قالوا سابقا إن الإعلام هو مهنة البحث عن المتاعب، وقلنا لاحقا إنه مهنة من لا صوت له، وعلى أمل أن يبقى الإعلام سلطة تمارس من أجل الدفاع عن حقوق الناس والأغلبية الساحقة من فقراء الشعوب بأفضل حرية، وقوة موقف عبر منابره ومنصاته المتعددة الواسعة الانتشار، فينبغي ان تبقى مصانة وذات مهابة بيد أصحابها...

قالوا سابقا إن الإعلام هو مهنة البحث عن المتاعب، وقلنا لاحقا إنه مهنة من لا صوت له، وعلى أمل أن يبقى الإعلام سلطة تمارس من أجل الدفاع عن حقوق الناس والأغلبية الساحقة من فقراء الشعوب بأفضل حرية، وقوة موقف عبر منابره ومنصاته المتعددة الواسعة الانتشار، فينبغي ان تبقى مصانة وذات مهابة بيد أصحابها، يمثل القلم فيها ضمير صاحبه، ويسكن عقل الكاتب أو منتج الفكرة، لكن الذي يحصل في عالم اليوم، هو فعل يخدش بكبرياء تلك السلطة التي يمكن وصفها بـ "منظومة الدفاع عن العدالة الاجتماعية" إذا ما توافرت في أي مجتمع مستقر.

في عالم اليوم، أصبح كثير من الفاشنستا "الفاشون بلوجر" صاحبات الشفايف المنتفخات والعاريات هن الإعلاميات، والمتسكعين، المثرثرين المطبلين الهابطين في معانيهم وسلوكياتهم، هم رموز الإعلام، وقبال ذلك تراجع دور الإعلاميين الحقيقيين المحترفين عن الواجهة.

وكثير منهم اختفى عن المشهد، هؤلاء في الحقيقة يحملون سلطة الإعلام في وجدانهم ومواقفهم وسلوكياتهم والفاظهم، وممارساتهم لفنون الاعلام المتعددة بكل كبرياء وأمانة وثقة بالنفس، وتكمن خطوة تصدر المتقمصين والممثلين والمهرجين لواجهة سلطة الاعلام، في حصول التأثير السلبي على البيئة العامة في البلدان، والمؤسسات السياسية والإدارية والاجتماعية فيه، فيحدث الاختلال في الدولة، ويتراجع الاستقرار والثقافة في المجتمع، وعلى حد قول مصطفى السباعي " عندما يمسك بالقلم جاهل، وبالبندقية مجرم، وبالسلطة خائن، يتحول الوطن إلى غابة لا تصلح لحياة البشر".

نحن عندما نكتب هذه المقالة إنما نوجه دعوتنا كحراس أصلاء أمناء، مدافعين عن سمعة الإعلام، وهيبة سلطاته التي يستمدها من حجم مسؤولياته المدافعة عن الحقوق العامة والقيم الاجتماعية، واخلاقيات المهنة وأصولها وتشريعاتها، بتجنب تسميهم بالإعلاميين، وبعدم فسح المجال لأي منهم، سواء من نافخات الشفايف وعاريات الأجساد، ومرتديات الملابس الفاضحة، أو طائش، متلون، فاقد للرجولة، مكحل العيدين وملمع الوجنتين، أو أخنث لا يخجل، فهؤلاء ممارستهم للإعلام لو حصلت ستكون بشعور التقمص والاستعراض والإسفاف، لا بوجدانية الممارسة وذوقية الرسالة.

حيث ينطبق قول، دان براون " إن وسائل الإعلام هي اليد اليمنى للفوضى".

فالفرق بين الإعلامي والفاشنستا كالفرق بين عارية الجسد عن المحتشمة.

........................................................................................................................
* الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق