تمثل مدينة شوش في مقاطعة خوزستان جنوب غرب إيران، واحدة من المدن التاريخية التي تنام على أريكة متنوعة الحجارة جمعت بين القديم الذي يعود الى نحو ثلاثة آلاف سنة وبين الجديد الذي يعود الى العهد القاجاري (1779- 1925م).

في هذه المدينة لك أن تقرأ قديمها من خلال المرقد المنسوب الى النبي دانيال (ع) الذي عاش في القرنين السابع والسادس قبل الميلاد، وجديدها من خلال قلعة شوش التي يعود بناؤها الى العهد القاجاري والتي تشبه في بنائها قلعة سجن باستيل في باريس، ولك أن تجد بقايا آثار الحرب العراقية الإيرانية (1980- 1988م) حيث كانت المدينة تقع تحت مرمى نيران القوات العراقية التي أدخلها نظام صدام حسين عنوة في حرب مع إيران في 22/9/1980م واحتل المدن الحدودية، ولم تسلم قبة النبي دانيال من حمم القذائف.

من الجميل أن يتحدث المرء عن مشاهداته لمرقد أو قلعة أو أثر تاريخي، ففي ذلك توثيق للتاريخ ونكهة لمن يقف على الحدث أو يقرأه، ولكن أن يكون في معمة الحدث ويصبح في مقطع من الزمان جزءًا منه، فتلك متعة لا يتحسس مذاقها إلا من لاكها وتلذذ بها، وهذا ما حصل بالفعل خلال عمليات "فتح المبين" في الفترة من 22 الى 28 آذار مارس 1982م، وفيها استعادت القوات الإيرانية بكافة صنوفها النظامية والشعبية أراض شاسعة من مدينتي شوش ودزفول التي كانت واقعة تحت إحتلال نظام بغداد، ففي تلك الفترة وأثناء الهجرة القسرية كنت مع مجموعة من الشباب العراقي قادمين من طهران ضمن عمل إعلامي لتوثيق مجريات العمليات الحربية، ووقتها كنت أحرر في مجلة الشهيد ومجلة الجهاد التي تحولت فيما بعد الى جريدة العمل الإسلامي، وأثناء العودة من الخطوط الأمامية الى مركز مدينة شوش وبعد أداء صلاة الزيارة في مرقد النبي دانيال، التقينا بعدد من القادة العسكريين لأخذ تصريحات صحفية عن مجريات الحرب، فاجأنا أحدهم بطلب غريب ومحبب الى النفس في الوقت ذاته، إذ رجانا أن نتولى الإشراف على قلعة شوش ريثما يتم الانتهاء من ذيول المعركة، ولأن الطلب غريب، كان سؤالنا التالي: عندكم قوات نظامية وشعبية لها أن تتولى المهمة وهي أولى بذلك، فكان الرد هو الآخر غريبا: لأننا كلنا إيرانيون فنحن لا نستطيع أن نمنع قواتنا وخاصة من القوات الشعبية ومن زملائنا وأصدقائنا من دخول القلعة، ولكنكم تستطيعون ذلك فحيث ليس لكم مع أحد علاقة زمالة عسكرية أو صداقة شخصية ويسهل عليكم منعهم من الدخول، فقبلنا المهمة، وخلال وجودنا فيها لأقل من أسبوع عرفنا جانبا من السبب، فما فيها من الوثائق التاريخية والمقتنيات واللقى والأثريات والمخطوطات خافوا عليها من الضياع، جعلهم يضعونها في أيدينا بعد أن وثقوا بنا، وكنا بحمد الله عند قدر الأمانة فلم يدخلها داخل وما أكثرهم ممن طرق أبوابها الثلاثة، وسلّمناها كما هي بعد ان وضعت المعركة أوزراها وبدأت جموع القوات تعود الى مراكزها ومواقعها.

وما لفت نظري خلال وجودنا في القلعة، هو بهو القلعة الذي يضم غرفا كثيرة مملوءة بالوثائق والمقتنيات التاريخية مختومة بختم هيئة الآثار الفرنسية التي كانت تتولى الإشراف على القلعة وإعادة إعمارها والبحث عن الآثار التاريخية في المدينة، وكنت أتساءل مع نفسي: ماذا سيحصل بكل هذا التاريخ الإنساني لو أن القوات العراقية احتلت القلعة، وماذا سيحصل لو أن يدًا عبثت بهذا التاريخ ومستنداته؟ أسئلة كثيرة دارت ومازالت تدور عن الوثائق والآثار التي دمرتها الحروب وأبادتها انتفاضات الشعوب بسبب جهل بعضهم وتعمد أقطاب السلطة، فكل وثيقة بخاصة المخطوطة منها تتحدث عن مقطع من التاريخ البشري، ومن حقّ الأمة والإنسانية أن تطلع عليها بشهدها وعلقمها، لأنّ الوثيقة تبقى علامة فارقة ومن خلالها للباحث أن يقرأ حيثيات الحدث وفهمه بالقدر المستطاع.

رأسمال التاريخ

ما إن انتهيت من قراءة الجزء الأول من كتاب "وثائق النهضة الحسينية" لمؤلفه المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي الصادر نهاية العام 2016م عن المركز الحسيني للدراسات بلندن في 462 صفحة من القطع الوزيري، حتى سرح الذهن الى عهد الشباب وما اختزنته من ذكريات عن وثائق ومخطوطات وقعت تحت يدي أو تعاملت معها بحكم العمل، و هي تؤرخ لحدث ذاع نبأه أو خرج الى العلن كله أو بعضه حسب مقتضيات المصلحة، وقلعة شوش واحدة من هذه الذكريات التي ساقها إلينا القدر وأوقعنا في ابتلاء عسير في فن الأمانة وصيانتها حيث كنا أمام وثائق ومخطوطات ومقتنيات لا تقدر بثمن مندكة في عمق التاريخ.

واليوم حيث نقف على وثائق تؤرخ لواقع النهضة الحسينية وما جرى قبلها وما بعدها تضمنها هذا الجزء، نتلمس أهمية النصوص التي وردتنا عبر أقنية القرون وتلافيف الزمن، ودور القراءة الواعية لها، لأن الحدث الحسيني وتداعياته تكرر على مدى التاريخ وله أن يحصل في كل زمان ومكان، فالقراءة المجردة للنصوص لها أن تشبع نهم القارئ وتغنيه أدبا وفصاحة، ولكن الوثائق في واقعها تقدم في كثير منها برامج عمل للمستقبل، لأن التاريخ يعيد نفسه، والعاقل من اتعظ بتجارب غيره، ولها أن ترسم معالم الواقع والمستقبل، وهنا يأتي دور الباحث والمحقق في الوقوف على ما تضمره النصوص والكلمات وما خلف السطور وتحت ظلال الحروف والنقاط.

وحيث فتح المحقق الكرباسي لللموسوعة الحسينية ستين بابا حتى تستوعب حدث عاشوراء عام 61هـ الذي أفزع أهل السماء قبل أهل الأرض، فإنه أفرد للنصوص التاريخية بابا مستقلا أسماه (وثائق النهضة الحسينية) ضمّ الجزء الأول منه الخطب التي سبقت واقعة كربلاء وما بعدها على علاقة مباشرة بالحدث الحسيني لشخصيات مختلفة، فاردًا الوثائق الخاصة بشخص الإمام الحسين (ع) من خطب وكلمات في جزء مستقل.

وثائق الحضارة

ما من نص مخطوط، قلّت سطوره أو كثرت، إلا ويشكل لبنة في بناء الحضارة، بغض النظر عن مضمونه وما إذا كان صادرا عن جهة حق أو باطل، لأن النص الرحماني بنورانيته يقدم إشراقات وإضاءات نافعة ومفيدة للبشرية، والنص الشيطاني على عتمته يوفر قراءة وافية لمن يقرأ التاريخ بعيون واعية، فالخير يُعرف من عنوانه وكذا الشر، ولا يمكن إدراك النور دون معرفة العتمة ولا إدراك العتمة دون معرفة النور، ولهذا فإن النصوص إن صدرت عن أو نُسبت الى إنسٍ رؤوم أو علج غشوم، فهما نصّان يكمل أحدهم الآخر لقراءة الواقع كما هو وبيان مواضع العتمة والنور فيه.

ولأن ما وصل إلينا من وثائق النهضة الحسينية ليس بالقليل رغم فقدان الكثير، فإن المؤلف وزعها على الخطب والكتب والمقالات والمعاهدات، شارحا معنى كل واحدة منها بخاصة وإن بعض المفردات اللغوية لها أكثر من معنى ولا تعطي ما يتبادر الى الذهن في وقتنا الحاضر مثل قولنا في "الكتب"، فالمعنى الأولي هو الكتاب الذي بين الدفتين، في حين أن الكتاب تختلف دلالاته من زمن الى آخر ومن مكان الى آخر.

فالوثيقة كما يشير الكرباسي: (ورقة إئتمان تُحرر وتعطى لفرد أو جماعة لإحكام وتثبيت ما اعتمد، وهي مؤنث الوثيق وتجمع على وثائق، من الفعل وَثِقَ يَثِقُ ثِقَةً بمعنى: اطمأن واتَمن .. وهو بمصاف العهد والحلف، ومن هنا جاء قوله تعالى: "الذي ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه"، لأن أصل الوثاق هو الشيء الذي يربط به).

مع أن العهد يقع في مصاف الوثيقة، لكن الوثيقة أقوى عرى منه، لذلك وحسب قول الكرباسي فإن: (الميثاق توكيد للعهد وهو مأخوذ من قولك أوثقت الشيء إذا أحكمت شدّه، مضافا الى ذلك فإن العهد يكون حالاً من المتعاهدين والميثاق يكون من أحدهما)، وهكذا يقع التفاوت بين العهد والوعد أيضا، وبتعبير الكرباسي: (أن الأول أقوى من الثاني ولذلك يُقال نقض العهد وأخلف الوعد)، وبشكل عام فإن مفهوم الوثيقة في الوقت الحاضر يُشار الى: (الأوراق الثبوتية المحررة التي توافق عليها الطرفان أو الأطراف سواء في سلم أو حرب أو أية تسوية أو مصالحة) وفي كل مجالات الحياة، وفيما يتعلق بهذا الجزء، فإن المراد بالوثائق هي: مجموعة الخطب والكتب- الرسائل- والمقالات والمعاهدات التي صدرت من المعسكر الأموي والمعسكر العلوي منذ عام 40 للهجرة وهو العام الذي وقع فيه استشهاد خليفة المسلمين علي بن أبي طالب (ع) وتولي الحكم بعده خليفة المسلمين الحسن بن علي (ع)، وسنوات ما بعد استشهاد الإمام الحسين (ع) عام 61هـ لما لها من علاقة مباشرة بواقعة الطف.

وقبل أن يدخل المؤلف في صلب النصوص التاريخية أفرد أبحاثا مختصرة لأضلاع مربع الوثيقة وهي الخطبة والكتاب والمقالة والمعاهدة، فالخطابة: (مصدر للفعل خطب يخطب وهو إلقاء الكلام على الآخر واسم الفاعل منه الخطيب .. وهو الذي يلقي خطابه على الجماهير لغرض في نفسه وهدف يهدف)، وموضوع الخطابة بحثه المحقق الكرباسي مفصّلا في الجزء الأول من باب (معجم خطباء المنبر الحسيني)، أما الكتاب، فإن المراد منه في مجال الوثيقة: (الرسائل المتبادلة بين الملوك والأمراء وغيرهما)، وفي هذا المقام فإن المراد بالكتب هي الرسائل الواردة على الإمام الحسين (ع) من أهل الكوفة وغيرهم وعموم الرسائل المتبادلة، وأما المقالات فإن المراد بها: (الحوارات والمناقشات التي دارت بين الأقطاب على أطراف الحوادث التي وقعت قبل يوم الطف بل هي التي مهدت لواقعة الطف الأليمة، أو المقطوعات الصغيرة التي يلقيها المتكلم على الحضور سواء كانوا أكثر من مصاف الجمع أو أقل منه، كما ويشمل كل ما لا يمكن ضمه الى الخطب أو إلى الكتب والرسائل التحريرية المتبادلة أو المعاهدات والوصايا)، على أن المؤلف تحدث بالتفصيل عن الكتاب وفن المقالة في الجزء الأول من باب (معجم المقالات الحسينية)، والضلع الرابع من مربع الوثيقة هو المعاهدة التي يأتي معناها: (في الغالب للدلالة على المشاركة، أي مشاركة الواحد مع الآخر في قول أو فعل).

خطب توثيقية

انفرد هذا الجزء من مربع الوثيقة بالخطب ذات العلاقة بالنهضة الحسينية، تاركا بقية الأضلاع وخطب الإمام الحسين (ع) إلى بقية الأجزاء، حيث ضمَّ الكتاب (136) خطبة، ينبغي لكل باحث ومحقق وخطيب أن يتفحص عباراتها وكلماتها، فهي مادة توثيقية دسمة للغاية، يمكن أن تجيب على كثير من الأسئلة التي مازال بعضها الى يومنا هذا عصي على فهم جوابها، وبخاصة ما له علاقة بمسار المجتمعات المسلمة في الكوفة والبصرة ودمشق والجزيرة العربية، وتقلب الولاءات التي أفضت الى قتل ذرية نبي الإسلام رغم توصياته الحثيثة لقومه بأهل بيته خيرا والتي وثّقها القرآن الكريم في الآية 23 من سورة الشورى وغيرها: (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى).

ورأى الكرباسي من خلال تتبعه لمراد الخطب التي صدرت عن معسكر الحق، أن أبرز ما يميزها هو:

أولا: الدور الإعلامي للخطبة، فإنها كانت الوسيلة الإعلامية شبه الوحيدة لإيصال الفكرة الى اكبر عدد ممكن.

ثانيا: التصدي عبر الخطب لماكنة التشويه التي أدارها الأمويون بالضد من الإمارة الراشدة ومحاولات تشويه رؤى أهل البيت (ع).

ثالثا: تسجيل المواقف لأجل التاريخ ومستقبل الأمة، فإن هذه الخطب أصبحت سندًا تاريخيا لا يمكن الإعراض عنها أو التغاضي عن مضامينها لدى التحقيق والدراسة.

رابعا: كسب الرأي العام الذي لا يمكن كسبه إلا من خلال الحديث معه، وبما أن الحوار الفردي صعب، فالطريقة المثلى هي الخطابة وإرسال الرسل والكتب.

خامسا: توعية الأمة بالذي يجري على أرض الواقع.

سادسا: إخبار الموالين وإعلام الأنصار والمناصرين وإعطاؤهم جرعات معنوية للثبات والإستمرارية.

سابع: الحرب النفسية التي لم تكن في يوم من الأيام غائبة عن ساحة الحرب.

ثامنا: تنوير الأمة وإعطاؤها صورة ناصعة عن النهضة الحسينية عبر النصوص الخطابية المتناقلة بين الأجيال.

تاسعا: تشجيع الأنصار والمناصرين على الثبات وإعطاؤهم الخطبة العملية للمضي قدما في المعركة.

عاشرا: بيان النتائج واسباب الإنتصار والفشل وتصحيح المسار.

أما مراد الخطب لدى الجانب الأموي، فأبرزها:

أولا: استخدام الخطب لتثبيط الأمة ومنع اندلاع انتفاضة شعبية، بخاصة وأن المعارض لبيعة يزيد هو سبط رسول الله (ع) وسيد شباب أهل الجنة، وهو الأسوة الحسنة.

ثانيا: التشويش على الواقع وطمس الحقائق، لاسيما وإن بعض بنود معاهدة عام 41هـ بين الإمام الحسن ومعاوية تفضي الى تولي الحسين (ع) أمر قيادة المسلمين بعد موت معاوية.

ثالثا: استخدام الحرب الإعلامية كما في الجانب الآخر.

رابعا: إظهار وجودهم كحكام، وتثبيت مواقعهم خلاف إرادة الأمة، واعتماد سياسة الممكن من أجل التمكين.

خامسا: إضفاء الشرعية على ما يقومون به والنهي عن الخروج عن الحاكم مهما طغى استنادًا الى روايات موضوعة.

معين معرفي

في الواقع فإن الخطب سمطها المؤلف في قسمين، الأول ما قبل استشهاد الإمام الحسين (ع) يوم عاشوراء وهي (77) خطبة غطَّت المراحل الزمنية: (41- 44هـ)، (44- 45هـ)، (45- 50هـ)، (50- 60هـ) وسنة (61هـ)، والبقية (59) خطبة لما بعد الإستشهاد، وقد أحسن الكرباسي صنعًا عندما اختار لكل خطبة عنوانًا ينسجم مع فحواها، مع بيان قائلها ومكانها وتاريخها بالهجري والميلادي بالساعة واليوم والشهر والسنة، وتوزعت الخطب حسب الأسماء التالية، على أن لبعض الأسماء الواردة أكثر من خطبة في أكثر من موضع وزمان:

إبراهيم بن مالك الأشتر، إبراهيم بن محمد، أحنف بن قيس المنقري، أم كلثوم بنت علي الهاشمية، أيمن بن خزيم الأسدي، برير بن خضير الهمداني، بشر بن حذلم المدني، ثور بن معن السلمي، حر بن يزيد الرياحي، حسن بن علي الهاشمي، حنظلة بن أسعد الشبامي، خالد بن سعد الأزدي، رفاعة بن شداد البجلي، زهير بن قين البجلي، زياد بن أبيه، زيد بن أرقم الأنصاري، زينب بنت علي الهاشمية، سائب بن مالك الأشعري، سعد بن حذيفة العبسي، سعيد بن عبد الله الحنفي، سليمان بن صرد الخزاعي، شبث بن ربعي الأحمسي، صخير بن حذيفة المزني، ضحاك بن قيس الفهري، عابس بن أبي شبيب الشاكري، عباس بن علي الهاشمي، عبد الله بن يقطر الحميري، عبد الرحمن بن أبي بكر التيمي، عبد الرحمن بن شريح الشبامي، عبد الرحمن بن عثمان الثقفي، عبد الله بن حنظل الطائي، عبد الله بن زبير الأسدي، عبد الله بن جعفر الطالبي، عبد الله بن حنظلة الأوسي، عبد الله بن عباس القرشي، عبد الله بن عصام الأشعري، عبد الله بن عفيف الأزدي، عبد الله بن عمر العدوي، عبد الله بن مسعدة الفزاري، عبد الله بن مسلم الطالبي، عبد الله بن مطيع العدوي، عبد الله بن يزيد الأوسي، عبد الملك بن مروان الأموي، عبيد الله بن زياد، عبيد الله بن عبد الله المري، علي بن حسين الهاشمي، عمرو بن سعيد الأشدق، فاطمة بنت حسين الهاشمية، قيس بن مسهر الصيداوي، كثير بن شهاب الكوفي، محمد بن أشعث الكندي، محمد بن علي الهاشمي، مختار بن أبي عبيد الثقفي، مروان بن حكم الأموي، مسكين الدارمي، مسلم بن عُقبة المري، مسلم بن عوسجة الأسدي، مسيب بن نجبة الفزاري، معاوية بن أبي سفيان الأموي، نعمان بن بشير الأنصاري، يزيد بن حصين الهمداني، يزيد بن مقنع العذري، يزيد بن أنس الأسدي، يزيد بن رويم الشيباني، يزيد بن مسعود النهشلي، ويزيد بن معاوية الأموي.

كما أحسن المؤلف صنيعا، وكعادته بضم مقدمة إلى الجزء الأول من وثائق النهضة الحسينية، وهذه بالمرة باللغة الآيسلندية بقلم الأستاذ هارالدور هارالدسون (Haraldur Haraldsson)، عمدة مدينة هافنارفجورور (Hafnarfjörður) جنوب غرب ساحل جزيرة آيسلندا الواقعة في المحيط الأطلسي، حيث وصف الحياة بأنه: (ميدان صراع بين قوى الشر وقوى الخير، وأن ساحة كربلاء شهدت صراعا بين هاتين القوتين تمثلت في قوة الخير الى جانب الحسين وقوة الشر الى جانب يزيد، حيث كان الثاني يسعى الى تثبيت حكم المملكة الأموية على خلاف ما كان يريده نبي الإسلام، حيث عاث يزيد في الأرض فسادًا وقتل الأبرياء لإرضاء غروره ورغباته).

واستبعد عمدة مدينة وميناء هافنارفجورور وجود شخصية عظيمة مضحية كالحسين، إذ: (لم نر أي شخص مثل الحسين الذي يضحي بنفسه وعائلته وأنصاره من أجل صالح الناس حيث استشهد لله ومن أجل القيم، ولذلك فهو حي الى يومنا هذا بأهدافه ورسالته الإنسانية).

ووجد الأستاذ هارالدور هارالدسون أن الموسوعة الحسينية من مصاديق الحسين الحي، حيث: (تشكل دائرة المعارف الحسينية واحدة من العلامات البارزة على أن الحسين حي ويعيش وسط الناس وسوف يبقى حيا الى الأبد، فمن يكتب عنه موسوعة في نحو 900 مجلد لاشك أنه حي، وتكشف الموسوعة في الوقت نفسه عن قوة المؤلف وتبحره فلم أر في حياتي من كتب موسوعة بهذا الحجم عن شخصية واحدة).

وتناول هارالدسون في نهاية مقدمته وثائق النهضة الحسينية، داعيا الى التفكير في مضامينها، معتبرًا أن الحسين هو التغيير نحو الأفضل والنجاح والحكمة والمعرفة.

ولم تجانب الشخصية الآيسلندية الحقيقة، فالإمام الحسين (ع) الحي بشهادته والحي بقيمه وأهدافه، هو بلسم النفوس الصادية الى كوثر السلام، ودائرة المعارف الحسينية هي المعين المعرفي للنهضة الممتدة عبر الأعصار والأمصار.

* الرأي الآخر للدراسات- لندن

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق