q
الجيل الناشئ هو المسيطر في هذا المجال؛ ذلك لأنه الأكثر خبرة وعلما في التكنولوجيا الحديثة ولغتها وذلك على خلاف تربية الماضين حينما كان الآباء هم المسيطرون على أبنائهم يرغبون فيهم حينا ويرهبونهم حينا آخر او يرشدونهم بالتحاور والنقاش. فاليوم في الزمن الراهن الآباء هم المعرضون للعقوبة من قبل...

كيف أثرت التكنولوجيا على سلوكيات الاطفال والمراهقين؟

ما هي المعالجات التربوية الجوهرية التي تتناسب مع حجم التحديات التكنولوجية؟

مبدئيا؛ لا فرق بين عصر التكنولوجيا والذكاء الصناعي وبين العصر الحجري، فالأخلاق هي ذاتها والتربية السلوكية أيضا هي نفسها. وبعبارة أخرى فإن المبادئ لم تتبدل وإنما الآليات والوسائل قد تطورت أو اختلفت.

وعليه فلابد من العودة والتركيز على القيم والمباني الأخلاقية والتربوية لأصالتها فالصدق هو الصدق والاحترام والعطف لا يختص بعصر دون آخر.

من هنا فإن التطور التكنلوجي في واقع الأمر هو صورة محدَّثة لظاهرة النزهات الجماعية والسهرات الليلة ومجالس السمر الشبابية في زمن سابق إلا أنها ترجمت إلى لغة تكنولوجية ليس إلا.

وعليه فلا يمكن محاربة تلك الظواهر إلا بتهذيبها واختيار المفيد منها وصقلها لئلا تتلوث بالثقافات الدخيلة السيئة واستثمار الخبرات الثقافية الجيدة.

ولقد قامت بعض الدول أو الشركات أو المراكز الفنية بإنتاج بدائل تكنولوجية تتحدى تلك السيطرة، إلا أن كل ما في الأمر يحتاج إلى السعي لزيادة وعي الجيل القادم وتحصينهم بالدين واحتوائهم باللطف والمحاورة عن طريق مصاحبتهم ومناقشة الأفكار معهم لمعرفة الحلال من الحرام والصواب والخطأ لخلق حصانة ذاتية.

من هنا فإن التركيز لابد أن يكون حول كيفية إيجاد هذا الوعي والتفاهم.

ولابد من الانتباه إلى هذه الحقيقة؛ أن الجيل الناشئ هو المسيطر في هذا المجال؛ ذلك لأنه الأكثر خبرة وعلما في التكنولوجيا الحديثة ولغتها وذلك على خلاف تربية الماضين حينما كان الآباء هم المسيطرون على أبنائهم يرغبون فيهم حينا ويرهبونهم حينا آخر او يرشدونهم بالتحاور والنقاش.

فاليوم في الزمن الراهن الآباء هم المعرضون للعقوبة من قبل الأبناء إن خالفوا ميولهم؛ وأذكر تجربة حصلت مع أحد المعارف حيث إنه لسبب خلاف بسيط مع ولده الصغير فقد كل الملفات والأرقام والمعلومات الخاصة به من هاتفه اليدوي ومن جهاز حاسوبه؛ بسبب اختراق قد قام به ولده على جهازيه ليعلن انزعاجه من أبيه.

وعليه فإنَّ الصداقة بين الأبناء والآباء لابد أن تبدأ من مرحلة مبكرة وأن تستمر في جميع مراحل الحياة، ذلك لأن طفل اليوم يولد وهو ذو خبرة تكنولوجية أكثر من والديه حتى ولو سمحوا له بالشاشات نصف ساعة يوميا!

* مداخلة مقدمة الى الجلسة الحوارية التي عقدها مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث في ملتقى النبأ الاسبوعي تحت عنوان: (التربية في زمن التكنولوجيا.. المخاطر والتحديات)

اضف تعليق