الشهيد سماحة الشيخ جعفر الصفار -رحمه الله-، نال أعلى أوسمة الشرف والفخر والعزة والكرامة، وهو وسام الشهادة، توج به في أطهر مكان بيت الله المسجد، وفي أشرف الأيام يوم الجمعة، وفي أفضل الشهور شهر رمضان المبارك، وهو في حالة سجود لرب العالمين، زف بالشهادة وهو صائم.

هنيئا لشيخ شهداء الصلاة والصيام الشهيد الشيخ جعفر الصفار -رحمه الله-، بهذه العظمة والمنزلة الشريفة، فهذا توفيق من رب العالمين، وهو يستحقها عن جدارة واستحقاق.

فهو من أهل الله، -كما يقال– وهو حقا كذلك، لقد عاش لله وفي سبيل الله، وخدمة العلم والمعرفة والإنسانية والرسالة وخدمة المنبر الحسيني، وإحياء مبادئ وقيم الثورة الحسينية الخالدة.

أعطى بإخلاص وتفاني وبصمت وهدوء، وتنقل بين المدن والبلدان سنوات طويلة، من أجل إيصال رسالة من أحبه وعشقه، وهو سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام؛ فجمع الله بين العاشق والمعشوق بين الشهيد الشيخ جعفر الصفار وسيد الشهداء الإمام الحسين (ع)، عبر طريق الشهادة، طريق الإمام الثائر الخالد الامام الحسين (ع) طريق الأحرار والشرفاء والعظماء.

عاش الشهيد شيخ شهداء الصلاة والصيام الشيخ جعفر الصفار -رحمه الله- إنسانا بسيطا متواضعا، يكدح من مكان إلى مكان، يحمل معه الطيبة الإنسانية والابتسامة البريئة، إضافة لما يحمله من علم ومعرفة وثقافة.

عاش بعيدا عن الأضواء والتيارات والجماعات، مفضلا حياة البساطة والألم والجهاد في سبيل إيصال رسالته، والهدوء والصمت حول معاناته، يبث أوجاعه إلى الله، بعدما خاض تجربة أليمة فالشهيد الشيخ جعفر الصفار -رحمه الله- " هو احد السجناء القدامى بالمنطقة الشرقية سجن بين الاعوام ١٩٨٥- ١٩٨٧ " (كما نقل)، وانه خلال هذا الاعتقال التعسفي الظالم تعرض وواجه أنواع " من التعذيب والاهانات المتكررة وبشكل يومي في السجن، فكان نعم العبد الآواب الصابر المحتسب الهادئ في طباعه وحركاته وكلامه".

رحل الشهيد سماحة الشيخ العالم والخطيب بجسده وبهيئته البسيطة التي تظهر مدى تواضعه الكبير، وسيبقى حيا بروحه الطيبة والطاهرة وبابتسامته البريئة، وقوته بالترفع عن الدنيا، وتواضعه العظيم، وبصبره على الالام والأوجاع والجراح. قال تعالى: ((ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)).

شيخ شهداء الصلاة والصيام الشيخ جعفر الصفار، عاش بعيدا عن الأضواء، ولم يجد الإهتمام اللائق من مجتمعه في حياته، فطبيعة مجتمعاتنا الزهد مع العلماء البسطاء المتواضعين، ولكنه قصة إنسان عظيم طيب القلب طاهر الروح، وخطيب بارع، وعالم دين فاضل، يحمل علما ومعرفة وثقافة وأدبا رفيعا، قصة تستحق أن تكتب وتخلد ليكون قدوة للسائرين في درب الجهاد والكفاح والشهادة.

الشهيد سماحة الشيخ جعفر الصفار –رحمه الله-، عاش أحلى أيام حياته عند ضريح أمير المؤمنين الإمام علي أبن أبي طالب -عليه السلام- في النجف الأشرف، وكان دائما يشتاق لتلك البقعة الشريفة، فرزقه الله الشهادة، وأن يدفن جسده الطاهر بجوار سيده وأميره الإمام علي أبن أبي طالب (ع) في النجف الأشرف، بعد التشرف بالطواف بجسده حول ضريح الإمام الحسين وضريح أخيه العباس (ع)، وضريح الإمام علي (ع). هنيئا لك أيها الشهيد الطاهر الطيب بهذه المنزلة العظيمة.

رحم الله شيخ شهداء الصلاة والصيام سماحة الشيخ جعفر الصفار، - وشهداء جامع الإمام الصادق في الكويت، وشهداء جامع الامام الحسين في الدمام، وشهداء مسجد الإمام علي بالقديح، وشهداء حسينية المصطفى بالدالوة - بواسع رحمته، واسكنهم فسيح جناته، وحشرهم مع النبي محمد واله، والهم ذويهم الصبر والسلوان.

ولنا عبرة في قصة الأبطال الشرفاء العظماء الشهداء. ((إنا لله وإنا إليه راجعون)).

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق