q
يرى محللون إسرائيليون، أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة ستضطّر إلى القيام بتقليصات مؤلمة في الميزانية بما فيها الأمن، أي الحاجة إلى وقف التدريبات، أو وقف زيادة القوة، وذلك على خلفية العجز الكبير الذي تركته الحكومة السابقة. ما يعني أن \"إسرائيل\" قد لا تقوى على خوض حرب...

يرى محللون إسرائيليون، أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة ستضطّر إلى القيام بتقليصات مؤلمة في الميزانية بما فيها الأمن، أي الحاجة إلى وقف التدريبات، أو وقف زيادة القوة، وذلك على خلفية العجز الكبير الذي تركته الحكومة السابقة. ما يعني أن "إسرائيل" قد لا تقوى على خوض حرب طويلة الأمد في غزة، وأن العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ الجمعة الماضي الموافق 3 أيار/ مايو 2019، لن يطول وسيقتصرعلى توجيه ضربات مركّزة.

من جهةً أخرى، بات واضحاً أن "إسرائيل" تنوي شن هجمات مركزة أيضاً على الجنوب اللبناني في المستقبل القريب، ويمكن أن نستشف ذلك من تهديدات الجيش الإسرائيلي المتكررة على لسان المتحدث باسمها افيخاي ادرعي منذ نهاية عام 2018م. حيث غرّد ادرعي على حسابه في تويتر: "حياتكم في خطر .. أعذر من أنذر"، مهدداً عناصر حزب الله وجنود الجيش اللبناني.

كان قد سبق هذه التهديدات بشهرين، تصريحات لوزير الحرب الإسرائيلي الأسبق أفيغدور ليبرمان يقول فيها: "أن هدفنا الرئيسي هو إعادة العلاقات الروسية الإسرائيلية لوضعها" مشيراً إلى ما يجرى في سورية. ما يعني وجوباً أن "إسرائيل" تسعى لتوطيد العلاقات مع روسيا على أسس مصلحية، في سبيل لجم أيّ تحركات إيرانية من شأنها أن تدفع بالأوضاع إلى تدهور أمني حاد لا تستطيع "إسرائيل" مجاراته، وبدون أدنى شك فإن ذلك سيكون مقابل تنازلات وأثمان معينة ستدفعها إسرائيل لصالح المصالح الروسية في سورية.

ترمي هذه التحركات الإسرائيلية المتراوحة ما بين العمل العسكري المحدود في المنطقة، وتوطيد العلاقات مع روسيا، إلى إنجاز تسوية واسعة تشمل المنطقة برمتها، بما يخدم أساسيات "صفقة القرن"، ويُحقق تقدماً للكيان الإسرائيلي على أرض الواقع. ويبدو أن وتيرة هذه التحركات ستتسارع في شهر أيار/مايو 2019، خصوصاً وأن "صفقة القرن" ستعلن بعد رمضان، بحسب مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنر، فهل تنجح "إسرائيل" في تحقيق أهدافها؟.

تعيش المنطقة على نار متقلبة، وسط معادلة لم تتغير، مفادها أن العرب أشدّاء بينهم، رحماء بأعدائهم .. هذه هي الحقيقة التي تعكس أزمتنا العربية، وواقعنا المؤسف. وفي ظل المعطيات التي أوردناها، لا يسعنا إلا أن نقول بأن هناك خط دقيق يفصل "إسرائيل" بين التقدم والإنزلاق، إلا أن هذا الخط مرهون بهذه المعادلة التي بيد العرب وحدهم أن يقلبوها.

* كاتب وباحث فلسطيني
[email protected]

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق