أجادت التنظيمات الإسلامية المتشددة فن إدارة التوحش حين مارست الرعب بأشكال مختلفة وتفنن الإرهابيون بالفعل في خلق حالة من الهلع بين المجموعات البشرية المترقبة لمزيد من الجرائم اليومية خاصة في المناطق التي سيطر عليها المسلحون التابعون لداعش، فكان الذبح بالسكين وقطع الرؤوس بالسيوف والحراب والحرق والسحل والرمي من أعلى البنايات وفي الأودية السحيقة والتعذيب الشديد أساليب روتينية في عرف تنظيمات تدعي تمثيل الإسلام لكنها تبتعد عن الطرق الشرعية التي حددتها الشريعة وأوجبت على أتباعها الإلتزام بها.

كان لابد من فن مقابل يبرع فيه الذين يخافون من شرور داعش ويحاولون وقف خطر الإرهاب المتنامي والمدعوم من الداخل والخارج، ولعل بعض الفتاوي الدينية كانت ملائمة لمرحلة ظهور التنظيم الإرهابي الداعشي في الموصل حين بدأت بعض المناطق تتهاوى رويدا على يد مسلحي داعش، فكان لابد من تصد غير مسبوق يتطلب وعيا بنوع الخطر الداهم الذي يتهدد المجموعات البشرية المستقرة لضمان ذلك الإستقرار والحفاظ عليه، أو إستعادته كماهي الحال الآن لإستعادة المناطق المحتلة من التنظيم.

الخوف مهم في مواجهة التحديات، ولعله سبب ضروري لجمع الخائفين وتحفيزهم للمواجهة وحشد الجهد الكامل لتحقيق النصر الكامل ووقف الخطر وتحجيمه قدر المستطاع لتجنب الأضرار التي قد تترتب على سيطرة الإرهابيين على مدن معينة، وتجربة الأنبار تمثل درسا قاسيا لابد أن نستفيد منه مهما إستطعنا الى ذلك سبيلا فالرمادي تركت مدمرة بشكل شبه كامل نتيجة التفجيرات الرهيبة التي حدثت بفعل القصف الجوي والعبوات الناسفة والسيارات المفخخة ونوع القنابل التي زرعت في البيوت والشوارع وكذلك المعارك العنيفة للغاية التي أدت الى تهجير الملايين من الناس ونزوحهم الى مناطق يعتقد أنها أكثر أمنا من سواها، أو مقارنة بالمكان الذي غادروه مضطرين.

ليس عيبا أن نخاف، لكن لابد من التماسك ونشر الوعي بضرورة الخوف كمصدر قوة، وليس نوعا من الضعف، ولايمكن أن ننتصر على عدو ونحن نعيش حال الإستهانة به، أو الرعب منه، وينقل عن علي بن أبي طالب قوله، ما بارزت رجلا إلا وأعانني على نفسه. فالخصم يبرز للقتال وهو يرتجف فتكون ضربة واحدة كافية لتقضي عليه. المهم أن تصنع من الخوف شكلا من القوة لتنتصر لاحقا.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق