ان الفرق التطوعية والتجمعات الشبابية في كربلاء تدور في مضمار ضيق في مجال التطوع فهي تقتصر على جوانب محددة فقط... لذلك اندثر نشاط اغلبها فمن اصل 20 فريق وتجمع تطوعي لا نرى اليوم سوى مجاميع بعدد اصابع اليد... لا زالت تواصل نشاطها واعمالها، ولو سئلنا السؤال التالي .. لماذا تدور التجمعات والفرق الشبابية الطوعية في حلقة ضيقة؟؟، تجيبنا عدة اسباب لانحسار عمل المجاميع ببعض الاعمال والانشطة المحدودة وابرزها:

اولا // 

التقليد ان معظم الفرق والتجمعات التطوعية التي ظهرت في كربلاء لم تأت بشيء مغاير لما هو معروف من تنظيف وتزيين وغيرها انما قامت بتقليد التجمعات التي سبقتها لأسباب عدة اتحفظ على ذكرها، لذا فعلى الجميع ان يدرك ان لكل دوره وبصمته التي يجب وضعها في المجتمع لتكتمل ادوار المجاميع ويتحقق الهدف المنشود، وان اقتصار التطوع على مجالات محددة جدا جعل الأمر مملا للمتطوعين وبالتالي عدم استمرارهم في تجمعاتهم في العمل الطوعي والذي أدى الى اندثار الاغلب.

ثانيا//

بمرور الوقت رأينا تغير توجهات المتطوعين الاساس( المؤسسين) من التطوع الی مجالات اخرى ولعل السبب في ذلك هو اتكالية اعضاء التجمع علی مؤسسييه الأمر الذي حمل المؤسسيين عبئا ثقيلا وفي الوقت نفسه عدم وجود بديل يشغل دور مؤسس التجمع ويشعر بما يشعر به من مسؤوليه تجاه الفريق .... ولعله تغيرت التوجهات لأسباب شخصية او ظروف اخرى، والنتيجة ان السفينة لا تبحر من دون القبطان.

ثالثا//

ان عدم وجود تمويل مادي للتجمعات ادى الى ضعف امكانياتها وأساليبها فكل التجمعات مستقلة لا تنتمي لأي جهة والممول الوحيد لها هو بعض اعضاءها ولا يوجد بدائل للتمويل كما ان اداريين التجمع لا يمكنهم فرض اشتراكات مادية لعدة اسباب منها عدم تمكن بعض الشباب من توفير الاشتراك المادي او عدم التزام الاعضاء بدفع الاشتراك .... وبما ان العمل هو طوعي لذلك لا يمكن الفرض عليهم ولو فرض عليهم دفع الاشتراك لرأينا عدم استمرارهم في التجمع.

لذا انعدام التمويل اجبر مسؤولين التجمعات التطوعية الى تقليل نشاط التجمع واعماله تدريجيا او حصر العمل في ميدان ضيق وبالتالي تلاشى المتطوعين واندثر نشاط التجمع .... لقد انقضت 4 سنوات منذ أن بدأ العمل التطوعي في كربلاء بشكل موسع وفيها شهدنا ظهور العديد من الفرق والتجمعات التي ربما وصلت الى 20 تجمع شبابي تطوعي .... من المؤسف ان نقول ان معظمها لم يبقى منها سوى الاسم والارشيف المحدود فقط .... لذلك إن ظل مفهوم التطوع في كربلاء على هذا النحو فلن يتحقق الهدف التي سعت من اجله تلك التجمعات

وفي هذه المرحلة يقف كل المبادرين والمتطوعين الاساس وكل المهتمين بكربلاء المقدسة امام مسؤولية الجلوس على طاولة النقاش لإيجاد الحلول المناسبة والبدائل التي من شأنها إحياء التطوع والتقدم به وتطويره .... وانا على يقين ان تلك الفرق والتجمعات لو جلست للحوار فستجد الحلول التي ستجعلنا نشهد نقلة نوعية للتطوع في كربلاء ..... فيا ترى هل سيسدل الستار على موضة التطوع أم انه سيغرس في الأجيال القادمة لنری مجتمعا واعيا متقدما ؟؟؟!!!!

اضف تعليق