q
الشهر الماضي كان الأكثر سخونة على كوكب الأرض بهامش كبير، محطمًّا الرقم القياسي السابق الذي تم تحديده في العام 2019. ويتضح للعلماء أن موجات الحرارة ستصبح أكثر تواترًا وشدة. يعد بمثابة جرس إنذار آخر. يجب التوقف عن حرق الوقود الأحفوري فورًا.. اليوم هو مجرد رقم ولكن بالنسبة للعديد...

يقول خبراء المناخ إن هدف الإبقاء على ارتفاع درجات الحرارة العالمية على المدى الطويل في حدود 1.5 درجة مئوية صار بعيد المنال مع فشل الدول في وضع أهداف أكثر طموحا على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة على اليابسة والبحار لمستويات قياسية منذ شهور.

ومع تجمع مبعوثين في بون في أوائل يونيو حزيران للتحضير لمحادثات المناخ السنوية لهذا العام في نوفمبر تشرين الثاني، تجاوز متوسط درجات حرارة الهواء على سطح الأرض لأيام 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، حسبما ذكرت خدمة كوبرنيكوس المعنية بتغير المناخ والممولة من الاتحاد الأوروبي.

وعلى الرغم من أن متوسط درجات الحرارة قد ارتفع من قبل لفترات وجيزة فوق مستوى 1.5 درجة مئوية، فقد كانت هذه هي المرة الأولى التي يتجاوز فيها هذه العتبة في نصف الكرة الشمالي خلال الصيف الذي بدأ في الأول من يونيو حزيران. كما تجاوزت درجة حرارة البحر هذا الشهر المستويات المسجلة في أبريل نيسان ومايو أيار.

وقالت سارة بيركنز كيركباتريك عالمة المناخ في جامعة نيو ساوث ويلز الأسترالية "لم يعد لدينا المزيد من الوقت لأن التغيير يستغرق وقتا".

وفي الوقت الذي يستعد فيه المبعوثون من الصين والولايات المتحدة، أكبر دولتين مسببتين لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، للاجتماع الشهر المقبل، تجاوزت درجات الحرارة الأرقام القياسية لشهر يونيو حزيران في بكين بينما ضربت موجات الحر الشديدة الولايات المتحدة.

رقم قياسي

وكانت درجات الحرارة في أنحاء من أمريكا الشمالية أعلى بنحو 10 درجات مئوية عن المتوسط هذا الشهر، في حين غطت سحب الدخان الناتج عن حرائق الغابات سماء كندا والساحل الشرقي للولايات المتحدة مع انبعاثات كربونية يقدر حجمها بنحو 160 مليون طن متري.

وأظهرت تقارير جديد أن درجة حرارة الأرض تخطت التوقعات الشهر الماضي، حيث اجتاحت موجة حر شديدة جنوب الولايات المتحدة والمكسيك، وارتفع دفء المحيط إلى مستويات تنذر بالخطر.

ووجد التحليل، الذي أجرته خدمة "كوبرنيكوس" لتغير المناخ بالاتحاد الأوروبي، أن الشهر الماضي كان الأكثر سخونة على كوكب الأرض "بهامش كبير"، محطمًّا الرقم القياسي السابق الذي تم تحديده في العام 2019.

ويتضح للعلماء أن موجات الحرارة ستصبح أكثر تواترًا وشدة.

وقال فريدريك أوتو، المحاضر الأول في علوم المناخ بمعهد "غرانثام" لتغير المناخ والبيئة في المملكة المتحدة، لـCNN، إن الرقم القياسي الجديد لمتوسط درجات الحرارة العالمية يعد بمثابة جرس إنذار آخر.

وأضاف: "يجب التوقف عن حرق الوقود الأحفوري فورًا.. اليوم هو مجرد رقم ولكن بالنسبة للعديد من الأشخاص والأنظمة البيئية، فإن ذلك يمثل خسارة في الأرواح وسبل العيش".

ووصل متوسط درجة الحرارة العالمية يوم الاثنين إلى 17.01 درجة مئوية (62.62 فهرنهايت)، وهي أعلى درجة في بيانات المراكز الوطنية الأمريكية للتنبؤ البيئي، التي تعود إلى العام 1979.

وبلغ متوسط درجة الحرارة في جميع أنحاء العالم، يوم الثلاثاء، 17.18 درجة مئوية، محطمةً الرقم القياسي المُسجّل في اليوم السابق.

وكانت أعلى درجة حرارة عالمية سُجّلت سابقًا في منتصف شهر أغسطس/ آب من العام 2016. ووصلت حينها إلى 16.92 درجة مئوية.

وأكدت خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ بالاتحاد الأوروبي أن درجات الحرارة العالمية يوما الإثنين والثلاثاء سجلتا رقمين قياسيين أيضًا في بياناتها التي تعود إلى العام 1940.

ويحتمل أن تكون سجلات هذا الأسبوع هي الأكثر دفئًا خلال "100 ألف عام على الأقل"، كما قالت جينيفر فرانسيس، وهي عالمة بارزة في مركز "وودويل" لأبحاث المناخ، لـCNN، واصفة السجلات بأنها "أمر ضخم".

وسجلت الهند، وهي واحدة من أكثر المناطق تأثرا بتغير المناخ، ارتفاعا في عدد الوفيات نتيجة استمرار ارتفاع درجات الحرارة، كما سجلت كل من إسبانيا وإيران وفيتنام درجات حرارة شديدة مما أثار المخاوف من أن يصبح صيف العام الماضي الذي شهد صعودا في عدد الوفيات أمرا اعتياديا.

واتفقت الدول في باريس عام 2015 على محاولة الإبقاء على ارتفاع متوسط درجات الحرارة على المدى الطويل في حدود 1.5 درجة مئوية، لكن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية توقعت في مايو أيار بنسبة 66 بالمئة أن يتجاوز المتوسط السنوي عتبة 1.5 درجة مئوية لمدة عام كامل على الأقل من الآن وحتى عام 2027.

وبلغ المتوسط العالمي لدرجات حرارة سطح البحر 21 درجة مئوية في أواخر مارس آذار وظل عند مستويات قياسية طوال شهري أبريل نيسان ومايو أيار.

وقال بيرس فورستر أستاذ فيزياء المناخ في جامعة ليدز إن ارتفاع درجة حرارة الأرض هو العامل الرئيسي لكن الأسباب تضمنت أيضا ظاهرة النينو وتراجع الغبار الصحراوي الذي يهب فوق المحيط واستخدام وقود منخفض الكبريت للسفن.

وأضاف "لذلك في المجمل، تتعرض المحيطات لضربة رباعية... هذا مؤشر على أشياء قادمة".

وقالت أناليسا براكو عالمة المناخ في معهد جورجيا للتكنولوجيا إن ارتفاع درجة حرارة البحار قد يعني أيضا تراجعا في هبوب الرياح وهطول الأمطار، مما يخلق حلقة مفرغة تؤدي إلى مزيد من الحرارة.

وأضافت أنه على الرغم من أن درجات حرارة البحر المرتفعة هذا العام ناتجة عن "مزيج مثالي" من الظروف، فإن التأثير البيئي ربما يستمر.

وأوضحت أن "استجابة المحيطات ستكون بطيئة جدا إذ أنها ستراكم (الحرارة) ببطء لكنها ستحافظ عليها أيضا لفترة طويلة جدا".

ويقول خبراء المناخ إن نطاق وتواتر الطقس المتطرف آخذان في الازدياد، وشهد هذا العام أيضا حالات جفاف في أنحاء العالم، فضلا عن إعصار نادر أودى بحياة المئات في أفريقيا.

مستويات الجليد

بدورها قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن مستويات الجليد البحري بالقطب الجنوبي سجلت في الشهر الماضي انخفاضا قياسيا، وهو ما يصفه خبراء الأرصاد الجوية بأنه مبعث قلق.

وقالت المنظمة إن مستويات الجليد البحري بالقطب الجنوبي سجلت أدنى مستوياتها في الشهر الماضي، الذي كان أيضا أشد يونيو حزيران حرارة على الإطلاق، منذ بدء عمليات الرصد بالأقمار الصناعية. وانخفضت مستويات الجليد البحري عن المتوسط بمعدل 17 بالمئة.

وقال مايكل سبارو، رئيس البرنامج العالمي لبحوث المناخ، لصحفيين في جنيف "اعتدنا ملاحظة هذه الانخفاضات في (مستويات) الجليد البحري في القطب الشمالي لا الجنوبي. هذا انخفاض هائل".

وسجلت درجات حرارة سطح البحر بالعالم ارتفاعا إلى مستويات قياسية في شهري مايو أيار ويونيو حزيران من العام الجاري، وحذرت المنظمة من انتشار ظاهرة ارتفاع درجات الحرارة بشكل سريع بداخل المحيطات حول العالم لا سطحه فحسب.

وقالت المنظمة "ليست درجات حرارة سطح المحيط فحسب بل المحيط بأسره أصبحت درجات حرارته أكثر ارتفاعا ويمتص طاقة ستبقى بداخله لمئات الأعوام".

مقتل 100 على الأقل في المكسيك

بدورها قالت وزارة الصحة المكسيكية إن 100 شخص على الأقل لقوا حتفهم خلال الأسبوعين الماضيين لأسباب متعلقة بارتفاع درجات الحرارة التي اقتربت من 50 درجة مئوية في بعض أنحاء البلاد.

وأدت موجة الحر، التي استمرت ثلاثة أسابيع هذا الشهر، لزيادة الضغط على شبكة الكهرباء مع ارتفاع الطلب وأجبرت السلطات على تعليق الدراسة في بعض المناطق وتركت العديد من سكان المكسيك يعانون من شدة الحر.

وأضافت الوزارة في تقرير عن درجات الحرارة المتطرفة إن أكثر من ثلثي الوفيات كان في الأسبوع من 18 إلى 24 يونيو حزيران والباقي في الأسبوع السابق. وخلال الفترة نفسها من العام الماضي تم تسجيل حالة وفاة واحدة مرتبطة بالحرارة.

وعزت الوزارة جميع الوفيات تقريبا إلى الإصابة بضربة الشمس والقليل منها للإصابة بالجفاف. ووقع حوالي 64٪ من الوفيات في ولاية نويفو ليون الشمالية المجاورة لولاية تكساس.

وانخفضت درجات الحرارة في الأيام الماضية بفضل موسم الأمطار.

لكن بعض المدن الشمالية لا تزال تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة. ففي ولاية سونورا، بلغت درجة الحرارة العظمى يوم الأربعاء في بلدة أكونتشي 49 درجة مئوية.

فرن الحمل الحراري

ويتعرض أكثر من 50 مليون اميركي لموجة حر شديدة هذا الأسبوع تمتد من كاليفورنيا حتى تكساس وفلوريدا حيث تتصاعد موجة الحر عبر جنوب الولايات المتحدة.

وحذرت دائرة الأرصاد الجوية الوطنية من وجود كتلة من الهواء الساخن فوق ولايات الصحراء الجنوبية الغربية ، حيث تتعرض أجزاء من أريزونا ونيفادا ونيو مكسيكو لارتفاع درجات حرارة قد يصل إلى ما فوق 100 درجة فهرنهايت (38 درجة مئوية).

كما أصدرت الدائرة تحذيرات شديدة من الحرارة في المناطق الجنوبية والوسطى من ولاية كاليفورنيا ، حيث من المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 112 درجة فهرنهايت في أجزاء من مقاطعة لوس أنجلوس بعد يوم الثلاثاء.

في لاس فيغاس، حذرت دائرة الأرصاد من أن "الحرارة هي القاتل الأول المتعلق بالطقس" داعية الناس إلى شرب المياه و"الغاء الانشطة الخارجية في الفترة بين 10 صباحا حتى الرابعة بعد الظهر".

وأكدت الدائرة أن "هذا المستوى من الحرارة الشديدة (..) مع القليل او بدون راحة سيؤثر على كل شخص بدون تبريد فعال أو ترطيب كاف".

تأتي هذه التحذيرات بعد تسجيل درجات حرارة قياسية لثلاثة أيام الاسبوع الماضي، استنادا إلى معلومات أولية.

ويحذر علماء المناخ من تأثير الاحتباس الحراري ويحذرون من أن عام 2023 في طريقه ليصبح الأكثر حرا منذ بدء تسجيل درجات الحرارة.

ففي تكساس، التي تمر بما وصف بأنه "قبة حرارية" طويلة، يحبس فيها الهواء الدافئ في الغلاف الجوي مثل فرن الحمل الحراري ، حطمت مدينة إل باسو الحدودية الرقم القياسي لأكثر أيام متتابعة من درجة حرارة 37,7 مئوية مع 24 يوما متتاليا، بحسب خدمات الارصاد المحلية.

وأصبحت موجة الحر في اريزونا حاليا ""واحدة من أطول الموجات ، إن لم تكن الأطول" التي تم قياسها في المدينة ، وفقًا للفرع المحلي من خدمة الأرصاد في فينيكس.

وقامت المنظمات الاغاثية في توسون التي تبعد نحو ساعتين عن فينيكس بتوزيع الثلج وزجاجات المياه وغيرها من المشروبات وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.

ويبرز أيضا خطر الجفاف وهو أحد المخاطر الرئيسية في الصيف في الولايات المتحدة.

والاسبوع الماضي، توفي رجل في وادي الموت في كاليفورنيا فيما قالت السلطات إنه على الأرجح مرتبط بدرجات الحرارة. وكان اطاران في سيارته مثقوبين وتوقف التكييف عن العمل.

وتحذر السلطات في كاليفورنيا أيضا من الفيضانات المفاجئة حيث تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى ذوبان الكتل الثلجية السميكة التي سقطت على جبال سييرا نيفادا الشتاء الماضي على مدار عواصف شديدة.

وتم أيضا اصدار تحذير من الحرارة الشديدة في جنوب فلوريدا حول ميامي حتى يوم الأربعاء.

اما في شمال شرق الولايات المتحدة، فقضى شخص واحد على الأقل جراء أمطار غزيرة وفيضانات متواصلة الاثنين.

صدرت تحذيرات من فيضانات في ولايات نيويورك ونيوجيرزي وكونيتيكت وبنسلفانيا وماساتشوستس وفيرمونت، ونبّهت مصلحة الأرصاد الجوية الى أن هذه الفيضانات قد تكون "مميتة".

وأظهرت بيانات أولية نشرتها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة أن الأسبوع الأول من شهر تموز/يوليو هو أشد الأسابيع حرا على الإطلاق.

وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في بيان "شهد العالم للتو الأسبوع الأشد حرا على الإطلاق، وفق بيانات أولية"، بعدما تسبب تغيّر المناخ والمراحل الأولى من ظاهرة إل نينيو في أن يكون شهر حزيران/يونيو الماضي الأشد حرا على الإطلاق.

موجة جديدة من الحرّ الشديد في إسبانيا

وتشهد إسبانيا درجات حرارة شديدة الارتفاع يمكن أن تصل إلى 44 درجة مئوية، في ثاني موجة حرّ تشهدها البلاد في غضون أسبوعين، بحسب وكالة الأرصاد الجوية الوطنية.

وقال المتحدّث باسم الوكالة روبين ديل كامبو في رسالة إلى الصحافة إنّ "الحرارة ستكون شديدة للغاية في معظم شبه الجزيرة وفي أرخبيل الباليار. كما ستتجاوز الحرارة الـ 38 أو الـ40 درجة مئوية في مناطق واسعة من البلاد وقد تصل الى 42 أو 44 درجة في أجزاء من الأندلس (جنوب) أو أراغون (شمال شرق)".

وبقيت الحرارة مرتفعة للغاية ليل الأحد-الإثنين حيث بلغت 33,1 درجة منتصف الليل (22:00 بتوقيت غرينتش) في بلدية أوسونا بمقاطعة إشبيلية (جنوب)، بحسب وكالة الارصاد الجوية الإسبانية.

وإسبانيا التي تقع على الخط الأمامي في مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري في أوروبا، اعتادت على درجات حرارة قصوى، خصوصاً في الجنوب، لكنّ موجات الحرّ تضاعفت وباتت أكثر اشتداداً في السنوات الأخيرة، وفقاً للعلماء.

وكانت إسبانيا شهدت موجة حرّ شديدة قبل أسبوعين وموجة أخرى أواخر شهر نيسان/أبريل. وأدّت تلك الموجة إلى أكثر أشهر نيسان/أبريل حرارةً على الإطلاق في البرّ الرئيسي الإسباني.

ووصلت الحرارة يومذاك إلى 38,8 درجة، وهو مستوى يتوافق مع شهر تموز/يوليو.

وتسبّبت درجات الحرارة التي كانت مرتفعة بشكل قياسي خلال الصيف الماضي بوفاة أكثر من 350 شخصًا بشكل مباشر، وساهمت في زيادة أعداد الوفيات بأكثر من 20 في المئة بين أيار/مايو وآب/أغسطس، بحسب الأرقام الرسمية.

المنطقة المغاربية تضاهي الـ50

كما تجتاح المنطقة المغاربية موجة حر خانقة هذه الأيام، حيث بلغت درجات الحرارة بدولها مستويات قياسية، شارفت في البعض منها الخمسين. وهو ما دعا السلطات في دولها إلى توجيه تحذيرات لتوخي الحذر خاصة لكبار السن والمرضى.

وحذرت مصالح الأرصاد الجوية الجزائرية من استمرار موجة حر شديدة تصل إلى 49 درجة. ومست هذه الموجة ولايات بسكرة، المغير، الوادي، أولاد جلال، تقرت وورقلة، حسب ما جاء في نشرية خاصة للديوان الوطني للأرصاد الجوية نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية.

"وستصل هذه الحرارة الشديدة الثلاثاء إلى ما بين 43 و45 كأقصى درجة وما بين 28 و32 كأدنى في ولايات تلمسان، وسعيدة، ومستغانم، وتيارت، وتيسمسيلت، والمدية، والجلفة، والمسيلة، والبويرة، وتيزي وزو، وباتنة، وميلة، وقسنطينة وقالمة، وخنشلة وتبسة. بالإضافة إلى ولايات برج بوعريريج، وسطيف، وأم البواقي وسوق أهراس."

وحسب النشرية التي صنفت في درجة يقظة ''برتقالي'', من المتوقع أن تصل درجات الحرارة القصوى بهذه الولايات إلى 49 درجة مئوية فيما تتراوح الدرجات الدنيا بين 36 و39 درجة.

وفي تونس سجلت درجات الحرارة رقما قياسيا السبت، حيث بلغت 48.4 درجة بمدينة القيروان وسط البلاد، حسب ما نقلته وسائل إعلام عن المعهد الوطني للرصد الجوي.

وأكد المعهد التونسي أن درجات الحرارة تجاوزت، السبت، المعدلات العادية بأكثر من 10 درجات.

وذكرت مسؤولة في المعهد المذكور أن مدينة القيروان سجلت رقما قياسيا ببلوغها 48.4 درجة، مشيرة إلى أن القيروان كانت سابع أسخن منطقة في العالم ليلة السبت. ومن المرتقب أن تظل درجة الحرارة في هذا البلد متجاوزة للأربعين خلال هذا الأسبوع.

وتمس هذه الموجة المغرب أيضا، إذ أفادت وسائل إعلام محلية أن المديرية العامة للأرصاد الجوية توقعت تسجيل موجة حر، تتراوح خلالها درجة الحرارة ما بين 37و 48 درجة من الإثنين إلى الجمعة بعدد من أقاليم المملكة.

وأوضحت المديرية أنه يرتقب تسجيل درجات حرارة تتراوح ما بين 44 و48 درجة، الإثنين والثلاثاء، بكل من "أقاليم وعمالات وزان وكرسيف وتاوريرت ووجدة أنجاد وتاونات ومولاي يعقوب وصفرو وفاس ومكناس وتازة والخميسات وسيدي قاسم وسيدي سليمان وبني ملال والفقيه بن صالح وخريبكة وسطات ومراكش وقلعة السراغنة والرحامنة وزاكورة وطاطا وتارودانت وآسا الزاك".

وينتظر أيضا "تسجيل درجات حرارة تتراوح ما بين 43 و46، من الأربعاء إلى الجمعة المقبلين، بكل من بني ملال والفقيه بنصالح ومراكش والرحامنة وقلعة السراغنة وشيشاوة واليوسفية وزاكورة وطاطا وتارودانت وآسا الزاك والسمارة وبوجدور ووادي الذهب".

وفي موريتانيا، حذرت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية المحلية سكان مناطق تيرس زمور من ارتفاع شديد في درجات الحرارة خلال الأسبوع، موضحة في بيان، نشرته الوكالة الموريتانية للأنباء، أن ولاية تيرس زمور ستشهد خلال الفترة من 10 إلى 16 يوليو الجاري موجة حر شديدة، تصل درجات الحرارة القصوى فيها ما بين 47 و49 درجة مئوية، وخاصة في مدينتي بير أم اكرين والزويرات. ودعت “الأرصاد الجوية” السكان والمسافرين "إلى مزيد من اليقظة والحذر طيلة المدة المذكورة".

وفاة أكثر من 60 ألف شخص في أوروبا

وفي سياق متصل توفي أكثر من 60 ألف شخص في أوروبا خلال صيف 2022 نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، حسب ما أظهرته دراسة. وأكدت هذه الدراسة أنه بدون تحرك فعال، ستواجه القارة الأوروبية في المتوسط أكثر من 68000 حالة وفاة كل صيف بحلول العام 2030 وأكثر من 94000 بحلول العام 2040. وكان صيف عام 2022 الأكثر حرا على الإطلاق في أوروبا.

وكان صيف عام 2022 الأكثر حرا على الإطلاق في أوروبا إذ شهد سلسلة متتالية من موجات الحر التي تجاوزت المستويات القياسية من ناحية درجات الحرارة والجفاف وحرائق الغابات.

وحلل العلماء بيانات درجات الحرارة وبيانات الوفيات للفترة الممتدة بين 2015 و2022 في 823 منطقة من 35 دولة أوروبية، يزيد إجمالي عدد سكان فيها عن 543 مليون شخص. بناء على ذلك، تمكنوا من وضع "نماذج وبائية" لتوقّع عدد الوفيات التي تسببها درجات الحرارة في كل منطقة وكل أسبوع من فترة الصيف في العام الماضي.

وأظهر التحليل أنه بين 30 أيار/مايو و4 أيلول/سبتمبر 2022، قد تكون 61672 حالة وفاة ناجمة عن الحر في أوروبا.

خلال تلك الفترة، ضربت أوروبا موجة حر شديدة، خصوصا بين 18 و24 تموز/يوليو، حيث تم نسب ما مجموعه 11637 حالة وفاة إلى درجات الحرارة المرتفعة.

وعلق هشام أشباك، الباحث في Inserm والمؤلف المشارك في الدراسة على هذه الظاهرة، قائلًا لوكالة الأنباء الفرنسية، "إنه عدد كبير جدا من الوفيات".

وأضاف، "كنا نعلم تأثير الحرارة على معدل الوفيات منذ سابقة العام 2003 ولكننا نرى مع هذا التحليل، أنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به لحماية السكان".

وتجاوزت أرقام الوفيات في أوروبا، في صيف 2003، عدنما شهدت القارة إحدى أكبر موجات الحرّ في تاريخها، 70000 حالة وفاة.

اضف تعليق