هل انتهى عصر فيسبوك، هل حفر دكتاتور مواقع التواصل الاجتماعي قبره بنفسه، جراء فضيحة أكبر خرق معلوماتي، هل تغير \"فضيحة فيسبوك\" قواعد اللعبة بالتواصل الاجتماعي؟، تساؤلات مفتوحة، يصعب تكهن الإجابة عليها، فلا تزال فضيحة تسريب معلومات أكثر من خمسين مليون مستخدم لفيسبوك يتردد صداها حول العالم...

هل انتهى عصر فيسبوك، هل حفر دكتاتور مواقع التواصل الاجتماعي قبره بنفسه، جراء فضيحة أكبر خرق معلوماتي، هل تغير "فضيحة فيسبوك" قواعد اللعبة بالتواصل الاجتماعي؟، تساؤلات مفتوحة، يصعب تكهن الإجابة عليها، فلا تزال فضيحة تسريب معلومات أكثر من خمسين مليون مستخدم لفيسبوك يتردد صداها حول العالم، وتزيد المخاوف بشأن استخدام شركة التواصل الاجتماعي للبيانات. قادة الاتحاد الأوروبي حثوا شبكات التواصل الاجتماعي على ضمان شفافية الممارسات، والحماية الكاملة للبيانات الشخصية، حيث يواجه فيسبوك والاخصائيون النفسيون العاملون معه معضلة بشأن قواعد تنظيم العمل المستقبلية بحسب خبراء، على خلفية الكشف بأن المعلومات المتوافرة في هذا الموقع للتواصل الاجتماعي قد تكون استخدمت للمساعدة في انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

في اسرع وقت، خرج مؤسس موقع فيسبوك مارك زوكربرج عن صمته ليعبر عن أسفه مقرا بحصول أخطاء بعد جدل مستمر منذ أيام حول استخدام غير مشروع للبيانات الشخصية لملايين المستخدمين من قبل شركة كامبريدج اناليتيكا البريطانية.

فيما حذرت مفوضة العدل فى الاتحاد الأوروبى فيرا جوروفا من أن فضيحة مستقبلية مماثلة لتلك التى وقع فيها فيس بوك قد تكون مكلفة بعد شهر مايو، عندما تدخل لائحة أوروبية جديدة بشأن حماية البيانات الشخصية حيز التنفيذ.

بينما طلب مشرعون أمريكيون رسميا من الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك مارك زوكربرج توضيح كيفية وصول بيانات 50 مليون مستخدم إلى يد شركة كمبردج أناليتيكا للاستشارات السياسية وذلك في جلسة بالكونجرس.

وتتعرض أكبر شبكة للتواصل الاجتماعي في العالم لضغوط متزايدة من حكومات ومستثمرين ومعلنين بعد مزاعم من مصدر مطلع سرب معلومات عن أن كمبردج أناليتيكا البريطانية حصلت بشكل غير سليم على معلومات بشأن المستخدمين لتكوين لمحات عن توجهات الناخبين الأمريكيين بما ساعد فيما بعد على انتخاب الرئيس دونالد ترامب في 2016.

ونتيجة لذلك فقدت شركة فيسبوك 58 مليار دولار من قيمتها السوقية في أسواق المال الأمريكية، بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي، وذلك بعد اعتراف مارك زوكربيرغ، مؤسس موقع التواصل الاجتماعي الشهير بارتكاب أخطاء أدت لاختراق بيانات المستخدمين.

ولم يشفع الاعتذار الرسمي الذي تقدم به زوكربيرغ للمستخدمين، حول انتهاك خصوصياتهم وحصول شركة "كامبريدج أناليتكا"، على بيانات ومعلومات أكثر من 50 مليون مستخدم معظمهم من الأمريكيين لصالح حملة الرئيس دونالد ترامب الانتخابية في 2016.

على صعيد ذي صلة، قال مصدر إن أليكس ستاموس رئيس أمن المعلومات في فيسبوك سيترك الشركة في أغسطس آب فيما استشهد تقرير بوجود خلافات داخلية تتعلق بالطريقة التي يجب أن تتعامل بها شبكة التواصل الاجتماعي مع دورها في نشر معلومات خاطئة.

من جتهه قال الأكاديمي بجامعة كمبردج الذي جمع بيانات الملايين من مستخدمي فيسبوك إن موقع التواصل الاجتماعي ومؤسسة للاستشارات السياسية مقرها بريطانيا استخدماه ككبش فداء وإن دقة البيانات كانت موضع مبالغة.

كما تواجه شركة فيسبوك دعوات جديدة بتطبيق قواعد تنظيمية من داخل الكونجرس الأمريكي وانهالت عليها الأسئلة بشأن حماية البيانات الشخصية للمستخدمين بعد تقارير عن حصول شركة استشارات سياسية على بيانات 50 مليون مستخدم منذ عام 2014.

وكشفت فيسبوك عن الأمر في مدونة قبل ساعات من تقارير إعلامية نُشرت يوم السبت عن منح شركة كمبردج أناليتيكا ذات التوجه المحافظ، والتي يعرف عنها عملها في حملة الرئيس دونالد ترامب الانتخابية في 2016، إمكانية الاطلاع على بيانات ربما لم تحذفها، وشكل التدقيق الجديد في ممارسات الشركة تهديدا جديدا لسمعتها التي تعرضت لهجوم بالفعل بسبب الاستخدام المزعوم لروس لفيسبوك للتأثير على الناخبين الأمريكيين قبل وبعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2016.

الى ذلك تفاعل البعض مع وسم (#احذف فيسبوك) واتخذوا خطوة حذف حساباتهم على موقع فيسبوك وذلك بعد أن وقعت البيانات الشخصية لملايين المستخدمين في يد شركة استشارات سياسية لكن شبكة التواصل الاجتماعي الشهيرة ستظل على الأرجح تتعقبهم حيث أنها تقوم بتتبع نحو 30 بالمئة من حركة التصفح الإلكتروني في العالم، ولم يرد فيسبوك ولا جوجل على رسائل بريد إلكتروني تطلب رأيا فيما إذا كانت الشركتان تعتبران بحث كليكز معبرا عن الواقع، و يشهد أشهر في موقع عالمي للتواصل الاجتماعي عبر الانترنت (فيسبوك) تطورا مذهلا على أكثر من صعيد، لكنه هذا التطور قد يلحقه سلبيات وايجابيات، ومن الصعب أن نحدد ما إذا كانت سلبيات فيسبوك أكثر من إيجابياته أو العكس، لأن المشارك في هذا العالم الافتراضي يمكنه الوقوع على الإيجابيات والسلبيات معاً.

فقد يكون الإدمان على الحضور أو الإطلال على الآخرين داخل العالم الافتراضي هو حالة سلبية بعينها، لأنها تسبب الخروج من الحياة الواقعية. لكن في الوقت عينه، فإن هذا العالم الافتراضي يؤمِّن مساحة واسعة للتعبير عن الرأي والتواصل مع الآخرين.

اذاً ما فعله فيسبوك بعقولنا؟، كيف نتخلص من إدمان هذا الموقع الجاذب!، هل صُمم فيسبوك لتشتيت انتباهنا وانقسام اهتماماتنا وتفتيت أفكارنا، في مقابل ثروة من المعلومات التي نُجبر على استقبالها أو حتى تلك المسلية التي نختار الحصول عليها؟.

ربما لن يتذكر معظم مستخدمي فيسبوك كيف كانت الحياة قبله منذ أكثر من عشر سنوات، فالموقع الذي بدأ شبكة اجتماعية صغيرة لطلاب الجامعات، اتسع ليشمل أكثر من مليار مستخدم يقضون ثلث وقتهم على الشبكة في تصفحه!.

لا يوجد مجال للشك حول تغيير فيسبوك لحياتنا، إذ يتم الموقع عامه العاشر، وبصرف النظر فيما لو كانت فكرته وحياً أو تجربة محضة أو ضربة حظ أو الثلاثة معاً، قام العملاق الرقمي بتخطي توقعات الجميع.

لحظة الحقيقة

يشير الاستاذ آندرو برزيبلسكي من جامعة أوكسفورد التي تعد بين المؤسسات الأبرز في العالم التي تعنى بعلم نفس التواصل الاجتماعي، إلى أن الفضيحة المتعلقة بالطريقة التي حصلت فيها شركة "كامبريدج اناليتيكا" على المعلومات الشخصية في محاولة للتلاعب بالناخبين الأميركيين "هي أهم لحظة واجهها فيسبوك منذ أصبح عاما(في 2012)".

وشبه ترددهم في الاعتراف بالإمكانيات التدميرية لوسائل التواصل الاجتماعي بقول والد القنبلة الذرية روبرت أوبنهايمر "الآن أصبحت الموت، مدمر العوالم"، وقال برزيبلسكي "مع فيسبوك، علينا أن نقر بأننا نمنح الخاتم لفرودو"، مشيرا إلى الخاتم السحري في سلسلة "لورد لوف ذي رينغز (أو سيد الخواتم)" الذي يدل على السلطة المطلقة، وأضاف "اذا أعطيتوني الخاتم، فسأصبح فاسدا". بحسب رويترز.

وأوضح أن "ما يحدث في فيسبوك ليس بطبيعته سيئا" معتبرا أن المشكلة تكمن في أن الموقع "يستخدم بياناتنا لمنتجات وخدمات لكن لا فكرة لدينا عن نواياهم"، ودعا إلى وضع قواعد تنظيمية و"إطار أخلاقي (لضمان) أن تكون حقوق المستخدمين محمية وأن تجري الدراسات بشكل شفاف وتصب في مصلحة العامة"، وأشار إلى أن أزمات مشابهة أدت إلى وضع معايير أخلاقية في مجالات أخرى.

وفي سلسلة من التغريدات اللاذعة التي نشرها هذا الأسبوع، قال شوليه الذي اخترع مكتبة "كيراس" التي تستخدم برمجيات مفتوحة المصدر إن "المشكلة مع فيسبوك لا تكمن +فقط+ في فقدان خصوصيتك ومسألة استخدامها (كسجن) بانوبتيكون شمولي"، في إشارة الى نوع من السجون يمكن من خلاله مراقبة جميع الزنازين من نقطة واحدة.

وقال إن "المسألة الأكثر إثارة للقلق تكمن في استخدامه استهلاك المعلومات الرقمية كقوة موجهة للسيطرة النفسية"، لكن خبراء آخرين شككوا في أن تدفع المخاوف من الاستفادة من المعلومات الشخصية للتأثير على المستخدمين، رواد فيسبوك إلى الهروب من أكبر شبكة تواصل اجتماعي في العالم.

شهادة الرئيس التنفيذي

طلب مشرعون أمريكيون رسميا من الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك مارك زوكربرج توضيح كيفية وصول بيانات 50 مليون مستخدم إلى يد شركة كمبردج أناليتيكا للاستشارات السياسية وذلك في جلسة بالكونجرس.

وكتب جريج والدن، وهو جمهوري يرأس لجنة الطاقة والتجارة في مجلس النواب، وفرانك بالون كبير الديمقراطيين فيها وزعماء آخرين في اللجنة قائلين ”الجلسة ستنظر في أمر جمع وبيع بيانات شخصية لأكثر من 50 مليون مستخدم لفيسبوك، ربما بدون إبلاغهم أو موافقتهم وبما يخالف سياسة فيسبوك“.

ولم تقل اللجنة متى تخطط لعقد الجلسة المذكورة لكنها لن تعقد قبل عودة الكونجرس من عطلة تستمر أسبوعين، وقال زوكربرج هذا الأسبوع إنه سيكون مستعدا للإدلاء بشهادته إذا كان هو الشخص المناسب في الشركة للتحدث مع المشرعين، وأكد متحدث باسم فيسبوك تلقي الشركة، للرسالة وقال إنها تدرسها لكنه لم يقل إن كان زوكربرج سيوافق على الإدلاء بشهادته، وبشكل منفصل طلب زعماء لجنة التجارة في مجلس الشيوخ الأمريكي شهادة زوكربرج أيضا، وقال جون ثون رئيس اللجنة وبيل نيلسون كبير الديمقراطيين فيها إن اللجنة ستعمل مع فيسبوك ”للتوصل إلى موعد مناسب للسيد زوكربرج للإدلاء بشهادته في الأسابيع المقبلة“.

اعتراف زوكربرج

وفي أول تعليقات علنية له منذ تكشفت الفضيحة في مطلع الأسبوع، كتب زوكربرج في منشور على فيسبوك إن الشركة ”ارتكبت أخطاء. ينبغي فعل المزيد، وعلينا أن نتحرك وننفذ“، ولم يذكر بالتفصيل الأخطاء التي وقعت لكنه قال إن شبكة التواصل الاجتماعي تعتزم إجراء تحقيق يتعلق بتطبيقات على منصتها وتقييد وصول المطورين للبيانات وتوفير أداة للأعضاء تيسر لهم منع الوصول لبياناتهم على فيسبوك.

ولم يقدم زوكربرج اعتذارا صريحا لإساءة استخدام البيانات، ولا تشير خططه إلى تقليص كبير لقدرة المعلنين على استخدام بيانات فيسبوك والتي تعد شريان الحياة بالنسبة للشركة، وفي وقت لاحق قال زوكربرج لشبكة (سي.إن.إن) ”هذه خيانة أمانة كبرى. أشعر بالأسف حقا لحدوث هذا. تقع علينا مسؤولية أساسية تتمثل في حماية بيانات الأشخاص“.

وأضاف أن فيسبوك ملتزمة بمنع التدخل في انتخابات التجديد النصفي بالولايات المتحدة في نوفمبر تشرين الثاني وفي انتخابات الهند والبرازيل، ومضى قائلا إنه مستعد لأي لوائح حكومية إضافية وتسعده الشهادة أمام الكونجرس الأمريكي إن لزم الأمر.

وتبددت مكاسب أسهم فيسبوك بعد منشور زوكربرج وأغلقت على ارتفاع بنسبة 0.7 في المئة فقط. وفقدت الشركة أكثر من 45 مليار دولار من قيمتها في سوق الأوراق المالية خلال الأيام الثلاثة الماضية بسبب مخاوف المستثمرين من أن يؤدي أي إخفاق من جانب شركات التكنولوجيا الكبرى في حماية البيانات الشخصية إلى صرف المعلنين والمستخدمين وإلى وضع لوائح أكثر صرامة، وفي تغريدة على تويتر قال كريستوفر وايلي الذي فجر الفضيحة والذي كان يعمل من قبل في شركة كمبردج أناليتيكا إنه قبل دعوات للشهادة أمام مشرعين أمريكيين وبريطانيين، وقالت الحكومة الألمانية إن على فيسبوك أن توضح إن كانت البيانات الشخصية لرعاياها البالغ عددهم 30 مليونا خاضعة للحماية بما يمنع أطرافا ثالثة من استخدامها بشكل غير قانوني، وذلك وفقا لتقرير نشرته الصحف الصادرة عن مجموعة فونكه الألمانية.

رئيس أمن المعلومات في فيسبوك يترك الشركة

قال مصدر إن أليكس ستاموس رئيس أمن المعلومات في فيسبوك سيترك الشركة في أغسطس آب فيما استشهد تقرير بوجود خلافات داخلية تتعلق بالطريقة التي يجب أن تتعامل بها شبكة التواصل الاجتماعي مع دورها في نشر معلومات خاطئة.

وأضاف المصدر أن فيسبوك سحبت بالفعل من ستاموس مسؤوليات التصدي للمعلومات الخاطئة التي تنشر برعاية الحكومات، ولم ينف ستاموس ترك الشركة وغرد على تويتر قائلا إن دوره في الشركة تغير لكنه لا يزال يكرس وقته للعمل في فيسبوك، ولم يتسن الحصول على تعليق من الشركة.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن ستاموس كان متحمسا بقوة داخل الشركة للتحقيق وكشف النشاط الروسي على فيسبوك مما تسبب في ذعر لكبار المديرين التنفيذيين بمن فيهم شيريل ساندبيرج مديرة العمليات في الشركة، وقالت الصحيفة إن مسؤوليات ستاموس تغيرت في ديسمبر كانون الأول وبعد ذلك قال إنه سيغادر الشركة، ونقلت الصحيفة عن موظفين حاليين وسابقين في فيسبوك قولهم إن ستاموس اقتنع بالبقاء في منصبه حتى أغسطس آب للإشراف على انتقال واجباته لأن المديرين التنفيذيين رأوا أن خروجه سيبدو سيئا.

وتتعرض سمعة فيسبوك للهجوم بسبب اتهامات بأن روسيا استخدمت أدوات موقع التواصل الاجتماعي الشهير للتأثير في الناخبين الأمريكيين وذلك عن طريق نشر أخبار تثير الخلاف وزائفة قبل انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة عام 2016 وبعدها.

كبش فداء

قال الأكاديمي بجامعة كمبردج الذي جمع بيانات الملايين من مستخدمي فيسبوك إن موقع التواصل الاجتماعي ومؤسسة للاستشارات السياسية مقرها بريطانيا استخدماه ككبش فداء وإن دقة البيانات كانت موضع مبالغة.

وتعرضت شركة فيسبوك لهزة هذا الأسبوع بعد أن كشف أحد المطلعين على الأمر أن مؤسسة كمبردج أناليتيكا الاستشارية، ومقرها بريطانيا عملت مع الأكاديمي ألكسندر كوجان على جمع بيانات من فيسبوك لصالح الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب عام 2016، وقال كوجان في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) بث يوم الأربعاء ”هناك مبالغة كبيرة بشأن دقة هذه البيانات“.

ورد على سؤال عما إذا كان استهداف قطاعات معينة من الناخبين يمكن أن يؤثر على الانتخابات قائلا ”أنا شخصيا لا أعتقد ذلك. أعتقد إنه لم يكن من شأنه سوى الإضرار بالحملة“، وأضاف ”أعتقد أن ما حاولت كمبردج أناليتيكا بيعه هو سحر وزعموا أن (البيانات) دقيقة للغاية وأنها تخبرك بكل شيء يمكن قوله عنك. لكنني أعتقد أن الحقيقة غير ذلك“.

وقال كوجان ”أحداث الأسبوع الأخير كانت صدمة هائلة... في اعتقادي أنني استخدمت أساسا ككبش فداء من جانب كل من فيسبوك وكمبردج أناليتيكا... كنا نعتقد أننا نقوم بشيء عادي“.

بماذا طالب منتقدو فيسبوك؟

قالت السناتور الديمقراطية إيمي كلوبوهار في تغريدة على تويتر ”من الواضح أن تلك المنصات لا يمكنها ضبط نفسها“، وأضافت ”يقولون ’ثقوا بنا‘... يحتاج مارك زوكربيرج للإدلاء بشهادته أمام لجنة القضاء في مجلس الشيوخ“ في إشارة إلى الرئيس التنفيذي لفيسبوك واللجنة التي هي عضو فيها.

وتقول فيسبوك إن المشكلة الأصلية تكمن في الباحثين وإن كمبردج أناليتيكا كذبت على فيسبوك وأساءت استغلال سياساتها. لكن منتقدين لفيسبوك ألقوا باللوم على الشركة أيضا وطالبوا بإجابات نيابة عن المستخدمين ودعوا لوضع قواعد تنظيمية جديدة.

وتصر فيسبوك على أن ما حدث هو إساءة استخدام للبيانات وليس سرقتها لأن المستخدمين منحوا إذنا بذلك مما أثار جدلا حول ما الذي يشكل خرقا ويجب إبلاغ المستخدمين عنه، وقال فرانك باسكال أستاذ القانون في جامعة ماريلاند وكتب من قبل عن استخدام وادي السليكون للبيانات ”يُكشف الستار عن الصندوق الأسود لممارسات فيسبوك الخاصة بالبيانات والصورة ليست جميلة“.

وأضاف أن رد فيسبوك بأن البيانات عمليا لم تسرق بدا وكأنه تستر على المشكلة الأساسية وهي أن البيانات على ما يبدو استخدمت بطريقة تتناقض مع توقعات المستخدمين، وقال ”يدهشني أنهم يحاولون أن يجعلوا الأمر متعلقا بالمصطلحات فحسب. لكن أظن أن هذا ما بقي لهم“، وقال السناتور الديمقراطي مارك وارنر إن الواقعة تدعم مطلب تطبيق قواعد تنظيمية جديدة بشأن الإعلانات على الإنترنت ووصف القطاع بأنه مثل ”الغرب المتوحش“.

وأضاف ”سواء كان الأمر يتعلق بالسماح للروس بشراء إعلانات سياسية أو الاستهداف المكثف بإعلانات بناء على معلومات مستخدمين تم الحصول عليها بطريقة غير سليمة فمن الواضح أن هذه السوق إذا تركت دون قواعد تنظيمية فستستمر في أن تكون عرضة للخداع والافتقار للشفافية“، لكن مع الأغلبية التي يحظى بها الجمهوريون في مجلس الشيوخ فليس من الواضح إن كانت مساعي ديمقراطيين مثل وارنر وكلوبوهار ستنجح.

وقالت صحيفتا نيويورك تايمز الأمريكية والأوبزرفر البريطانية يوم السبت إن شركة كمبردج أناليتيكا حصلت على بيانات أكثر من 50 مليون مستخدم لموقع فيسبوك بشكل غير مناسب ولم تحذفها رغم مطالبات فيسبوك بذلك منذ 2015، وعملت الشركة في حملة ترامب في 2016. وقال مسؤول من حملة ترامب إن الحملة استعانت باللجنة الوطنية الجمهورية للحصول على بيانات الناخبين في 2016 وليس شركة كمبردج أناليتيكا.

حذف فيسبوك؟

الى ذلك تفاعل البعض مع وسم (#احذف فيسبوك) واتخذوا خطوة حذف حساباتهم على موقع فيسبوك وذلك بعد أن وقعت البيانات الشخصية لملايين المستخدمين في يد شركة استشارات سياسية لكن شبكة التواصل الاجتماعي الشهيرة ستظل على الأرجح تتعقبهم حيث أنها تقوم بتتبع نحو 30 بالمئة من حركة التصفح الإلكتروني في العالم.

ولم يرد فيسبوك ولا جوجل على رسائل بريد إلكتروني تطلب رأيا فيما إذا كانت الشركتان تعتبران بحث كليكز معبرا عن الواقع، وخلصت دراسة أكبر لمتعقبي التصفح الإلكتروني أجراها باحثون في جامعة برنستون عام 2016 إلى نتائج مشابهة إذ احتلت برامج تعقب مرتبطة بجوجل المراكز الخمس الأولى تليها فيسبوك.

وتمتلك شركة النشر الألمانية (هوبرت بوردا ميديا) حصة الأغلبية في كليكز المدعومة أيضا من شركة (موزيلا) التي أنتجت المتصفح الشهير(فايرفوكس). وكليكز واحدة من عدة شركات ناشئة تعد بحماية خصوصية البيانات الشخصية، وتسعى شركات كبرى تقدم الخدمات الإلكترونية في أوروبا إلى النأي بنفسها من خلال التشديد على احترامها للخصوصية.

وقال رالف دوميرموث المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة (يونايتد إنترنت) الألمانية لرويترز ”كلما تحدث فضيحة كتلك لشركات أمريكية يدعم ذلك عملنا“. وتقدم الشركة خدمات بريد إلكتروني مشفرة تستضيف ألمانيا خوادمها وتخضع لقوانين خصوصية صارمة ولا تبيع بيانات المستخدمين.

وشكلت (يونايتد إنترنت) وغيرها تحالفا في الآونة الأخيرة يقدم طريقة واحدة وآمنة تتيح لمستخدميها البالغ عددهم نحو 50 مليونا إبداء الموافقة بما يتسق مع قواعد خصوصية جديدة في الاتحاد الأوروبي تدخل حيز التنفيذ في مايو أيار.

حذر مدافعون عن الخصوصية لسنوات من أن شروط استخدام فيسبوك تجعله معرضا لجمع البيانات، وتمكن أستاذ علم النفس ألكسندر كوجان من جمع بيانات 50 مليون مستخدم لفيسبوك من خلال تصميم استبيان شخصي أجراه بضع مئات الآلاف من الأشخاص. وبالموافقة على شروطه، سمح المستخدمون للتطبيق بجمع معلومات عن أصدقائهم على فيسبوك دون علمهم أو موافقتهم. بحسب رويترز.

ومرر الأكاديمي الأمريكي تلك البيانات لشركة كمبردج أناليتيكا التي طبقت عليها علم تحليل البيانات بهدف دعم الحملة الانتخابية لدونالد ترامب وفوزه برئاسة الولايات المتحدة وذلك بما يمثل انتهاكا لقواعد فيسبوك.

وقال بن وليامز مدير الاتصالات والعمليات في شركة (آدبلوك بلس) ومقرها ألمانيا ”إنه البركان الذي كان سيثور في مرحلة ما لكننا لم نكن نعلم متى على وجه التحديد“، وأضاف أن أغلب الناس لا يمانعون في ظهور إعلانات عادية مرتبطة باختياراتهم في البحث الإلكتروني لكنهم يعترضون على إعلانات من طرف ثالث تفرض نفسها أثناء تصفحهم.

اضف تعليق