q
المناهج المدرسية تعود من جديد في المشهد التربوي العراقي، وهذه الظاهرة تتكرر كل عام دراسي سواء في بدايته أو أثنائه مما يجعلنا نتوقف أمام هذه الظاهرة، التي علينا البحث عن حلول جذرية لها بدلا من إجراءات حذوفات متأخرة هنا وهناك تحت ضغط المطالبات والمناشدات...

المناهج المدرسية تعود من جديد في المشهد التربوي العراقي، وهذه الظاهرة تتكرر كل عام دراسي سواء في بدايته أو أثنائه مما يجعلنا نتوقف أمام هذه الظاهرة، التي علينا البحث عن حلول جذرية لها بدلا من إجراءات حذوفات متأخرة هنا وهناك تحت ضغط المطالبات والمناشدات.

من مقومات المنهج الدراسي الناجح أن يتناسب وعدد أيام العام الدراسي، من أجل أكماله واستيعابه من قبل التلامذة والطلبة، وإذا ما عرفنا بان العام الدراسي في العراق بصورة عامة يتجاوز قليلا 100 يوم دراسي، أي بحدود 15 أسبوعا حسب سجلات الحضور اليومي للملاكات التعليمية والتدريسية وأغلبية المدارس دوام ثنائي، والبعض ثلاثي مما يجعلها تفقد بعض الساعات التدريسية بحكم تقليص الحصص الدراسية حسب طبيعة الدوام حيث نجده في الدوام الثلاثي لا يتجاوز الثلاث ساعات، مضافا لذلك كله العدد الكبير من العطل، والتي وصلت صلاحية تعطيل الدوام لمدير المدرسة أيام المطر مما يقلص هو الآخر من أيام العام الدراسي.

لهذا نجد ان يؤخذ بنظر الاعتبار عند تصميم المنهج المدرسي عدد أيام العام الدراسي والحصص الدراسية المخصصة لكل مادة، وما متوفر من وسائل إيضاح مساعدة على ذلك وإمكانية إكمال المنهج بالوقت المناسب، وهذه الحالة تشمل جميع المراحل الدراسية سواء الابتدائية أو المتوسطة أو الثانوية، وهذا ما يقودنا للقول إننا لا نحتاج إلى مناشدات من أجل تقليص وإيجاد حذوفات في المنهج المدرسي بقدر حاجتنا إلى منهج مدرسي يتناسب والواقع، الذي تعيشه مدارسنا وهذا ما يجعلنا نطالب بتطوير المنهج ليتسم بالواقعية والعلمية، فإن عملية تقليص وحذف المنهج عملية ليست علمية كما يتصور البعض، بقدر ما إنها قد تشوه المستوى العلمي ورصانة العلمية التربوية في لبلد.

ربما من الضروري جدا أن تكون هنالك ورش عمل وجلسات تقييم مع نهاية كل موسم في جميع المجالات، من أجل تعزيز نقاط القوة وتصحيح الأخطاء وهذا الأمر يحصل في العديد من دول العالم المتقدمة منها والأقل تقدما.

ونحن في العراق نفتقد لهذا خاصة في المجالات الحيوية والمهمة وفي مقدمتها التربية والتعليم، حيث ينتهي العام الدراسي ويبدأ العام الدراسي الجديد، دون أن نتوقف لدراسة معوقات العام السابق، من أجل تجاوزها وأحيانا كثيرة لا نعترف بوجود هذه المعوقات مما يعزز بقاءها أطول فترة ممكنة ويخلق معوقات جديدة تضاف لسابقاتها.

لهذا يفترض وجود ورش تناقش المناهج المدرسية وهل هي ملائمة، أم نحتاج إلى تطوير؟ وما هي الجدوى من طباعة مناهج يتم تكييفها فيما بعد وحذف الكثير من الفصول منها؟

أما كان الأجدر طباعة مناهج مناسبة؟

مع الأخذ بنظر الاعتبار في هذه المناهج بيئة العراق وعدد أيام الدراسة، وهل يمكن إكمال هذه المناهج حسب الخطط الدراسية.

ناهيك على أن الكثير من هذه المناهج تحتاج لوسائل تعليمية خاصة بها غير متوفرة في أغلب مدارسنا، وهو الأمر الذي ينعكس على المستوى العلمي للتلاميذ والطلبة.

ناهيك عن غياب المناهج لفترة طويلة، بل بعضها لا يصل للمدارس، ويتم الاعتماد على الاستنساخ من قبل التلاميذ والطلبة.

لهذا نجد أن وجود جلسات مصارحة تشخص الخلل وتضع المعالجات له حالة يجب أن نصل إليها مع نهاية كل عام دراسي وهذه الجلسات يحضرها من هم في الميدان(معلم،مدرس، مدير) ولا تقتصر على الكوادر الإدارية من مدراء التربية والأقسام أو حتى الإشراف التربوي الذي يؤدي أدورا إدارية أكثر مما هي تطويرية بعكس ما أريد له أن يكون، من خلال ممارسته لدوره الحقيقي في تطوير المعلم/ المدرس واكتفى الإشراف بممارسة دوره في التحقيقات وتسوية الملاكات التعليمية والتدريسية، والتي تستغرق وقتا طويلا وجهد كبير على حساب المهمة الحقيقية له.

التشخيص للمعوقات موجود لدى الكوادر العاملة في الميدان من معلمين ومدرسين والحلول هي الأخرى موجودة لديهم بحكم ما يمتلكون خبرات حقيقية لا تتوفر لدى الآخرين ويجب الإستعانة بهم، من أجل تطوير التعليم في العراق.

اضف تعليق