آراء وافكار - مقالات الكتاب

مكنونة البساطة!

إذا أرادت البشرية البقاء على الحياة، فقد حان الوقت لأحداث تحولا كبيرا بحزم أمر نقلنا من الرأس إلى القلب... وذلك بعدما ملئت الأرض بالحروب والموت وسفك الدماء والتي تشابك معها البؤس والكثير من القهر والكثير من الملل والمزيد من الجزع وشاع بين سكانها الانتحار لدرجة انه كاد إن يكون في اغلب عيون البشر على انه المخرج والمنفذ الوحيد

العقل هو ماكر، وليس بسيطا ابداً... والقلب ليس خبيثا مطلقا، فربما هو بسيطا دوما... وكم صعبا إن نعيش من القلب إلى الرأس... وكم يسيرا إن نعيش من الرأس إلى القلب.

لذلك لنعترف ونقر إننا نعيش من القلب إلى الرأس، فلذلك أضحت حياتنا أكثر تشويشا وتشويها وتشابها مع حالة اللغز الذي لا يبدو إن هناك سبيلا لوقوعه في المكان المرغوب... وكلما ازدادت فلسفتنا كلما تضاعف ارتباكنا وأصبحنا أكثر فظاعة.

إذا أرادت البشرية البقاء على الحياة، فقد حان الوقت لأحداث تحولا كبيرا بحزم أمر نقلنا من الرأس إلى القلب... وذلك بعدما ملئت الأرض بالحروب والموت وسفك الدماء والتي تشابك معها البؤس والكثير من القهر والكثير من الملل والمزيد من الجزع وشاع بين سكانها الانتحار لدرجة انه كاد إن يكون في اغلب عيون البشر على انه المخرج والمنفذ الوحيد مما جعلها للأحوال تبدو ألان وكأن البشرية معظمها تكاد إن تندرك نحو الانتحار ولن يوقفها عن الانجراف نحو أزمة الانتحار العالمي إلا معجزة كبرى.

غير انه إذ حدثت المعجزة... لكن ما هي المعجزة التي من الممكن حدوثها وتغيير الأحوال على ضوئها، نظن انه ليس من الممكن إحداث تحول كبير من دون إجراء تغيير كبير وجذري في نظرتنا إلى العالم بتجنيب العقل وتحكيم مهامه وتحديد دوره، ومن ثم تغيير مركز ومحور سيطرة عيشنا من سلطنة العقل إلى إن تكون الزعامة الكاملة بيد سلطنة القلب... وعزل الدنيا وفواجعها ورغباتها وإطماعها وتنافساتها ومشاكلها كلها عن العقل ومنعه من التدخل فيها، ونعاود العيش ببراءة الأطفال ونعيش بقلوبنا فقط ومعظم أفكارنا نركنها لقلوبنا، كي نكون اقل منطقية وأكثر حساسية ... عبر ذلك لن نجزم بتحقيق السعادة، غير انه ولربما قد نحقق بذلك بعضا منها.

....................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق