حكم النمرود 400 سنة وواجه النبي إبراهيم الذي يعود إليه أنبياء الأرض جميعهم، فاليهود يدعون القرب إليه، والبابا يحلم بزيارة بيته في صحراء الناصرية في الجنوب العراقي، والمسلمون يقرنون الصلاة على نبيهم محمد بالصلاة عليه فيقولون، اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم. لكن المسلمين في الغالب عندما يذكرون نبيهم محمد فيصلون عليه لوحده دون آله الذين إختصهم الإسلام بالصلاة والتبريك والسلام.

النمرود كان جبارا في الأرض مثل بختنصر، وكان يحكم في بابل الشهيرة وهي ليست ببعيد عن أور التي ولد فيها إبراهيم بحسب المرويات التاريخية، وحين قتل جميع الأطفال تمكنت والدة إبراهيم من خداع السلطات وأبقت إبنها الصغير محميا، ثم تحول الى رجل يقارع عبدة الأوثان، ويدعوهم الى التوحيد ومعرفة الإله، وحاولوا معه فأهانوه وسجنوه ووضعوه في النيران، لكنه تمكن من الصمود، ثم غادر الى فلسطين ومصر، وعاش في أكثر من موضع قرب البحر الميت، وبقي يبشر بالدعوات الى الله.

النمرود فشل في حمل إبراهيم على التراجع، ولكنه عقد معه صفقة ما بعد أن تمكن إبراهيم من إثبات الحقيقة، وغادر ليمارس الدعوة في مواضع أخرى من العالم القديم، لكن النمرود بقي على حال التمرد الأولى وأذله الله بأن أرسل عليه نوعا من النمل والبعوض قضى على جيشه، ودخلت حشرة في أنفه، وتسللت الى الدماغ، وظل يعالج منها، ويصيح من الألم لمدة 400 عام مماثلة لسنوات التجبر حيث بقى لنفس العدد من السنين يتألم ويطلب من الناس أن يضربوه على رأسه بالنعال ليخف ألمه حتى مات من كثرة الضرب.

التقديرات تقول إن الديانة الإسلامية العظيمة ستمتد على جميع الأرض وواحدة من الأساليب التي تعتمد اليوم لوقف هذا التمدد بحسب المراكز الغربية هو تصوير الإسلام والمسلمين على إنهم مجموعات عنيفة قاتلة متوحشة، وإضعاف الإقتصاد في البلدان الإسلامية، ونشر الفوضى والحروب، وإعتماد أنظمة فاسدة مستبدة عميلة تسوق للغرب مايريد، وتمنحه ثروات المسلمين كما تفعل بعض الدول حين توفر صفقات بمئات مليارات الدولارات الى الحكومات الغربية واليهودية تحديدا، ومن الأساليب المتبعة في وقف تمدد الإسلام تخويف الناس منه بنشر التطرف، وتكليف أجهزة الإستخبارات الغربية ومنها الأمريكية بالقيام بتشكيل مجموعات دينية متطرفة بالإعتماد على تفسيرات لرجال دين مسلمين حمقى، وحكومات متواطئة، وتأسيس جماعات متطرفة، وتمكين مثقفين وأكاديميين مغتربين فكريا من نشر الحكايات والمعلومات المغلوطة عن الإسلام والنصوص الدينية لتشويه الفكرة، وتحييد العقل، والعمل كفريق منسجم ضد الإسلام، والتغطية على فكر الإعتدال والتسامح في نصوص القرآن والتركيز على نصوص تتعلق بمرحلة زمنية معينة، أو بمعركة حدثت ضد مشركين في الجزيرة في وقته.

خلال سنوات قليلة سيكون الإسلام الدين الأول في العالم، وستكون أوربا قارة مسلمة، ولكن ليس بالتطرف والإرهاب والقتل الذي تدعو إليه الجماعات الممولة من حكومات مرتبطة بإسرائيل وأمريكا والغرب، بل بالفكر الحر والثقافة الواعية والتعاليم الدينية الإنسانية الصريحة. والله غالب على أمره ولو كره الكافرون، فهو يريد ذلك وليس لنا أن نتحداه.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق