q
ان الحيوانات المفترسة الخطيرة تلعب دوراً حيوياً في النظام البيئي، حيث تساهم في تنظيم عدد الفريسة والحفاظ على توازن النظام البيئي. ومع ذلك، فإن التدخل البشري في بيئاتها الطبيعية وتقلص مساحاتها يمكن أن يؤدي إلى تغيرات في سلوكياتها وزيادة التوتر بينها وبين البشر...

الحيوانات المفترسة الخطيرة تشكل فئة من التنوع البيولوجي تتميز بقدراتها اللافتة على الصيد والبقاء على قيد الحياة. تنتشر هذه الكائنات في مختلف البيئات الطبيعية حول العالم، مما يشمل الغابات، السهوب، البيئات المائية وحتى المدن.

من بين أبرز الحيوانات المفترسة الخطيرة يأتي الأسد، وهو ذو مكانة رفيعة في سلسلة الطعام، حيث يتمتع بقدراته القوية في الصيد والقيادة داخل الجماعة. النمر السيبيري، وهو حيوان آخر يتميز بقوة هائلة وسرعة مذهلة في الصيد. بالإضافة إلى الذئب، الذي يتميز بذكائه وقدرته على الصيد الجماعي.

لكن ليس فقط الثدييات هي الحيوانات المفترسة الخطيرة، فالزواحف كالتمساح والثعبان الأناكوندا يمتلكان قدرات قوية في اصطياد فريستهما. وفي عالم الطيور، الصقر الشوكي والنسر الذهبي يتميزان بقوة هائلة ودقة فائقة في الاصطياد.

من الجدير بالذكر أن الحيوانات المفترسة الخطيرة تلعب دوراً حيوياً في النظام البيئي، حيث تساهم في تنظيم عدد الفريسة والحفاظ على توازن النظام البيئي. ومع ذلك، فإن التدخل البشري في بيئاتها الطبيعية وتقلص مساحاتها يمكن أن يؤدي إلى تغيرات في سلوكياتها وزيادة التوتر بينها وبين البشر.

يعتمد تفاعل الإنسان مع هذه الحيوانات على درجة الفهم والاحترام المتبادل، حيث يجب الحفاظ على البيئات الطبيعية واتخاذ التدابير الوقائية للحد من التصادمات بين البشر والحيوانات المفترسة.

بالتأكيد، الحيوانات المفترسة الخطيرة تمتلك سمات مميزة تمكّنها من البقاء والازدهار في بيئاتها. تتميز هذه الكائنات بتطوير أدوات خاصة للصيد، مثل الفك القوي عند الأسود والنمور، والمخالب الضخمة للنسور والصقور الجارحة. هذه الأدوات تساعدها في الاصطياد والحفاظ على توازن النظام البيئي.

من الجدير بالذكر أن الحيوانات المفترسة الخطيرة لها تأثيرات كبيرة على البيئة والتوازنات البيولوجية. فهي تساهم في تحكم عدد الفريسة والحفاظ على تنوع الأنواع والسيطرة على انتشار الأمراض. ومع ذلك، يُشير البعض إلى أن تدخل الإنسان في البيئات الطبيعية وتغيّر البيئة قد يؤثر على دور هذه الحيوانات وسلوكياتها.

على سبيل المثال، في بعض الحالات، يمكن للحيوانات المفترسة الخطيرة أن تتعرض للانقراض نتيجة لانخفاض أو تدمير مواطن الطعام أو التنوع البيئي. عمليات الصيد غير المشروعة أو الصيد الجائر يمكن أن تهدد أيضًا استمراريتها وتؤدي إلى تقلص أعدادها.

من الناحية الأخرى، تتمتع بعض الحيوانات المفترسة الخطيرة بقدرات استثنائية في التكيف مع التغيرات في البيئة. فهي قادرة على تغيير أنماط الصيد أو مواقع العيش للبقاء على قيد الحياة.

التوازن بين الإنسان والحيوانات المفترسة يعتبر أمرا حيويًا للحفاظ على البيئة والحياة البرية. الجهود المبذولة لحماية هذه الكائنات تشمل إقرار القوانين للحفاظ على مواطن العيش الطبيعية وتوعية الناس حول أهمية الحفاظ على هذا التوازن البيئي.

هذه الحيوانات المفترسة الخطيرة تمثل جزءًا حيويًا من تنوع الحياة على كوكبنا، والحفاظ على وجودها يعكس الحفاظ على التوازنات البيئية والبيولوجية التي تعود بالفائدة على الإنسان والحياة البرية على حد سواء.

تحافظ على الغطاء النباتي

اقترحت دراسة حديثة أجراها باحثون أمريكيون في جامعة ديوك، بولاية كارولاينا الشمالية، إدخال الحيوانات المفترسة الكبيرة إلى الغابات، مثل الذئاب والأسود وأسماك القرش مؤقتاً، للحفاظ على البيئة واستعادة الغطاء النباتي في وقت سريع وبأقل كلفة، وذلك بسيطرتها على الحيوانات العاشبة الجائعة التي تستهلك النباتات البرية والبحرية، التي فشل دعاة الحفاظ على البيئة في إيجاد حل ناجع لها.

وقال بريان سيلمان، أستاذ بيولوجيا الحفظ البحري في كلية نيكولاس للبيئة بالجامعة، والباحث الرئيسي في الدراسة: «يظهر تحليلنا للمشاريع التي شملتها الدراسة أن إدخال الحيوانات المفترسة إلى الغابات لإبقاء مجموعات الحيوانات العاشبة تحت السيطرة، أو إقامة حواجز لإبقائها في مكانها حتى تصبح المزروعات أكثر رسوخاً وأقل عرضة للخطر، يمكن أن يزيد من إعادة نمو النبات بنسبة 89 % في المتوسط».

وأضاف: «إذا أردنا المزيد من النباتات، فعلينا إدخال المزيد من الحيوانات المفترسة، أو السماح لها باستعادة مواطنها الطبيعية، فإن انخفاض أعداد الحيوانات المفترسة الكبيرة، مثل الذئاب والأسود وأسماك القرش، التي تحافظ عادة على تجمعات الحيوانات العاشبة تحت السيطرة، سبباً غير مباشر مهماً لضغوط الرعي العالية».

ويعد إدخال الحيوانات المفترسة لإبقاء الحيوانات العاشبة تحت السيطرة، استراتيجية غير مستكشفة نسبياً يمكن أن تساعد دعاة الحفاظ على البيئة على زيادة التنوع النباتي واستعادة النظم البيئية الضرورية جداً لصحة الإنسان والبيئة، وتحقيق الأهداف المرجوة في وقت أقل وبتكاليف منخفضة.

ومع ذلك، فلن يتم التخلص من الحيوانات العاشبة إلى الأبد، فكل ما يتطلبه الأمر للنباتات لاستئناف إنشاء النظم البيئية، هو فترة راحة قصيرة من الاستهلاك، وبمجرد استعادة الغطاء النباتي، تكون الحيوانات العاشبة ضرورية لصيانة النظم البيئية الجديدة وتنوعها ووظيفتها، وسيتم تشجيعها على العودة إلى مواطنها السابقة.

مهددة بخطر الانقراض

هناك علاقة غير عادية بين البشر والقطط الكبيرة. لقد ربطنا جملة " ملك الغابة" التي نعرفها منذ فترة طويلة بكل ما هو شجاع وقوي. كما أننا نسمي السيارات الفاخرة والعلامات التجارية الرياضية بأسماء هذه الحيوانا مثل سيارة جاجوار. كما أن بعض من أسماء الأزياء الراقية في العالم تستمد اسمها من أسماء هذه الحيوانات.

ولكننا لم نولي اهتماما كافيا لحماية هذه الحيوانات. وإذا لم نبدأ الآن بحمايتها، فسوف تنقرض كل هذه الحيوانات ولن يبقى لنا إلا أسماء العلامات التجارية التي تستخدم اسم هذه الحيوانات أو صورة هذه الحيوانات في كتب الأطفال.

القطط الكبيرة هي حيوانات مفترسة مهددة بخظر الانقراض. تتقلص نطاقاتها وتتناقص أعدادها بسرعة.

وقد انقرض عدد الأسود القوية بنسة 90% من موطنها الطبيعي، ولا يوجد إلا القليل في أجزاء من أفريقيا وغابة واحدة في الهند.

ومنذ قرن مضى، كان يوجد ما يقرب من 100,000 نمر من النمور البرية في آسيا. إلا أن اليوم لا يوجد سوى 3,900 من هذه القطط الكبيرة الرائعة في الحياة البرية.

ويبلغ عدد سكان مدينة نيويورك نحو 8.5 ملايين نسمة يقطنون في 781 كيلومترا مربعا، ولكن مساحة معادلة من الغابات الاستوائية ستحتوي على ما بين 25 إلى 75 نمر جاكوار فقط. وهل تعلمون أن نمر واحد من النمور الثلجية يمكن أن يجوب منطقة تبلغ مساحتها مثل حجم مساحة مدينة بكين.

وتؤكد الحاجة إلى الحفاظ على الحياة البرية الكبيرة والسليمة من أجل الحفاظ على أعداد كبيرة من القطط الكبيرة التي تؤكد على أهمية هذه الحيوانات المفترسة في الحفاظ على النظم الإيكولوجية السليمة والمنتجة.

فعندما نقوم بحماية القطط الكبيرة، فهذا يمكننا من حماية الموائل التي تنظم المناخ، وتوفير الهواء النقي، والأمطار، ومجموعة غنية من الأنواع - بما في ذلك البشر - التي تعتمد عليها.

ومع تزايد الوقت، فإن الحاجة إلى الحفاظ على الاحياء البرية مهددة بسبب تدهور الأراضي وفقدان الموائل والاتجار بالأحياء البرية، وكلها تهدد بقاء القطط الكبيرة على قيد الحياة في جميع أنحاء العالم.

وبسبب الزحف العمراني من خلال إنشاء المزارع والمدن والبلدات والتي تهدد موطن القطط الكبيرة، فإن عدد كبير من هذه الحيوانات يتم إبعادها من الغابات البرية، وبشكل متزايد، تكون في صراع مباشر مع البشر لمشاركة الموئل. ففي الهند، من المعروف أن الفهود تعيش بين الناس، وتتغذى بانتظام على الكلاب الضالة، ولكن من المعروف أيضا أن الفهود تهاجم الناس بالخطأ باعتبارهم فريسة، ولكن هناك قصص نجاح تشجعنا على مضاعفة جهودنا.

وتعيش النمور الثلجية في التضاريس الجبلية في الهند، ويساعد برنامج كشمير المستدام رعاة الأغنام على تنفيذ خطط الرعي السليمة وحماية الحياة البرية. يساعدهم البرنامجعلى كسب سبل عيش أفضل من خلال خطة إصدار شهادات "كشمير المستدامة" وحماية النمور الثلجية الجميلة.

عوامل جيدة لمكافحة الآفات

قال باحثون، أن الحيوانات المفترسة الطبيعية مثل الطيور والخنافس والحشرات قد تكون بديلاً فعالاً للمبيدات الحشرية، مما يخفض أعداد الآفات التي تلتهم المحاصيل ويعزز إنتاجية المحاصيل.

والآفات مسؤولة عن نحو 10 في المائة - أو 21 مليون طن متري - من خسائر المحاصيل كل عام، ولكن السيطرة عليها أدت إلى استخدام المبيدات الحشرية الكيميائية على نطاق واسع.

هل تستطيع الطيور والعناكب والخنافس وغيرها من الحيوانات المفترسة اللافقارية القيام بهذه المهمة أيضًا؟

وقام باحثون في البرازيل والولايات المتحدة وجمهورية التشيك بتحليل الأبحاث السابقة حول مكافحة الآفات المفترسة، ووجدوا أنها ساعدت في تقليل أعداد الآفات بنسبة تزيد عن 70 في المائة، مع زيادة إنتاجية المحاصيل بنسبة 25 في المائة.

"لحيوانات المفترسة الطبيعية هي عوامل جيدة لمكافحة الآفات، وصيانتها أمر أساسي لضمان مكافحة الآفات في المستقبل مع تغير المناخ الوشيك،" المؤلف الرئيسي غابرييل بولدوريني، دكتوراه. 

وقال طالب في الجامعة الفيدرالية الريفية في بيرنامبوكو في البرازيل لوكالة فرانس برس.

وعلى الرغم من أن الباحثين لم يقارنوا بشكل مباشر بين فعالية اللافقاريات والمبيدات الحشرية، إلا أنه قال إن الضرر الذي تسببه المبيدات الحشرية للنظم البيئية والمكافحة البيولوجية موثق جيدًا، بدءًا من فقدان التنوع البيولوجي وتلوث المياه والتربة إلى المخاطر على صحة الإنسان.

ووجد الباحثون أن الحيوانات المفترسة كانت أكثر فعالية في مكافحة الآفات في المناطق ذات التقلبات الأكبر في هطول الأمطار، والتي من المتوقع أن تزداد بسبب تغير المناخ.

وقال بولدوريني إن الباحثين فوجئوا أيضًا عندما اكتشفوا أن وجود نوع واحد من الحيوانات المفترسة الطبيعية كان فعالاً مثل وجود أنواع متعددة.

وأضاف: "بشكل عام، كلما زاد عدد الأنواع، تعمل النظم البيئية بشكل أفضل. ولكن هناك استثناءات"، مضيفًا أن نوعًا واحدًا يمكنه القيام بهذه المهمة أيضًا، يؤثر تغير المناخ وارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون على كل من غلة المحاصيل وديناميكيات الآفات من خلال توسيع توزيع الآفات وزيادة معدلات بقائها على قيد الحياة.

وفي الوقت نفسه، أظهرت دراسات أخرى أن اللافقاريات الحيوية لصحة النظام البيئي تعاني من انخفاض سريع على مستوى العالم، وقال بولدوريني إن الحفاظ على اللافقاريات "يضمن مكافحة الآفات وزيادة الإنتاجية، دون الإضرار بالنظم البيئية".

تراجع أعدادها يضر بالبيئة

كشفت دراسة علمية حديثة أن 75 في المئة من حيونات المفترسة الكبيرة، بما في ذلك الأسود والذئاب والدببة، تشهد نقصا ملحوظا في أعدادها.

وأشارت الدراسة، التي نشرتها مجلة "ساينس" الأمريكية المهتمة بتقدم العلوم، إلى أن غالبية تلك الأنواع تراجعت بأكثر من 50 في المئة عن معدلاتها السابقة.

وساهم فقدان موائل هذه الحيوانات والفرائس التي تتغذى عليها واضطهاد الإنسان لها في تراجعها بأماكن مختلفة في أنحاء العالم.

وقال الباحثون في الدراسة إن انقراض الحيونات المفترسة قد يكون له أضرار ضخمة على النظام البيئي حول العالم.

وأوضحوا أن معظم تلك الحيوانات في الدول المتقدمة قد استسلمت للانقراض، وأن 31 نوعًا منها يتعرض لضغوط متزايدة في غابات الأمازون وغابات شرق جنوب وشرق آسيا وجنوب شرق أفريقيا.

وقال كبير الباحثين المشرف على الدراسة، الدكتور وليام ريبل، من جامعة ولاية أوريغون الأمريكية: "يفقد العالم الآن الحيوانات الضخمة من آكلة اللحوم".

وأضاف بأن "معدلات هذه الأنواع تتراجع بشدة، وكثيرا منها يواجه خطر الانقراض على المستويين المحلي والعالمي"، ولفتوا إلى أن دراستهم تسلط الضوء على الدور البيئي الذي تلعبه هذه الحيوانات.

وأوضحوا أن قلة عدد الذئاب والأسود الأمريكية المفترسة، الموجودة في محمية ويلستون الأمريكية، ساعدت على زيادة أعداد الحيوانات العشبية.

وعلى الرغم من أن هذا يعد أمرا جيدًا، فإن الباحثين وجدوا في زيادة الحيوانات العشبية خطرا على الحياة النباتية، وإزعاجا لحياة الطيور والحيوانات الثديية الصغيرة، وهو ما يحمل "سيلا من الآثار الضارة"، بحسب تعبيرهم.

وكانت هناك آثار شبيهة في أمكان كثيرة بأنحاء العالم، وارتبط ظهور "قردة البابون" بقوة في أفريقيا بتراجع عدد الأسود والفهود، وأصبحت تلك القردة تشكل خطرا داهما على المحاصيل الزراعية ورعي الماشية أكثر من الأفيال ذاتها.

من يدفع الثمن؟ وقال العلماء إن لب المشكلة يكمن في مفهوم "عتيق" بأن الحيوانات المفترسة تشكل ضررا وتهديدا كبيرا للحياة البرية.

وشددوا على أن هناك حاجة للاعتراف سريعا بدور الحيوانات المفترسة المهم وقيمتها من الناحية الاقتصادية، فعندما يحاول الناس القيام بدور مماثل لهذه الحيوانات، فلن تكون تلك الأدوار بنفس الكفاءة والفعالية.

وقال وليام ريبل إن سياسة التسامح الإنساني تعد قضية غاية في الأهمية للحفاظ على هذه الأنواع من الانقراض، وشدد على أن الحيونات المفترسة لها كامل الحق في الحياة، وأنها توفر الخدمات الاقتصادية والبيئية التي يقدّرها الناس.

وتوفر هذه الحيوانات مجموعة خدمات قيمة، أثبتتها دراسات سابقة، منها امتصاص الكربون، وإسهامها في التنوع البيئي، ومكافحة الأمراض، وتابع ريبل أنه عندما أعيد عدد من الحيوانات المفترسة، مثل الذئاب، إلى محمية ويلستون الأمريكية، استجاب النظام البيئي هناك بسرعة كبيرة، ويضيف: "كنت مندهشا بمدى مرونة النظام البيئي في المحمية ومدى استجابته، فلم يحدث مثل هذا الأمر في أي مكان آخر".

وأكد الباحثون الحاجة إلى طرح مبادرة دولية من أجل الحفاظ على هذه الأنواع من الحيوانات المفترسة، وإيجاد طريقة لتعايشها سلميًّا مع البشر، ويدعو الباحثون "مبادرة آكلات اللحوم في أوروبا"، التابعة للاتحاد الدولي للحفاظ على البيئة ومواردها، إلى لعب دور في الحفاظ على الحيونات المفترسة في المستقبل.

بديل فعال للمبيدات الحشرية

تشكل الحيوانات المفترسة، مثل الطيور والخنافس والعناكب، بديلا فعالا للمبيدات الحشرية في الحقول، إذ من شأن وجودها خفض أعداد الآفات وزيادة غلة المحاصيل، حسبما أكدت دراسة حديثة، وينجم عن الاستخدام المكثف للمبيدات الحشرية الكيميائية في الزراعة آثار سلبية، من بينها انهيار التنوع البيولوجي وتلوث المياه والتربة ومخاطر على الصحة.

وحلل باحثون في دراسة نشرتها مجلة "بروسيدينغز أوف ذي رويال سوسايتي بي"، دراسات سابقة تناولت الفعالية البديلة لأحد أشكال "المكافحة الحيوية"، استنادا إلى حيوانات مفترسة موجودة بشكل طبيعي في الحقول.

وخلص التحليل إلى أن "الحيوانات المفترسة خفضت أعداد الآفات بنسبة 73 بالمئة في المتوسط، وزادت غلة المحاصيل بنسبة 25 بالمئة في المتوسط".

وكتب الباحثون المقيمون في البرازيل والولايات المتحدة والتشيك، أن "دراستنا تسلط الضوء على أن الحيوانات المفترسة تعمل بشكل غير مباشر على تعزيز المحاصيل وتوفير خدمات حيوية للنظام البيئي الذي يمكن أن يبقى قائما حتى في سياق التغير المناخي الحالي".

إلا أن الباحثين لم يقارنوا فعالية الحيوانات المفترسة بشكل مباشر مع فعالية المبيدات.

وقال المعد الرئيسي للدراسة غابرييل بولدوريني، وهو طالب دكتوراه في جامعة بيرنامبوك البرازيلية، إن "عددا كبيرا من الدراسات الأخرى تظهر الضرر الذي تلحقه المبيدات الحشرية بالنظم البيئية والمكافحة الحيوية".

وأشار إلى أن "الفكرة المستخلصة هي أن الحيوانات المفترسة الطبيعية تمثل عوامل جيدة لمكافحة الآفات، والحفاظ عليها أمر أساسي لضمان هذه المكافحة مستقبلا في ظل التغير المناخي".

وخلص الباحثون إلى أن فعالية وجود الحيوانات المفترسة كانت أكبر في المناطق التي تشهد تقلبا ملحوظا في هطول الأمطار خلال العام، وهي ميزة يفترض أن تزداد في مناطق معينة مع التغير المناخي.

وتوصلت الدراسة إلى استنتاج آخر، هو أن المكافحة الحيوية من خلال أنواع متعددة من الحيوانات المفترسة ليست أكثر فعالية من الاستعانة بنوع واحد.

وقال بولدوريني: "عموما كلما زاد عدد الأنواع، كانت النظم البيئية تعمل بشكل أفضل. لكن هناك استثناءات".

وبالنسبة للمكافحة الحيوية، يساهم وجود أنواع عدة من الحيوانات المفترسة في استهداف مجموعة متنوعة من الآفات في مراحل مختلفة من تطورها، لكن من ناحية أخرى، يمكن للحيوانات المفترسة أن تتنافس مع بعضها أو حتى تلتهم بعضها.

كل ما يهمك معرفته

الحيوان المفترس هو كائن حيّ يحصل على غذائه في المقام الأول عن طريق قتل وافتراس الكائنات الحيّة أخرى، حيث إن كلمة الافتراس مشتقة من كلمة لاتينية تعني "النهب"، ويشمل الافتراس أكل اللحوم، بالإضافة إلى الرعي والتطفل وغيرها، كما تعتبر عملية أكل البذور والبيض أيضًا شكلاً من أشكال الافتراس.

أشهر الحيوانات المفترسة

تنين كومودو

فيما يلي بعض المعلومات المتعلقة به:

هو أكبر سحلية حيّة على وجه الأرض.

يبلغ طول التنين مكتمل النمو 8 أمتار، وقد يصل وزنه إلى 160 كغ.

يعيش تنين كومودو في مناطق الغابات الاستوائية الجافة، والسافانا الموجودة في خمس جزر إندونيسية وهي؛ كومودو، ورينكا، وجيلي موتانج، وفلوريس، وبادار.

يتغذى على أيّ نوع من اللحوم مثل؛ الجيف، وجاموس الماء، وغزال الخنازير، وحتى البشر.

تقتل تنانين كومودو الفريسة بواسطة أرجلها القوية وأسنانها الحادة.

 يحتوي لعابها أيضًا على بكتيريا سامة، لذلك حتى التنين الهارب من فم تنين كومودو سيموت في غضون 24 ساعة بسبب تسمم دمه.

