نعم.. انها "مذبحة" اودت بحياة (132) طفلا في الباكستان.. هؤلاء الاطفال ذهبوا ضحية الفكر المتشدد، الذي مازال البعض ينخرط فيه، وينتمي اليه، ويسعى الى دعمه وتمويله، بل هناك من يمثل واجهة سياسية له..

حدث هذا في احدى مدارس الاطفال في بيشاور بالباكستان، حسب مانقلته وكالات الانباء حينها ومنها "رويترز" نتيجة هجوم ستة مسلحين من حركة طالبان الباكستانية يوم الثلاثاء منتصف كانون الاول 2014 حيث كان عدد الضحايا (145) ضحية منها (132) طفلا بالاضافة الى (182) جريحا.. هذه هي غزوات الفكر المتشدد الذي خلفه لنا بعض المجرمين الذين لبسوا عباءة الدين فوق جلود تمرست بالاجرام والقتل وارتكاب الموبقات.

في العراق توفي مايقارب الـ(1500) طفل نتيجة الاعمال الاجرامية لداعش وليدة الفكر المتشدد، وكانت اسباب قتل هؤلاء الاطفال تكمن في تهجير عوائلهم، والظروف الصعبة التي مروا بها، اضافة الى العمليات العسكرية التي طالت المدن والقصبات والقرى الامنة، مذابح الاطفال مستمرة ويقوم بها ذوو لحى حمراء بأردية سوداء، وقلوب سوداء ايضا، في كل مكان من هذا العالم.. فالاطفال في نظر هؤلاء سلعة تباع وتشترى، منهم من يتاجرون بهم مثلما يفعلون ذلك بالنساء حين باعوهن في سوق النخاسة..

وصف احد الاطفال الناجين من مجزرة بيشاور الحادث بقوله : ان المسلحين اقتحموا المدرسة وهم يصرخون (الله اكبر)، ثم تقدموا مقتحمين صفوف المدرسة.. و ينقل نفس الطفل واسمه (احمد فراز) انه سمع احد المهاجمين يصرخ بسائر المسلحين قائلا: هناك الكثير من الاطفال تحت مقاعد الدراسة اقتلوهم !!..

بهذه الوحشية جاء اولئك المتوحشون من خلف التاريخ، ليستخدموا واحدة من اهم استراتيجياتهم وهي "ادارة التوحش".. التي تعتمدها التنظيمات الارهابية السلفية الجهادية في القتال، خصوصا المرتبطة منها بتنظيم القاعدة، مستمدة ذلك من كتاب بنفس العنوان هو مجموعة مقالات لابي بكر ناجي احد اقطاب القاعدة.. ويُعتقد ان هذه الاستراتيجية تمارس الان في العراق وسورية وافغانستان ومالي والصومال، حيث يتم ارهاب الاهالي لمغادرة المناطق التي تقع بالقرب من تلك التي تحتلها عصابات القاعدة هربا من التعرض للقتل والاسر والسبي وانتهاك الحرمات..

وفعلا حدث هذا في تلعفر وسنجار وسهل نينوى، ومناطق اخرى في الموصل وصلاح الدين وكركوك.. الاطفال اكثر الضحايا في العالم.. فكم طفل عراقي سقط نتيجة المفخخات التي تنفجر في الاسواق وقرب المدارس والاماكن العامة؟.. وكم طفل عراقي تيتم او فقد والديه فاصبح مشردا؟.. وكم من اطفال سورية على هذه الحال وايضا في اماكن متفرقة من العالم؟..

المأساة كبيرة ما دعا السلطات الباكستانية الى اعادة العمل بعقوبة الاعدام التي عُطلت فترة حسب الظاهر، وذلك للحاجة الماسة لردع هؤلاء القتلة على مايبدو، في حين ان المنظمة الدولية لحقوق الانسان (هيومن رايتس ووتش) تطالب العراق لوقف عقوبة الاعدام ضد الارهابيين الذين مارسوا شتى الجرائم ضد ابناء الشعب، ومنهم سياسيون كبار واصحاب مراكز حكومية خطيرة، ولديهم من الامكانات ماتعينهم على ممارسة جرائمهم دون ان يطالهم القانون. وعندما وقعوا بأيدي العدالة، بدأ الصراخ عاليا بوجوب اطلاق سراحهم، لانه اعتقال طائفي وملاحقة طائفية واجراء طائفي.. اما قتلهم الناس على الهوية فهو جهاد مشروع.. ولهذا تتجدد مذابح الاطفال في كل مكان.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق