انت مدير فهذا يعني أنك مسؤول عن مجموعة من الافراد ربما لم يكن لك دور في اختيارهم، وربما لا تحبهم، ومن الممكن ان لا يكون هنالك شيء مشترك بينكم، ومن الجائز انهم لا يحبونك كثيرا، ومع ذلك فأنه مطلوب منك تحقيق اهداف المؤسسة التي تديرها...

انت مدير فهذا يعني أنك مسؤول عن مجموعة من الافراد ربما لم يكن لك دور في اختيارهم، وربما لا تحبهم، ومن الممكن ان لا يكون هنالك شيء مشترك بينكم، ومن الجائز انهم لا يحبونك كثيرا، ومع ذلك فأنه مطلوب منك تحقيق اهداف المؤسسة التي تديرها وبدونهم لن تصل غايتك. قد تقول: بالحزم اجعلهم يعملون كخلايا النحل، وهذا جائز، ولكنك ستتعب وستدفعك عصبيتك الى ارتكاب اخطاء وربما حماقات وسينتهي بك الامر الى ان تكون مكروها والكراهية، بداية الطريق نحو الفشل مع ان طريق النجاح، كمدير وقائد فريق، سهل ومريح جدا.

انها ثقافة التعامل النفسي مع الموظفين في مؤسستك تصرفات بسيطة جدا، لا تكلّفك شيئا، لكن فوائدها كبيرة جدا. هل جربت ان تلقي عليهم تحية الصباح مصحوبة بابتسامة لطيفة، بدل ان تأتي"لابس وجهك الرسمي" ومن المصعد الى باب غرفتك رأسا؟.

هل تعلم ان قليلا من الحب والمودّة والسؤال عن احوالهم لن يضرّك ابدا، بل سيعطيك منهم انتاجا مضاعفا ويطور مؤسستك؟ وان لقاء لن يستغرق ربع الساعة مع احد العاملين للسؤال عن احواله سينقل مستوى انجازه درجات كثيرة للامام؟ وانك ان تشكر موظفا قام بانجاز مميز بأن تستدعيه الى مكتبك، غير ان تشكره امام زملائه، والفرق النفسي والاعتباري بين الموقفين كبير؟

وهل جربت في اجتماعاتك الرسمية بالعاملين معك، ان تشيع روح المرح والفكاهة والملاطفة بدل ان يكون كل وقت الاجتماع جد في جد؟، وان تعتذر عندما تخطأ بدل ان تبرر؟، وان تكون قدوة في تطبيق العمل على نفسك اولا( اول من يحضر وآخر من يغادر) بدل الاوامر والتعليمات المشددة والتهديد بالتوبيخ والانذار وقطع الراتب؟.

ان الخطأ الذي يقع فيه معظم المدراء هو اعتقادهم بأنهم يديرون الناس، ويظنون ان الناس هم ادواتهم، فيما الصح هو ان يدرك المدير ان دوره الحقيقي هو ادارة العمليات وليس ادارة الناس، فالموظفون لديك يمكنهم ادارة انفسهم اذا اعطيتهم الفرصة. وان تعلم انك تتعامل مع اناس حقيقيين من لحم ودم، بمعنى ان تعرف كيف يشعرون، وما الشيء الذي يخشونه، ومن ماذا يقلقون فأنت المنوط بتحفيزهم وقيادتهم وتشجيعهم واشراكهم وجدانيا في العمل، وكل ما عليك هو الوصول الى اعماقهم النفسية ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم، وعندها ستجد عندهم الاهتمام والمشاعر والحب والاحساس بالمسؤولية والرغبة في الانخراط بالعمل، لأنك دخلت قلوبهم، ومن يدخل القلب يتبعه محبوه حتى لو كان الدرب طويلا!.

..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق