الوباءُ موت، الاقتصاد السيّءُ والضعيف موتٌ أيضاً، الوباءُ يقتلُ الآلافَ عشرات الآلاف، والاقتصاد السيّءُ يقتلُ الملايين، الحظرُ التام، فشلٌ تام، في كُلّ مكانٍ من هذا العالم، الحظرُ التام، يفتكُ بالناس، أكثرُ بكثير، من الأوبئةِ المُستجَدّة، في كُلّ مكان، الآلاف يموتون ولكنّ الملايين يفقدون وظائفهم...

الوباءُ موت، الإقتصادُ السيّءُ والضعيف موتٌ أيضاً، الوباءُ يقتلُ الآلافَ عشرات الآلاف، والإقتصادُ السيّءُ يقتلُ الملايين، الحظرُ التام، فشلٌ تام، في كُلّ مكانٍ من هذا العالم، الحظرُ التام، يفتكُ بالناس، أكثرُ بكثير، من الأوبئةِ المُستجَدّة.

في كُلّ مكان، الآلاف يموتون ولكنّ الملايين يفقدون وظائفهم، ومصادرَ رزقهم ومئاتُ الملايين من الفقراء يزدادونَ فقراً، ويموتونَ أيضاً، كما كانوا يموتون قبل الوباء، وكما سيموتونَ بعدهن كُلُّ دولةٍ لا تقومُ بإجراءِ "مُقايضةٍ" محسوبةٍ بدقّةٍ، بين موت مواطنيها بالوباء، وموتهم بسبب فقدانهم لمصادر دخلهم، هي دولةٌ فاشلة.

في كُلِّ الدول، ولدى جميع الأُمم، فإنّ الحظرَ الكامل على حركةِ الناسِ، وشلِّ أنشطتهم العاديّة، هو تجسيدٌ مُخزٍ لفشلِ النظام الصحيّ، الطبُّ مشفى والمشفى سرير، فما بالكَ بدولٍ "عُظمى"، وجدت أنّ مستشفياتها ناقصةُ التجهيز، وأنّ لا أجهزةً تنفّسٍ كافيةٍ لديها، ولا وحداتُ رعايةٍ مُركّزةٍ .. ولا أطباءَ كافينَ لدرءِ "الجائحةِ"، ولا مُمرّضين؟.

ما بالكَ بدولٍ"دُنيا" لا مشافي لديها، ولا أطباءَ كافينَ لدرءِ "الجائحاتِ" العاديّاتِ فيها (وما أكثرها)، ولا مُمرّضين؟، عندما تكونُ مسؤولاً عن كُلّ هذا، وتُدرِكُ أنّكَ عاجزٌ عن توفير الحدّ الأدنى في مواجهته، تلجأُ للحظر التام، الإرهابيّونَ يجوبونَ المُدن، تفرِضُ حظراً للتجوال، لا تستطيعُ ضبط حركة الناس ، وتأمين سلامتهم .. تفرِضُ حظراً للتجوال، لا تستطيعُ ضبطَ الشارع تقطَع الشارعَ بـ "الصبّات".

يهطلُ المطر بغزارة (ونادراً ما يهطلُ بغزارة)، فتفيضُ المجاري على الناس، تمنَحُ الناسَ عُطلةً، إلى أن "تتبخّرَ" لوحدها، مياهُ المجاري، ترتفعُ درجات الحرارة (ونحنُ منذ الإنفجار العظيم ، بلدٌ شديد الحرارة) ، فتنقطِعُ الكهرباء .. تمنَحُ الناسَ عُطلةً، إلى أن تنخفِضَ لوحدها، درجاتُ الحرارة، ونعودُ الانَ إلى دونالد ترامب، لا تلوموا ترامب، ترامب يعرف، أنّهُ إذا كان الوباءُ موتاً ، فإنّ الإقتصادَ السيّءَ والضعيفَ الأداء .. هو موتٌ أيضاً، وترامب يعرفُ أيضاً أنّهُ يُديرُ أكبرَ اقتصادٍ في العالم، وأنّهُ بالنسبةِ لإقتصادٍ كهذا، فإنّ موتَ الناسِ بالوباءُ، هو موتٌ قصير الأجل ، وقابلٌ للتعويضِ بأدنى خسارةٍ ممكنة ، بينما الموتُ من خلال الأداء الإقتصاديّ السيّءَ والضعيفَ .. هو موتٌ طويلُ الأجل، وباهض الكلفة.

وهكذا يا عزيزي "المسؤول"(باستثناء دونالد ترامب طبعاً) إذا كنتَ تُريدُ نصيحةً من مجنونٍ مثلي .. سأقولُ لك : دَعْ قِلّةً من الناس تموت .. وكُثرةً من الناسِ تحيا، ولا تُكرِّرْ حماقةَ عجزك وفشلكَ عن حماية مواطنيكَ من فايروسٍ تافهٍ كهذا، مرّةً أُخرى، دَعْ قِلّةً من الناس تموت (إذا لزمَ الأمر) .. وأترُك الكُثرةَ الفقيرةَ من هذه الناسِ تحيا، وإلاّ (إذا طالَ الأمرُ أكثر ممّا يجب)، سيخرجُ عليكَ الجياعُ شاهرينَ قبضاتهم، ويسحلونكَ في الشوارع.

..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق