q
يخطأ الغالبية من الوالدين وربما نحن منهم بين التربية للأبناء وبين رعايتهم، فالتربية تتضمن عدة سلوكيات منها تغيير الاهتمامات، تحديد اهداف المستقبل، تعديل طباع غير مرغوب فيها، بناء الذات، وغيرها من السلوكيات التي تعنى بالبنية النفسية والذاتية للإنسان او الجانب المعنوي له...

يخطأ الغالبية من الوالدين وربما نحن منهم بين التربية للأبناء وبين رعايتهم، فالتربية تتضمن عدة سلوكيات منها تغيير الاهتمامات، تحديد اهداف المستقبل، تعديل طباع غير مرغوب فيها، بناء الذات، وغيرها من السلوكيات التي تعنى بالبنية النفسية والذاتية للانسان او الجانب المعنوي له، وما يقدم للانسان في سبيل بناءه مادياً جسمانياً فهو رعاية وليست تربية وهنا يجب ان يعرف الناس الفرق بين المعنيين.

رغم كون بعض الامور كالأكل والشرب والملبس والعلاج حين يمرض الانسان من ضروريات الحياة ولا غنى عنها بل هي اركان الحياة ومصادر ديمومتها لكن ليست هي وحدها من يحتاجها الانسان لكي يحيا حياة كريمة غير منقوصة الجوانب، فكثيراً ما نسمع وحتى من الناس البسطاء انهم يطلقون جملة (ينوطنهم اكل بدون تربية) على الافراد المسيئين في الشوارع، وهذه الجملة فيها اشارة واضحة لكون الاكل وسواه غير مقتضيات التربية وحقوق الابناء علينا اكبر واشمل.

فما هي حقوق الأبناء التربوية علينا؟ للطفل حقوق كثير اغفلها المربين وحصورها ببعض بالحاجات الاساسية في هرم ماسلو للحاجات، غير ان هناك الكثير منها لم ترعى في تربيتنا لا بناءنا لدى الاغلب وليس الجميع ومن هذه الحقوق هي:

الحق في التربية والتعليم، اذ ان اهم حق للانسان يجب ان يتمتع به هذا الحق الذي يسر حياته بطريقة صحية وله الكثير من العائدات الايجابية على حياته منها ماهو مادي واخر معنوي نفسي، فالإنسان الذي يحصل على منجز علمي يتمكن من الحصول على وظيفة يعتاش عليها بكرامة ودون الحاجة الى الناس، على عكس الذي لا يملك شهادة فقد يمتهن مهن معقدة وخطرة لكي يوفر قوت يومه هذا في الجانب المادي، اما في الجانب المعنوي فتعليم الانسان بصورة عامة يمنحه رتبة مجتمعية ترفع لديه الشعور بالرضا عن ذاته وعن منجزه وهو ما يجعله يحظى بصحة نفسية كافية للتوازن النفسي فأن لم يستطع الابوين ان يوفرون تعليم لائق لأبنائهم لا داعي لأنجابهم.

كما للأبناء الحق الكامل في التمتع بصحة جيدة عبر توفير الاهل ما يؤمن لهم هذا القدرة من الصحة من سكن مقبول وغذاء وغير ذلك من الامور التي جعله صحيحاً بدنياً وحين يتعرض لعارض صحي يجب الابوين تحمل تبعات علاجه لكي لا يكون عالة على نفسه وعلى عائلته وبالتالي يشعر بتدني تقدير الذات وغياب الثقة بالنفس التي ينتج عنها سلوكيات مرضية، فحين لا يتمكن الانسان من توفير هذا الحق فهو مقصر بحق ابناءه.

وللأبناء الحق في يعيشوا حياة امنة نفسياً بعيداً عن العنف الاسري الذي يؤثر على نفسيتهم ويجعلهم يميلون الى استخدام العنف، كما من حقهم ان يبعدون عن التجييش والعسكرة الا برغبتهم وتحقيق رغباتهم في البقاء بثوب السلام والمدنية، وفي سياق حقهم بالشعور بالأمن النفسي لابد ان يبعد الابناء عن الاعمال القبلية والعشائرية التي تحتوي على سلوكيات عنيفة مثل النزاعات والاقتتال وغيرها مما نشاهده، فلا ذنب لهذا الولد بأن يفرض عليه ممارسة هذه السلوكيات والا ينبذه العشيرة قسراً، وهذا واجب الاهل في حمايته من مثل هذا الامور.

ومن حقوق الابناء سيما عندما يصلون الى مراحل عمرية تمكنهم من الاعتماد على انفسهم ان يقرروا مصائرهم ويبنون حياتهم وفق رؤيتهم ونظرتهم للحياة ومستجداتها وليس وفق رؤية الاهل وقراراتهم فقط، فليس منطقياً ان يجبر الشاب على البقاء في بيت الاهل رغم كونه قادر على تكوين اسرة ومنزل منفصل عنهم وتوفير متطلبات راحته وراحة عائلته وهذا ما نلحظه لدى الكثير من الاباء الدكتاتوريين الذي يفضلون التحكم بأبنائهم بصورة دائمية مما يجعل الابناء اتباع وغير قادرين على تقرير المصير، هذا الحقوق وغيرها يجب ان يستهان بها فهي اساس بناء انسان قويم وسليم ومعافى نفسياً.

اضف تعليق