اشتهر العرب بالانتساب للإنسان لأنهم قوم يفخرون باصلابهم النقية ولهذا عرفت الألقاب العربية باسماء الاشخاص مثل بنو هاشم وبنو عبس وبنو تميم وحتى الدول التي أسسها العرب سميت بأسماء الاشخاص مثل الدولة الأموية والدولة العباسية، واشتهر الفرس بالانتساب إلى المدن والحواضر...

اشتهر العرب بالانتساب للإنسان لأنهم قوم يفخرون باصلابهم النقية ولهذا عرفت الألقاب العربية باسماء الاشخاص مثل بنو هاشم وبنو عبس وبنو تميم وحتى الدول التي أسسها العرب سميت بأسماء الاشخاص مثل الدولة الأموية والدولة العباسية .واشتهر الفرس بالانتساب إلى المدن والحواضر لأنهم قوم يفخرون بحضارتهم وعمرانهم لهذا اشتهرت ألقابهم الخرساني، التبريزي ، الأصفهاني، الشيرازي، وغيرها .اما الترك فقد كانوا ينتسبون إلى مهنهم وحرفهم وصنائعهم مثل الدامرچي اي الحداد والچاقمقجي اي صانع الأسلحة والقندرچي والباچه چي اي بائع الباچة والچرخچي اي الحارس الليلي، وعندما دخلت المهن الجديدة باللغة الإنكليزية أضيف لها الضمير (چي) لتتريكها مثل البنچرجي، التورنچي ..

وقد احتفضت العائلات البغدادية بالقابها وتوارثها الأبناء عن الآباء والأحفاد عن الاجداد..

لكن المشكلة في الإصدارات اللاحقة من نسخة الضمير التركي المتصل (چي)

فقد تلقفت اللجهة العراقية الضمير چي ليلازم بعض الصفات لاسيما الذميمة وصفات ابناء الشوارع والسوقه مثل الگحب چي والفر.. چي والعرقچي ولم يتوقف هذا الضمير التركي عن العمل بل تمكن من الاستمرار في إصدارات جديدة فقد اخذت التيارات السياسية تلصقه ببعضها للتقليل من شأن الخصوم والمنافسين مثل قومچي التي أطلقت على اتباع التيارات القومية ..

هذا كله يمكن أن يكون في السياق الطبيعي فالمجتمع يتفاعل وينتج مفردات جديدة ترتبط بعلاقة الإنسان بالبيئة المحيطة به…

لكن الأمر الغريب والذي لم يكن في تصوري وتصور اي متابع حريص على مجتمعه وبلاده أن تقوم الأوساط الرسمية وشبه الرسمية العراقية باحياء هذا الضمير التركي المتصل بظهور مصطلح جديد إلى الساحة وسط احتفال كبير ومن قلب بغداد.

والمصطلح الجديد لإيرتبط بممارسة سوقية ولا باتجاه سياسي يراد التقليل منه بل يستهدف اهم ركيزة في البلاد وهي القانون ورجاله فكان مصطلح (قانونچي) بمعنى أن رجل القانون في المخيال الشعبي يفسر على انه سلوك ومهنة بنفس الوقت يعني رجل القانون كحال القچقجي والقمرچي والعربنچي والمطيرچي ..

وبما أن الأستعمار التركي لم يترك لنا هكذا وظيفة ضمن سلسلة المهن القديمة، فيحسب هذا المصطلح للعقول العراقية الجبارة التي كانت ومازالت وستبقى تطرب على الغريب والغرائب وترينا العجائب ..

ونجحت في النزول برجل القانون لمرتبة المطيرچي الذي لم يكن يسمح له الدخول لقاعات المحاكم .وللأسف اننا في قانونجي نسجل على الجهات المعنية صمت وسكوت واخفاق بطعم الانتكاسة التي توازي نكسة شذى حسون ونشيد موطنها الناعم.

...................................................................................................
* الاراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن راي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق