شهدت استنبول وأنقرة واكثر من عشرة مدن أخرى استعراضا للقوة نفذته جندرمة السلطان أردوغان كجزء من حملة لمحاربة الارهاب كما أدعى وهو الذي كرس مطاراته وفنادقه خلال السنين الاربعة الماضية لاستقبال الالاف من ارهابي العالم من شتى الجنسيات وثم تسهيل دخولهم الى سوريا. السلطان أردوغان يعرف جيدا انهم يقطعون آلاف الأميال بقصد القتل وحرق وتدمير بيوت السوريين وآثارهم الحضارية وتلويث أجواء سوريا ومياهها دون وازع من دين أو ضمير أو شرف وهو يعرف أن دخول هؤلاء البهائم الى سوريا ليس أقل من أدوات قتل وخراب وتهجير ملايين الناس من أماكن سكناهم ومدارس وملاعب أطفالهم.

لكنه على ما يبدو قد استخدم شعار مكافحة الارهاب لإرهاب مواطنيه الكرد الذين كان لفوزهم في الانتخابات البرلمانية الاخيرة بنسبة 13% من الأصوات مفعول الصدمة الكهربائية التي يستخدمها أطباء المستشفيات لإعادة تنشيط القلب بعد السكتة القلبية. النصر الذي حققه مواطنوه الكرد غير المعترف بهم كشعب أفقده صوابه فأمر أكثر من خمسة آلاف رجل أمن مدججي السلاح متعطشين للدماء ترافقهم طائرات الهيلوكوبتر بشن حملة ارهاب غير مسبوقة ضد الكرد بحجة اعتقال الجناة الأكراد المتهمين بقتل ضابطين وجنديين. نعيد، خمسة آلاف رجل أمن وطائرات هيلوكوبتر للقبض على قاتل لا أحد شخص شكله أو لون بشرته عنوان سكناه وحتى جنسه امرأة أو رجل.

تذكرني هذه الحملة الهمجية العشوائية بمروية شعبية تقول: انه في يوم من الأيام تعرضت لبوة الأسد ملك الغابة للاغتصاب وعندما سألها ملك الغابة هل تعرفت على أوصافه قالت بلا، أتذكر انه من جنس الثعالب بخصية واحدة. ثار أسد الغابة فاطلق ندائه لكافة اسود الغابة للاجتماع في عرينه لبحث الأمر الجلل الذي انتهك فيه شرف الملكة المصون. وخلال الاجتماع المهيب للأسود الذين بدا وكأنهم على علم بما سيعلنه عليهم مليكهم حيث بدا على وجوههم علامات الغضب والحزن والرغبة في الانتقام. وبعد أن التأم الجمع طرح ملك الغابة على المجتمعين الأمر وطلب منهم اقتراح اسلوب الرد المناسب لعقاب من سولت له حماقته ارتكاب هذه الجريمة الشنيعة بحق المملكة. اتفق الحشد بعد مناقشات طويلة جادة على القاء القبض على الجاني وقطع خصيته عقابا على فعلته ليكون عبرة لمن اعتبر وصدر الأمر للجميع بالبحث عن الجاني سيئ الحظ وكانت المرحلة الأولى القبض على الثعالب جميعهم.

انطلق المنادي بالغابة معلنا المرسوم الملكي، فما أن سمع الثعالب بالأمر حتى دب الذعر بينهم ففروا في جميع الاتجاهات طلبا للنجاة. أحد الثعالب الذي كان يهرول مذعورا مر من أمام ثور طاعن في السن من معارفه القدامى فاستغرب الثور وهو يراقب صديقه الثعلب يلهث وتكاد تنقطع أنفاسه باحثا عن ملجأ فسأله ما الخبر ياهذا ما خطبك أراك مهموما مذعورا على غير عادتك..؟؟ رد الثعلب وهو يرتجف من الخوف.. ألم تسمع ما حدث..؟؟ أجاب الثور، لا لم أسمع أخبرني... اجابه الثعلب انها مصيبة يا صديقي، لقد اغتصبت ملكة الغابة من قبل ثعلب وحيد الخصية.. فأصدر ملك الغابة أمره بالقاء القبض على الجاني وقطع خصيته الوحيدة. وبكل برود قال له الثور، ولماذا أنت خائف.. هل أنت وحيد الخصية..؟؟ أجابه الثعلب لا.. لكنهم يقطعون في الأول وبعد ذلك يبدأون في العد..،،،

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق