q
الجميع يكره البعوض بالإضافة إلى أزيزها المزعج، والقرص، فالأمراض التي ينقلها البعوض مثل الملاريا تقتل أكثر من مليون شخص كل عام (بالإضافة إلى الخيول والكلاب والقطط). وعلى مدى 100 مليون سنة الماضية، فلقد تحسنت جداً في عملها - فهي تمص ما يصل إلى ثلاثة أضعاف وزنهم من الدماء، وبدون حتى أن يتم اكتشافها، لذلك ألا ينبغي علينا التخلص منها؟...

الجميع يكره البعوض بالإضافة إلى أزيزها المزعج، والقرص، فالأمراض التي ينقلها البعوض مثل الملاريا تقتل أكثر من مليون شخص كل عام (بالإضافة إلى الخيول والكلاب والقطط). وعلى مدى 100 مليون سنة الماضية، فلقد تحسنت جداً في عملها - فهي تمص ما يصل إلى ثلاثة أضعاف وزنهم من الدماء، وبدون حتى أن يتم اكتشافها، لذلك ألا ينبغي علينا التخلص منها؟

احياناً ينجذب البعوض إليك وحدك ويترك الآخرين الجالسين معك في المكان نفسه، فيهاجم ساقيك ويديك ورأسك، ويترك بقعاً حمراء على بشرتك، في المقابل لا يُصاب الجالس جوارك بلدغة واحدة، إذن ما السبب؟ هل لديك عوامل تجذب البعوض إليك بشكل خاص.

هذه التساؤلات تجيب عليها أحدث الدراسات الصحية، مثل يدرس العلماء إمكانية توزيع عقار على كل سكان منطقة موبوءة ببعوضة الملاريا لتحويل دم كل واحد منهم إلى مادة سامة تقتل البعوضة فور لسعها، وتؤدي إستراتيجية "العلاج الجماعي" المذكور إلى الحيلولة دون نقل البعوضة للمرض من أي شخص بالمجموعة إلى شخص آخر، حيث إن الجزيء الذي يتناوله هؤلاء السكان يقضي على البعوضة اللاسعة مما يقلل نقل البعوض للمرض في منطقة بأكملها، على الصعيد نفسه، حذر الدكتور الألماني كريستوف ليبيش من خدش موضع لدغة البعوض، مشيرا إلى أنه من الأفضل وضع لاصقة طبية على الجرح؛ خاصة ما يعرف باللاصقات الغروانية المائية، والتي تحتوي على بيئة رطبة،

من جهتها حذرت الطبيبة الألمانية كريستينا آيشلر من حك مواضع لدغات البعوض، وإلا سيقوم الجسم بإفراز المزيد من المواد المثيرة للحكة، ومن ثم سرعان ما تتعرض هذه المواضع للالتهاب، وبدلا من حك موضع اللدغة، تنصح آيشلر باللجوء إلى بعض الوصفات المنزلية لعلاج الحكة والالتهابات، مثل استخدام نصف بصلة أو شريحة من الليمون لتطهير الموضع، كما أن خل التفاح يحد من الحكة، عندما يوضع على الجلد فور اللدغ مباشرة.، ويمتاز الحليب المخثر بتأثير مضاد للالتهابات؛ حيث يوضع باردا على ضمادة على موضع اللدغ.

من جانب اخر، أشارت نتائج دراسة إلى أن مليون إفريقي أصيبوا بالملاريا هذا العام بسبب إقامتهم قرب مواقع بناء سدود ضخمة، مشيرة إلى ضرورة بذل مزيد من الجهد لحماية السكان من هذا المرض الفتاك لاسيما أثناء إقامة مثل هذه السدود.

وتصيب الملاريا نحو 200 مليون شخص سنويا وقتلت 584 ألفا عام 2013 معظمهم في منطقة جنوب الصحراء الكبرى بإفريقيا وأكثر من 80 % من وفيات الملاريا من الأطفال دون سن الخامسة.

وتحدث معظم حالات الإصابة بالملاريا بطفيل (بلازموديوم فالسيبارم) الذي ينتقل من لعاب أنثى البعوض ليدخل مجرى الدم للإنسان عندما تلسعه ويمر الطفيل عبر الكبد ويصيب كرات الدم الحمراء حيث يتكاثر فيها بأعداد هائلة ما يؤدي إلى انفجارها وإنتاج المزيد والمزيد من الطفيل داخل جسم المصاب.

فيما توصلت دراسة حديثة إلى أن الأطفال المصابين بالملاريا لهم رائحة أكثر جذبا للبعوض، مما يمكن أن يساعد في تطوير إستراتيجيات لمقاومة انتشار المرض،

على صعيد مختلف، طوّر باحثو الذكاء الاصطناعي، نظام إنذار مبكر، عندما تقترب حشرات البعوض منك، عبر رصد طنين أجنحتها، ويستخدم النظام تطبيقا يمكن تشغيله على الهواتف المحمولة بقيمة 20 جنيها إسترلينيا، لتحليل الأصوات في البيئة المحيطة، وإصدار تحذير لصاحبه إذا سمع صوتا مثيرا للاهتمام، أثناء مرور البعوض، الى ذلك توصلت دراسة كبيرة إلى أن نوعا جديدا من الناموسيات ينهي مقاومة البعوض للمبيد الحشري العادي مما يعني أنه قادر على تعزيز الوقاية من مرض الملاريا إلى حد بعيد، ويطور البعوض الحامل للملاريا قدرته على مقاومة المبيدات الحشرية بسرعة وينتشر هذا الأمر في أفريقيا مما يعرض حياة الملايين للخطر.

ورغم صغر حجم البعوض، يبدو أن هذه الحشرات الطائرة المؤذية أكثر ذكاء مما نتوقع، وحسب دراسة حديثة نشرتها صحيفة "كارنت بيولوجي" أن البعوضة التي تتعرض لمحاولة قتل من شخص ما، تميز رائحة هذا الشخص ولا تهاجمه مرة أخرى، لشعورها بأنه خطر على حياتها، فهل بالإمكان حل هذه المشكلة من خلال حماية واقية للمنازل بأداة بسيطة وغير مكلفة؟

لمكافحة الملاريا.. جعل دم الإنسان ساما للبعوض

يدرس العلماء إمكانية توزيع عقار على كل سكان منطقة موبوءة ببعوضة الملاريا لتحويل دم كل واحد منهم إلى مادة سامة تقتل البعوضة فور لسعها، وتؤدي إستراتيجية "العلاج الجماعي" المذكور إلى الحيلولة دون نقل البعوضة للمرض من أي شخص بالمجموعة إلى شخص آخر، حيث إن الجزيء الذي يتناوله هؤلاء السكان يقضي على البعوضة اللاسعة مما يقلل نقل البعوض للمرض في منطقة بأكملها.

يقول د. مارك ثيلير بالمركز الوطني المرجعي لمكافحة الملاريا في فرنسا إن أول من اكتشف علاقة هذا العلاج بقتل البعوض هو باحثون روس عام 1989 عندما وجدوا أن جزيء إيفرمكتين ivermectine عند خلطه بالدم يمكن أن يقضي على بعوضة الملاريا، ولاحظوا في هذا السياق أن البعوض الذي يلسع أرنبا عولج بإيفرمكتين يموت على أثر ذلك.

وتقول صحيفة لوموند الفرنسية -التي أوردت الخبر الحالي- إن هذه التجربة ظلت طي النسيان إلى أن أظهرت دراسة أجريت في منطقة جنوب شرق السنغال أن معدل العدوى بطُفيل الملاريا المنجليّة Plasmodium falciparum انخفض بين السكان الذين تلقوا علاجا بإيفرمكتين ضد عمى النهر، وقد خلص باحثون من جامعة كولورادو الأميركية ووزارة الصحة السنغالية إلى أن العقار المذكور "يمكن أن يمثل أداة قوية وفعالة للحد من انتقال الملاريا في المناطق الموبوءة"، وعام 2014، تأكد تأثير هذا العقار في قرى السنغال وليبيريا وبوركينا فاسو، لكن الأسئلة التي طرحت بشأنه لا تزال عديدة، فهل إيفرمكتين فعال ضد الأنواع الرئيسية من بعوض الملاريا حول العالم؟ وما هي المناطق التي ستستفيد منه بشكل أفضل؟ وكيف ينبغي أن يتم ذلك وما هي الجرعة وما وتيرة أخذها؟

ووفقًا لآخر الدراسات التي نشرت عام 2017 "يبدو أن علينا معالجة الناس بشكل دائم للحد من انتقال العدوى دائمًا" لأن الجزيء لا يكون فعالا جدًا إلا في الأسبوع الأول بعد تناوله ثم يتلاشى التأثير ويختفي "بعد بضعة أسابيع" كما يقول ثيلير.

وحول ترويج هذا العقار تقول لوموند إن من السابق لأوانه أن توصي منظمة الصحة العالمية بهذا العلاج الجماعي، وإن كان "الخبراء يعتقدون أنها إستراتيجية مثيرة للاهتمام، وقد يكون من المفيد تطبيقها أيضًا على بعض الماشية التي تستهدفها أنواع معينة من البعوض" على حد قول ثيلير.

لا تخدش موضع لدغة البعوض!

حذر الدكتور الألماني كريستوف ليبيش من خدش موضع لدغة البعوض، مشيرا إلى أنه من الأفضل وضع لاصقة طبية على الجرح؛ خاصة ما يعرف باللاصقات الغروانية المائية، والتي تحتوي على بيئة رطبة، وأضاف طبيب الأمراض الجلدية أنه يمكن أيضا استخدام مرهم جروح، وإن كان ذلك غير ضروري. بحسب وكالة الانباء الألمانية.

وإذا صار الجرح سميكا أو ساخنا أو شديد الاحمرار أو مؤلما للغاية، فينبغي حينئذ استشارة الطبيب؛ نظرا لأنه من المحتمل أن يكون الجرح قد التهب.

كيف تتعامل مع لدغات البعوض؟

حذرت الطبيبة الألمانية كريستينا آيشلر من حك مواضع لدغات البعوض، وإلا سيقوم الجسم بإفراز المزيد من المواد المثيرة للحكة، ومن ثم سرعان ما تتعرض هذه المواضع للالتهاب، وبدلا من حك موضع اللدغة، تنصح آيشلر باللجوء إلى بعض الوصفات المنزلية لعلاج الحكة والالتهابات، مثل استخدام نصف بصلة أو شريحة من الليمون لتطهير الموضع، كما أن خل التفاح يحد من الحكة، عندما يوضع على الجلد فور اللدغ مباشرة.، ويمتاز الحليب المخثر بتأثير مضاد للالتهابات؛ حيث يوضع باردا على ضمادة على موضع اللدغ.

كما يمكن علاج الحكة والالتهابات والاستجابات التحسسية بواسطة الكريمات والجل. وتحتوي هذه المستحضرات على سبيل المثال على مضادات الهيستامين والهيدروكورتيزون، ولتجنب لدغات البعوض، ينبغي بعد ممارسة الرياضة الاستحمام بسرعة وتبريد الجلد، كما أن الملابس الطويلة تقي الساقين والذراعين من اللدغات، بالإضافة إلى هذا يفضل ارتداء الملابس ذات الألوان الفاتحة؛ حيث إن الملابس الداكنة تجذب البعوض إليها، ويمكن أيضا الحماية من البعوض عن طريق اسبراي البعوض، الذي يتم استعماله على الجلد ليشكل حاجزا من الرائحة لمنع وقوف الحشرات على الجلد. بحسب وكالة الانباء الألمانية.

وتحذر الطبيبة الألمانية من أن المادة DEET يمكن أن تتسبب في تهيج الأغشية المخاطية حول العينين. وتعد مادة "الإيكاردين" من المواد الفعالة لطرد الحشرات، ومن جانبها، أشارت الصيدلانية الألمانية أورزولا زيلربيرج إلى ضرورة استعمال الاسبراي بانتظام، كل أربع ساعات تقريبا، حتى لا يفقد تأثيره، كما يتعين عدم استعماله في الأماكن المغلقة، فضلا عن أنه لا يجوز استعماله مع الرضع والأطفال الصغار.

مليون اصابة بالملاريا بسبب البعوض

أشارت نتائج دراسة إلى أن مليون إفريقي أصيبوا بالملاريا هذا العام بسبب إقامتهم قرب مواقع بناء سدود ضخمة، مشيرة إلى ضرورة بذل مزيد من الجهد لحماية السكان من هذا المرض الفتاك لاسيما أثناء إقامة مثل هذه السدود.

وقالت الدراسة التي وردت في دورية الملاريا إن من المقرر إقامة نحو 80 سدا جديدا خلال السنوات القليلة المقبلة في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ما يشير إلى احتمال ظهور 56 ألف حالة إصابة أخرى بالمرض سنويا.

وقال سولومون كيبرت كبير المشرفين على الدراسة من جامعة نيو انجلاند الأسترالية في بيان "فيما تعود السدود بالكثير من المنافع وتسهم في النمو الاقتصادي وفي التخفيف من أعباء الفقر وتحقيق الأمن الغذائي غير أن الآثار العكسية المتمثلة في الملاريا يتعين علاجها وإلا قوضت الحملة المتواصلة التي تقوم بها إفريقيا من أجل التنمية".

وطالب الباحثون بسن إجراءات لمكافحة الملاريا أثناء التخطيط لإقامة السدود بما في ذلك تجفيف الحدود الساحلية مع توزيع الناموسيات على السكان وإقامة مزارع سمكية لأنواع من الأسماك المتخصصة في التغذية على يرقات البعوض عند مواقع تشييد السدود، وقال الباحثون إنها المرة الأولى التي يقيس فيها الباحثون آثار السدود على انتشار الملاريا في القارة الإفريقية، وتوصل الباحثون إلى أن أكثر من 15 مليون إفريقي يعيشون على مسافة خمسة كيلومترات من السدود والخزانات وذلك بعد دراسة 1300 سد ثلثاها في مناطق تنتشر بها الملاريا، وتشهد القارة الإفريقية طفرة في بناء السدود بغرض توليد الكهرباء وري المحاصيل وتخزين المياه لسد حاجة السكان الذين تتزايد أعدادهم بمعدلات متسارعة. بحسب رويترز.

وقال ماثيو مكارتني المشارك في هذه الدراسة من المعهد الدولي لإدارة المياه وهو مركز بحثي "السدود خيار مهم للحكومات التي تسعى إلى التنمية .. لكن من غير الملائم أن يدفع من يسكنون قرب هذه السدود ثمن هذه التنمية من خلال مضاعفة المعاناة وربما فقدان الحياة في الظروف القاسية".

رائحة أطفال الملاريا تستهوي البعوض

توصلت دراسة حديثة إلى أن الأطفال المصابين بالملاريا لهم رائحة أكثر جذبا للبعوض، مما يمكن أن يساعد في تطوير إستراتيجيات لمقاومة انتشار المرض، وأجرى الدراسة الدكتورة إيلي روبنسون وزملاؤها في كلية لندن للصحة والطب المداري، ونشرت في مجلة "بريسيدنغ أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينسيس"، ووضع الباحثون أقطابا كهربائية على هوائيات البعوض -التي تعادل الأنف- لقياس مدى اهتمامه بمجموعة من عينات روائح من الأطفال، ووجد الباحثون أن العينات التي أثارت اهتمام معظم البعوض -وبالتالي كان أصحابها أكثر عرضة للدغ- كانت من الأطفال المصابين بالملاريا.

وحلل الباحثون التركيبة الكيميائية لـ117 عينة من الرائحة، ووجدوا أن عينات المصابين بالملاريا ترتفع فيها مركبات كيميائية تسمى الألدهيدات، وقال الباحثون إن هذه الآلية قد تطورت من خلال طفيلي البلازموديوم المسبب لمرض الملاريا، وذلك لزيادة فرص لدغ البعوض للمصابين مما يساهم في انتشار المرض.

تطبيق على الموبايل يحذرك من اقتراب البعوض منك

طوّر باحثو الذكاء الاصطناعي، نظام إنذار مبكر، عندما تقترب حشرات البعوض منك، عبر رصد طنين أجنحتها، ويستخدم النظام تطبيقا يمكن تشغيله على الهواتف المحمولة بقيمة 20 جنيها إسترلينيا، لتحليل الأصوات في البيئة المحيطة، وإصدار تحذير لصاحبه إذا سمع صوتا مثيرا للاهتمام، أثناء مرور البعوض، وفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.

ويستطيع التطبيق تحديد نوع البعوض المار، من طبيعة الصوت، سواء أكانت حاملة لمرض الملاريا، أو الأقل خطورة على الإنسان، ووفقا لوكالة سبوتنيك، يؤكد مطوّر التطبيق، يونبنج لي، من جامعة أوكسفورد، أنه "في استطاعته إنقاذ الأرواح"، لأنه يخبر الناس عن المناطق التي يوجد فيها مرض الملاريا، وأنهم في حاجة لاتخاذ احتياطات من البعوض، مثل وضع "ناموسيات" وما شابهها.

وكشفت الاختبارات الأولية للتطبيق في الهواتف الرخيصة، أنها من الممكن أن تكشف عن وجود البعوض من على بعد 10 سنتيمترات تقريبا، ولكن ذلك يتوقف على الضوضاء المتواجدة في الخلفية، ومن المرجح أن يكون النظام أكثر فعالية، إذا وضع الهاتف في منطقة جذابة للبعوض، وعلى سبيل المثال إلى جانب مصباح.

ويشير يونبنج لي، إلى إن هناك أكثر من 3 آلاف نوع من البعوض في العالم، ولكن حوالي 50 منها فقط، تنتمي جميعها إلى جنس "الأنوفيلة"، الذي ينشر مرض الملاريا بمستويات خطيرة، وفي العام 2016، توفي 445 ألفا على مستوى العالم بسبب الملاريا، وكانت النسبة الأكبر منهم في جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا.

الناموسيات.. سلاح جديد لمواجهة الملاريا

توصلت دراسة كبيرة إلى أن نوعا جديدا من الناموسيات ينهي مقاومة البعوض للمبيد الحشري العادي مما يعني أنه قادر على تعزيز الوقاية من مرض الملاريا إلى حد بعيد، ويطور البعوض الحامل للملاريا قدرته على مقاومة المبيدات الحشرية بسرعة وينتشر هذا الأمر في أفريقيا مما يعرض حياة الملايين للخطر.

ولمواجهة هذا التهديد، طور علماء ناموسية جديدة بها مادة كيماوية تدعى بايبرونيل بوتوكسيد وتعوق عمل آليات الدفاع الطبيعية للحشرات ضد المبيدات العادية، وعلى مدى عامين من الدراسة التي شملت أكثر من 15 ألف طفل فيتنزانيا حدت الناموسية الجديدة من انتشار الملاريا بنسبة 44 في المئة و33 في المئة في العامين الأول والثاني على التوالي مقارنة بالناموسية التي تمت معالجتها بالمبيد العادي، ونشرت نتائج هذه الدراسة في دورية ذا لانسيت ودفعت نتائجها المبشرة منظمة الصحة العالمية إلى التوصية بالتوسع في استخدام هذ النوع الجديد من الناموسيات.

وقالت ناتاشا بروتوبوبوف، من كلية لندن للصحة العامة والطب الاستوائي، التي قادت البحث الميداني "علينا محاولة البقاء متقدمين بخطوة فيما يتعلق بمقاومة المبيدات الحشرية التي تهدد بخسارة المكاسب العظيمة التي تحققت في سبيل مكافحة الملاريا"، وأظهرت أحدث الإحصاءات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية أن مرض الملاريا أصاب نحو 216 مليون شخص في عام 2016 بزيادة خمسة ملايين عن عدد المصابين في 2015. وأودى المرض بحياة 445 ألفا في 2016 وهو تقريبا نفس عدد الوفيات بسببه في 2015، وسُجلت معظم الوفيات لأطفال دون الخامسة في المناطق الأكثر فقرا من أفريقيا جنوب الصحراء.

البعوض أذكى بكثير مما نتصور

رغم صغر حجم البعوض، يبدو أن هذه الحشرات الطائرة المؤذية أكثر ذكاء مما نتوقع، وحسب دراسة حديثة نشرتها صحيفة "كارنت بيولوجي" أن البعوضة التي تتعرض لمحاولة قتل من شخص ما، تميز رائحة هذا الشخص ولا تهاجمه مرة أخرى، لشعورها بأنه خطر على حياتها، وكانت دراسات سابقة أشارت إلى أن البعوض لديه تفضيلات معينة عند اختيار ضحاياه، إلا أن الدراسة الحديثة قالت إن هذه الحشرات الذكية بإمكانها تغيير تفضيلاتها وتجنب "الأشخاص الخطرين"، وتوصل الباحثون إلى اكتشافهم بتجربة، استخدمت فيها آلة تحاكي حركات اليد التي يحاول بها الإنسان صيد البعوض، مع نشر رائحة الفئران قرب هذه الآلة.

وبالتجربة اكتشف الباحثون أن البعوض يربط بين هذه الآلة التي يعتبرها خطرا على حياته ورائحة الفئران، وأن الحشرات "تعلمت" البقاء بعيدا عن الفئران، لكن التجربة أكدت أن ربط البعوض بين الخطر والرائحة يحدث فقط إذا كان مصدر الخطر على الحشرات من الثدييات (الفئران في هذه الحالة)، وقال عالم الأحياء الباحث المشارك في الدراسة جيف ريفيل في بيان: "بمجرد أن يربط البعوض بين روائح معينة والسلوك الانعزالي، فإن استجابته لهذه الرائحة تشبه استجابته لأكثر الروائح الطاردة فعالية"، وأضاف ريفيل: "البعوض يتذكر هذه الروائح لأيام".

اضف تعليق