q

عندما أعلن الملياردير الأمريكي "دونالد ترمب" عزمه الترشح لمنصب رئيس الولايات المتحدة الامريكية خلفا للرئيس الحالي "باراك أوباما"، كان من بين أكثر من (15) مرشحا جمهوريا ينافس للفوز بأصوات الناخبين والحزب للوصول الى البيت الأبيض... لكن "ترامب" قرر ان يمتاز عن الأخير بأسلوبه الاستفزازي لمشاعر الاخرين، ونتيجة لذلك أطلقت عليه عدة صفات ونعوت، واتهمه البعض بالعنصرية والعداء والكراهية، ولا ننسى صفة "المهرج" التي اطلقها البعض الاخر عليه، مثلما استهوته وسائل الاعلام كثيرا، فباتت تنقل جميع اخباره وتصريحاته.

هاجم المرشح الجمهوري "ترامب" كل شيء، تقريبا، في الولايات المتحدة الامريكية، مثلما انتقد الجميع خارج الولايات المتحدة الامريكية... علق على السكان المكسيكيين المقيمين في أمريكا بالقول "هم يجلبون المخدرات، ويجلبون الجرائم إلى بلدنا، هم مغتصبون".

وعلى الرئيس الأمريكي "أوباما" بالقول "منذ ثلاثة اسابيع، كنت اظن انه ولد في هذه البلد، ولكن الآن لدي شكوك قوية بشأن ذلك."

ونال من الحلم الأمريكي قائلا "للأسف فأن الحلم الأمريكي قد انتهى، ولكن في حال انتخابي كرئيس، فسوف يرجع هذا الحلم بصورة أكبر وأفضل، وسوف استرجع لأمريكا عظمتها".

وشاكس السود داخل الولايات المتحدة الامريكية كثيرا، حتى انه قال في تغريده على حسابه في تويتر إن "الأمريكيين من أصل أفريقي يقتلون البيض والسود بمعدلات أعلى بكثير من معدلات قتل البيض أو ضباط الشرطة للسود".

القائمة تطول بالنسبة لتصريحات المهرج "ترمب" او هكذا يحلو للكثيرين ان يصفوه، فهو في كل يوم يخرج بتصريح مثير للجدل والازعاج داخل الولايات المتحدة الامريكية... اما خارجها فلم يسلم منه أحد تقريبا.

الصين مثلا قال عنها ان ظاهرة "الاحتباس الحراري هو اختراع من صنع الصين، ولصالح الصين، يهدف إلى التأثير على الصناعة الأمريكية، والحد من تنافسها على السوق".

كما تمنى وجود "صدام حسين" و"معمر القذافي" في السلطة معتبرا ان العالم سيكون أكثر امانا بوجود "حكام مستبدين" على شاكلتهم؟.

لكن تصريحات "ترامب" ليست كلها مضحكة او مثيرة للسخرية، البعض منها يفتح "عقدة كبيرة" يحاول الجميع محاصرتها والقضاء عليها، (الإسلام فوبيا) او (عقدة الإرهاب) التي تولدت في الغرب والصقت بالإسلام والمسلمين، كانت احدى المسائل التي تناولها "ترامب" في تصريحاته النارية لكسب قلوب الناخبين.

دونالد ترامب في اخر تصريحاته، اعتبر الحل الأمثل لسلامة بلادة والمحافظة على أمريكا هو بمنع المسلمين من الوصول الى الولايات المتحدة الامريكية، الامر اشبه بفرض حظر شامل ضد وصولهم الى البلاد تحت أي سبب او ذريعة كانت، حتى وان كانت لأغراض التعليم او السياحة او العلاج...

خلق أجواء العداء والتصريحات الغير مسؤولة لا يمكن ان تغذي سوى "التطرف" من كلا الجانبين، "ترمب" احدى الوسائل التي تغذي هذا التطرف في أمريكا والعالم، والمستفيد من هذا الامر هم المتشددون والتنظيمات المتطرفة، اما "ترمب" والمعجبون به فلن يحصدوا أي نجاح يذكر من الترويج لهذه الثقافة التي اهانت الجميع بلا استثناء.

لاعب كرة السلة الأمريكي السابق "كريم عبد الجبار" رد على تصريحات ترمب بمقال في التايمز قال فيه أن "خطاب ترامب غير المسؤول والمحرض، وتعمد نشر المعلومات الكاذبة، خلقا جو خوف وعدوانية، قد يشجع الناس على العنف، فهو يمثل الشخص المتبجح في أفلام الكاوبوي القديمة، الذي يشتري مشروبا للجميع، في الوقت الذي يشجعهم فيه على القيام بعملية القتل"... وقد قارن "عبد الجبار" بين "ترامب" وتنظيم "داعش" باعتبارهما طرفان يقومان بنقل الكراهية والإرهاب الى العالم.

تصور ان "ترامب" يفوز برئاسة الولايات المتحدة الامريكية في نهاية المطاف، كيف سيتعامل مع العالم بعقليته الحالية؟، وكيف سيساهم بحل القضايا الشائكة في منطقة الشرق الأوسط، وتنظيم داعش على سبيل المثال؟ وكيف سيتعامل مع المسلمين والمكسيكيين واليابانيين؟.

اضف تعليق