الفرصة لا تزال قائمة، ومنافذ التقليح التي وفرتها وزارة الصحة تعمل ليل نهار وفي كل مكان، ولا يوجد حجز مسبق أو شح في عدد اللقاحات، وكلنا يرى الجائحة كيف عادت بهجمات شرسة وبسلالة جديدة، ومنها من تسعى للموافقة على جرعة تعزيزية رابعة، في حين فرضت تلك الدول قيوداً مشددة...

طوابير طويلة ومشاعر الملل والخوف، لدى كثير من سكان المعمورة من فيروس، يغير اسمه بتعدد متحوراته، ومع تزايد انتشار المتحور الجديد أوميكرون، بدأت دول عديدة حول العالم إعلان إجراءات وقائية، للوقوف بوجه تفشي الوباء، بفرض قيود على احتفالات رأس السنة الميلادية، وتعليمات للأسواق والمطاعم والمؤسسات الحكومية، وتسريع وتيرة التطعيم والجرعات المعززة.

لا تزال نسبة المتلقحين في العراق دون المستوى المطلوب، ودون مواكبة ما أعدته وزارة الصحة لتقليح معدل 300 ألف شخص يومياً، من خلال فتح منافذ تلقيح في المستشفيات والمراكز الصحية، وفرق جوالة في الأسواق والمولات والمدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية، وإصدار تعليمات وتوجيهات وتحذيرات من احتمالية عودة موجة أخرى من الوباء، والتنبيه على خطورة سلالة أوميكرون التي اجتاحت 160 دولة، وانتقلت الى دول مجاورة للعراق، رغم تجاوز العراق أزمة الأوكسجين والمعدات والملاكات الطبية وردهات العناية بالمصابين، من افتتاح وتوسعة السعة السريرية لكثير من المستشفيات.

رغم مرور العراق بموجات سابقة، كانت الثالثة هي الأشد، وتجاوز فيها عدد الاصابات 13 ألف شخص يومياً، واكتظت المستشفيات وردهات العناية المركزة بالمرضى، إلا أن عدد الملقحين لا يزال بحدود 20 % وعدد يتجاوز 8.5 مليون نهاية العام 2021، ومنذ شروع وزارة الصحة بالتلقيح في شهر آذار 2021، وبعدد في أقصاه يتراوح من 70 - 100 ألف مواطن يومياً، وينخفض أيام العطل الرسمية، رغم سلاسة الإجراءات وعدم الحاجة للتسجيل المسبق أو الوقوف بطوابير، في حين وفرت الوزارة ما يزيد عن 20 مليون جرعة وحملات توعية بكل الوسائل المتاحة، للوصول الى 60 - 70 % من الملقَّحين.

ملاحظات مهمة يسجلها أيّ متابع للشأن الصحي والوبائي، من خلال مشاهدة عدم الإلتزام بالاجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي، فتلك الأسواق والحفلات ومباريات كرة القدم والأماكن العامة دون قيود تذكر، في حين يلاحظ في كثير من المناسبات استخفاف بالمخاطر التي يخلفها الوباء، وعدم اتباع لسلسلة الإجراءات الصحية في المؤسسات الحكومية والمطاعم والأماكن العامة، وخطر آخر يمكن في المدارس والجامعات وملتقيات الشباب، وهذه الشريحة قد تكون الأقل التزاماً بالإجراءات الصحية وهم يشكلون أكثر الفئات تحركاً، قبال كبار السن والمرضى الذين يتقيدون بالحركة والالتزام، جراء الخوف من الإصابة.

إنَّ مسؤولية التثقيف لا تقف عند وزارة الصحة وإن كانت معنية بالدرجة الأساس، ولكن للإعلام والنخب والفعاليات الاجتماعية، أثرٌ في توعية المجتمع تجاه المخاطر من سلالة أوميكرون سريعة الانتشار، ولا تعني انخفاض عدد الإصابات في العراق.

إن البلد غادر المخاطر وعودة موجات قد تكون أشد شراسة، ولا توجد دواعٍ لامتناع أشخاص عن التلقيح فالخطر لم يعد شخصياً بقدر ما هو مهدد لمجتمع برمته، وكل شخص منا لديه من المعلومات التي تشير الى أيام الرعب التي كنا نعيشها في أشهر تفشي الوباء.

الفرصة لا تزال قائمة، ومنافذ التقليح التي وفرتها وزارة الصحة تعمل ليل نهار وفي كل مكان، ولا يوجد حجز مسبق أو شح في عدد اللقاحات، وكلنا يرى الجائحة كيف عادت بهجمات شرسة وبسلالة جديدة، ومنها من تسعى للموافقة على جرعة تعزيزية رابعة، في حين فرضت تلك الدول قيوداً مشددة على دخول المؤسسات والأماكن العامة، وقد لا يعرف بعض الممتنعين عن اللقاح أنهم مسؤولون عن انتشار الوباء، وبالتالي تزايد الإصابات واكتظاظ ردهات المستشفيات والعنايات المركزة وزيادة عدد الوفيات.

.............................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق