لماذا، الرؤية الامريكية، (الموصل قبل الفلوجة)، والرؤية الايرانية، (الفلوجة قبل الموصل):

1. الفلوجة ككورة الزنابير قرب بغداد، استهدافها يعني انتشار الزنابير الهائجة بحركة نزوح وانتشار، يهدد بغداد قبل غيرها، ولكن الموصل (عاصمة الخلافة) ورمزيتها اكثر من الرقة، (فالدولة الاسلامية لم تهز العالم الا عندما سيطرت على الموصل وليس الرقة او الفلوجة)، فاذا سقطت بيد القوات المشتركة يعني انهيار معنويات، الدولة الاسلامية (كتنظيم دولة)، ونازحيها سوف لن يتوجهون لجنوب ووسط الشيعي ومنها بغداد، بل للمناطق القريبة، ومنها لسوريا، بعيدا عن بغداد ووسط وجنوب.

مثال حين تم اجتياح الرمادي، زادت معدلات التفجيرات، وانتشار عوائل الحواضن السنية بوسط وجنوب وخاصة ببغداد، واعيد نشاط تنظيم الجنوب لداعش وحزام بغداد، فكيف الحال بعد دخول الفلوجة، وخروج عشرات الاف من النازحين حواضن داعش منها؟؟ واين سوف يذهبون يا ترى؟؟ بالتاكيد لبغداد ووسط وجنوب الشيعي، لاختراقه ديمغرافيا، اكثر من ما هي مخترقة من قبل الحواضن السنية سواء النازحة او المستوطنة.

2. تواجه امريكا (عدم وجود بديل) في هذا الوقت الحرج (انتخابات امريكية على الابواب)، (ومعارك ضد تنظيم داعش)، (واضطرابات ببغداد ضد الحكومة الضعيفة)، (والصراع بسوريا والتدخل الروسي)، (ومحاولة الحزب الديمقراطي الامريكي جني انتصار بالموصل قبل الانتخابات لكسب سياسي خارجي)، (فما المطلوب من امريكا ان تدعم)؟؟ هل حكم عسكري ؟؟ هل حاكم طاغي اوحد؟ فمن يكون؟؟ وهل يوجد هيكلية حقيقية بالمؤسسة العسكرية لبغداد تسمح لانقلاب عسكري او ضابط قوي؟؟ الجواب كلا، هل الشيعة طرحوا بديل عن العبادي يكون نموذج يحتذى او على الاقل يتفقون عليه (الجواب كلا)، هل المتظاهرين ببغداد لديهم بديل واليات لتحقيق اهدافهم؟ الجواب كلا.

3. (انبطاح القوى السياسية والمسلحة الشيعية) لإيران افقد امريكا الكثير من الخيارات، التي لو كان يمكن تطبيقها حاليا، لكانت تصب بمصلحة الشيعة قبل غيرهم وتعطيهم مرونة اكثر، ((فالإدارة الأمريكية ديمقراطيا او جمهوريا لن تسمح باستمرار الشيعة في الهيمنة المطلقة على السلطة لتتحكم بالمسار السياسي على الصعيد الإقليمي باتجاه خدمة النفوذ الإيراني الطامع، الذي بسط ويبسط نفوذه في منطقة الشرق الأوسط وتوسيع دائرة مصالحها على حساب الضعف في الإداء السياسي لنظام بغداد، الذي هو عاجز عن التحكم بقواعد اللعبة السياسية وعدم قدرتها على تحقيق اهداف العملية السياسية او تقديم الخدمات الرئيسية للمواطن سنة وشيعة وكورد. في جانب آخر من التحليل نجد انه من صالح الطرف الأمريكي ان تكون الحكومة العراقية قوية ولكن برغماتيا لتكون نموذج يحتذى بالمنطقة، وليس ذيلا مطيعا لايران،)). الفقرة بين قوسين (منقولة بتعديل).

4. ايران تجعل من الفلوجة اولا، وليس الموصل، وذلك لزيادة التكاليف التي تتكبدها ايران من نقل السلاح والمقاتلين جوا بالطائرات من طهران الى سوريا، لدعم نظام بشار الاسد، مما يتطلب اعادة الممر البري الذي يربط ايران بسوريا ولبنان عبر المثلث السني من الانبار تحديدا، لذلك نجد تحرك على طريق سوريا والاردن للنظام السياسي ببغداد على بالرطبة، ووصولا للحدود السورية والاردنية، بالمقابل الموصل تتحرك لدخولها قوات تركية سنية وحشد وطني سني وقوات دولية، ستكون عقبة امام ايران لنقل السلاح لنظام بشار الاسد في حين طريق الانبار سوف يكون حسب المخطط الايراني من حصة ايران، وهذا وراء رفض ايران قيام اقليم للسنة العرب وحرس وطني سني مثل كوردستان والبشمركة بالمثلث ا لسني، علما ايران كل همها تأمين مرر بري يوصل بلاد فارس الى سواحل المتوسط بجنوب لبنان.

5. (ان تحرير الموصل) سيؤدي لمجرد (انتقال المسلحين السنة من السطح للجحور، ومن العمل العلني الى الخلايا النشطة والنائمة)، ليصعد نجم (البعثيين) الذين وحدهم اثبتوا قدرتهم ونفوذهم وتنظيمهم بالمثلث السني العربي، مقابل قوى اسلامية سنية مسلحة متشرذمة، وكتل سياسية سنية ببغداد متورطة بالفساد ومعزولة عن الشارع السني بالغربية، علما داعش كانت موجودة ونشطة قبل احداث الموصل نفسها، ويعرف الجميع ذلك، فقط بعد احداث الموصل انتقلت للعمل بدوائر الدولة بتنظيم اسمه دولة الخلافة.

6. الوجود التركي العسكري بالموصل ومساهمتها المقبلة في دخولها، يطرح سؤال (هل ذلك سيساهم بتوحيد السنة العرب ام في تشرذمهم حسب كل دولة اقليمية مجندين لها،) مثال السعودية ومصر والاردن وتركيا، ؟ وهل سوف تدعم تركيا اقليم سني عربي يكون عامل يحد من نفوذ كوردستان وتوسعها، وبنفس الوقت يثبت الوجود التركي كما عملت ايران بوسط وجنوب، بهيمنتها على مصادر القرار والثروة والاقتصاد ايرانيا، ويكون الاقليم السني العربي كذلك يكون ورقة ضغط على بغداد بالعلاقات التركية مع بغداد، التي يراسها رئيس وزراء وقوى سياسية محسوبة شيعيا مقربة من طهران.

7. تحرير الموصل سوف يطرح سؤال (من سوف يملأ الفراغ)، وأليس (المرحلة ستتطلب زيادة الطلب على دعم امريكي عسكري بل حتى تركي) ليملئ الفراغ بعد هزيمة داعش عسكريا، (فالحشد الشيعي غير مؤهل ليس فقط لانه غير مسموح له)، وهو مرفوض شعبيا من قبل السنة العرب، بل لعدم قدرته على السيطرة على مساحة واسعة تضم 4 ملايين سني عربي بالموصل، والبشمركة ليس لها شعبية ايضا بين السنة العرب، يبقى الجيش المركزي الضعيف والمتهرئ، الذي سوف تتوسع عليه رقة الارض المفروض ان يسيطر عليها، (فاذا حصلت احداث ببغداد تتطلب ارجاع وحدات عسكرية من ارض المعركة لبغداد) فكيف الحال لبسط السيطرة على 150 الف كيلو متر مربع يراد استرجاعها، ولا ننسى بان الحاضنة السنية العربية موالية لداعش وان لم نقل جميعها فاكثر الشرائح السنية المنظمة هي الموالية لداعش.

8. سياسة التوازنات والاولويات، هي سياسة عقلائية لا يمكن ان نعيب امريكا على انتهاجها، فدعم امريكا للكورد لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية للخلافة داعش، مع حالة توازن مع تركيا كدولة فامريكا لا تريد التفريط بعلاقاتها مع تركيا عضو بالحلف الاطلسي على حساب الاكراد والعكس صحيح، وان استفادة الكورد من امريكا يعتبر ذكاء سياسي كوردي،

9. ان استقلال كوردستان حلم كل كوردي، وهذا من حقهم، فاذا المجتمع الدولي غير مستعد الان لذلك الاستقلال، فيمكن تبني سياسة المراحل، فكثيرين قبل عقود قالوا بان المجتمع الدولي والمحيط الاقليمي سوف يرفض حصول الكورد على اقليم فدرالي لهم، ورغم ذلك حصل الكورد على اقليم مستقل، واصبحت اكثر الدول عداءا للكورد هي تركيا اكثر الدول تقيم علاقات اقتصادية وسياسية وحتى تنسيق عسكري مع كوردستان.

10. أن استقلال كوردستان لن يشكل اي تهديد حتى على تركيا على المدى البعيد كذلك، بل يمكن القول بان تركيا قد تدعم قيام دولة كوردية، وتصبح تلك الدولة هي الضامنة لعدم تحرك حزب العمال الكوردستاني الذي يطالب باستقلال كوردستان تركيا، فتصبح دولة كوردستان الجنوبية، الضد النوعي المناسب لتركيا لكبح جماح كورد تركيا، بالمقابل دولة كوردستان المقبلة بكوردستان منطقة العراق، سوف ترسل رسائل لاكراد المنطقة اعملوا بجهودكم الذاتية.

ليتبين من كل ما سبق بان الحرب ضد داعش داخل مستنقع المثلث السني هي تدخل بمصالح (دولية وامريكية وايرانية وعربية سنية وتركية)، والخاسر من كل ذلك هم (الشيعة العرب)، فحرب الاستنزاف سواء بالموصل او الفلوجة هم (الشيعة سواء بالحشد او الجيش والاجهزة الامنية)، فالسنة يرفضون الحشد لان قياداته محسوبة شيعيا موالية لايران، اما الجيش غالبية جنوده شيعة مساكين، ووزير دفاعهم سني عربي، لذلك هو اداة سنية فيوافقون على دخوله للموصل.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق