نصر جديد تحققه القوات الامنية العراقية بكافة فصائلها، الجيش والبيشمركة والحشد الشعبي وقوات الشرطة الاتحادية وابناء العشائر، لنقفل عامنا هذا على نصر إنشاء الله، نحن بحاجة الى هذا النصر الكبير الذي تحقق بفعل جهود كبيرة ساهم فيها الكثيرون عراقيون وعرب وأجانب، لا يمكننا أن ننسى دور أحد في ما تحقق اليوم بما فيه التحالف الدولي ودور ضرباته الجوية عسكريا وحتى الاسناد المادي الذي تمثل بهبات للعراق لغرض دعم الاسر النازحة والمساهمة في تدريب قواته العسكرية، على العراقيون أن يعلموا أن هناك من يتضامن إنسانياً معهم وقد ودعنا قبل ايام اليوم الدولي للتضامن الانساني.

لكل من ساهم في تحقيق هذا النصر سيكون ديناً في عنق العراق ولكل من قدم قذيفة مدفع أو سلة غذائية وهو يعاني من قسوة الأزمة الاقتصادية وما يحفها من فساد مالي واداري وسنين عجافه قد طلت أيامها نحاول جاهدين بقوة المخلصين من كل الطوائف أن نديم النصر الموشح بدماء أبناء العراق جميعاً، فلا يمكن بأي حال من الاحوال أن يتحقق نصر في جزء من الوطن دون مساهمة جزء آخر فإنتصارات قوات البيشمركة في سنجار كانت قد تسببت كثيراً في ضعف عزيمة الارهابيين وما حدث قبلها من تحرير تكريت وجرف الصخر كان له دوره المعنوي الكبير في بث الرعب في مفاصل الارهابيين فالنصر يتحقق بفعل مشترك من كل القوى الوطنية المقاتلة على جبهات المواجهة الشرسة.

اليوم نحن نحقق الانتصار بعدما روت دماء ابناءنا ارض الوطن وهي قربان النصر الذي تحقق من شمال العراق الى جنوبه وعلينا أن نرعوى معنى أن ننتصر بعدما عانينا من مرارة الخذلان أمام المجايع الارهابية التكفيرية وهي تستبيح حرمان الوطن في كل جزء منه.

لكي يتحقق النصر الكامل علينا أن نتوحد وأن ننسى خلافاتنا السياسية وان يكون جهدنا الأكبر في كيفية التخلص من الاحتلال الداعشي البغيض في كل شبر من ارض الوطن وأن نترك ترهاتنا الطائفية والقومية حتى نتمكن من دعم قواتنا المسلحة والقوات الساندة لها بقوة للتخلص من أكثر أسباب دمار العراق اقتصاديا وسياسياً واجتماعياً فالاحتلال الداعشي البغيض قد قسم السياسيين الى كتل متناحرة والصراع اليوم ليس صراعاً عسكرياً فحسب بل هو صراع اقتصادي قومي اجتماعي ديني فؤي قد يزيد من محنتنا كلما طالت ايامه.

لنستقبل عامنا الجديد بالانتصار ولنديمه بقوة وان لا نفرط بشبر مطلقاً مهما كلف الامر ولا تحرمنا نشوة النصر المتحقق من مسك الأرض بغلظة ومنع عودة الارهابيين اليها بأي شكل من الاشكال، فاليوم لدينا قوات عسكرية بحاجة الى الدعم الكبير وقد ذاقت واستلذت بطعم النصر الكبير في جرف الصخر وسنجار وفي تكريت واليوم في الرمادي وغداً في الموصل ان شاء الله والمصالحة مع الوطن أهم من كل شيء والرئاسات الثلاث مدعوة الى توطين السلام في الوطن والتشديد على الحد بقوة من الخطابات الطائفية والقومية بأي شكل من الاشكال فكل ابناء الشعب يقدمون اليوم دمائهم لزهو العراق، العربي والكردي والسني والشيعي والايزيدي والمسيحي والتركماني كلهم اليوم اختلطت دمائهم بتراب هذا الوطن من أجل مَنْ ؛ من أجل المستقبل الذي ينشده الجميع وما أمامنا إلا أن نتوحد ونصبح جميعاً درعاً للوطن وهو ثري ويكفي الجميع ارضاً وثروات فما بال الصراع يشتد مع كل نصر يتحقق ومع كل بادرة حسن نيه تنطلق من هنا وهناك.

العمل أمامنا كبير وقد يكون اكبر من القتال حتى، لدينا مدن كبيرة مدمرة بالكامل وبنى تحتية انهارت بفعل الارهاب والفساد، وستكشف الصور عظم ما تعرضت له مدينة الرمادي من دمار هائل بحاجة الى جهد دولي لإعمارها لا اعتقد ان لدينا القدرة على القيام بذلك بسنين عديدة، لدينا وطن كامل قارب على الانهيار فندعو الجميع أن لا يزيدوا من محنته بتناحرهم البغيض ورفع وتيرة الكره بين ابناء شعبه الكريم، كما أن الاعلام عليه أن يرتقي الى مصاف الاعلام الوطني الحقيقي وأن يترفع عن نقل التصريحات التي تثير الشارع وسخريته من قادته، النصر بحاجة الى الوطنيون محبو شعبهم كما هو بحاجة الى دماء قادته العسكريين وجنوده الأبطال.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق