفز على الاستمرار في الانجاز وبالتالي الشعور بالرضا عن الذات وتحقيق الصحة النفسية.

جمعينا في موقف ما انتظرنا مكافئة من مديرنا في العمل او من ابوينا ولكن الاجمل ان لا ننتظر من احد لنكافئ انفسنا بأنفسنا ولا سيما وأننا تعودنا منذ الصغر على انتظار المكافآت من الآخرين، لكن مكافئة الذات يجب ان تقترن بوضع خطة واهداف وتكون هي في حال تم انجازها كما ينبغي لها.

الدماغ الانساني يربط بين المكافئة والاحباط فيكون بينهما علاقة طردية فكلما حصلت مكافئة كلما تحفز الدماغ للتركيز على تحقيق انجازات اكثر والعكس هو الطبعي فحين ينجز الانسان ولم يحظى بتعزيز فأن الرغبة للإنجاز ستنطفئ نتيجة الاصابة بخيبة الامل وبالتالي الشعور بالإحباط الذي يجعل الفرد تقليدياً لا يبحث عن التجديد والتطوير وهذا الذي يغفله الكثير من المدراء الذين لا يفقهون في فن الادارة وفي كافة صنوفها واشكالها.

وتختلف طرق مكافأة النفس من شخص إلى آخر بحسب الوضع الفكري والمادي وطبيعة الحياة أي على سبيل المثال يمكن أن تكافئ نفسك بمشروب أنت تحبه أو عبر قضاء يوم إجازة في مكان يريحك وحتى بكل بساطة في جلسة استرخاء او الخروج الى مطعم لتناول وجبة تحبها او الذهاب الى مع العائلة في سفرة خارجية او محلية، بينما يفضل احد ان يذهب في سفرة علمية كحضور ورشة علمية او ندوة ثقافية واو غيرها المهم في الحصيلة انك عززت في نفسك الرضا عنها وعن منجزك.

الانسان الناجح عادة ما يضع لنفسه خطة عمل واهداف محددة بتوقيتات زمنية ويحاول ان ينجز هذه الاهداف وفق المساحة الزمنية التي يحددها لها ليعرف فيما اذا كان حقق اهدافه بطريقة مثالية او حتى مقبولة او انه اخفق في تحقيق الاهداف نتيجة الظروف الطارئة وربما التكاسل والتسويف الذي نعاني منه جميعاً ولكن بنسب مختلفة، وهذا الجدول الزمني للإنجاز هو باب التقييم ومن ثم المكافئة او المعاقبة بعد التقييم للإعمال.

لماذا نكافئ انفسنا؟

لعدة عوائد موضوعية جداً يجب ان تكافئ نفسك ومنها:

حين نكافئ انفسنا على منجز حصدناه حتماً اننا سنشعر بالمتعة التي تساعنا في إشعارنا بأننا في حالة طيبة وأننا نتمتع بالثقة في انفسنا مما يدفعنا بالضرورة على البقاء في جو مليء بالطاقة الايجابية الداعمة للابداع وبث روح التفاني وهذا ما يجعل الانسان يعيش مؤثراً وذو قيمة في وليس هامشياً في هذه الحياة.

ثم اننا حين نكافئ انفسنا نخفف عن انفسنا صعوبة تحمل المهمام الغير محبذة فحين يختار الانسان اداء مهمام معقدة لكنه مجبورا على اداءها يحاول كسر هذا الملل والرفض النفسي لها بمكافئة في نهاية هذه المهمة لكي يغادر مرارة المعناة وقت تنفيذها، والمثال هو حين تعمل في حرارة الشمس اللاهبة يتصبر نفسك حين تفكر انك ستتقاضى مقابل ذلك مرتب يمكنك من العيش المريح وشراء ما تريده والسفر وغير ذلك.

وتعمل مكافئة النفس على التغيير في الاتجاهات التي نرغب في تبديلها، فالوقت المليء بالمهام التي يتم تنفيذها من منطلق الواجب أو الإحساس بالذنب إنما يقوض من مقدرتنا على التطور ويشعرنا بأننا نجهز ونعد لحياتنا أكثر من أن نعيش الحياة نفسها، وكأننا طوال عمرنا نستعد للحياة ثم لا نعيش بعد ذلك، ثم ان مكافئتنا لانفسنا ستسقط الحاجز الذي يعترض طريق اداء الاعمال الشاقة سيما بعد ان نوعد انفسنا براحة بعد العمل ولاجل كل هذه العوائد الايجابية للمكافئة النفس يجب ان نكافئ انفسنا.

اضف تعليق