نمر الثلج

فيما يلي بعض المعلومات المتعلقة به:

تشتهر نمور الثلج بشعرها الرمادي الكثيف الجميل الذي يمنحها توازنًا مثاليًا للحرارة في جميع الفصول، كما تكييف أجسامها أيضًا للعيش في جوانب جبلية قاسية شديدة الانحدار.

يمكنهم تغطية مسافة 15 مترًا في قفزة واحدة.

تعيش هذه النمور في الجبال العالية في آسيا الوسطى، لكن لم يتبقَّ سوى عدد قليل منها في العالم؛ بسبب فقدان الموائل والصيد الجائر.

يمكنهم قتل الحيوانات التي تزيد عن حجمها.

يشمل النظام الغذائي لنمور الثلج الأغنام الزرقاء في جبال الهيمالايا، والأرغل.

تمساح المياه المالحة

فيما يلي بعض المعلومات المتعلقة به:

يعد الأكبر بين جميع الزواحف الحيّة في العالم.

يمكن أن ينمو بطول يتراوح ما بين 3-5 أمتار، ويصل وزنها إلى 1000 كغ.

تعيش تماسيح المياه المالحة في الأنهار، والبحيرات، والمستنقعات، والمستنقعات في شمال أستراليا، وبابوا غينيا الجديدة، وماليزيا، وإندونيسيا، وتايلاند، والهند.

تعد تمساح المياه المالحة سباحًا قويًا، ويمكن أن يغطي مسافة طويلة في المحيطات والأنهار، إذ تمكنهم أقدامهم المكففة والذيل الطويل من السباحة، كما لديهم أيضًا فكوك طويلة وقوية.

يتربص التمساح تحت الماء عند حواف الأنهار والبحيرات، وعندما تقترب الفريسة تشنّ هجومًا مفاجئًا بفكيها.

تتغذى تماسيح المياه المالحة على مجموعة متنوعة من الأطعمة مثل؛ الأسماك، وجاموس الماء، والدينغو، والقرود، والخنازير البرية، والطيور.

النسر الذهبي

فيما يلي بعض المعلومات المتعلقة به:

النسر الذهبي هو أكبر طائر جارح في أمريكا الشمالية.

وجد في الجبال، والتلال، والمنحدرات، والغابات الصنوبرية عبر القارة.

يبلغ طول النسر الذهبي كامل النمو من 66-100 سم، ويصل وزنه إلى حوالي 7 كغ.

بفضل الأجنحة العريضة، تتسلق النسور الذهبية عالياً في السماء، كما يمكنها الغوص بسرعة من الارتفاع الكبير.

خلال الغوص، يمكن أن تصل سرعة النسور الذهبية إلى 200 ميل في الساعة.

لا توجد حيوانات مفترسة طبيعية للنسور الذهبية سوى الأنشطة البشرية.

تتمتع هذه الطيور المهيبة ببصر ممتاز، ويمكنها اكتشاف فريسة صغيرة من ارتفاع كبير، كما تستفيد من السرعة المذهلة التي اكتسبتها في الغوص، والمخالب الحادة لانتزاع الفريسة على الأرض.

تتغذى النسور الذهبية بشكل رئيسي على الزواحف، والثدييات الصغيرة، والأسماك.

الدب القطبي

فيما يلي بعض المعلومات المتعلقة به:

يصل طول الدببة القطبية إلى 2-3 أمتار، ووزنها حتى 720 كغ، وهي أكبر آكلات اللحوم البرية على وجه الأرض.

وجد في الجزر والجبال الجليدية الضخمة والبحر في الدائرة القطبية الشمالية.

لا يفترس الدببة القطبية القوية سوى البشر.

تتميز الدببة القطبية بفرو كثيف للغاية ومقاوم للماء، وطبقة سميكة من دهون الجسم الدافئة التي تساعده على البقاء في ظل المناخ القاسي.

الدب القطبي سباح قوي، إذ يقضي معظم حياته في البحر، ويتمتع بالكفوف القوية التي تساعده على السباحة وتغطية أكثر من 63 ميلاً في البحر المتجمد الشمالي.

الأسود

فيما يلي بعض المعلومات المتعلقة بها:

تتواجد في السافانا، والمراعي، والأراضي الحرجية في إفريقيا، وشمال الهند، والأجزاء الجنوبية من أوراسيا.

الأسد هو ثاني أكبر فرد في عائلة القطط.

يبلغ طول الأسد البالغ من 1.50-2.44 متراً، ويزيد وزنه عن 225 كغ.

الأسد الذكر له شعر بني كثيف فريد يحيط برأسه.

الصيد التعاوني هو السمة العظيمة الأخرى للأسود، تتيح لهم هذه التقنية قتل الفرائس الكبيرة مثل؛ الزرافة والجاموس وأفراس النهر.

الإنسان هو التهديد الوحيد للأسود، وليس لديهم مفترسات أخرى، حيث تتناقص أعداد الأسود في البرية بسبب الصيد العشوائي وفقدان الموائل.

سمك القرش الأبيض

فيما يلي بعض المعلومات المتعلقة به:

يبلغ طول أسماك القرش البيضاء الكبيرة من 4-6 أمتار ووزنها حوالي 2.6 طن.

تعد من أكبر الأسماك المفترسة على وجه الأرض.

تتغذى بشكل رئيسي على الفقمة، وأسد البحر، والحيتان الصغيرة ذات الأسنان.

لديه أكثر من 300 سن حاد ومثلث الشكل على صفوف مختلفة من الفم؛ مما يساعده على الافتراس.

تستخدم أسماك القرش البيضاء الكبيرة حاسة الشم الحادة لاكتشاف الفريسة.

لديها أيضًا جهاز خاص يمكنها من اكتشاف المجال الكهرومغناطيسي الذي تولده الحيوانات.

تتمتع بالذيل القوي الذي يمكّنها من الوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 15 ميلًا في الساعة، مما يساعدها في الصيد.

النمور

فيما يلي بعض المعلومات المتعلقة بها:

يصل طول النمر إلى حوالي 3.3 متر، ويزن أكثر من 300 كغ، وهو أكبر عضو في عائلة القطط.

تعيش النمور في الغابات المطيرة، والمراعي، والمستنقعات في القارة الآسيوية.

نمور سومطرة ونمور جنوب الصين على وشك الانقراض، كما أن الأنواع الأربعة المتبقية من النمور مهددة أيضًا، ويعد فقدان الموائل والصيد الجائر والتشرذم هو التهديد الرئيسي للنمور.

تتمتع النمور بجسم عضلي للغاية وذيل طويل.

يشمل النظام الغذائي للنمور كل من؛ الخنازير البرية، والغزلان، والجاموس، والقردة، والأرانب البرية، والتماسيح.

تقع النمور على رأس سلسلتها الغذائية، إذ ليس لديها مفترسات طبيعية، فهي من الحوينات المفترسة الانفرادية التي تطارد في الغالب في الليل، إذ تتمتع برؤية ليلية ممتازة تساعدهم على الصيد الليلي.

الدب البني

فيما يلي بعض المعلومات المتعلقة به:

يتواجد في جميع أنحاء أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا.

يعد في الغالب من آكلات اللحوم بطبيعتها، إضافة إلى أنها تستهلك أكبر تنوع من الأطعمة مقارنة مع الدببة الأخرى.

يتكون نظامها الغذائي من الفواكه، والعسل، والحشرات، وسرطان البحر، والسلمون، والطيور وبيضها، والقوارض، والسناجب، والغزلان، والخنازير البريّة، كما تبحث عن الجثث في بعض الأحيان.

طرق الافتراس

تختلف الطرق والاستراتيجيات التي تتبعها الحيوانات المفترسة في الصيد اعتمادًا على العديد من العوامل منها؛ الطريقة التي يتكيف بها كل منها المفترس والفريسة، والموطن الذي يعيشون به، ومن الأساليب الشائعة في صيد الفرائس ما يلي:

المطاردة: تستغرق المطاردة الكثير من الوقت والجهد لالتقاط الفريسة، لذلك يبحث المفترس عن فريسة ذات قيمة غذائية كبيرة تستحق التعب، وتشتهر الصقور باستخدامها لأسلوب المطاردة لصيد القوارض والطيور.

الترصد: يستخدم مالك الحزين أسلوب الترصد لاصطياد فرائسه، حيث يقف بانتظار فريسته في المياه الضحلة، ثم ينقض عليها بسرعة، ويمسكها باندفاع بمنقاره الطويل الحاد، لا تتطلب هذه الطريقة الكثير من الطاقة، إذ ينتهي الصيد بمجرد الانقضاض على الفريسة.

الكمين: يفضل التمساح الصيد عن طريق الاستلقاء والانتظار والقيام بالقليل من الجهد للحصول على فريسة، لكن فرص الحصول فيها على الفريسة قليلة، وتحتاج التماسيح ذوات الدم البارد إلى الحدّ الأدنى من متطلبات الطاقة، معظم صيادي الكمائن هم صغار إلى حدّ ما؛ لأن الكمين الناجح يعتمد على المفترس الذي يتمكن من عدم كشف نفسه حتى يصيب الهدف.

الصيد الجماعي: عادة ما تعيش العديد من الحيوانات في جماعات مثل؛ الذئاب، والأسود، والضباع، والذئاب، والحيتان القاتلة، ويتميز الصيد الجماعي بقدرة القطيع على اصطياد فريسة أسرع وأكبر حجمًا، إضافة إلى حماية صغاره من الحيوانات المفترسة الأخرى.

معلومات عامة عن الحيوانات المفترسة

فيما يلي بعض المعلومات المتعلقة بالحيوانات المفترسة:

يتطور كل من المفترس والفريسة معًا، إذ تعد الفريسة جزءًا من بيئة المفترس، ويموت المفترس إذا لم يحصل على الطعام.

تتكيف حواس الحيوانات المفترسة بطرق متنوعة لتسهيل سلوك الصيد، ومن الأمثلة على ذلك:

يتمتع الصقر ذو الذيل الأحمر بحدة بصر عالية جدًا تمكنه من رؤية فريسته من ارتفاع عالٍ.

يمكن للبوم سماع أدق الأصوات وأخفها مثل صوت حركة الفأر والتركيز عليها حتى في الليالي المظلمة.

تصطاد العديد من الخفافيش الآكلة للحشرات عن طريق تحديد الموقع بالصدى، وتصدر صوتًا نابضًا عالي التردد أثناء الطيران، وبالتالي فإن البيانات الحسيّة المكتسبة ترشدهم إلى فرائسهم.

يتعاون قطيع من البجع الأبيض لتشكيل نصف دائرة، ثم باستخدام أجنحته يرفرف ليدفع الأسماك إلى المياه الضحلة ليسهل اصطيادها.

كيف يمكنك إنقاذ حياتك إن هاجمك حيوان مفترس؟

عندما يتعلق الأمر بحيوانات برية فإن العقل البشري وقوة جسم الانسان تصبح من دون جدوى، وعندما تفكر بالقيام برحلة سفاري فإن عليك الاستعداد لمواجهة حيوانات مفترسة.

فهناك الكثير من الحيوانات البرية المفترسة التي قد تتسبب مواجهتك معها في موتك لذلك عليك التعرف على أفضل وسائل الدفاع التي يمكنك اعتمادها عند مواجهة خطر تلك الحيوانات.

وفقا لتقرير نشرته صحيفة دايلي ميل البريطانية قدم عدد من الخبراء مجموعة من النصائح للتعامل مع كل حيوان على حدة اخترنا من بينها:

-الأسد:

ما يجب عليك فعله هو ألا تدير ظهرك وتلوذ بالفرار بل قف بشموخ وانظر إليه في تحد وحاول أن تشعره بأنك تبادر إلى الهجوم وبذلك تتمكن من إخافته.

-الفهد:

تماما كما تفعل مع الأسد، لكن لا تنظر في عينيه مباشرة، فذلك يجعله يعتبر الأمر تحديا له، والفهد غالبا لا يبادر بالهجوم لذلك عليه التصرف معه كما تتصرف مع الأسد مثلما ذكر سابقا.

-سمك القرش:

أسماك القرش عموما تقترب من الإنسان بدافع الفضول أو بسبب أنك قمت بخطأ ما أثار غضبها، وغالبا ما تعلم بوجود سمكة قرش حولك حين يكون الأوان قد فات واقتربت منك كثيرا، لذلك عليك ضربها بكل قوتك على أنفها إن كان ذلك بالإمكان، فهو الجزء الأكثر حساسية في جسمها، فقد ينقذك هذا ويجعلها تسبح بعيدا عنك.

-التماسيح:

إذا رأيت تمساحاً يسبح وكنت في البر فأنت محظوظ ويكفيك الجري، أما إذا كنتما معا في البحر فأنت في وضع لا تحسد عليه، فقط عليك أن تعلم أن أنف التمساح هي نقطة ضعفه، وإن استطاع أن يمسك بإحدى يديك أو ساقيك فلا تشدهما بعنف حتى لا تكون إصابتك فيها أسوأ.

-الثعابين السامة:

نقطة ضعف الثعابين رأسها، لذلك إذا هاجمك ثعبان فقم بالتركيز على كيفية إصابة رأسه دون أخذ بقية جسمه في الاعتبار.

وإذا كان لديك فرصة فيمكنك تغيير مسارك والابتعاد عنه، أما في حال لدغه لك فعليك التوجه فورا لأقرب مستشفى لأخذ مضادات تمنع السم من الانتشار في كامل الجسم.

-العناكب السامة:

يمكنك قتل عنكبوت بكل سهولة لكنك لا تستطيع معرفة ما إذا كان ساما أم لا. وفي حال لدغه لك فما عليك سوى غسل مكان اللدغ بالماء والصابون أو تطهيره ببعض المضادات الطبية.

اضف تعليق