إن تحديد المريض رقم صفر أمر بالغ الأهمية لتتبع البنية الجينية للفيروس، وفهم كيفية حدوث العدوى، ومعرفة ما إذا كان هناك تغيير في البنية الجينية للفيروس، يمكن أن يساعد تتبع الأشخاص الذين كانوا على التواصل مع \"المريض رقم صفر\" في كبح انتقال العدوى في المستقبل...

منذ ظهور أول حالة إصابة بـ"كوفيد-19"، لا يوجد حتى الآن إجابة واضحة حول "المريض رقم صفر" أي أول مصاب بفيروس كورونا الجديد، أو من أين جاء هذا الفيروس، يمكن أن يكون تعقب "المريض رقم صفر" مفتاحا لمعرفة الفيروس الجديد الكامن وراء الجائحة الصحية العالمية المستمرة وكيفية احتواء انتشار الفيروس. ولكن في العديد من الدول المتضررة بشدة، لا أحد يعرف كيف وصل الفيروس إلى هناك أو من أصيب به أولا.

لقد أثبتت الأبحاث أن إيجاد "المريض رقم صفر" في الدول التي أصابها الفيروس مهمة شاقة. ويرجع السبب الرئيسي في ذلك إلى فترة الحضانة الطويلة لـ"كوفيد-19" وانتقاله من إنسان إلى الآخر بدون أعراض واضحة. فيمكن للمصابين الذين لم تظهر عليهم أعراض المرض العبور من منافذ الدخول دون أن يتم اكتشافهم وينتقل الفيروس للآخرين ويصيبهم بلا شعور، الأمر الذي يجعل من الصعب تتبع مسار العدوى في معظم الحالات.

وفقا لعلماء الأوبئة، فإن تحديد المريض رقم صفر أمر بالغ الأهمية لتتبع البنية الجينية للفيروس، وفهم كيفية حدوث العدوى، ومعرفة ما إذا كان هناك تغيير في البنية الجينية للفيروس. يمكن أن يساعد تتبع الأشخاص الذين كانوا على التواصل مع "المريض رقم صفر" في كبح انتقال العدوى في المستقبل.

ولكن بيانات التسلسل الجيني يمكن أن تأتي فقط من المصابين الذين تم تشخيصهم، للبحث عن الأشخاص الذين لم تكتشف إصاباتهم، لا يزال يعتمد العاملون في القطاع الصحي على تتبع مسار الاتصال، بحسب موقع أخبار "STAT" الأمريكي.

عندما يتم التأكد من إصابة أحد الأشخاص، يجب تحديد جميع من تواصل معهم، ووضعهم تحت الملاحظة الطبية. وقال عالم الأوبئة الدكتور ماثيو كارتر، في مقابلة مع وسائل الإعلام المحلية الأمريكية، إذا أصيب أي شخص ممن كانوا في حلقة الاتصال الأولى، قد يؤدي هذا إلى دورة ثانية من تتبع التواصل.

قد يتم إعطاء معلومات اتصال غير صحيحة خلال التتبع. قد يكون هناك أيضا عدم امتثال الأشخاص الذين تم التوصل إليهم، حذر العلماء من أنه على الرغم من أن تحديد "المريض رقم صفر" هام للغاية، إلا أنه يجب ألا يثير ذلك التمييز والعنصرية. حيث أدى البحث عن "المريض رقم صفر" في إيطاليا إلى استهداف المجمعات السكنية الآسيوية، وتعرضها للتهديدات وحتى للهجمات العنيفة.

مع استمرار التدافع العالمي للبحث عن "المريض رقم صفر"، إن مشاركة البيانات والتسلسل الجيني قد تمكن العلماء من تتبع وباء "كوفيد-19" ورصده بشكل أسرع وأكثر فعالية، كما تحديد مصدر الفيروس سيساعد في تقديم معلومات مرجعية لصانعي القرار في مجال الصحة العامة لتركيز الموارد في المكان المهم لاحتواء تفشي المرض، في ظل ظهور حالات مؤكدة جديدة يوميا

إليك ما توصلنا إليه حتى الآن عن الحالات الأولى في أربع دول حسبما كشف عنه العلماء وتقارير وسائل الإعلام المختلفة.

الصين

تم العثور على أول حالة مسجلة بعد تشخيصها لاحقا بالإصابة بفيروس كورونا الجديد في مدينة ووهان الصينية في 8 ديسمبر الماضي. وتم إخطار منظمة الصحة العالمية بالتحذير من "الالتهاب الرئوي الناجم عن سبب غير معروف" في الـ31 من الشهر نفسه، حيث أكد مسؤولو الصحة في ووهان وجود 27 حالة إصابة مرتبطة بسوق ووهان للمأكولات البحرية.

أشارت الأبحاث المبكرة إلى أن الفيروس انتقل من الخفافيش، وبالتالي أشارت دراسات لاحقة إلى أن "البنغول" هو عائل الفيروس وقد ينقل الفيروس إلى الإنسان، والفرضية التي تم الاتفاق عليها على نطاق واسع هي أن تفشي الفيروس بدأ من هذه السوق حيث كان يمكنه أن ينتقل من الحيوان إلى الإنسان قبل أن ينتقل من إنسان إلى آخر.

ومع ذلك، وفقا لدراسة أجراها باحثون صينيون نشرت في مجلة "ذا لانسيت" في 24 يناير الماضي، فقد ظهرت أعراض على "المريض رقم صفر" تتوافق مع "كوفيد-19" في أول ديسمبر وبدون أي تواصل بالسوق.

وإضافة إلى ذلك، هل كانت ووهان هي المنبع الحقيقي لتفشي الفيروس، لا يزال هذا الأمر غير مؤكد. قال كبير علماء الأوبئة في الصين تشونغ نان شان في مؤتمر صحفي مؤخرا إنه لا يوجد دليل واضح على أن "كوفيد-19" نشأ في ووهان.

إيطاليا

في منتصف مارس الجاري، أصبحت إيطاليا مركزا جديدا لتفشي "كوفيد-19" وكانت من أوائل الدول التي علقت كافة الرحلات الجوية من الصين في نهاية يناير الماضي، بعد أن تم تشخيص إصابة اثنين من السياح الصينيين بفيروس كورونا الجديد في روما. لكن بعض الخبراء يعتقدون أن تفشي المرض في البلاد بدأ قبل حظر السفر.

ظهر التفشي الجماعي الذي لم يتمكن أحد من تفسيره حتى الآن في منطقة لومباردي في شمالي إيطاليا في 21 فبراير الماضي. حيث جاء رجل يبلغ من العمر 38 عاما يدعي ماتياس من بلدة كودوجنو بالقرب من ميلانو، يعتقد أنه مصدر تفشي العدوى في منطقة كودوجينو ومنطقة فينيتو.

هذا الرجل الذي يعد "المريض رقم صفر" في إيطاليا، لم يسافر إلى الصين. وزميله، أشير إلى أنه "المريض رقم صفر" الذي عاد مؤخرا من الصين بعد رحلة عمل، لكنه سجل نتيجة سلبية في الاختبار في وقت لاحق.

وقال مدير معهد البحوث الطبية الحيوية ماسيمو جالي لرويترز، إن الوباء ربما كان يظهر من فترة طويلة قبل أن تظهر الأعراض على "المريض رقم صفر" في إيطاليا. من خلال تحليل التسلسل الجيني للفيروس، وجد فريق جالي أدلة تشير إلى أن الفيروس انتقل إلى إيطاليا من قبل شخص مصاب في مدينة ميونيخ الألمانية بين الفترة من الـ19 والـ22 من يناير الماضي.

الولايات المتحدة

تم الإعلان عن أول حالة مؤكدة بالإصابة بفيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة في 20 يناير الماضي. وكان رجلا يبلغ من العمر 35 عاما من ولاية واشنطن، وعاد من ووهان منذ فترة قصيرة، ظهرت عليه أعراض السعال الجاف المستمر والقيء.

وفقا لتقرير بلومبرغ، ذهب الرجل إلى عيادة رعاية عاجلة في ضاحية سياتل في 19 يناير، بعد أربعة أيام من عودته إلى البلاد. وقد استخدم وسائل النقل العامة مع ركاب آخرين أثناء عودته من المطار إلى منزله.

إيران

في إيران، حيث تم الإعلان عن تسارع الزيادة في أعداد حالات الإصابة المؤكدة، يعتقد أن تاجرا من مدينة قم لم يتم الإعلان عن اسمه، كان يسافر إلى الصين في رحلات عمل بشكل دوري، من المرجح أن يكون هو "المريض رقم صفر"، وفقا لتصريح وزير الصحة الإيراني سعيد نماكي. وتوفي التاجر جراء الإصابة بـ"كوفيد-19"، بعد سفره للصين في رحلات غير مباشرة على خلفية تعليق الرحلات الجوية المباشرة.

فرنسا

يروي عميروش هامار -وهو من أول المصابين بفيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19 في فرنسا- تفاصيل تجربته المضنية مع المرض.

وقالت الكاتبة كارولين بيكيه في تقريرها الذي نشرته صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية، إن تاجر الأسماك عميروش هامار البالغ من العمر 53 عاما، قد أعلمه قبل أيام بيار إيف كوهين رئيس قسم الإنعاش بمستشفيات ابن سينا في بوبيني وفي جان فيردييه في بوندي (سانت دينيس)، بأنه المريض رقم صفر المشتبه به في فرنسا.

وفي حديثه عن تأكد إصابته بفيروس كوفيد-19، بعد التثبت من النتائج مرتين، وذلك بعد أن أسعف إلى المستشفى في أواخر ديسمبر/كانون الأول، أكد هامار أنه صدم من هذا الخبر لأنه مصاب بداء السكري، مشيرا إلى أنه تبادرت إلى ذهنه صور جميع الضحايا عبر العالم الذين لقوا حتفهم.

من نقل له العدوى؟، من المستغرب أن يصاب عميروش بالفيروس خاصة أنه لم يسافر مؤخرا ولا تربطه أي علاقة بالصين، لكنه أوضح أن زوجته ظهر عليها بعض الأعراض على غرار السعال الجاف والقليل من الحمى لمدة ثلاثة أيام.

زوجة عميروش تعمل أيضا في بيع الأسماك في أحد محلات السوبرماركت، وهو ما يجعلها تحتك بالعديد من الأشخاص يوميا. أفاد عميروش بأن "لديها الكثير من العملاء الأجانب الذين يشترون السمك الطازج قبل ركوب الطائرة إلى رواسي، فضلا عن أنها تعمل إلى جوار قسم السوشي، حيث يعمل الآسيويون"، فضلا عن ذلك، أصيب اثنان من أطفال الزوجين الأربعة، ولكن "لحسن الحظ، لم يدم الأمر طويلا، وإنما استوجب وضعهما الصحي نقلهما إلى الطوارئ للتثبت من استقرار حالتهما".

بريطانيا

كشفت صحيفة "تليغراف" البريطانية عن هوية الشخص الذي أدخل فيروس كورونا المستجد إلى المملكة المتحدة لأول مرة، ومن ثم قام بنشره في باقي انحاء البلاد، المريض "صفر"، وفقا للصحيفة، يدعى دارين بلاند (50 عاما) ويعمل مستشارا في تكنولوجيا المعلومات، وكان قد أصيب بالفيروس خلال وجوده في منتجع تزلج في النمسا، وبدأ في نشره قبل أسابيع من الإعلان عن أول إصابة بالبلاد.

ويعتقد أن بلاند، الذي يسكن في مقاطعة سوسيكس جنوب المملكة المتحدة، نقل العدوى إلى زوجته واطفاله بعد عودته من منتجع "إيشغل" الذي لايبعد كثيرا عن الحدود مع إيطاليا في منتصف يناير الماضي.

وانضم الرجل إلى ثلاثة من أصدقائه في النمسا في الفترة من 15 إلى 19 يناير، اثنان منهم من الدنمارك وواحد من ولاية مينيسوتا الأميركية، ويقول بلاند لصحيفة "تليغراف" البريطانية "كنت مريضا لمدة 10 أيام.. لم أستطع النهوض أو الذهاب للعمل.. وكنت اعاني من صعوبات في التنفس"، ويعتقد بلاند إنه نقل العدوى إلى أفراد عائلته، وإلى عدد من سكان الحي بعد عودته، رسميا، تم الإعلان عن أول حالة إصابة في المملكة المتحدة في 31 يناير، فيما تم الإبلاغ عن أول حالة انتقال للعدوى داخل البلاد في 28 فبراير، ومؤخرا تم ربط المنتجع بمئات حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في النمسا وألمانيا والنرويج والسويد وأيسلندا والدنمارك، ووصفت وسائل الإعلام الألمانية المنتجع بأنه "أرض خصبة" لانتشار الفيروس، بينما تعتقد النرويج أن ما يقرب من نصف حالات الإصابة في البلاد قدمت من المنتجع.

روسيا

أعلن مسؤول صحي كبير في روسيا عن شفاء "المريض صفر" المصاب بكورونا من الفيروس القاتل، وقال كبير اختصاصيي أمراض الرئة ورئيس قسم العلاج بجامعة بيروجوف الروسية ألكسندر تشوتشالين أن حالة المريض "صفر" بفيروس الكورونا تعود لرجل في منتصف العمر، كان عائدا من مدينة ميلانو الإيطالية.

ووفقا لتشوتشالين، فإن المريض تم اكتشاف إصابته بفيروس كورونا سريعا بفضل الكشف المبكر عن الأعراض المميزة للمرض، ونقلت صحيفة "برافاسلافيا" الروسية عن تشوتشالين أنه وزملاؤه في مستشفى "كوموناركا" بموسكو شخصوا الحالة المصابة وبدؤوا التعامل معها سريعا، وأوضح تشوتشالين أن ذلك الرجل أصبح أيضا أول شخص يتعافى من وباء COVID-19 في روسيا، وأضاف الطبيب أن المريض تمكن من إصابة والديه المسنين، فاضطر والده إلى استخدام جهاز التنفس الصناعي، أما والدته فعانت أعراضا أخف.

دراسة تحدد تاريخ ظهور «المريض صفر» لوباء «كوفيد- 19»

أظهرت دراسة أولية أجراها باحثون في جامعتي بوسطن وهارفرد أن ارتفاعا كبيرا في نسبة زيارات المستشفيات وعمليات البحث على الإنترنت المتعلقة بأعراض كوفيد-19 من مدينة ووهان الصينية قد تشير إلى أن فيروس كورونا المستجد قد يكون انتشر منذ أغسطس 2019، ورُصد هذا الوباء الذي رُبط بفيروس انتقل من الحيوانات إلى البشر، في البداية في سوق هوانان للمأكولات البحرية في ووهان في ديسمبر 2019، وفي وقت لاحق، تحدث خبراء عن سلف وراثي للفيروس في منتصف نوفمبر 2019.

وأشار تقرير في صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست» نقلا عن بيانات حكومية إلى أن أول مريض أو «المريض صفر» يمكن أن يعود إلى 17 نوفمبر، ويأتي هذا البحث الجديد التي لم ينشر بعد في مجلة علمية، تحت مجال «علم الأوبئة الرقمي» الجديد نسبيا.

وقام فريق بقيادة إيلاين نسويزي في جامعة بوسطن بتحليل 111 صورة ملتقطة من أقمار اصطناعية لووهان بين يناير 2018 وأبريل 2020، كما اكتشف أن عمليات بحث كثيرة عن أعراض مشابهة لأعراض كوفيد-19 أجريت على محرك البحث الصيني «بايدو»، وكتب مؤلفو الدراسة «رصدت زيادة كبيرة في عدد السيارات المتوقفة في مرآب مستشفى ووهان بدءا من أغسطس 2019 «وبلغت ذروتها في ديسمبر 2019».

ولأن الاستفسارات الخاصة بكلمة «سعال» ترتفع في مواسم الإنفلونزا السنوية، فقد تم البحث أيضا عن«أسباب الإسهال»الذي يعد أحد أعراض كوفيد-19 الأكثر تحديدا، وأوضح الفريق«في أغسطس، حددنا زيادة كبيرة في عمليات البحث عن الإسهال التي لم تظهر في مواسم الإنفلونزا السابقة أو انعكست في بيانات البحث المتعلقة بالسعال»، وفي حين أن أعراض الجهاز التنفسي هي السمة الأكثر شيوعا لعدوى سارس-كوف-2، اقترحت الدراسة أن الإسهال«قد يلعب دورا مهما في انتقال الفيروس محليا»، وقال المؤلفون إنهم لم يتمكنوا من التأكيد بشكل قاطع أن البيانات التي وثقوها مرتبطة بالفيروس، لكن بحثهم دعم استنتاجات توصلت إليها أبحاث أخرى.

السؤال الأهم

يستخدم الأطباء مصطلح "المريض صفر" عند ظهور المرض لأول مرة، ولكن ما الذي يعنيه حقا؟ يصف هذا المصطلح أول إنسان مصاب بمرض جديد، الذي قد يكون إما فيروسيا أو بكتيريا، وعادة ما يكون أقل شكل متحور من المرض.

ولا يحب العديد من العلماء والمسؤولين المصطلح، ويحاولون تجنبه، وقال البروفيسور المساعد في علم الأحياء المرضية، توماس فريدريش: "إن تحديد شخص واحد على أنه المريض صفر، قد يعطي انطباعا غير صحيح عن كيفية ظهور المرض في المقام الأول، ومن ناحية أخرى، يشير إلى أن شخصا ما يجب إلقاء اللوم عليه لهذا التفشي، عندما لا يكون ذلك مناسبا حقا"، وأضاف: "مع ذلك، من المهم علميا للناس والصحة العامة فهم حالات الفهرسة حتى نعرف كيف تأتي الأمراض إلى المجتمع وكيفية وقف انتشارها".

في حين أن الكثيرين لا يحبون هذا المصطلح، يدرك الكثير من العلماء حقيقة أنه من المهم تحليل أول شخص ينشر المرض، ولأن المرض الذي يحملونه يكون في أبسط صوره، يمكن أن يكون لا يقدر بثمن للأطباء، ما يمنحهم طريقة لوقفه والسيطرة عليه ومعرفة المزيد عن تفشي المرض.

وتعد "تيفوئيد ماري" أشهر التعريفات في مصطلح "المريض صفر"، وكان اسمها الحقيقي ماري مالون، وعمرها 15 عاما فقط، عندما هاجرت من إيرلندا إلى الولايات المتحدة في عام 1884، ويعتقد أنها كانت سبب وباء التيفوئيد الذي ابتليت به نيويورك. مع الاعتقاد أنها كانت مسؤولة عن 51 حالة من التيفوئيد و3 وفيات.

اضف تعليق