الأطفال المُعطلون وبسبب هذا الفراغ يقضون ساعات طويلة امام شاشات التلفاز واللعب بالإلكترونيات التي تجعلهم يسهرون لساعات متأخرة من الليل وبذلك تتحول الاجازة الى عبئ إضافي على أولياء الأمور الذين يتمنون انتهائها بأسرع وقت ممكن من اجل العودة الى الروتين المدرسي...

يشعر الطلبة بفراغ كبير بعد انتهاء الامتحانات النهائية، وكأنهم تحرروا من ضغوطات رافقتهم طيلة الموسم الدراسي، وهنا نجدهم يسرحون ويمرحون في قضاء الوقت بأشياء لا تنمي شخصيتهم وقدراتهم الفردية، ويدفعنا ذلك الى طرح التساؤل الآتي بماذا يمكن ان نستثمر العطلة الصيفية؟

الأطفال المُعطلون وبسبب هذا الفراغ يقضون ساعات طويلة امام شاشات التلفاز واللعب بالإلكترونيات التي تجعلهم يسهرون لساعات متأخرة من الليل وبذلك تتحول الاجازة الى عبئ إضافي على أولياء الأمور الذين يتمنون انتهائها بأسرع وقت ممكن من اجل العودة الى الروتين المدرسي.

من الجوانب السلبية للعطلة الصيفية انها تطفئ الشرارة المتقدة لدى الأطفال المعتادين على القراءة والكتابة ومتابعة الحصص بشكل يومي، لضمان تفوقهم بين الاقران والحصول على درجات عالية تقبلهم في بعض المدارس الخاصة كالمتميزين والمتفوقين وغيرها.

فالتعطيل من البديهي يعمل في أحيان كثيرة على تخفيض هذه المستويات وتأخذ بالتراجع والاضطرار الى العمل على ارجاعها كما في الحال الجيد الذي كانت عليه قبل الانقطاع عن الدراسة، وهنا يتطلب جهد إضافي وعمل مضني لجعل الأبناء يتأقلمون مع المرحلة الدراسية الجديدة، خارجين من حالة الركود الفكري الذي فرضه عليهم الانقطاع المؤقت عن تلقي العلم والمعرفة.

من المدهش بشكل حقيقي أن الأبحاث التربوية أوضحت أنه في حال أخفق الاهالي في حماية عقل أطفالهم خلال وقت الإجازة الطويلة (أي الإجازة الصيفية أو ما يسمى بالاستراحة المدرسية)، فإنه ربما يفقد في المتوسط ما يعادل 2.6 شهر من تحصيله على مستوى الصف في مهارات علم الحساب وكذلك ما يعادل عاما كاملا على مستوى القراءة، وهذا فعلاً ما يتجلى بوضوح في معاناة الأهل في بداية كل عام دراسي لعودة مستويات أطفالهم من جديد لما كان عليه أولادهم.

بينما يمكن تلافي هذه الإشكالية عبر العمل على استثمار العطلة الصيفية بطرق عديدة لتنمية مهارات الصغار لتصبح أوقات الاجازة أوقات مفيدة تخدم هذه الشريحة الأساسية من المجتمع.

تهتم جميع الاسر بتنظيم أوقات أطفالهم خلال العام الدراسي، وتأتي هذه الرعاية والاهتمام من اجل رفع مستواهم العلمي وتحصيلهم الدراسي، اذ يحرص الوالدين على نوم اولادهم في وقت محدد، وكذلك ايقاظهم في وقت معين، مما يساعد على تركيزهم في استيعاب المادة الدراسية والحفاظ على نشاطهم الجسدي وصحتهم العقلية.

بينما ذات الاهل يجهلون كيفية التعامل مع الأبناء خلال فترة العطلة الصيفية بما يخدمهم ويقدمهم الى الامام بنفس الوتيرة التي كانو عليها ابان الفترة الدراسية، متجاهلين بعض الأنشطة التي تنمي أفكارهم وتزيد من خزينهم المعرفي ورفع مستوى مهاراتهم الفردية.

فمن الناجح ان يُزج الأبناء في البرامج الصيفية التي تتبنى اقامتها بعض المؤسسات المعنية في التنشئة الاجتماعية، كالمخيمات الكشفية والسفرات العلمية والاستكشافية، بما يطلعهم على نمط حياتي جديد، والتعرف على أصدقاء جدد لهم تجارب مختلفة، وينحدرون من اسر ذات خلفيات متعددة.

وحسنا لو تلقى الأطفال خلال العطلة الصيفية بعض الدروس الدينية والارشادية التي توضح تعاليم دينهم الحنيف وتسلحهم بسلاح الايمان لمنع الانزلاق في المنزلقات الأخلاقية الخطيرة، وفي الوقت نفسه التأسيس لقاعدة ايمانية رصينة في نفوسهم لتأدية دورهم في الحياة الاجتماعية.

من يريد ان يشيد دارا يستعين بخبرات أمهر المهندسين المتخصصين، ليضمن عدم الوقوع في الأخطاء الانشائية وإكمال البناء بالشكل الصحيح، وكذا تنشئة الانسان بالصورة الصحيحة يجب ان تكون منذ لبناتها الأساسية تحظى باهتمام كبير وعناية خاصة عبر استثمار الفترات الصيفية واوقات الاجازات ليكون الطلبة افرادا صالحين في المجتمع ومندمجين فيما بعد ضمن قواه الفاعلة.

اضف تعليق