وقفت كثيرا امام التصريحات والمواقف البكائية التي سمعتها والتي تلت فض الاعتصام الضاغط على الطبقة السياسية والذي اجبر رئيس الحكومة على تقديم تنازلات تلبي ابسط طموحات الشارع الغاضب بطرح حكومة بعيدة عن المحاصصة وهذا بحد ذاته انجاز للشعب وان كان دون الطموح ولكنها بداية لتصحيح المسيرة، وما اثارني في الامر وقاحة وصلافة الجهات السياسية المتضررة التي فقدت الامتيازات والموارد التي كانت تجبيها من تلك الوزارات نتيجة فقد وزرائها لمناصبهم التي كانت امبراطوريات يعتقدون انها مسجلة بأسماء تلك الاحزاب يتبادلونها مع كل جولة انتخابية وعلى الشعب ان يصمت ويأكل التبن..

لأدخل في صلب الموضوع ولأصف حالتهم المزرية التي تلت فض الاعتصام فقد اجمعت القوى السياسية المتضررة انها حانقة على طريقة التغيير وانها فوجئت بالامر و"ياغافلين الكم الله" وان الطريقة الصحيحة هي حفظ التوازن اي (المحاصصة)، وحساب حقوق الكتل السياسية في الحكم اي (المحاصصة)، وعدم تجاهل ثقلهم السياسي أي (المحاصصة)، وكان من المفروض مشاورتهم في اختيار الكابينة الوزارية اي (المحاصصة) اي بمعنى انهم يقولون ان الحكم في البلد لايمكن له ان يكون حائز على درجة الكمال مالم تمر التشكيلة الوزارية من خلالهم كمعصومين اوصياء على الشعب وعلى الشغب الركوع لهم واطاعتهم.

يريدون القول انهم فلتة زمانهم وانهم التجربة الافضل وانهم الاولياء الصالحون وانهم ولاة امرنا الجديرون باختيار الوزراء بل اختيار ما نأكل ونشرب ونتنفس وكأن الشعب انتفض وتظاهر وغضب واعتصم على طبقة سياسية في جزر الواق واق..!!

يريدون القول ان الوزارات لايمكن لها ان تنجح مالم يباركوها بمسحة من قدسيتهم السماوية او القومية او الحزبية ولن تؤتي أكل الانتاج ما لم تمر بدهاليز البركة المتمثلة بتقوى قادة الكتل رضي الله عنهم وارضاهم.

لأفصل قليلا وادعوكم لهذه الحالة فلسان حال هؤلاء القادة الغاضبون من حركة العبادي التي تكاد تطيح بمذهب المحاصصة القذرة يقول انهم يريدون وزارات يعتبرونها من حقهم وفق ثقلهم الذي يعتقدون، ولنفترض انهم على حق ويجب اعطائهم وزارة هنا او هناك ليسدو افواههم ولايصرخون ويهددون "لو العب لو اخرب الملعب" فما هي اهدافهم من تسنم هذا المنصب او ذاك..؟ سيقولون لخدمة الشعب العراقي مقابل استلام الوزير راتبه العادي مهما كانت قيمته فلن يغني الحزب الذي ورائه..!

اقولها لكم نحن نعلم انكم فاسدون ومتفقون على الفساد كل جهة تغطي على الاخرى "شيلني واشيلك" واقولها لكم ايضا اما الخدمة فقد جربناكم واختبرناكم طوال ثلاث عشر من السنين العجاف وما جنينا منكم سوى الدماء والبلاء والفناء والا لما اعتصم وتظاهر من تظاهر وخدماتكم نراها في الشوارع الخربة والخدمات المزرية والحقوق المفقودة فضلا عن الفضائح التي بلغت عنان السماء ومن هنا لايمكنكم اقناعنا بان لهاثكم وبكائكم على حقوقكم بالوزارات التي سلبها منكم رئيس الوزراء حيدر العبادي انما هو لخدمة الشعب وصراخكم بعد ان سلبت منكم الوزارات فضحكم لو كنتم تريدون الخير للشعب فلاضير ان يستلم الوزارة هذا او ذاك من الوجوه الجديدة بعد ان جربنا فشلكم طويلا والمهم ان يؤدي واجبه على اكمل وجه وفي حدود الامكانات ولنعطهم الفرصة لعلهم افضل منكم وان كانوا مثلكم كما تقولون لاتريدون استبدال الفساد بالفشل فنحن لهم بالمرصاد.

وادعائكم ان تكون الوزارات حق لهذا او ذاك فهو اعتراف انكم تريدون الوزارة لخدمتكم الضيقة لا لخدمة الشعب لأنكم تطلبون باسم المكون الضيق وباسم الحزب الواحد وكان حقه وقد استلب حينما فقد كل الحقوق وبهذه الوزارة يمكنه نيل حقه وهذه سخافة مابعدها سخافة لأنه اعتراف بانكم منظومة مافيوية وليست احزاب تحكم دولة ومؤسسات خلفها شعب ينتظر الرخاء وتاريخ يكتب ونحن نقولها لكم لانريدكم ولانريد خدمتكم ونتمنى من الله ان يقلب عليكم الارض عاليها سافلها وان يستبدلنا خير منكم..

استحلفكم بريكم الذي تعبدون في اي دولة توجد مثل هكذا مهزلة مقززة ؟؟ وهل لكم مثيل في كل التجارب السياسية..؟ واسفي على قيادات تمثل الاغلبية السياسة فرطت بحق اغلبيتها كان من المفروض ان تكون كل السلطة بيدكم كحق ديموقراطي شرعي فرطتم به واضعتموه بسبب الفتن بينكم واضعتمونا واضعتم فوقه ماء وجوهكم لابارك الله بكم جعلتمونا نلعن اليوم الذي ولدنا فيه عراقيون، واقول لمن يذل نفسه لوزارة فقدها هنا وهناك ويبكي كالثكلى انك فقدت قبل الوزارة كرامتك وشرفك وماء وجهك لان هذا اللهاث يشي بكم الفساد والسحت الذي كنتم تجنوه من هذه الوزارات والا هل تريد اقناعي انكم يكفيكم راتب الوزير ليكون هو المبرر لبكائكم على هذه الوزارات المسلوبة من افواهكم الجائعة للدم والذل.

المطلوب من كل الشعب العراقي ان يخرج في تظاهرات كل في حيه ومنطقته لمدة ساعة واحدة في وقت واحد وفي يوم محدد يصرخون في هذه الساعة بصوت واحد لانريد رؤية هذه الوجوه السياسية الكالحة ونطالب بطرد هذه الاحزاب ومنعها من ممارسة العمل السياسي وان تتصدى وجوه جديدة في الانتخابات القادمة بعد تنظيف المفوضية من ماشابها من شوائب المحاصصة والرشوة.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق