يشير الفهم الحضاري الحديث للقرآن إلى تطبيق وفهم القرآن الكريم وتعاليمه في ضوء التحديات والتطورات الحضارية الحديثة. يعني ذلك أن نحاول فهم القرآن وتطبيق تعاليمه بطرق تتوافق مع الظروف والمتطلبات الحديثة للحياة، وأن نتجاوب مع التطورات العلمية والتكنولوجية والاجتماعية والاقتصادية بطرق تتوافق مع القيم والمبادئ الإسلامية الموجودة في القرآن...

يشير الفهم الحضاري الحديث للقرآن إلى تطبيق وفهم القرآن الكريم وتعاليمه في ضوء التحديات والتطورات الحضارية الحديثة. يعني ذلك أن نحاول فهم القرآن وتطبيق تعاليمه بطرق تتوافق مع الظروف والمتطلبات الحديثة للحياة، وأن نتجاوب مع التطورات العلمية والتكنولوجية والاجتماعية والاقتصادية بطرق تتوافق مع القيم والمبادئ الإسلامية الموجودة في القرآن. وهذا يعني أيضًا استخدام المنهج العقلاني والتفكير المنطقي والتحليل العلمي لفهم مفهوم القرآن وتطبيقه في حياتنا اليومية.

واذا استحضرنا المعادلة الحضارية التي تقول ان الحضارة هي حصيلة تفاعل عناصر المركب الحضاري الخمسة (اي الانسان والارض والزمن والعلم والعمل) في اطار منظومة القيم العليا الحافة بهذه العناصر، امكننا ان نفهم دور الفهم الحضاري للقران في تطوير المركب الحضاري حيث يشير مصطلح المركب الحضاري إلى التطور الشامل والمتقدم في المجتمع والحضارة بشكل عام. أما منظومة القيم العليا فهي تشير إلى مجموعة القيم التي تحكم سلوك الأفراد وتوجهاتهم في الحياة.

وتحتوي المنظومة القيمية العليا على خمس منظومات فرعية متعلقة بالعناصر الخمسة للمركب الحضاري: الإنسان (وتشمل قيم الاستخلاف والكرامة و الحرية والعدالة وحقوق الإنسان) والأرض (وتشمل قيم الاستثمار و البيئة والاستدامة) والزمن (وتشمل قيم النمو والتطور والتقدم) والعلم (وتشمل قيم العلم والمعرفة والتعلم) والعمل (وتشمل قيم العمل الجاد والمسؤول). هذه العناصر تعتبر أساسية للتقدم الحضاري وتكامله من خلال بناء سلوك إنساني مبني على القيم العليا.

ويمكن ان نفهم علاقة الفهم الحضاري للقرآن بالمركب الحضاري ومنظومة القيم العليا المحيطة به من خلال النقاط التالية:

أولاً، يقدم القرآن تصورًا شاملاً للإنسان ومكانته في الحضارة. يعلم القرآن المسلمين قيمة الإنسان وتفرده كخليفة لله في الأرض والمسؤولية الملقاة على عاتقه في تطوير وتنمية المركب الحضاري. يشجع القرآن على البحث والاكتشاف والتطور العلمي والتكنولوجي لتحقيق التقدم والازدهار.

ثانيا، تحتل الايات المتعلقة بالارض مساحة واسعة في القران وهي تدعو الى السير في الارض او الطبيعة واستكشاف ثرواتها واستثمارها والتمتع بها.

ثالثاً، يتعامل القرآن مع قضايا الزمن والتاريخ، ويُعرِّف المفهوم الإسلامي للزمن وأهميته في الحياة الإنسانية. توجد في القرآن قصص الأمم السابقة وحوادث التاريخ التي تحوي عبرًا وعظات للأمة المسلمة لمواجهة تحديات المركب الحضاري في حقبات مختلفة.

رابعاً، يحتوي القرآن على الكثير من العلم، سواء في مجالات العلوم الطبيعية أو الاجتماعية أو الروحية، فضلا عن الحث المستمر على الزيادة في العلم. يعتبر القرآن مصدرًا رئيسيًا للمعرفة والحكمة والتوجيه في كل جوانب الحياة. وهذا يسهم في تطوير المركب الحضاري بوجود قواعد وأسس علمية وأخلاقية تعزز التقدم والاستقرار.

خامساً، يحث القرآن على العمل والبناء والتطور. يعلم المسلمين أن العمل هو من مظاهر العبادة وأنه يجب عليهم العمل بجهد لبناء مستقبلهم وتحقيق الرخاء الحقيقي. يُعزز القرآن قيم العمل الجاد والمثابرة والابتكار في المركب الحضاري.

وبشكل عام، يمكن القول إن الفهم الحضاري للقرآن يتفاعل مع المركب الحضاري ومنظومة القيم العليا ليعززها ويسهم في تطويرها وتنميتها. يمكن أن تصبح القيم والمفاهيم الواردة في القرآن أساسًا لبناء المركب الحضاري واتخاذ القرارات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تحقق العدل والتنمية المستدامة.

اضف تعليق