المناورات الانتخابية اندلعت شرارتها في هذه الدورة مبكرا، اذ تناهى الى مسامعنا ان جهة حزبية اشترطت على بعض الشخصيات عدم الترشيح للانتخابات المزمع اقامتها في الثامن عشر من كانون الأول، ويأتي المنع من الخشية الكبيرة لكسح الساحة الانتخابية وحصد الأصوات الجماهيرية...

معطيات كثيرة تُنذر بحدوث مواجهات كبيرة تلوح في الأفق يقترب وقوعها مع اقتراب اجراء انتخابات مجالس المحافظات المقبلة، اذ تستعد الأحزاب لخوض هذا المضمار مع التسلح بسلاح التسقيط وشراء الذمم بالمال السياسي الذي استولت عليه خلال ممارستها مسؤولية السلطة.

المناورات الانتخابية اندلعت شرارتها في هذه الدورة مبكرا، اذ تناهى الى مسامعنا ان جهة حزبية اشترطت على بعض الشخصيات عدم الترشيح للانتخابات المزمع اقامتها في الثامن عشر من كانون الأول، ويأتي المنع من الخشية الكبيرة لكسح الساحة الانتخابية وحصد الأصوات الجماهيرية.

الصاعدون من السياسيين الحاليين ومن هم في مراكز حساسة في إدارة الحكومات المحلية هم في الأساس جاءوا الى السلطة على متن سفينة الأحزاب التقليدية، يحملون افكارها ورؤيتها في إدارة مفاصل الدولة، منهم من تفوق في عمله وخدع الجماهير ببعض الاعمال المزيفة وبعضهم من اُطيح به في الشهور الأولى من توليه.

من تفوق على اقرانه استطاع ان يبني له مجدا بعيدا عن مضلة الحزب التقليدي، وبالتأكيد هذا لا يروق لأحزاب السلطة الشروع بخط مغاير عما رسم له، وفي النتيجة تبدأ مرحلة الصراع وتستعد الأطراف لخوض النزال السياسي، عبر لعبة إثبات الوجود وبأساليب مشروعة وغير مشروعة، قانونية وغير ذلك.

الحكومات المحلية الحالية (الناجحة وفق تصورها)، تعتبر المحافظة او الإدارة المحلية للوحدات من مناطق قوتها ونفوذها، ولذلك تعمل وتبذل وتجتهد لإبقاء سيطرتها على ما حصلت عليه من مكتسبات ومقومات لإدامة النفوذ والتحكم بمقدرات المدن الاقتصادية التي منحتها فيما بعد القوة السياسية.

وفقا لهذه المكتسبات تكون المواجهة من المسلمات التي لا تقبل التشكيك، كل جبهة لديها ما يشعرها بالقوة والقدرة على هزيمة الجبهة المقابلة، مستندة على ملفات مُعدة لتقديمها للجهاد الرقابية للفصل بين الغث والسمين والحكم بهزيمة أحدهما مقابل الآخر الذي سيتولى إدارة المرفقات والتحرك في الساحة السياسية المحلية دون مناهضين حقيقيين.

حرب الملفات بين الكتل السياسية تشهد تصاعد بوتيرتها بالتزامن مع الصراع الانتخابي المحموم، حيث تنشط حركة التصريحات النارية واللقاءات التلفزيونية وكأنها تمهيد للانتقال الى مرحلة جديدة من مراحل التباري الذي يسبق ساعة الصفر المتمثلة بيوم الاقتراع.

الحرب المرتقبة في الأيام المقبلة يمكن تقسيمها الى مستويات عديدة، فعلى المستوى السياسي والإعلامي يتركز الحديث على المواجهة الافتراضية والتسقيط المباشر بعيدا عن الالتزام بالقيم الأخلاقية وشرف الخصومة.

وعلى المستوى الميداني فالأمر مختلف تماما، فقد حولته الكيانات السياسية الى ساحة لمزيد من المناورات واستعراض العضلات، يذهب أحد الأطراف الى توزيع بعض المستحقات او المطالبة بتوسعة دائرة شمول الأشخاص بشبكة الرعاية الاجتماعية، بينما يرفع الطرف الآخر مستوى سخاءه الذي قد يصل الى توزيع القطع السكنية والامتيازات الفردية.

الأمور على الميدان تتجه الى مزيد من التصعيد، كل الأحزاب تعتقد ان لها الحق في التصدي للحكم خلال الفترة القادمة، وكلها أيضا لها ملفات تستطيع المناورة بها وفرض سيطرتها بقدر ما لديها من ادانات للأطراف المتبقية، ووسط كل هذا يبقى المواطن يراقب التحولات الكبرى والمواجهات التي تعيد ترتيب الاحداث ورسم خارطة النفوذ على الأرض.

اضف تعليق