مما يحصل فيه التخليط ويترامى بها الناس هو اتهام بعضهم البعض بالطائفية، فهل هناك معيار ضابط في صحة طائفية الطائفي او عدمها؟

من الحقائق التي لا يشك بها: ان كل انسان ينتمي الى طائفة وحتى غير المنتمي ان وجد فقد اختار الانتماء الى طائفة (غير المنتمي).

اذن؛ اذا كان الامر كذلك فكيف نميز بين الطائفي وغير الطائفي في طائفته؟

المعيار الضابط الاول لوجود الطائفية:

هو انطواء نفس الطائفي على شعار ابليس (انا خير منه) هذا الشعار الابليسي يجعل المرء يشعر بدرجات من الطائفية حسب قوة الانا الابليسية في نفسه:

فالأول: هو الذي يرى بان طائفته فوق كل الطوائف وأفضل من كل طائفة.

والثاني: لا يقف عند هذا الحد بل يرى ان لابد ان تدين كل الطوائف لطائفته بالأفضلية والقيادة.

والثالث: لا يتوقف عند هذين الحدين، بل يرى ان طائفته هي الوحيدة الجديرة بالحياة وان غيرها من الطوائف لا تستحق الحياة بل يجب ان تموت.

اذن هناك ثلاث مراحل في طائفية الطائفي أشدها منع حق الحياة للطوائف الاخرى كما هي الحال في الطوائف التكفيرية بحيث ان هذه الطائفة لا ترى حق الحياة حتى لاخواتها في الايديولوجية؛ وطائفة داعش والنصرة والطوائف مشتقات القاعدة هي امثلة لهذا النوع من الطائفية المقيتة.

الطائفة بارزة طائفية؛ وهم الذين يتهمون الطوائف الاخرى بالضلال، ولا يقف عند هذا الحد بل يرى ان على الطوائف الاخرى اتباع طائفته ويتشبث بمسلمات ما انزل الله بها من سلطان، وترهات تثير السخرية والاشمئزاز لدى من له ثقافة ويتمتع بقدر من مميزات الانسانية.

الطائفة المعتدلة بطائفيتها: هم الطائفة التي ترى انها ورثت الطائفة من اسلافها دون تمحيص وان الطوائف الاخرى مثلها تماما في الوراثة، كما لا ضير في ان يعتقد الطائفي ان طائفته افضل من غيرها كمسوغ لاعتناقها، ولكن يجب ان لا يصل به الحد الطائفي ليبلغ التجني على الطوائف الاخرى في حقها بالحياة والوجود.

المعيار الضابط الثاني لوجود الطائفية:

هو عدم قدرة الطائفي للتعايش مع الطوائف الاخرى مطلقا، ونحن نرى شاهدا شاخصا من واقعنا في وسط وجنوب العراق؛ فسيفساء طائفي رائع متعايش بل متضامن ومتعاون، يواسي بعضهم البعض في الرخاء والشدة؛ وهذا النسيج الاجتماعي يتكون من طائفة الصابئة والمسيح والسنة والشيعة والعرب والأكراد والتركمان والاشوريين... وفي بعض المدن يهود.

الا ان بعض المدن في غرب العراق يكون مستحيل على أحد من غير طائفتهم ان يعيش بينهم بل ربما يقتل في اول يوم يصل الى هناك.

والأغرب من هذا ان تجد طائفي بالحد الاعلى من هذه التصانيف، ومتسبب بمصائب طائفية كبرى في البلد يصف زوار الحسين بالطائفية ومسيرتهم المباركة بالطائفية:

تناقلت وكالات الانباء ومنها (سكاي بريس) بتاريخ 19/11/ 2016 تصريح الخنجر خميس:

(وقال الخنجر، ان "السير الى كربلاء بهذه طريقة ينعكس سلبا على الاقتصاد العراقي بسبب تعطيل الدوام الرسمي في دوائر الدولة واهمها الخدمية والصحية، كما انها ترسخ حالة الانقسام الطائفي في البلاد).

اولا الخدمية؛ ايام المسيرة هي الوقت الوحيد في العراق الذي يتجند فيه الشعب بأضعاف ما تقدمه الدولة من خدمات.

اما الاقتصاد الذي يتباكى عليه الخنجر فهو واضح من دعمه للمشروع تقسيم العراق (المشروع العربي) واحتضانه لداعش في مناطق غرب وشمال العراق وحجم المال الذي يصرف الان في الحرب ضد داعش، وحجم المال الذي يصرف الاغاثة النازحين وحجم المال الذي سيصرف في اعمار ما خربه جماعة الخنجر من داعش وساحات العز.

اما مسيرة الحسين عليه السلام فتجسد الوحدة والتعايش حيث يشارك بها الصابئة والعرب والأكراد والتركمان والفرس والمسيح وحتى من اهل السنة، ولم يعتد مطلقا اهل المسيرة على احد كما اعتدى الخنجر بماله وتخابره مع الاجانب ضد بلده، بل المسيرة الحسينية المباركة تجلي للحنان والمحبة والتالف في اروع صوره.

الطائفي يتهم غيره بالطائفية......

لكن كما يقول المثل المصري: صحيح اللي اختشوا ماتوا.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق