مواطنون تظاهروا في مدينة الديوانية داعين الى رفع جهاز السيطرة المركزية الـ(RTU)، لغرض إكتفاء محافظتهم من انتاج الطاقة الكهربائية وللخلاص من ما اسموه بـ "لعنة بغداد"، وكأنا ببغداد وقد أصبحت لعنة على كل من يتصل بها أو ان تدير الحكومة المركزية له شأن لتصيبه بما يشبه لعنة الفراعنة.. لماذا كل هذا؟ مايجري اليوم مؤسف حقاً وهو يؤسس لبداية مأساوية لفقدان الثقة بالحكومة المركزية ومن بعد ذلك تشجيع مواطني المحافظات للسعي لتأسيس الاقاليم، وعلى الرغم من كل إجراءات الحكومة لإيجاد منافذ جديدة لدعم ثقة شعبها بها.

وفي البصرة التي ينتج محيطها النفطي مليونا برميل يومياً بما يعاد 80% من مجموع صادرات العراق النفطية، تعجز الحكومة عن إيجاد الحلول الجذرية لمعاناتهم من إنتاج المياه الصالحة 100% للشرب وللإستخدام البشري من خلال انشاء محطة للمياه لتغطية احتياجات المدينة التي تنوء بحمل ثقيل جراء الظروف الصعبة التي يكابدها ابناؤها حيث تتوسع المطالبات بإنشاء إقليم البصرة على صدى تهميش مشاكلهم وعلى رأسها الماء والكهرباء.

وفي بغداد خرج مواطنو العاصمة للتعبير عن غضبهم على ما آل اليه حال تجهيز الطاقة الكهربائية والخدمات الاخرى التي يتباطىء العمل بها لتلقى المعاذير على الموازنة وقلة التخصيصات لمشاريع كان من الممكن الانتهاء من انجازها قبل سنوات عدة عندما كنا نمتلك الايرادات الكافية لتغطية نفقات انجازها إلا أن كروش المفسدين سبقت يد الخيرين في سرقتها.

اليوم وبعد ما يقارب العام من عمل الكابينة الوزارية، برغم كل التحديات التي تواجهها ويأتي في مقدمتها الحرب الشرسة التي تخوضها القوات العراقية متمثلة بالجيش والحشد الشعبي والبيشمركة على عصابات التكفير، تتطاول حرب الاستنزاف بما تفرضه تلك الحرب من إجراءات تقشفية على الموازنة وتضعف من القدرات الخيرة على احداث تغيير في مسيرة الخدمات العامة المقدمة ولتضع بيد المفسدين عذراً قوياً في عدم تنفيذهم لمهامهم.

قناة الجزيرة القطرية غطت بعض التظاهرات في نشرة مساء الاحد وفي لقاء مع احد الناشطين المدنيين من محافظة البصرة اوضح بأن هناك تنسيقاً يجري مع نشاطين من محافظات اخرى لغرض التهيئة لمظاهرات الجمعة القادمة والذي توقع منها ان تكون الاكبر، ولانعلم ما الذي تهيئه الحكومة لمواجهة تحد شعبي طبيعي وسلمي آخر يضعها امام المسؤولية الكبرى في شحذ كل هيئاتها الرقابية للتحرك بجد أكبر للكشف عن كل ملفات الفساد الذي اصبح اليوم في قمة المطالبات الشعبية وفي ذات اليوم أعلن السيد وزير الكهرباء " عن تأييده وتضامنه مع مطالب المتظاهرين، مشدداً في الوقت نفسه على عدم الرضوخ لمن اسماهم بـ"دواعش السياسة" وصانعي الفساد في العراق "، نتمنى عليه ان يخبرنا عنهم اولئك الذين اسماهم بدواعش السياسة واسماء صانعي الفساد في العراق بأسمائهم ومكان تواجدهم والا فأن كلامه هذا ليس سوى ذر الرماد في العيون.

والى الجمعة القادمة وحتى تتحول لعنة بغداد الى لعنة حقيقية تطيح بكل فاسد بغيظ وكل متهاون في خدمة ابناء شعبه، فالعراقيون شعب جبار قادر على ان يصنع المستحيل وواهم من يضن انه يضحك عليه بل والله انا نضحك كثيراً على اولئك الذي ننتظر فيهم يوماً.. نسأل الله أن يكون قريباً.. حفظ الله العراق وشعبه.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق