نعرف ان اغلب سياسي العراق قضوا سنوات طويلة في المهجر بعد هروبهم من بطش النظام البائد. حيث وجدوا في منافي الغربة فرصة لطرح أفكارهم وآرائهم بكل حرية بعيدا عن اعين الاجهزة الامنية القمعية. الكثير من هؤلاء حصلوا على جنسية تلك البلدان التي استقروا فيها ردحا من الزمن، وبعد سقوط النظام عاد هؤلاء لأجل خدمة العراق الجديد بما يحملونه من رؤى سياسية يمكن ان تنتشل البلد من سنوات العجاف التي مرّ بها في السابق من حروب وتدمير الحرث والنسل.

ولكن المفاجأة ان بعض السياسيين من كانوا يعيشون على الاعانات والمساعدات التي كانت تمنح لهم كلاجئين، اصبحوا خلال فترة قياسية من الاثرياء، يتكلمون بلغة مليارات الدولارات. وصلت الارقام على ذمة صحيفة عراقية التي نقلت الخبر بدورها عن صحيفة امريكية، مبلغ 550 مليار دولار، وقسمت الارقام حصة كل كتلة سياسية وحصتها من تلك المليارات التي نزلت على بعضهم دون سابق انذار لدرجة ان احدهم- خرج حافي القدمين - بلغت ثروته اكبر مما تملكه ملكة بريطانيا التي ورثت اموالها اب عن جد.

نقول الف عافية لكل الذي طور ثروته حتى وصل درجة مليادير، ونقل عائلته الى خارج العراق حيث يحب ان يمرح الاولاد وأمهم بسقوط الثلوج شتاءا، ويبتعدون عن اجواء العراق الحارة المغبرة صيفا، ولكن على هؤلاء عدم التحدث عن المعاناة والحصة التموينية والنازحين والرواتب المتقاعدين، لانها لاتعنيهم بشيء.

ربما تكون ورقة يستطيع البعض اخراجها وقت الانتخابات لمداعبة مشاعر العراقيين، والمشكلة ان بعض المساكين يصدقون ما يقال لهم، وان هؤلاء جاؤوا منهم ولأجلهم، وهم اكثر معرفة بعاناتهم، لان أيام المعارضة هي الوسام الذي مازال بعضهم يتفاخر به متناسا الحاضر، بل ان البعض اصبح متفضلا على ابناء شعبه بانه قارع النظام السابق وحمل لواء الكفاح او الجهاد لسنوات الطويلة، وحان الوقت كي يحصل على بعض المكاسب. كأن العملية بيع وشراء، وليست عملية ايمان والتزام وجهاد لأجل الله واحقاق الحق ونصرة الفقراء الذين خرج اغلب السياسيين من كنفهم.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق