باتت مشكلة تلوث البيئة وحمايتها والحفاظ عليها من أكثر الأمور التي تشغل الإنسان اليوم، وان مشكلة تلوث الهواء مشكلة كبيرة وواسعة، وتعد من اخطر مشاكل العصر، حيث تعاني منها اغلب دول العالم، فيؤثر الهواء الملوث على جميع الكائنات الحية، بسبب وجود الغازات السامة في الهواء فتؤدي إلى أمراض في الجهاز التنفسي لدى الإنسان كالربو وبالتالي تؤدي إلى سرطان الرئتين، وكذلك يسبب التلوث أمراض العين، ويؤثر أيضاً في الحيوان مما يؤدي إلى نقص في النمو وإلى موتها، إضافة إلى إن التلوث يؤثر على النباتات بشكل ملحوظ حيث يتلف النباتات ويؤثر في نموها ويغير من لونها.

ويقسم الباحثون مصادر تلوث الهواء إلى المصادر طبيعية: وهي المصادر التي لا دخل للإنسان بها وهي (الغازات المتصاعدة من التربة والبراكين وحرائق الغابات والغبار الناتج من العواصف والرياح) وهذه المصادر عادة تكون محدودة وأضرارها ليست جسيمة، والمصادر الغير طبيعية:

وهي التي يحدثها أو يتسبب في حدوثها الإنسان وهي أخطر من السابقة وتثير القلق والاهتمام حيث أن مكوناتها أصبحت متعددة ومتنوعة وأحدثت خللاً في تركيبة الهواء الطبيعي وكذلك في التوازن البيئي وأهم تلك المصادر: استخدام الوقود لإنتاج الطاقة، النشاط الصناعي، وسائل النقل البري والبحري والجوي، النشاط الإشعاعي، النشاط السكاني ويتعلق بمخلفات المنازل من المواد الغازية والصلبة والسائلة، النشاط الزراعي والمبالغة في استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة الكيماوية المصدر.

في السياق ذاته حذر علماء من ان تلوث الهواء بغاز الاوزون والجسيمات الدقيقة قد يتسبب في وفاة مبكرة لنحو 6.6 مليون شخص سنويا بحلول عام 2050 اذا لم تبذل الجهود لتحسين جودة الهواء، وقال العلماء ان تلوث الهواء في المناطق المفتوحة يقتل بالفعل نحو 3.3 مليون شخص في العام على مستوى العالم.

في حين قال تقرير لمنظمة دولية للمهن الطبية إن التعرض للكيماويات السامة في الغذاء والماء والجو يتسبب في ملايين الوفيات وفي خسائر بمليارات الدولارات كل عام، وقال التقرير الصادر عن الاتحاد الدولي لطب النساء والتوليد الذي يمثل اتحادات أطباء النساء من 125 دولة إن من بين النتائج غير المرغوبة الناجمة عن التعرض لملوثات الجو ومبيدات الآفات واللدائن والكيماويات الأخرى حالات الإجهاض وولادة أجنة ميتة وزيادة حالات الإصابة بالسرطان علاوة على مشكلات فرط النشاط وقلة التركيز وعدم الانتباه و تشتت الذهن.

بينما أظهرت دراسة علمية إن احترام معايير التلوث الجوي التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية، ولاسيما في الصين والهند، من شأنه إن يجنب العالم أكثر من مليوني وفاة سنويا، وبحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، يودي التلوث سنويا بحياة ثلاثة ملايين و200 ألف شخص، أي أكثر من ضحايا مرضي الايدز والملاريا معا.

ولابد أن يكون الهواء نقيا صالحاً للتنفس ولا يحتوي على ملوثات من شأنها أن تسبب أضرارا بالصحة العامة وكافة أشكال الحياة والبيئة، لان جميع الكائنات لا تستطيع الاستغناء عن الهواء إلا لدقائق معدودة وليس فقط الإنسان، وتتواصل الدراسات من اجل تحسين البيئة، وقد رصدت (شبكة النبأ المعلوماتية) بعض الأخبار والدراسات نستعرض أبرزها في التقرير أدناه.

تلوث الهواء يقتل 6.6 مليون شخص سنويا

في السياق ذاته حذر علماء من ان تلوث الهواء بغاز الاوزون والجسيمات الدقيقة قد يتسبب في وفاة مبكرة لنحو 6.6 مليون شخص سنويا بحلول عام 2050 اذا لم تبذل الجهود لتحسين جودة الهواء، وقال العلماء في الدراسة التي نشرت في دورية نيتشر ان تلوث الهواء في المناطق المفتوحة يقتل بالفعل نحو 3.3 مليون شخص في العام على مستوى العالم. بحسب رويترز.

وكانت غالبية حالات الوفاة هذه في آسيا حيث يكون للانبعاثات الناجمة عن النشاط البشري في مناطق السكن مثل الطهي والتدفئة تأثير كبير، وحذر الباحثون من ان عدد القتلى قد يتضاعف خلال 35 عاما ما لم تتخذ اجراءات لتنقية الهواء، وقال يوس ليلفيلد من معهد ماكس بلانك للكيمياء في المانيا الذي قاد البحث "هذا رقم ضخم، وفي بعض الدول تلوث الهواء هو سبب رئيسي للوفاة وفي دول كثيرة هو قضية رئيسية".

وتحدث الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء في الاغلب نتيجة أمراض القلب والجلطات وأمراض الرئة وهو مرتبط ايضا بسرطان الرئة والعدوى التنفسية الحادة، وأظهرت دراستهم انه في الهند والصين على سبيل المثال تكون الانبعاثات الناجمة عن الطهي والتدفئة المسؤولة عن أكبر عدد من الوفيات بينما في الولايات المتحدة وبضع دول أخرى تلعب الانبعاثات الناجمة عن النقل وتوليد الطاقة دورا هاما.

التزام معايير الحد من التلوث يحمي حياة الملايين

من جهتها اظهرت دراسة علمية ان احترام معايير التلوث الجوي التي اوصت بها منظمة الصحة العالمية، ولاسيما في الصين والهند، من شأنه ان يجنب العالم اكثر من مليوني وفاة سنويا، وبحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، يودي التلوث سنويا بحياة ثلاثة ملايين و200 الف شخص، اي اكثر من ضحايا مرضي الايدز والملاريا معا. بحسب فرانس برس.

وركز معدو الدراسة على الجزيئات الاصغر من 2,5 ميكرون، وهي قادرة على الدخول عميقا في الرئة، مسببة امراض القلب الوعائية والسكتات الدماغية وامراض انتفاخ الرئة والسرطان وغيرها، وتتكون هذه الجزيئات من احتراق الفحم في محطات توليد الطاقة الكهربائية، ومن الغازات المنبعثة من عوادم السيارات، ومن انبعاثات الأنشطة الصناعية، أما المصدر الأساسي لها في الدول الفقيرة فهو مواقد الفحم او الخشب في المنازل.

ويعيش معظم سكان العالم مع تركزات من هذه الجزيئات تزيد عن 10 ميكروغرام في كل ليتر من الهواء، وهي العتبة القصوى التي اوصت بها منظمة الصحة العالمية، لكن في بعض مناطق الهند تصل هذه النسبة الى 100 ميكروغرام، وقال جوشوا ابت الباحث في جامعة تكساس "عملنا على تحديد النسبة التي يتعين على مختلف الاطراف في العالم تخفيضها من هذه الانبعاثات للحد من الوفيات" الناجمة عنها.

وبحسب الباحث، يشكل النموذج المعلوماتي الذي خلص اليه معدو الدراسة "مساعدا لتخطيط سياسات لحماية الصحة العامة"، ويتعين على الصين والهند تخفيض انبعاثات هذه الجزيئات بنسبة 20 الى 30 % لمنع ارتفاع نسبة الوفيات المسجلة حاليا، مع الاخذ بعين الاعتبار النمو السكاني، الا ان ذلك لا يكفي لجعل نسبة تركز الجزيئات تحت السقف الموصى به من منظمة الصحة العالمية.

اما في حال بقاء نسبة التركزات على حالها، فان الوفيات المتعلقة بها سترتفع بنسبة 21 % في الهند، و23 % في الصين، وتسجل في دول آسيا نسبة 72 % من اجمالي الوفيات العالمية بسبب التلوث، وفي دول اقل تلوثا مثل الولايات المتحدة، يؤدي تخفيض هذه الانبعاثات بنسبة 25 % الى انقاذ 500 الف شخص من الموت سنويا، بحسب الباحثين.

الشرق الأوسط

في هذا الصدد على الرغم من الزيادة المستمرة في أعداد القتلى والمشردين والفوضى التي تعم الشرق الاوسط على مدى السنوات الخمس الماضية بسبب الحروب يقول الاستاذ الجامعي جوس ليليفلد من معهد ماكس-بلانك إنه رصد مجالا تتقلص فيه الارقام بعد تراجع ملموس في مستويات تلوث الهواء في المنطقة، ويقول ليليفلد الذي استخدم بيانات الاقمار الصناعية إنه اكتشف ان الاضطراب العظيم الذي يعيشه الشرق الاوسط الان قلص بشكل واضح مستويات تلوث الهواء في المنطقة. بحسب رويترز.

وأضاف "من الواضح ان هناك عوامل اقتصادية واجتماعية أخرى وعوامل جغرافية يمكن ان يكون لها تأثير كبير على تلوث الجو وهذا ما نراه من الجو، دقة الصور الفوتوغرافية المتوفرة لدينا الان من الجو تسمح لنا حقا بالنظر الى مدن بعينها"، مدن مثل القاهرة ودمشق وطهران وبغداد، ويشرح ليليفلد قائلا انه مع فرار الملايين من مناطق الصراع يتقلص النشاط الاقتصادي واستخدام الطاقة.

ويقول ان الشرق الاوسط ليس وحده في هذا وان الاضطرابات السياسية كانت في مناطق اخرى من العوامل الهامة لتراجع التلوث، وأضاف ليليفلد "انظر الى اليونان على سبيل المثال فمنذ عام 2008 مع بدء الازمة الاقتصادية والمالية حدث انخفاض قوي جدا (في التلوث) نحن نتحدث عن نسبة تصل الى 50 في المئة، ونحن نشهد في سوريا انخفاضا كبيرا جدا أيضا لكن هذا بدأ عام 2011، ونشهد تغيرات في مصر بدأت عام 2011.

كما نشهد تأثير داعش الاجرامي في العراق حيث ينشط (التنظيم)، نرى الناس ينزحون بعيدا وتتوقف الانشطة، وفي دول أخرى تستقبل اللاجئين مثل الاردن ولبنان هناك زيادة (في التلوث)"، وقال ليليفلد إن رصد التلوث في الجو يمكن ان يساعد رجال السياسة على تحديد المناطق الاكثر حاجة الى المساعدة على الارض.

تشيلي

في حين أعلنت سلطات تشيلي حالة طواريء بيئية في منطقة العاصمة سانتياجو مجبرة أكثر من 900 صناعة على وقف نشاطها بشكل مؤقت ونحو 40 في المئة من سيارات العاصمة التي يبلغ عددها 1.7 مليون سيارة على التوقف، وقالت وزارة البيئة في بيان "نواجه حاليا ظروفا غير عادية في ظل أسوأ شهور يونيو جفافا منذ أكثر من 40 عاما بالإضافة إلى حالة دوران الهواء السيئة بشكل حقيقي في وادي سانتياجو في الأيام الأخيرة والتي تعزز تركيز الثلوث"، بحسب رويترز.

وستطبق حالة الطواريء لمدة 24 ساعة ويمكن تمديدها إذا رأت السلطات أن الظروف لم تتحسن، وهذه أول حالة طوارئ من نوعها تطبق منذ 1999، ولم يتسن لوزارة البيئة أن تقدم لرويترز قائمة بالصناعات التي ستُجبر على تعليق عملياتها، ونُصح أيضا سكان منطقة سانتياجو بتجنب التريض في الهواء الطلق، وتستضيف تشيلي حاليا بطولة كوبا أمريكا لكرة القدم، ومن المقرر إقامة المبارة المقبلة في البطولة.

وسمحت قلة الأمطار والرياح بزيادة تركيزات مادة جزيئية صغيرة يمكن استنشاقها تسمى بي إم2.5 مطوقة المدينة بضباب ودخان، ويمكن لهذه الجزيئيات دخول الرئتين ومجرى الدم كما تم ربطها بالإصابة بأمراض القلب وصعوبة التنفس والإضرار بالبيئة، وتدفع برودة الجو في هذا الوقت من العام سكانا كثيرين إلى استخدام المدافيء التي تعتمد على حرق الخشب الذي يؤدي إلى زيادة سوء نوعية الهواء على نطاق واسع.

فرنسا

بينما في مهد صناعة الاسبستوس في فرنسا داخل منطقة بشمال غرب البلاد كانت تعرف سابقا بـ"وادي الموت"، يجري حاليا سحب ثلاثة الاف طن من النفايات الملوثة بالاسبستوس... الا ان معاناة السكان المحليين لم تنته جراء هذا النوع من الالياف المسرطنة المحظور منذ 1996. بحسب فرانس برس.

وتقول اوديت غوليه (74 عاما) المقيمة في مدينة كالينيي على بعد امتار قليلة من مصنع مقفل منذ 1957 "عندما رأيت الشاحنات في ايار/مايو تصل بعد طول انتظار، دمعت عيناي، فكرت في زوجي المتوفي سنة 2008"، وينشر سقف المصنع المتصدع على مر الزمن، منذ سنوات على المزرعة اليافه القاتلة عند كل عاصفة، بحسب عدد من المسؤولين المحليين.

وتضيف غوليه التي ربت ابناءها الخمسة على مقربة من المصنع اعتبارا من العام 1972 "في احد الايام، عثر زوجي على عش العصفور هذا من الاسبستوس عند اعتنائه بسياج الشجيرات، وطلب مني الاحتفاظ به الى حين تحقيق مطلب هدم المصنع"، وكان زوجها يعاني مرضا يعيق قدرته على العمل بسبب الاسبستوس الا ان السبب الرسمي لوفاته ليس مرتبطا بهذا النوع من الالياف، ويعرف عن الامراض المتصلة بالاسبستوس أنها تظهر بعد عقود طويلة على تعرض الاشخاص لهذه المادة.

ويتعين ازالة ما يقارب ثلاثة الاف طن من المخلفات الملوثة بالاسبستوس من الموقع تحت اشراف تسع مضخات لمراقبة نوعية الهواء منذ بدء اعمال الهدم في ايار/مايو، بحسب شركة "افونير ديكونستروكسيون" المكلفة بالعملية، ويعمل جهازان رذاذان طوال اليوم لتفادي تطاير الالياف كما يتم تغطية المخلفات بألواح خلال الليل.

ويروي جان كلود باربيه (69 عاما) وهو نائب رئيس الجمعية المحلية للدفاع عن ضحايا الاسبستوس ("ألديفا") أن "الواح الاسبستوس المعلقة على سطح المصنع كانت ظاهرة للعيان (على الشارع)"، ومن المتوقع الانتهاء بالكامل من الأشغال المتعلقة بهذه العملية المقدرة تكلفتها بـ1,2 مليون يورو والممولة بنسبة 55 % من الدولة الفرنسية و45 % من شركة "فاليو" لتجهيزات السيارات، آخر الجهات المشغلة للمصنع، بحلول نهاية تموز/يوليو الحالي.

لكن ذلك لا يعني البتة القضاء تماما على التلوث في الموقع، وذلك مرده لأن الارضية ملوثة بكميات كبيرة من الاسبستوس اثر تخزينها على مدى سنوات كما أن هذه الالياف تلوث نهر نوارو الذي يعبر بالقرب من المصنع ويمثل احدى نقاط جمع المياه للمدن والبلدات المجاورة.

ويوضح النائب ايف غوادويه لوكالة فرانس برس أن "وجود مادة الاسبستوس محظور قانونا فقط في الهواء ولا نجدها احيانا سوى في المياه الآسنة وليس في مياه الصنبور، لكن حسنا، نفضل الا تكون موجودة بالمطلق"، وخلال اعمال ازالة التلوث بالاسبستوس، علقت سلطات هذه المنطقة عمليات جمع المياه من نهر نوارو.

ويوضح باسكال فيون وهو ممثل للهيئات الرسمية في المنطقة أن الدولة "تعتزم أن تعيد لنهر نوارو الذي تم تحويله الى المصنع، مجراه الطبيعي" كي لا يمر في اراض ملوثة بالاسبستوس، هذه المرحلة الثانية من الاشغال ستكون ممولة بنسبة 80 % من الدولة فيما تتولى شركة "فاليو" دفع الـ20 % الباقية.

وفي هذا السهل الذي كان حوالى 2500 شخص يحتكون داخله خلال عملهم مع مادة الاسبستوس في سبعينات القرن الماضي، "نعيش مع سيف مصلت فوق رؤوسنا" بحسب باربيه، وأدى هذا النوع من الالياف الذي كان يغطي الاشجار كالثلج في خمسينات القرن الماضي الى وفاة الاف الاشخاص ولا يزال يحصد عشرات الارواح سنويا وفق جمعية "ألديفا"، وقد سميت المنطقة بـ"وادي الموت" جراء الوفيات الكثيرة التي شهدتها من دون معرفة اسبابها في ذلك الحين.

أفريقيا

على صعيد مختلف يبدأ اعتبارا من الأول من كانون الثاني/يناير 2016 تطبيق قرار بمنع استخدام الاكياس وغيرها من الاغلفة البلاستيكية في موروني عاصمة جزر القمر حيث يمثل جمع القمامة والتلوث الناجم عن النفايات السامة مشكلة كبرى، وقال مساعد رئيس بلدية موروني المكلف شؤون التنمية الحضرية مصطفى شمس الدين ان حماية البيئة تمثل اولوية بالنسبة للمدينة مؤكدا ضرورة التفكير "بمستقبل اطفالنا" ومشيرا الى انه اعتبارا من التاريخ المذكور سيعتبر شراء اكياس بلاستيكية في عاصمة جزر القمر مخالفة قانونية. بحسب فرانس برس.

من ناحيتها ذكرت رئيسة مديرية البيئة في جزر القمر فطومة عبد الله بالاثار الضارة للاكياس البلاستيكية على البيئة والصحة، مؤكدة أن منع استخدامها سيمثل "خطوة كبيرة في حماية البيئة والصحة" وأن "الكسب الفائت على الصعيد المالي" بالنسبة للتجار "ليس شيئا بالمقارنة مع الكلفة الصحية المترتبة عن اثار التلوث التي يمكن تفاديها".

وباتت الاكياس البلاستيكية المنتشرة في كل مكان جزءا من المشهد العام في موروني ومحيطها وليس من النادر رؤية حيوانات شاردة تقتات على هذه الاكياس، وكان جرى تقديم مشروع مماثل على الصعيد الوطني في العام 2011 الى الحكومة في عهد الرئيس احمد عبد الله سامبي من جانب مديرية البيئة لكنه قوبل بالرفض.

الصين

من جهتها أفادت نتائج دراسة بان وقف استخدام الفحم في الصين في موعد غايته عام 2020 يمكن أن يجنب البلاد خسائر في مجال البيئة تقدر بمليارات الدولارات ويخفض استهلاك المياه بنسبة 30 في المئة تقريبا ويحول دون مئات الآلاف من الوفيات الناجمة عن أمراض يسببها الفحم. بحسب رويترز.

وتراجع الطلب على الفحم بالصين في عام 2014 لأول مرة منذ عقد من الزمن وانخفض حجم الإنتاج بنسبة 5.8 في المئة في النصف الاول من ذاك العام ويرجع ذلك في جزء كبير منه الى التباطؤ في قطاعات التكرير والتوزيع ومراحل الأنشطة الأدنى من السلسة الانتاجية مثل مجالات الطاقة وصناعة الصلب والاسمنت.

وحذر خبراء في مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية -وهو مركز بحثي بيئي بالولايات المتحدة- في دراسة نشرت في بكين من انه اذا لم تتخذ اجراءات لكبح النمو فان استهلاك الفحم قد يواصل الزيادة حتى عام 2030 ما يفاقم من مشاكل الصحة العامة ويضيف ضغوطا أكبر على الموارد المائية بالصين التي تعاني بالفعل.

وقال التقرير "إذا تحدد الحد الاقصى عند عام 2020 فانه سيعود بالنفع على الموارد المائية والبيئة والصحة العامة والتحول الى مصادر الطاقة المتجددة وايجاد فرص عمل جديدة صديقة للبيئة"، ويمثل الفحم أكثر من 75 في المئة من الحجم الاجمالي لانتاج الطاقة في الصين وفيما توقعت جماعات بان استهلاك الفحم سيصل ذروته عام 2019 قال الاتحاد الوطني الصيني للفحم والوكالة الدولية للطاقة بان الانتاج سيواصل الارتفاع فيما بعد عام 2020.

ويتعاون مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية مع مراكز بحثية صينية رسمية لبحث احتمالات فرض حد أقصى لاستخدام الفحم وسيرفع النتائج التي توصل اليها الى الحكومة في نهاية الشهر الجاري، وتشير تقديرات المجلس إلى ان فرض حد أقصى لذروة استخدام الفحم بحلول عام 2020 سيوفر للبلاد 251 مليار يوان (40.4 مليار دولار) سنويا من تكاليف البيئة وتوليد الطاقة.

كما انه سيخفض بدرجة كبيرة من الانبعاثات الغازية بالجو مثل ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النتروجين فيما سيتراجع اجمالي الوفيات من أمراض متعلقة بالفحم الى 48 ألفا عام 2020 والى 89 ألفا عام 2030، وقال التقرير إن مواصلة السياسات الحالية سيزيد من اجمالي استهلاك الفحم الى 4.8 مليار طن ارتفاعا من 3.9 مليار طن العام الماضي.

أمريكا

في تقرير نشر في الآونة الاخيرة صنفت الرابطة القومية الأمريكية للحفاظ على المتنزهات 36 من الحدائق العامة على انها ذات مستوى متوسط أو سيئ فيما يتعلق بالتلوث بالضباب الدخاني (الضبخان) وغاز الأوزون، وأدرجت الرابطة -وهي منظمة غير هادفة للربح- أربعة متنزهات في كاليفورنيا ضمن قائمة أسوأ حدائق عامة فيما يتعلق بجودة الهواء والتلوث بغاز الأوزون ويرجع ذلك في جزء منه الى انها -مثلها مثل مناطق أخرى بالولاية- تعاني من طبيعة جغرافية تسهم في تلوث الجو داخل وديان أو أحواض نهرية واسعة. بحسب رويترز.

وقالت أولا ريفز التي تدير حملة الهواء النظيف بالرابطة "إنها بصراحة مشكلة قومية تحتاج الى حل قومي، هناك متنزهات معينة تعاني بدرجة أكبر من غيرها، ولم تكن أي من المتنزهات القومية قيد الدراسة في حالة ممتازة"، وأبرز التقرير صورا مختلفة لتلوث الجو الذي يعاني منه رواد المتنزهات العامة التي يزورونها هربا من تدهور الظروف البيئية.

وأضاف التقرير انه من بين 48 متنزها قوميا -يفترض انها تتلقى أقصى حماية من تلوث الجو بموجب قانون الهواء النظيف الصادر عام 1970- عاني 36 متنزها في أوقات ما من مستويات من التلوث بالاوزون تصنف على انها متوسطة أو سيئة، ويستند تقييم الرابطة الى قياسات جودة الهواء التي تجريها الحكومة الاتحادية، وقال التقرير إن متنزهين لا يمكن رؤية المناظر الطبيعية بهما حتى في أكثر الأيام صفاء وذلك بسبب انتشار الضباب الدخاني، وقال التقرير إن عددا من المتنزهات القومية يعاني ايضا من آثار تغير المناخ مثل متنزه في ولاية مونتانا تذوب به جبال الجليد بسرعة.

اضف تعليق